ريحانة برس- أحمد زعيم
تعالت أصوات بعض أصوات المواطنين والفعاليات الحقوقية لدق ناقوس الخطر بعد تزايد عدد المتسولين والمتشردين والمهاجرين ومنهم من يعاني من الأمراض العقلية والنفسية بشوارع وأحياء مدينة الفقيه بن صالح التي لا تتوفر على مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، ومراكزها الاستشفائية شبه فارغة من الأدوية والمستلزمات الطبية الاولية والأجهزة…، وما زالت الساكنة تنتظر إفتتاح المستشفى الإقليمي الجديد منذ سنوات، والذي حطم ارقما اقياسيا في مدة البناء، الأمر الذي يشكل خطرا على سلامة وأمن المواطنات والمواطنين و خصوصا الأطفال والنساء، وعلى سلامة هذه الفئة الهشة من المتشردين والمرضى…المهضومة الحقوق، و الرعاية الصحية والاجتماعية…
وتساءل العديد من المواطنين حول تفاقم ظاهرة إجلاء وترحيل المتسولين المرضى النفسيين والعقليين، والمهاجرين الأفارقة إلى المدينة، مرجحين أن الأمر قد يتعلق بتنظيم التظاهرات الدولية لكرة القدم المزمع تنظيمها بالمغرب، لهذا السبب يتم استبعادهم إلى المدن الصغيرة والمناطق المهمشة والمقصية البعيدة من المدن الكبرى التي ستستقبل الزوار ومشجعي منتخبات كرة القدم، لرسم صورة جيدة عن المغرب أمام الأجانب ، وأن البلد متقدم ومتحضر ولا وجود للفقراء والمتسولين والمرضى..بالبلد، وكذا قطع الطريق عن المتربصين والأعداء الذين قد يستغلون مثل هذه المناسبات لتشويه سمعة المملكة المغربية.
إذا كانت هذه الادعاءات المتداولة حقيقية، فالمغاربة الأحرار الغيورين على الوطن يعتبرون أن التستر على الإخفاقات والعيوب بهذه الممارسات التحايلية لتزوير الحقائق على حساب صحة وسلامة المواطنين، والمرضى العقليين والنفسيين فهو نصب واحتيال، و خيانة للوطن، وتحد سافر لرؤية جلالة الملك الرامية إلى تنزيل المخطط التنموي الجديد، لأن العالم بات قرية صغيرة في ظل التطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تفضح المسؤولين العائمين في الأوهام الذين يعتمدون على السيلفيات والحملات الدعائية البلهاء للاستهثار واستبلاد عقول الساكنة والزوار، وتغليط مكشوف للرأي العام الوطني والدولي.
نجاح التظاهرات الرياضية وصناعة السياحة بمختلف أشكالها(الرياضية والثقافية وغيرها) تحتاج إلى إيجاد الحلول الجدرية والاستراتيجيات العامة وتنزيل البرنامج التنموي الجديد ومحاربة الفساد المالي والإداري من أجل النهوض بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية والسياحية…،لأن الأجانب ينبهرون بما هو أصلي وغير مزور كالمآثر التاريخية والحضارية، والبنايات والأحياء والأزقة القديمة والعريقة والبوادي والقرى التي تتوفر على شبكة الصرف الصحي وشبكة والمياه الصالحة للشرب والبيئة النظيفة، ومجاري المياه والمساحات الخضراء، والمرافق العمومية كالملاعب الرياضية، والمدارس، والمؤسسات الإجتماعية والمراكز الاستشفائية…. التي تأوي وتعالج الانسان والحيوان، ومؤسسات تأوي وتحمي المشردين والمرضى النفسيين والعقليين، وممرات وارصفة للراجلين والأشخاص في وضعية إعاقة الاعاقة…
السائح ينبهر لكل ماهو انساني واجتماعي وكل ما هو طبيعي وتقليدي.
.
السائح لا ينبهر بالاضواء، والمفرقعات والبنايات الإسمنتية وخلو المدن من المتشردين والمتسولين، والحيوانات…، ولكن سينبهر حتما عندما يعلم ان الكلاب الضالة تمت إبادتها بالرصاص الحي ، وأن المرضى والمختلين العقليين والمتسولين.. تم ترحيلهم مكرهين من المدن الكبرى إلى المدن الصغيرة كالفقيه بن صالح وغيرها التي يعاني مواطنوها من الجفاف والبطالة، والفقر…، حتى باتت حاوية للمشردين والمتسولين والمختلين عقليا..أمام أعين وصمت المسؤولين والسلطات العمومية..
إرسال تعليق