بالرغم من تردي الأوضاع الأمنية في العراق، واضطرار الإدارة الأمريكية إلى التدخل وإرسال مساعدات إنسانية، وشن غارات جوية ضد عناصر تنظيم “داعش”، عاد البعض
بالرغم من تردي الأوضاع الأمنية في العراق، واضطرار الإدارة الأمريكية إلى التدخل وإرسال مساعدات إنسانية، وشن غارات جوية ضد عناصر تنظيم “داعش“، عاد البعض ليطرح فكرة دعم الجيش العراقي الحر، على غرار الجيش السوري الحر.
جون ماكين
من جانبه اعتبر السيناتور جون ماكين، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت مقرات تابعة لتنظيم“داعش”ليست ذات فعالية، وأنه من المهم استهداف معاقل التنظيم في سوريا والعراق، وتسليح الأكراد والجيش الحر، مشيرًا بقوله “سمعنا عن ثلاث غارات، واحدة دمرت مدفع هاون، ولم نعرف نتائج الغارتين الباقيتين، بينما يواصل التنظيم الهجوم وتشريد الناس والسيطرة على أراضٍ في سوريا ويهدد عاصمة كردستان، أربيل.”
وانتقد ماكين في حواره معCNN سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي كثيرًا ما كان يعتبر ما يجري في العراق مسألة داخلية، قائلًا “ما يحدث في العراق مسألة تهم الأمن الأمريكي بتوافق جميع المسؤولين الأمريكيين، الأمر يتحول إلى صراع إقليمي يهدد أمن أمريكا، والمشكلة لا تكمن في الوقت المخصص للعملية بل في فقدان الإستراتيجية لدى الجانب الأمريكي، حيث يرى أوباما أن الوضع في العراق مأساة إنسانية، ويتصرف على هذا الأساس، لرغبته بحماية الأمريكيين في أربيل وبغداد، إلا أنه في الحقيقة هذه ليست إستراتيجية بل مقاربة سطحية لأزمة تتسع.
اقترح ماكين تنفيذ ضربات ضد “داعش” في العراق وسوريا، خاصة أن التنظيم أزال الحدود الفاصلة بين البلدين، وضرورة تزويد قوة الجيش الحر الذي يضعف بسبب تأخر دعمه.
معاناة الاقليات تتصاعد فى شمال العراق
من جانبه كشف محمد شياع السوداني وزير حقوق الإنسان العراقي، أن مسلحي“داعش”قتلوا المئات من أفراد الأقلية الإيزيدية، ودفنوا بعضهم أحياء واتخذوا مئات من النساء سبايا لهم، وأمر المتشددون السنة الذين يعتبرون الإيزيديين عبدة للشيطان باعتناق الإسلام أو الموت، متهمًا عناصر“داعش”بأنهم كانوا يحتفلون بالمذابح الشنيعة بالتهليل والتلويح بالأسلحة في الهواء.
شدد السودانى بقوله “لدينا أدلة قاطعة حصلنا عليها من الإيزيديين الناجين من الموت وكذلك صور لمواقع الجرائم تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات “داعش” أعدمت ما لا يقل عن 500 من الإيزيديين بعد دخولها سنجار، واضطر عشرات الآلاف في شمال العراق على الهرب من بطش التنظيم“.
مسعود بارزاني
على الجانب الآخر أكد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، أن قوات البيشمركة الكردية تواجه فعليا دولة مدججة بالأسلحة، وأن تنظيم “داعش”يمثل خطراً عاماً على كردستان والعراق والمنطقة والعالم، موضحا بقوله ” نحن لا نواجه تنظيماً إرهابيا، بل إننا نحارب دولة إرهابية مسلحة ليس لديها أي مبادئ للتسامح الإنساني“.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه متابعون أن تنظيم “داعش”يضم عشرة آلاف مقاتل بسوريا والعراق، بينهم المئات من العناصر التي حررها التنظيم من السجون مؤخرًا، ولا يشمل ذلك العدد المتطوعين الجدد الذين انضموا إلى التنظيم بعد تقدمه الأخير شمال العراق، وتشمل قائمة المتطوعين الجدد المئات من الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 سنة، ومعظمهم من الفقراء والعاطلين عن العمل وغير المتعلمين، ويندفع الكثير منهم بحس الشعور بالتمييز والتهميش السياسي في صفوف السنة بالعراق بعد إقصائهم من العملية السياسية على يد رئيس الوزراء، نوري المالكي.