محمد متوكل يكتب : فرنسا محور الشر في افريقيا

  • بتاريخ : 14 مايو، 2024 - 03:48
  • الزيارات : 27
  • محمد متوكل – ريحانة برس

    فرنسا، او محور الشر في افريقيا، او العدو رقم واحد للأفارقة الان في الالفية الثالثة اكشف الأفارقة بعد سبات عميق ان فرنسا، او الديك الأزرق والأبيض والاحمر الذي نهب خيرات وثروات افريقيا جملة وتفصيلا تحت مسميات إرساء مقومات التحرر والتطور والتقدم لأفريقيا، وهي في الأصل لا يهمها من افريقيا الا نهب الذهب، والالماس، والعاج، والحديد، والزنك، والبوكسيت، والاسماك الباهظة الثمن، والفواكه الممتازة، والاخشاب الجيدة النوع.

    لقد عملت فرنسا المستعمرة والمحتلة لأفريقيا لعقود وسنوات على قتل البراءة الافريقية، وطحن الانسان طحنا ما بعده طحنا، وتشريده، بل واحتلت البلدان الافريقية احتلالا بشعا، واستعبدت الفطرة البشرية وقتلت الروح الإبداعية، والانكى من ذلك ففرنسا (البونابارتية) لم تحتل البلدان فقط بل استعمرت الكيان والوجود ولم تخرج من افريقيا الى حدود كتابة هذه السطور، الا ما كان من دعوات بعض الدول التي (عاقت) بالسياسة الفرنسية المحتلة، والتي تبحث عن مصالحها فقط كمالي، وبوركينافاسو، وغينيا كوناكري، وغيرها من الدول التي عانت مع المحتل الفرنسي الذي ارداها قاعا صفصفا لا تلوي على شيء، و(خلا) افريقيا كأنها صحراء قاحلة يعشش فيها الفقر، والجوع، والامراض رغم الثروات الكثيرة التي تحويها أراضيها، فضلا عن الطبيعة الخلابة التي تتميز بها معظم الأقطار الافريقية.

    لقد احتلت فرنسا (اليوطية) معظم الدول الافريقية ليس تكرما منها بل لجعل افريقيا وكأنها ملحقة فرنسية تنهب ثرواتها، وتحتل أراضيها، وتقتل رجالها، وتخصي شباباها، وتسبي نساءها، وتيتيم اطفالها، وتستعبد احرارها، وذلك من خلال مخطط جهنمي لا يبقي ولا يذر، بل واحتلت الافارقة عسكريا، وتربويا، ولغويا، واجتماعيا، وسياسيا، واخذت منهم معظم شبابها، ورجالاتها حتى تستفيد منهم في بلادها التي يعتبر الافارقة جزء من المكون الفرنسي، والمنتخب الفرنسي لكرة القدم وغيره ليس ببعيد عما ذهبنا اليه في هذا المقال.

