حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي الدولة
حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي الدولة الإسلامية.
وقال لافروف، في تعليقات من المرجح أن تغضب واشنطن، إن الولايات المتحدة ارتكبت مع الدولة الإسلامية نفس الخطأ الذي ارتكبته مع القاعدة التي ظهرت في الثمانينات حين كان مقاتلون إسلاميون تدعمهم الولايات المتحدة يقاتلون لإنهاء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.
وأضاف “أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار”، مشيرا إلى تقدم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
ومضى قائلا “وسيتعين عليهم قريبا أن يختاروا أيهما أهم: تغيير النظام (السوري) لإرضاء ضغائن شخصية مجازفين بتدهور الوضع وخروجه عن أي سيطرة أو إيجاد سبل عملية لتوحيد الجهود في مواجهة الخطر المشترك”.
وروسيا هي أبرز داعم دولي للأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت في أوائل 2011 والتي أيدت فيها الولايات المتحدة والغرب وكثير من الدول الخليجية والعربية مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به.
وقال لافروف “في البداية رحب الأميركيون وبعض الأوروبيين (بالدولة الإسلامية) على أساس أنها تقاتل بشار الأسد. رحبوا بها كما رحبوا بالمجاهدين الذين أنشأوا لاحقا القاعدة ثم ارتدت ضرباتها إليهم في 11 سبتمبر 2001”.
وتابع “نفس الشيء يحدث الآن”، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تبدأ في قتال الجماعة إلا بعد أن بدأ المتشددون يجتاحون العراق ويقتربون من بغداد.
ونفذت الولايات المتحدة أكثر من 90 ضربة جوية على الدولة الإسلامية في العراق وتبحث واشنطن قتال المتشددين في سوريا.
وقالت دمشق الإثنين إنه لابد من إشراكها في تنسيق أي ضربات جوية على أراضيها.
وأيد لافروف هذا الموقف قائلا إنه إذا كانت هناك خطط “لقتال الدولة الإسلامية على أراضي سوريا ودول أخرى فلابد وأن يكون ذلك بالتنسيق مع السلطات الشرعية” هناك.
وبعد الإدانات التي وجهتها واشنطن وغيرها لروسيا لحمايتها الأسد، أوضح لافروف أن بلاده تشعر الآن بأن ساحتها برئت. وقال “في وقت ما صوبت إلينا الاتهامات بدعم بشار الأسد ومنع الإطاحة به… أما الآن فما من أحد يتحدث عن هذا”.
ومضى قائلا إن الأميركيين والأوروبيين بدأوا الآن يعترفون “بالحقيقة التي كانوا يقرون بها في أحاديثهم الخاصة.. وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة وعلى مصالح الغرب لا يتمثل في نظام بشار الأسد وإنما في احتمال استيلاء الإرهابيين في سوريا ودول أخرى بالمنطقة على السلطة.”
واعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين استعداد بلاده للتعاون مع اي جهة دولية بما فيها واشنطن من اجل مكافحة الارهاب، الا انه اكد ان اي ضربة عسكرية في بلاده لا يمكن ان تتم من دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق “نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الاقليمية والمجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب”. وعما اذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال “اهلا وسهلا بالجميع”.
ويبدو ان الحليفين في موسكو ودمشق يحاولان الاجاهز على الواقع الذي فرضه تنظيم الدولة الاسلامية على الارض ويتطلعان لتحقيق مكاسب سياسية من خلال اثبات ان وجهة نظريهما كانت محقة منذ البداية.
كما ان تصريحات لافروف تأتي دعما للسياسة التي عكفت دمشق مؤخرا على رسم ملامحها، والتي تسعى بالاساس الى مغازلة الغرب من خلال “مكافحة الارهاب”.