هل زار هرقل خاتم الأنبياء والمرسلين وهل تحالف بنو اسماعيل وبنو يعقوب لتحرير سورية وفلسطين من بيزنطا؟
هشام الصميعي – ريحانة برس
نحن لا نعرف شيئا عن الأربعين سنة الأولى من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، ولم يصل إلينا من سيرته العطرة إلا القليل من ما جاء في الوحي ، كما أن سيرة الرسول التي كتبها ابن هشام وجمعها من مرويات ابن إسحاق، لم تكتب إلا بعد قرنين على رحيل خاتم النبيئين وخاتم المرسلين محمد صلوات الله عليه ٠
فالعرب كانوا أمة أمية لا تمجد الكتابة منغمسين في الشهوات وعبادة الأوتان دون شرائع تنظم مجتمعهم أومدينتهم ودونما مثل أخلاقية ٠
في هذا الزمن من بعتة النبي محمد صلوات الله عليه كانت هناك حضارات مزدهرة تمجد الكتابة، كبيزنطة والصين والسوريان والأرمن وحضارات أخرى ،وقد ذكر مؤرخوا هذه الحضارات نبي الإسلام ووصفوا شرائعه٠ في هذا المقال نغوص في مصادر التاريخ الارمنيۃ والسريانيۃ والبيزنطيۃ و الصينيۃ لنتعقب بصمات خاتم النبيٸين والمرسلين محمدا صلوات الله عليه .
ففي اقدم وتيقة تاريخية في أفريقية سنة 634 ميلادية بحسب روبرت هويلند مؤرخ الشرق الأوسط عن ظهور نبي العرب محمد وهي وتيقة يعقوب المنتصر والوثيقۃ بمتابۃ نص دفاعي عن المسيحيين تورد الوثيقة التي تعود الى تاجر يهودي أجبر على التنصر بعد سجنه لأجل ذلك ٠
وتؤكد الوثيقة ظهور محمد نبي الإسلام وتورد حادثة قتل العرب الذين تسميهم الوتيقة “بالسراكنة “لضابط بيزنطي من الحرس الامبراطوري وفرحة اليهود الكبيرۃ بهذا الحادث ٠
تقول الوثيقۃ و التي من الأرجح ان تكون قد ؤلفت بقرطاج بإفريقية: ” عندما قتل السراكنة ( العرب ) الضابط البيزنطي كنت في قيصريۃ وكان الناس يقولون لقد قتل السراكنة الضابط البيزنطي من الحرس الإمبراطوري وكنا نحن اليهود نطير فرحا ٠وكانوا يقولون ان النبي قد ظهر مع السراكنة العرب وكان يدعي انه هو النبي المنتظر وهو المسيح الآتي “٠
وتورد هذه الوتيقة حملة تنصير اليهودو التي قادها الإمبراطور البيزنطي بعد بعثة النبي محمد مباشرة وكان اليهود الرافضين للدخول في التنصير يتم سجنهم وهو ما يعكس توجس الإمبراطورية البيزنطية من انقلاب اليهود للإسلام لا سيما أن النبي محمد المنتظر قد تمت الاشارة اليه في التورات ٠
رواية المؤرخ البيزنطي تيوفان ورغم تحيزها للكنيسة يذكر فيها :”قيادة محمد قبل بعثته لتجارة بين سوريا ومصر وفلسطين كما يذكر زواج النبي من سيدة ثرية تسمی خديجة وكان يدير تجارتها وكان يقول لها أنني أرى ملاكا يسمى جبريل وأنني يغشی علي لأنني لا أتحمل رويته وان خديجة ارادت استصقاء حقيقة الامر عند راهب نصراني ذهبت اليه و حكت له الحادثة فقال لها الراهب أن محمدا قد نطق بالصدق وأن جبريل ملك أرسله الله لجميع رسله “٠
ويورد المؤرخ في تاريخه واقعة انضمام عشرة من أحبار اليهود الى الدعوة المحمدية ودخولهم الإسلام ومرافقة هؤلاء اليهود العشرة الذين أسلموا للنبي حتى وفاته ٠
وفي الرواية الارمنية يدكر سيبيوز المؤرخ البيزنطي الذي عاش في القرن السادس الميلادي المعاصر لبعثة النبي محمد :”ان الدعوة للدين الجديد الإسلام ، غدت روح الاستقلال لدى اليهود ورغبتهم في التحرر من سيطرت بيزنطا وتخليص أرض الميعاد من التواجد الروماني، ويشير المؤرخ أيضا الى اتحاد بنو اسماعيل وبنو يعقوب اليهود بالعرب وتهديدهم للإمبراطور البيزنطي بالحرب إن لم يخرج بقواته من ارض سوريا وبلاد كنعان ٠
ويذكر المورخ أن زعماے اليهود قدموا الی النبي وقبلوا دينه وارتدوا عن دين موسی الذي نظر الی الله وقد كانوا عشرۃ أشخاص مكتوا مع النبي حتی وفاته .
