يصدر قريبا عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر بالرباط في المغرب إصدار جديد للكاتبة والإعلامية والشاعرة التونسية فضيلة مسعي.
مقل الريح
ديوان جديد للشاعرة التونسية فضيلة مسعي
يصدر قريبا عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر بالرباط في المغرب إصدار جديد للكاتبة والإعلامية والشاعرة التونسية فضيلة مسعي.
الديوان الجديد يضم ثلاثة وعشرون قصيدة، في مائة صفحة من القطع المتوسط.
وما يميز هذا الإصدار الجديد للشاعرة ،أنه مصاحب بترجمة للغة الإنجليزية أنجزها الشاعر الفلسطيني والمترجم العالمي الأستاذ/نزار سرطاوي.
الشاعرة فضيلة مسعي تعمل منتجة ومقدمة برامج بإذاعة قفصة التونسية،وصدر لها من قبل على التوالي:
امرأة من نار (شعر) سنة 2003 عن الدار المغاربية للنشر / تونس
معسكر الحب (رواية) سنة 2007 عن الدار المغاربية للنشر/ تونس
نزيف الثلج (شعر) سنة 2010 عن دار إشراق للنشر/ تونس
ويأتي اختيار الشاعرة التونسية لنشر ديوانها الجديد في المملكة المغربية،على غرار زميلاتها وزملائها التونسيين والتونسيات الذين اختاروا دار الوطن لنشر إبداعاتهم الأدبية وانتاجاتهم الفكرية،وهذا هو المطبوع الرابع في رقم إصدارات فضيلة الأدبية والثقافية،وقد اخترنا منه هذه القصيدة.
مساءٌ باريسيٌّ
كان الوقتُ متأخرا
نوارسُ العمرِ تُحاربُ المساءَ المسرع
تَعلو وتَطفو
تظفرُ بغنائمها من بحرِ الذِّكريات
المساءُ الباريسيّ ُالصّاخبُ يَرسو بثقلِه على ضِفتي السين
برج ُإيفل ينشرُ أضواءَه في عتمةِ الرُّوح
ساحةُ حقوق ِالإنسانِ العاجّةِ بالعُشّاقِ تنقِّبُ عن وجعٍ مخبوءٍ في عيونِ النَّوارِس
أنا العابرةُ الحزينةُ
رأيتـٌني في لوحةِ هنديٍ يجلسُ القرفصاءَ تحت جدار يشدُّ جسرَ السين
والزّوارق ُالمغطّاة ُتطمُرُ في النَّهرِ أوجَاعَه
مَرَّت بي كوريةٌ شهيرة
من بناتِ ليلِ هوليود
هاربةٌ من اسمِها الأسيرِ في نجمةٍ
باحثةٌ عن عابرَة ٍمثلي ربَّما تَجهَلُ ما تجهَل
ألستُالإفريقيّة رُغمَ لوني
عربيّةُ الأَصل
ونَسَبي عالَمي التَّالث..
ربَّما لا أعرِف الكثيرَ عن هوليودية ِالمُحَيَّا
وعن سرِّ البعوضِ الذي يَسجُن الزوَارِقَ.. فتُغَطَّى..
خَاطَبَتني بسَعادةِ الأَمَةِ المتحرِّرَة من وليِّها
إلَيكِ عَدَسَتي
خُذي لي صورًا لن تَتَعَقَّبَ أَثَري
جَرَت
قَهقَهت عاليا
مَشت حافية على ضفَّةِ السّين
تمرَّغَت على أرضِها
غاصت في الماءِ بفُستانها الأبيضِ الفاخر
غازلت سمَكًا صغيرًا
نجمة نهر شفّافة اللّون جميلة
داهَمَها حِشَريُّ
كسماءِ ليلةِ الهجوم ِعلى فُندقِ الرّشيدِ ببغدادَ صار وجهُها.
أتَت عدستُه على الأخضرِ واليابسِ في تَضَاريسِها
مُنحنياتِها
المُغري والمُقرِف في حركاتِها..
باريسُ ابنة القارّة العجوز
بسينها
بنسيجِها البشريِّ المُذهل
ببرجِها الشَّاهقِ المُتَعَالي
لم تفلح في إخفاء هوليودية شهيرة
هاربةٌ من اسمِها
من نورِها
ومن نَجمتِها التي تأسرُها..
أكلت وجهَها الغيومُ
فاض النّهرُ قبالتَها بدموعِها
غادَرَتني وكأنَّها تَقبُر في وجهي جَسدَها
علّه يجدُ في بَسَاطَتي
في جُنوني وتلقائيتي مع النّوارسِ حياتَه
صنعتٌ من رُموشي زَورقا
رَكِبتٌه وقلتٌ للبحرِ الأبيضِ سِرْ
سِرْ فوقَ رغوةَ الحلم
فاكهةَ الألَم
نجمي َالمُرتَجِف في كَفِّي
النَّائم ُعلى مخدّةِ شمسٍ تَدَحرَجَت من رأسي
سِر وسِر بي حيثُ أُمِّي تَسير
حيثُ الخبزُ النَّاشِفُ
السِّعرُ المشطُّ
والقميصُ الخشن..
حيثُ مِلحُ الغَضَب
وأعوادُ الثقابِ من عِظامِ الإبنِ والأَب
هُنَا المَطَرُ كثير
الوجوه ُصَبُوحَة
والجُلُودُ نَاعِمَة
أخشى أن أُدمِنَ هَذَا
أُدمنُ الحَلوَى
المَطَرَ الهادئَ
الرُومنسي المُنهمر
ليلَ باريس الصَّاخِب
أجنحَةَ الحلمِ المُتوجّشةِ
بعوضَها الباهظ الثمن..
أخشى أن لا أعود
أن أنسى الأسماء
التَّواريخ
والمُدن
ولا أعرف طريقي إلى قرطاج
أو قفصة
* * *
سِر بي أيُّها الزورق
لا تكُن شاحبا
ولا تَرتَجف..
الحذاءُ لِمَن جارَ
والحبُّ لِمَن أحبَّ
تَمَيَّز واختَلِف..
العَزفُ على نُوتَةِ السين رائعة
عذبةٌ وجميلة
والجلوسُ بقمّةِ الايفل لن تَعرِفَ مثلَه
ولن تعيش
لكن احذر
النَّاسُ مَعَادِن منهمُ الزنك
الحديد
الماس
والذّهب..
والوكرُ وكرُ
وإن كان طينًا وقشًّا أو رمادًا على عودِ حَطَب
إرسال تعليق