مذابح ‘الدولة الاسلامية’ تحدث صدى في الامم المتحدة‎

  • بتاريخ : 26 أغسطس، 2014 - 18:12
  • أدانت الأمم المتحدة، الاثنين، الجرائم “المروعة واسعة الانتشار” التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بما في ذلك الاعدام الجماعي للسجناء الذي

    أدانت الأمم المتحدة، الاثنين، الجرائم “المروعة واسعة الانتشار” التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بما في ذلك الاعدام الجماعي للسجناء الذي قد يرقى الى كونه جرائم حرب.

    ونددت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي بالجرائم المروعة والخطيرة لحقوق الانسان التي ترتكبها الدولة الاسلامية -التي استولت على مناطق واسعة في العراق وسوريا- وسط قلق حكومة بغداد وحلفائها في الغرب.

    ونقلت بيلاي في بيان عن ناجين وشهود عيان قولهم لمحققين تابعين للأمم المتحدة إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل في العاشر من يونيو/حزيران ما يصل إلى 670 سجينا من سجن بادوش في مدينة الموصل بعد نقلهم بشاحنات إلى منطقة خالية والبحث بينهم عمن ليسوا من السنة.

    وتابعت “جرائم القتل هذه المتعمدة والممنهجة للمدنيين بعد انتقائهم على أساس انتماءاتهم الدينية قد ترقى إلى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.”

    وقالت إن مقاتلي الدولة الاسلامية نقلوا من الف الى 1500 سجين من معتقل على شاحنات وأخذوهم لفرزهم ثم تم فصل السجناء السنة واستبعادهم.

    وقالت إن مسلحي التنظيم وجهوا إهانات للسجناء الباقين ورصوهم في اربعة صفوف ثم أمروهم بالركوع ثم فتحوا النار.

    وحقق مقاتلو التنظيم مكاسب ضد القوات الكردية في شمال العراق خلال الاسابيع الأخيرة واستولوا على بلدات وحقول نفط وأكبر سد في العراق. وتمكنت القوات الكردية فيما بعد بدعم من نيران سلاح الجو الأميركي باستعادة السيطرة على سد الموصل.

    وبث التنظيم الاسبوع الماضي تسجيل فيديو يظهر قطع رأس الصحفي الاميركي جيمس فولي ما اثار مشاعر اشمئزاز في الغرب ونداءات باتخاذ إجراءات أشد ضد الجهاديين بما في ذلك نقل القتال ضدهم داخل سوريا وايضا العراق.

    وأشار بعض الخبراء الى ان محاربة الدولة الاسلامية في سوريا يتعين ان يتضمن التوصل الى نوع ما من الترتيبات مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد التي يرى الغرب انها دولة مارقة منذ اندلاع انتفاضة ضد حكمه قبل ثلاث سنوات.

    وقالت سوريا إنها ستشارك في أي جهود دولية لمحاربة الدولة الاسلامية في البلاد بعد ان لمحت واشنطن الى انها تفكر في مد نطاق المعركة ضد المتشددين الى الاراضي السورية.

    وقدم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بلاده على انها شريك حيوي في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

    وقال المعلم في مؤتمر صحفي اذاعه التلفزيون رداً على سؤال حول موقع سوريا في الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب “من الطبيعي جغرافيا وعمليا وعملياتيا أن سوريا هي مركز هذا الائتلاف الدولي.” واضاف “من يرغب بمكافحة الإرهاب عليه التنسيق مع الحكومة السورية.”

    وقال ردا على سؤال آخر عن احتمال توجيه ضربات جوية أميركية الى الدولة الاسلامية في سوريا “نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.”

    وفيما اوضح البيت الابيض الاسبوع الماضي انه يفكر في محاربة الدولة الاسلامية داخل سوريا، عبرت واشنطن عن دعمها للانتفاضة ضد الاسد مؤكدة انه لا يوجد ما يشير الى اي تحول للسياسة الامريكية عن ذلك.

    وقالت ألمانيا الاثنين إنه لا توجد أي اتصالات دبلوماسية بينها وبين حكومة الاسد وانها لا تعتزم تحسين العلاقات بسبب الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية.

    يجيء البيان الذي اعلنه متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في اعقاب تقرير أوردته صحيفة اندبندنت البريطانية أفاد بان واشنطن تشاركت معلومات مخابرات مع سوريا من خلال جهاز المخابرات الألماني.

    وقال المتحدث مارتن شيفر في مؤتمر صحفي “التزم نظام الرئيس الاسد بظلم لا يمكن تخيله بشتى انواع الصور اثناء الحرب الاهلية الناشبة منذ ثلاثة اعوام ونصف العام. قتل ما يقرب من 200 الف شخص.”

    في الوقت نفسه حثت روسيا -الحليف الرئيسي لسوريا- الحكومات العربية والغربية على مغالبة ضغائنها ضد الاسد لتنخرط معه في جهود مكافحة مسلحي الدولة الاسلامية.

    وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مشيرا إلى تقدم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق “أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار.”

    وأدى تزايد الادراك في الغرب وفي بغداد لان الدولة الاسلامية تمثل خطرا على المنطقة وما وراء ذلك الى تغير جذري في التحالفات والخصومات القديمة.

    وفيما ظهرت بوادر على ان الغرب ربما يجد نفسه يتعامل مع الاسد فقد شارك الخصمان القديمان ايران والسعودية في الترحيب بتعيين حيدر العبادي رئيسا مكلفا للوزراء في العراق هذا الشهر.

    وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية إن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني غادر بلاده متوجها إلى الرياض الاثنين في أول زيارة للسعودية يقوم بها مسؤول حكومي كبير منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني عام 2013 مما يبشر بمحاولة تحسين علاقات طهران مع المنطقة ومع الغرب.

    وقالت الوكالة إن من المقرر أن يلتقي عبد اللهيان مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المتحدث باسم الخارجية السعودية.

    تجيء الزيارة عقب محادثات جرت، الاحد، في بغداد بين العبادي ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي شدد على تأييد بلاده لوحدة التراب العراقي وحربه ضد المتشددين.

    ونقل التلفزيون العراقي عن العبادي قوله الاثنين إن المحادثات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة بناءة وتوقع “اتضاح الرؤية” بشأن برنامج موحد خلال يومين.

    ويسعى العبادي إلى تشكيل حكومة لاقتسام السلطة يمكنها احتواء التوترات الطائفية والتصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

    وبعد قليل من كلمة العبادي وقع هجوم انتحاري في مسجد شيعي في بغداد ما أدى الى مقتل تسعة اشخاص على الاقل واصابة 21 حسبما افادت الشرطة ومصادر طبية.