    والغريب فعلا ان فرنسا المحتلة للكيان والوجدان الافريقي أصبحت تتبختر، وتمشي بخيلاء كونها هي من صنعت نفسها بنفسها، وان فرنسا دولة قوية بإمكانياتها، وثرواتها ومقوماتها، واقتصادها، وسياستها، لكن يبدو كل ذلك كذب في كذب، ففرنسا التي كانت هي السبب الحقيقي في اشعال كل الحروب الدموية، و ايقاد الثورة الاستعمارية القائمة على القتل، والفتك، والنهب، والسرقة، وحتى من لا يريد الدخول في دوامة الديك الفرنسي الماكرة والحقيرة والمدمرة من الافارقة تأخذه فرنسا بالقوة اللازمة، والعنوة المقصودة، بل واستعملت العنف اللفظي والرمزي المادي والمعنوي و الذي أصبحت معه (الجزائر) مثلا وكأنها ملحقة تابعة لفرنسا لغويا، وتفكيريا، وسياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وذلك بفرض سياستها اللغوية التي بدأت الان في الاندثار، والانتصار للغة الإنجليزية، وهوما دفع فرنسا الى مسارعة الخطا، والهرولة بالليل والنهار من اجل انقاذ ماء الوجه، لكن يبدو ان هذا لا ولن ينفع فرنسا المجرمة من اجل معاودة نفس الكرة مرة أخرى لان الافارقة فعلا استفاقوا ولو متأخرين، ولكنهم على الأقل استفاقوا من غفوتهم وغفلتهم التي طالت لعقود وازمان، وفهموا ان مستقبل افريقيا لن يكون مع فرنسا او غيرها بالنظر الى تاريخها الأسود مع القارة الافريقية، وان المستقبل المضيء، والمشرق ان شاء الله سيكون مع الدول الأخرى كأمريكا، وروسيا، والصين، ولو اني انا (محمد المتوكل) كاتب هذا المقال اومن ايمانا قاطعا ان مستقبل افريقيا ليس مع دول الغرب عموما لان هذه الأخيرة انما تبحث عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإنمائية، لا اقل ولا اكثر، وانما مستقبل افريقيا هو مع افريقيا وافريقيا فقط.

    فوجب اذن على افريقيا ان تستفيق وتنهض وتعقد العزم على المضي في دروب التحرر والاستقلال عن التبعية الفرنسية خاصة والغربية عموما كما قال (ممادو تراوري) اصغر رئيس في العالم لدولة بوركينافاسو التي شهدت هي الأخرى انقلابا عسكريا اضافها الى غينيا كوناكري ومالي والنيجر مؤخرا، وان على افريقيا ان تستثمر في ثرواتها، ومصادرها، وعلى القارة السمراء ان تستفيق من اجل خدمة بلادها بنفسها، وان لا تعتمد على الغرب الكافرين، واليهود المارقين، والصينيين (البضاعاتيين)، وذوي السوابق في البضاعة المزجاة، وان تبني نفسها بنفسها، وان تحاول امتلاك مقومات البلدان القوية، لان لديها كل مقومات البلدان القوية اقتصاديا، وسياسيا، واجتمتاعيا، وثقافيا، وعلميا، وتكنولوجيا، وفي مختلف المجالات خاصة وان افريقيا ارض الخيرات والبركات، والفطرة السليمة، والثروات الطبيعية، والاقتصادية، وارض الابطال في مختلف الميادين، وارض الملاحم، وارض الجهاد، والنضال، وارض الإسلام، وارض الحوار، وارض الحياة الطبيعية الخالية من كل المعكرات، والمنغصات، والشوائب التي ترى في افريقيا فقط ارض الحروب، والانقلابات، والجوع، والفقر، والمرض، والخصاص، والعوز، والهجرة الى العالم الاخر، نعم قد نتفق على ما تم ذكره لكن نكاد نجزم ان كل ما تعيشه افريقيا سواء في الماضي او في الحاضر انما هو نتيجة السياسة الماكرة للمحتل الفرنسي، والانجليزي، والإيطالي، والأمريكي، والصيني، وغيره.

    اذ لو تم ترك الافارقة لافريقيا وتم ترك افريقيا للافارقة لكان الأمريكيون، والاوربيون، والصينيون، والإيطاليون، والإنجليزيون يحملوا الان والان حقائبهم من اجل الهجرة الى إفريقيا، ولكن للأسف الشديد احتلت افريقيا ليس بسبب خيانة أبناء جلدتها كما يروج لذلك سدنة الاعلام الفاشي، وتجار المعلومات المغلوطة، وأصحاب شركات الأسلحة، ومختبرات الادوية، وشركات الاكل، وغير ذلك، وانما احتلت افريقيا بسبب الاطماع الاوربية، والنزعات الاستعمارية لحفدة القردة والخنازير الذين يرون في افريقيا مرتعا للأكل، والشرب (الغذاء والكساء والدواء)، وان الدول المستعمرة انما بنت اقتصاداتها، ودولها من الأساس على انقاض افريقيا، وان هذه الاخيرة محتاجة الى اكثر من وقت مضى الى القطع مع فرنسا، وغيرها حتلا تبني نفسها بنفسها بعيدا عن الاطماع الامبريالية التي لا ترى الا ما يراه الاستعماريون الجدد.

