هو العنوان الذي اختاره الكاتب ياسين باهي لباكورة أعماله الأدبية،ويضم الكتيب مجموعة قصص من الواقع الأسري…صدر عن دار الوطن بالرباط هذه الأيام ويضم 52
هو العنوان الذي اختاره الكاتب ياسين باهي لباكورة أعماله الأدبية،ويضم الكتيب مجموعة قصص من الواقع الأسري…
صدر عن دار الوطن بالرباط هذه الأيام ويضم 52 صفحة من القطع الصغير.
ويحتوي الكتاب على 42 قصة تتنوع وتتعدد في شكلها السردي والحكائي..نورد من ضمن تلك القصص الجميلة هذه القصة.
سجن الحرية
جلس على كرسي المقهى الذي يطل على البحر الهائج و الهادئ، نظر إلى شاشة هاتفه التي جعلت الإنسان يستغني عن الساعات اليدوية، فقال في قرارة نفسه: تبا لقد تجاوزت الموعد المحدد بعشرين دقيقة، تبا للبنات هكذا هي مواعيدهن.
لاح منظرها من بعيد، كان كل من بالشارع ينظر إليها، وكان هناك من يتغزل بها، هل هو تغزل أم تحرش؟ وقفت بجانبه، ألقت عليه تحية ممزوجة بابتسامة بسيطة تجمع بين البراءة و المكر. بعد تناول المشروبات، سألها عن اللباس الذي ترتديه، إنه يثير الجميع، ولا يتماشى مع ثقافته.
نظرت إليه بتوجس وغرابة، وهي تعرف مسبقا انه إنسان غير متزمت وينادي بالحرية الفردية، بالإضافة إلى ذلك فاختيارها له دون عشرات الشبان الذين تقدموا إليها، لجمالها المفرط و اللافت، بسبب اتزانه العقلي وعدم إعطائه أهمية للمظاهر، ألم يردد أمامها مرات عديدة :”المظاهر خداعة”.
استجمعت أنفاسها و ردت عليه: أنا حرة و أريد أن أعيش الحرية كيفما أشاء، وكيفما يحلو لي،أرتدي ما أشاء و أفعل ما أريد، أليس جسدي ملكا لي، أريد أن أعيش بحرية…
التف إليها التفاتة ممزوجة بالمكر والابتسامة ثم قال: الجميع مسجون داخل اللغة، ومتى تحررنا منها نكون قد تحررنا من سجن كبير يسكننا. نحن لسنا أحراراً مهما ادعينا مسيرنا نحو الحرية، ومهما ادعينا امتلاكنا للحرية، مادامت هناك لغة تملكنا و تحدد رؤيتنا للعالم، فهي المسؤول الرئيس عن تمثلنا لهذه الحياة.
إرسال تعليق