احتفل الوطنيون الإيرانيون في السادس من ايلول سبتمبر الجاري بالذكرى السنويه الخمسون لانطلاق منظمة مجاهدي خلق الإيرانيه ، هذه الحركه التحرريه التي
زهيراحمد -العراق/
احتفل الوطنيون الإيرانيون في السادس من ايلول سبتمبر الجاري بالذكرى السنويه الخمسون لانطلاق منظمة مجاهدي خلق الإيرانيه ، هذه الحركه التحرريه التي ادهشت العالم عند انطلاقتها الشجاعه في قلب طهران من العام 1965 ، حيث نظام الشاه الذي كان يجثم على صدور الايرانيين المتطلعين للانعتاق من دكتاتوريته وطغيان اجهزته المرعبه ، لتعلن بجرأة وفروسية اهدافها الوطنيه وبرنامجها النضالي المتمثل في مكافحة الطغيان الشاهنشاهي وبناء وطن ديموقراطي تعددي في ايران ، غير هيابة ولا جزعة رغم هول الثمن الذي دفعته وما تزال ،
لقد كان الثمن باهظا منذ البداية فقد قدمت المنظمة على هذا الطريق المليء بالاهوال شهداء يصعب حصر اعدادهم كان في طليعتهم المؤسسون الأوائل الذين اعدمهم نظام الشاه في مطلع السبعينات من القرن الماضي وهم محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي اصغر بديع زادكان .. وعدد اخر من أعضاء اللجنة المركزيه للمنظمة ..
وكان نظام الشاه يعتقد انه بهذه التصفيات الجسديه سيتم القضاء على هذه الحركة واجتثاثها من جذورها ولكن سرعان ما استعادت الحركة عافيتها وانطلقت مجددا بقيادة شابة واعدة تمثلت في القائد مسعود رجوي الذي استطاع مع نخبة من فرسان المنظمة التغلب على الآثار الناجمة عن فقدان القادة المؤسسين وتعهد بمواصلة طريقهم مهما كانت التضحيات واشتدت الصعاب،
وخلال فترة وجيزه من عقد السبعينات تمكنت منظمة مجاهدي خلق من تشكيل شبكة عريضة من المناضلين اعضاء وانصارا في مختلف الارجاء الايرانيه وما ان شارف عقد السبعينات على الافول حتى كانت المنظمه وانصارها وحلفاؤها يعدون العدة لاسقاط الشاه عبر تظاهرات عارمة شملت جميع المدن والبلدات الايرانيه واثمرت في شباط من عام 1979 عن انهيار نظام الشاه بكل مرتكزاته الامنيه والاستخباراتيه والسياسيه
وبنقاء ثوري وعقيدة ايمانية عميقة سلم ثوار مجاهدي خلق قيادة الثوره الى الخميني الذي كان عشية سقوط الشاه قد ركب موجة الثوره بعد ان ايقن ان نظام الشاه يتداعى وينهار تحت وطأة الضربات الثوريه لمجاهدي خلق وبقية القوى الديموقراطيه الايرانيه الحيه ،
وما ان استتب الامر للخميني وعصاباته من الملالي حتى تنكر لتضحيات مجاهدي خلق وقرر ازاحتهم من الساحة لينفرد بالحكم ويستأثر بالسلطة ، وقد تلقى في هذا الاطار دعما مباشرا من الولايات المتحده التي مكنت الخميني منذ البدايه من الاستحواذ على الحكم ودفعت باتجاه اقصاء مجاهدي خلق وبقية القوى الوطنيه
وكانت محصلة الحرب التي شنها نظام خميني على مجاهدي خلق خلال الثلاثين عاما الماضيه عشرات الالاف من القتلى والمعتقلين ، ولدى المنظمة الان ملف من مئات الصفحات دونت فيه اسماء هؤلاء القتلى الذين يناهز عددهم 120 الفا .
وبرغم كل هذا فان منظمة مجاهدي خلق تواصل اليوم نضالها وهي اكثر تصميما على تحقيق اهدافها في بناء ايران الديموقراطيه التعدديه التي تعيش بسلام مع نفسها ومع جيرانها وتقيم افضل العلاقات الانسانيه مع الاسرة الدوليه.