    ان فريقيا اليوم في حاجة الى أكثر من أي وقت مضى الى بناء نفسها بنفسها، وتطوير ذاتها بذاتها، وتطوير بنياتها التحتية، والفوقية بواسطة ثرواتها، ومؤهلاتها، وليست محتاجة الى أي أحد على الاطلاق مادامت هي سيدة نفسها، ولها من كل المقومات والعناصر ما يجعلها القارة رقم واحد في العالم.

    ان الانقلابات والصراعات التي عشتها افريقيا، وتعيشها الان انما هي بسبب سماح افريقيا للمستعمرين باستباحة أراضيها، وفرطت في مقوماتها، وتخلت عن مبادئها، وتركت العدو ينهشها كما تنهش الحيوانات المفترسة فريستها بدون شفقة ولا رحمة، لكن الان يبدو ان افريقيا استفاقت، وفهمت اللعبة، وعرفت ماهية العدو الذي يتربص بها، وعرفت مغزاه، وهدفه، وبالتاي وجب عليها ان تقول لا بعد ان كانت تقول دائما نعم لسنوات خلت لم تجني من ذلك افريقيا الا الخيبات، والويلات والكوارث، والانقلابات، وعدم الاستقرار السياسي، والتداعي الاقتصادي، والبوار الثقافي، والنكسة العلمية، والتخلف، والجهل وهلم مصائب وكوارث ومطبات كانت من ورائها النزعة الغربية الاستعمارية في شتى تمظهراتها وخاصة فرنسا صاحبة السبق في كل المصائب التي تعيشها افريقيا دون ان ننسى التمايز الطبقي، والعنصرية المقيتة التي تعامل بها فرنسا كل افريقيا، وكان افريقيا هي من صنعت نفسها بنفسها بل الله تعالى هو من خلق هؤلاء الافارقة، وهم بالمناسبة من اطيب خلق الله فطرة، وخلقا، وتربية، وتواضعا، واحتراما الا ما شذ طبعا وذلك في مختلف المجتمعات، والتجمعات البشرية في مختلف الاصقاع والبقاع.

    فالمجتمعات برمتها لا تخلو من صالح وطالح وجيد ورديء، وذلك في مختلف الزوايا، والنواحي، وافريقيا ليست استثناء طبعا في هذا، لكن يبدو ان افريقيا استلبت، ونهبت، وسرقت، واشعلت فيها النيران، واقيت فيها الانقلابات العسكرية، والحروب، واحييت فيها الصراعات الاثنية والقبلية، وتم تهجينها، وتجدينها، وتطويعها قسرا ليكون المستفيد في الأول والأخر هو المستعمر الفرنسي ومن على شاكلته.

    وإذا ارتدتم قراء الانتفاضة معرفة ما عملته فرنسا اللقيطة بالافارقة والافريقيين فإليكم سلسلة الجرائم التي اقترفتها في حق هذه الشعوب ظلما وعدوانا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا القرف والظلم والشطط الفرنسي ومن يسير على منواله.

    فخلال خمسين سنة الأخيرة، عرفت إفريقيا أكثر من سبعة وستون انقلابا عسكريا في ستة وعشرين دولة، والعدد الأكبر من هذه الانقلابات، تتعلق بدول كانت ولازالت مستعمرات فرنسية.

    كما رأينا أساسا كيف قامت فرنسا، بتدمير غينيا عقب قرار أحمد سيكو توري الاستقلال، وكيف وصل الأمر حد اغتيال رئيس التوغو المنتخب “سيلفانوس أوليمبيو” مباشرة بعد بدء إجراءات الاستقلال الاقتصادي عن فرنسا.