ويذكر سيبيوس في تحالف بنو إسرائيل:” أنه عندما رفض اليهود دخول قوات الامبراطور هرقل مدينة الرها بفلسطين بعد جلاء الروم للفرس، بعد انتصار الروم على الفرس رفض اليهود تسليم المدينة لهرقل وعندما فطنوا الى ان لا قوة لهم لمقاومته، عرضوا عليه السلام وفتحوا أبواب المدينة تم سلكوا طرق الصحراء العربية الى بني اسماعيل العرب واًستنفًروهم وطلبوا مساعدتهم وأخبروهم بصلة الدم التي تجمع بينهم و المتبۃ في أسفار التوراۃ .
وتضيف هذه الوثيقۃ التاريخيۃ:” أنه رغم اقتناعهم بصلۃ القرابۃ فان العرب تريتوا في نجدۃ اليهود من هرقل في البدايۃ نظرا لعددهم “.
وتسترسل الوثيقۃ عن ظهور نبي الإسلام :”و في ذلك الوقت ظهر رجل للعرب من نسل اسماعيل وبدا أنه ظهر لهم بأمر الاهي بصفته نبيا يرشدهم الی الطريق الحق فقد علمهم بأن يعترفوا بالرب الاها رب ابراهيم لاسيما وأنه تعرف علی شريعۃ موسی وان العرب بامر الاهي توحدوا وهجروا عبادۃ الأوتان التي لا نفع فيها وتحولوا الی عبادۃ الإله الحي الذي ظهر لأبيهم ابراهيم لذلك شرع لهم محمد بأن لا يأكلوا جيفۃ وبأن لا يشربوا خمرا ولا يقولوا كدبا ولا يقترفوا الزنا”.
ويدكر المورخ البيزنطي ميخاٸيل بسيروس الذي عاش في القرن الحادي عشر في التاريخ الموجز :”أن الامبراطور البيزنطي هرقل عند عودته مضفرا من حربه مع الفرس قابل النبي محمد زعيم قباٸل العرب الذي جاے من يترب وقد طلب هذا الرجل بحسب المورخ داٸما الحصول علی امتياز تأسيس مستعمرۃ وقد أدن له الامبراطور بذلك “.
هذا الحادث الذي يذكره المؤرخ البيزنطي يجد تفسيره بحسب باحتين في النبوئة التي جاٸت بها سورۃ الروم والتي تنبأت بانتصار الروم علی الفرس بعد سنوات من هزيمتهم ولاشك ان هذه النبوٸۃ وصلت مسامع الامبراطور البيزنطي الذي أبی الا أن يزور النبي بالمدينۃ المنورۃ بعد عودته منتصرا من المعركۃ الحاسمۃ علی الفرس وهي البشارۃ التي جاٸت بها سورۃ الروم( غلبت الروم في أدنی الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ).
غير أن هذه الصداقۃ مع الروم لم تعمر كتيرا حيت ما لبتت ان تحولت الی مواجهۃ بعد مقتل مبعوت النبي الی هرقل حيت سارع النبي محمد (ص )بحسب مصادر تاريخيۃ الی ارسال طلاٸع الفتح الی سوريۃ لجلاے الروم عنها .
يتبع المقال القادم نبي الاسلام محمد (ص )و الامبراطور الصيني ٠
صلوا عليه وسلموا تسليما٠