نوال بريتي – ريحانة برس
مرَّ سنة كاملة على تعيين حسن زيتوني ، من طرف الملك محمّد السادس، عاملا على إقليم الحسيمة، وهي مدّة كانت كافية، حتّى يرسم الرجل صورةً جديدةً عن نفسه، تتلخّص في كونه جاء بنفَسٍ شبابي ورزين، ينتظر أن ينعكس على تعامله مع القضايا المختلفة، التي تهمُّ الإقليم وأعقدها تلك المرتبطة بمدينة الحسيمة.
وأبدى زيتوني وَفْق ما تمّت معاينته خلال الأسابيع الماضية، نهجًا هادئًا وأقل صخبًا في التعامل مع مجموعةٍ من القضايا الآنية، وهو الَّذِي سمحت الفترة التي قضاها في تنغير كعاملٍ على الإقليم ، لتجربته بأن تُصبح أكثر اختمارًا، وساعدته أيضًا على فهم الكثير من الأمور في المنطقة خصوصًا على المستوى السياسيّ والثقافيّ والاجتماعيّ.
لكنَّ شخصية العامل، الهادئة والمُتّسمة بالانضباط، دفعت كثيرًا من مُتتبّعي الشأن العام المحلي، للتساؤل بغير قليلٍ من الفضول والتشويق: كيف سيتعامل هدا العامل الجديد مع عددٍ من «الحيتان» في مجالات السياسة والمال،والعقار الَّذِينَ لا يكاد «المعقول» يعرف طريقهم، وهم في نفس الوقت المتحكّمون في عددٍ من المواقع والمصالح ذات الحساسية؟
ولا شكّ أنَّ زيتوني مُحاط بأشخاص خبروا الحسيمة والأمانة تقتضي أن يصف له هؤلاء، دون أي تحفظ، الواقع الَّذِي تعيشه المدينة، التي أصبحت ملاذًا «شبه آمن» لمحترفي «التخلويض» بكلّ أنواعه، الذين يتقاسمون بينهم «المصالح» كما أنَّها «مسؤوليات»، فمنهم المُكلّفون بالتجزيء السريّ، ومنهم المسؤولون عن «الرخص المشبوهة»، ومُنهم المتخصصون في «السمسرة» بين المكاتب وأصحاب رؤوس الأموال.
والثابت هو أنَّ مدينة الحسيمة كانت دائمًا مُعقّدة، وأنّه عندما يصل الأمر إلى مصالح «الحيتان الكبيرة»، يكون العمل صعبًا على «ولاد الناس»، لأنَّهم يُواجهون سدودًا عملاقةً وعراقيلَ غير متوقع، لكنَّ المُؤكّد أيضًا هو أن مجيء زيتوني محكوم بظرفية خاصة، تحظى باهتمامٍ ملكيٍّ صريحٍ ومباشرٍ، فالبلاد كُلّها مُطالبة بأقصى درجات الجدية استعدادًا لأحد أعظم الأحداث في تاريخ المغرب الحديث، وهو كأس العالم 2030.
زيتوني رجل سلطة كونه قادمًا من وزارة الداخلية كما أنَّ له خبرةً طويلةً كونه عمل كرئيس دائرة ورئيس قسم الشؤون العامة بتطوان.
وإذا كان على الرجل أن يُواكب المشاريع الكبرى للمدينة، بما في ذلك النقل الحضريّ والجويّ والبحريّ، بالإضافة إلى عددٍ من مشاريع البنى التحتية وإعادة
هيكلة الكثير من المرافق، خاصة بالجماعات القروية حتّى تكون المدينة مستعدةً لإستقبال الملك في عطلته الصيفية فإنه سيجد على عاتقه أيضًا مُهمّة «تنظيف» طنجة من «أباطرة» التلاعبات ممَّن لا يتّقنون العمل إلا تحت جنح الظلام.
إرسال تعليق