معذرة، فنقاش “واقعة لباس زوجة رئيس الحكومة” ليس أمرا تافها، بل هو مهم جدا لجميع المغاربة ويتميز بفرادة لم يسبق لها مثيل تقريبا

0

من وجهة نظري الشخصية، و إذا ما أردنا الذهاب بالموضوع إلى حدوده القصوى، وعدم ترك الفرصة دون الاستفادة منه، يمكن القول بأن النقاش حول لباس زوجة رئيس الحكومة

عبد الرحيم العلام –

 

من وجهة نظري الشخصية، و إذا ما أردنا الذهاب بالموضوع إلى حدوده القصوى، وعدم ترك الفرصة دون الاستفادة منه، يمكن القول بأن النقاش حول لباس زوجة رئيس الحكومة لايمكن اعتباره غير دي معنى أو على أنه أمر تافه…… صحيح أنه كان بالودّ تجنّب مثل هكذا نقاش من الأصل، لأنه تدخّل في خصوصيات الناس …. وصحيح أنه كان يُرحى منا بصفتنا شعب ينتمي إلى أمم القرن 21 أن نكون قد تجاوزنا الحديث عن الخصوصيات والتدخل في حياة الناس……لكن بما أن ذلك لم يحصُل من قبل….فإنه يمكن القول أن طرح الموضوع هذه المرة يتميز بفرادة وجدّة…كيف؟
.
غالبا ما كان الموضوع يُثار لما يتدخل بعض “الاسلاميين” في حياة بعض النساء ويصفهن بسبب بمظهرن بنعوت تعتبر تدخلا في الحياة الشخصية…أما اليوم فالأمور مقلوبة إذ أنه لأول مرة تقريبا يكون المتهم هو بعض “الحداثيين” (الحداثة بين مليون قوس)…بالتدخل في حياة غيرهم بسبب أسلوب حياتهم….والنتيجة أنه لأول مرة يكاد يكون هناك إجماع على رفض هذا الأسلوب واعتباره تدخل في حياة الغير….عندما أسجل أنه حدث شبه إجماع فهذا ليس بالكم لأنني لا أتوفر على إحصاء ولكن من حيث النوع؛ إذ ، من خلال المتباعة، تَبيّن أن أصواتا كثيرة من العلمانييين والليبراليين واليساريين من نددت بالتدخل في حياة زوجة رئيس الحكومة. ومن اليساريات والليبراليات من لبست لباس مغربيا وكتبت فوق صورتها “كلنا خيشات” تضامن مع زوجة رئيس الحكومة رغم اختلاف التوجهات الفكرية والسياسية…..
(,,,,)
أتمنى أن تكون هذه الحادثة هي آخر ما نناقش في السياق هذا، وأتمنى على الاسلاميين واليساريين والليبراليين وغيرهم أن يتعلموا بألا يتدخلوا في حياة الناس، لأنهم إن كانوا هم الطرف الظالم اليوم فإنهم سيكونون هم الطرف المتضرر غدا….
هناك أمم كثيرة قد سبقتنا للحسم في الموضوع وقد مرت من نفس نقاشاتنا…فلو أن الصورة التي نُشِرت لـ “أنجيلينا ميركل” رئيس الحكومة الألمانية وهي عارية تماما في أحد الشواطئ عندما كانت في ريعان شبابها….لو نُشرت هذه الصورة في القرن 17 لكانت ميركل في عداد القتلى….ولكن لأن الصورة نُشرت في القرن 21 فإن من حسن حظ “ميركل” أن الانسان الألماني تجاوز الحكم على مظاهر الأشخاص وتوجه لمناقشة سياساتهم…ولأن سياسة “ميركل” كانت جيدة في نظر الألمان فإنهم منحوها أصواتهم أكثر من مرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.