    في 1 يناير 1966، سيقوم “جون بيديل بوكاسا”، العضو السابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي، بقيادة انقلاب عسكري ضد “دافيد داكو”، أول رئيس لجمهورية إفريقيا الوسطى.

    ـــ في 3 يناير 1966، “موريس ياميوغو” رئيس فولتا العليا بوركينافاسو اليوم سيكون ضحية لانقلاب عسكري، قاده “أبو بكر “سانغولي لاميزانا”، العضو السابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي، الذي سبق أن حارب بجانب الاستعمار الفرنسي في كل من إندونيسيا والجزائر ضد استقلال هذه الدول.

    في 26 أكتوبر 1972، سيقوم “ماتيو كيريكو”، والذي كان يعمل ضمن طقم الحراسة الشخصية ل “هوبير ماغا”، أول رئيس لجمهورية البنين سيقوم “كيريكو” بقيادة انقلاب عسكري ضد الرئيس. علما ان “كيريكو” كان يدرس بالمدارس العسكرية الفرنسية بين 1968 و1970.

    ففرنسا المجرمة اذن عملت ولازالت تعمل كل ما في جهدها، للإبقاء على حالة الاستعمار المزمن في إفريقيا، تعمل على ذلك بكل الطرق، بكل الوسائل، ومهما كان الثمن.

    والدليل الساطع في هذا المجال هو انه في سنة 2008، سيكون ذلك أكثر وضوحا، حين سيقول الرئيس الفرنسي الأسبق “جاك شيراك”

    “Sans l’Afrique، la France serait reléguée au rang de pays du Tiers Monde.”

    أي بما معناه: “بدون إفريقيا، ستنحدر فرنسا إلى صفوف دول العالم الثالث”.

    جاك شيراك، سيتحدث في الموضوع أيضا، خلال مقابلة تلفزية، ليقول معناه، أن جزء كبيرا من الأموال، تأتي بالضبط من استغلال إفريقيا منذ قرون

    وسيكتب الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتيران قائلا:

    “Sans l’Afrique, il n’y aura pas d’Histoire de France au XXIe siècle

    أي ان فرنسا بدون إفريقيا، لن يكون لفرنسا تاريخ خلال القرن 21، هي اذن الحكاية، حكاية الاستعمار الفرنسي لم تنته هنا، وهي في الأصل لم تبدأ بعد ذلك أن الآتي، بل ستكون أكثر بشاعة وهمجية.

    (الفرنك صيفا) في الدول الافريقية من الدول التي فرضت عليها فرنسا عملتها الاستعمارية، لازالت مجبرة إلى اليوم، على وضع 85 بالمائة من احتياطاتها النقدية الأجنبية بالبنك المركزي الفرنسي، التابع لوزارة المالية الفرنسية.

    دول مثل التوغو وغيرها لازالت مجبرة على دفع الإتاوة للمستعمر، على دفع الدين الاستعماري لدولة احتلت واستغلت واستولت على ثروات هذه الدول.

    وطبعا حين يرفض بعض القادة الأفارقة الرضوخ للإتاوة، للبلطجة، يكون الانقلاب مصير بعضهم، ويكون القتل مصير آخرين.

    في المقابل فالقادة الذين يقبلون الرضوخ للبلطجة، يتم دعمهم من طرف فرنسا بل ويتم دعمهم والحرص عليهم، رغم أن شعوبهم تموت فقرا، وتهاجر سرا نحو نفس الدولة التي أفقرتهم، والتي ترفض مجرد استقبالهم ومنحهم فرصة عيش.

    للأسف الشديد هذه هي فرنسا المجرمة، وهذه هي مخططاتها الجهنمية وسياساتها الاستعمارية طبعا بالتعاون مع المعسكر الغربي الذي يرى في افريقيا والافارقة بقرة حلوبا تذر خيرات وجب استغلالها حتى تبقى افريقيا للغرب المستعمر وليست افريقيا للافارقة.