من الغلط أن نطالب حكومة أردوغان بحرق المراحل

  • بتاريخ : 15 أغسطس، 2014 - 16:57
  • تحذيرات بعض الإخوان من الانجرار وراء النموذج التركي، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لأن الأصل هو الوقوف عندما شرع الله والاستسلام له. كما أن اعتبار أردوغان

    ابراهيم الطالب –

    تحذيرات بعض الإخوان من الانجرار وراء النموذج التركي، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لأن الأصل هو الوقوف عندما شرع الله والاستسلام له
    كما أن اعتبار أردوغان نموذجَ الحاكم المسلم وكأنه يطبق شرع الله، هو أيضاً من المبالغات
    لكن الملاحظ من تعليقات الإخوان هو إغفالهم لمقدمات نعتبرها خللا في التحليل وهي:
    عدم استصحاب تاريخ تركيا الحديث وما أفرزه من تغيرات جذرية على الوجود الإسلامي بالبلاد
    عدم تقدير النفوذ الذي يمتلكه العلمانيون في البلاد والذي استلزم التصريح بتبني العلمانية من طرف العدالة والتنمية التركي
    عدم اعتبار اختراق وهيمنة الغرب على الأنظمة في الدول العربية والتي حاولت إحداث الانقلاب في تركيا، وقامت به في مصر
    عدم اعتبار الوضع الدولي وقوة الغرب واجتماعهم على كل من أراد الانعتاق من قبضتهم
    عدم اعتبار هذه النقط كمقدمات في التحليل يوصل إلى نتائج خاطئة أهمها:
    الحكم الخاطئ والمتسرع على التجربة التركية، والتي نعتبر أنها تجربة ناجحة مرحليا، وأظن أن ما بني وتراكم وما هدم خلال قرابة قرن لا يمكن أن نطالب بتصحيحه وبنائه في عشر سنوات
    أن أردوغان علماني وهذا خطأ، لأن ليس كل من وقع في العلمانية وقعت العلمانية عليه، كما أنه ليس حاكما بشرع الله، لأن أوان الحكم بالشريعة لم يحن أوانه في تركيا ولهذا تأخرت الأحكام نزولا حتى اكتملت عناصر الدولة وأهمها الاستقلال في الحكم والسيادة في أخذ القرار، وهذا قد وقع فيه تطور كبير هائل بين زمن النبوة وبدايات تشكل الدول الإسلامية وبين الظروف اليوم التي لا تكفي فيها أن تمتلك القوة المادية كالجيش، خصوصا في ظل هيمنة الأمم المتحدة كحكومة فوق حكومات الدول تعاقب وتشن الحروب على كل من لا ترتضيه الدول الغربية بل تنشئ دولا كالكيان الصهيوني في قلب الأمة وترعاها باستعمال الفيتو
    عدم الالتفات لما يحققه أردوغان وحكومته في مجال إرجاع مقومات الهوية الإسلامية للأتراك، وتقويته للنفوذ الإسلامي في مجال الفكر والثقافة الذي هو واجب في التقديم لقبول الناس بالحكم بشريعة رب العالمين.
    إننا نرى أن الحكم المتسرع على التجربة التركية، يمكن تجنبه إذا حاول الباحثون بتجرد دراسة التجربة الطالبانية في أفغانستان وسبب تدميرها وكيفيته، والتجربة المصرية والانقلاب على حكومة منتخبة، وكذا الآليات التي يدمر بها الغرب حكومات قوية وجيشا قويا كحكومة وجيش صدام حسين وأقصد هنا الآليات غير الحربية، 
    عند إجابتنا عن هذه الأسئلة سوف يتبين مدى وجاهة الأسلوب الأردوغاني في تفتيت قوة العدو الداخلي ووإضعاف النفوذ الخارجي في الداخل، والذي أعتبره لا يزال في مرحلته الأولى
    إذا كان هذا حقيقة فمن الغلط أن نطالب حكومة أردوغان بحرق المراحل لأن ذلك سيكون انتحارا كما كان في بلدان أخرى اتسمت تجربتها بالتسرع وعدم اعتبار قوة العدو
    والله تعالى أعلم