ريحانة برس
ما أشبه الحوز بغزة ، مع أن غزة مستعمرة و محاصرة من كل الجهات ، يحاصرها اعداؤها وإخوانها ، لكن أقاليم الحوز لا هي مستعمرة ولا هي بالمحاصرة . الامر يستدعي فقط إرادة حقيقية وسيتم تدارك الأمر وتعود الحياة لهذا الجزء المهم من مغربنا الحبيب .
فقط امر يتم إعطاؤه مثل الامر الذي اعطي اثناء حادث زلزال الحوز والذي تحرك معه كل المسؤولين فضلا عن المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي ، فتحولت الامور بالحوز مائة وثمانين درجة نحو الافضل طبعا .
مالذي حدث بالحوز حتى يؤول لهذا المصير البئيس ، ألم يستفد سكانه او على الاقل بعض سكانه من السكن الذي خصصه عاهل البلاد للضحايا ، وإذا كان هذا الطرح صحيحا فلماذا لم يستفذ الجميع ، أليس المواطنون سواسية …
أسئلة كثيرة تحاصرنا من كل الجوانب كالحصار الذي تعيشه أقاليم الحوز حاليا ، وهي بحاجة لاجوبة شافية وكافية ووافية ، ويجب فتح تحقيق بهذا الخصوص لمعرفة حيثيات هذه القضية الخطيرة التي تزداد خطورتها يوما بعد يوم خاصة في هذا الفصل حيث الثلوج والامطار .
كيف يستقيم الحال والدولة تحارب مدن الصفيح في كل انحائها ومازالت هناك خيام بالحوز ، لا تشبه حتى خيام اللاجئين ، أليس سكان هذه المناطق مواطنون مغاربة ، لماذا يعاملون هذه المعاملة في بلدهم الاصلي .
معاناة حقيقية يعيشونها كل لحظة وآلام لا يقدرها ولا يحس بها إلا هؤلاء الضحايا الذين يكابدون قساوة البرد القارس والامطار الغزيرة وهم في خيام تخربها الرياح وتعريهم وتعري واقعهم البئيس وتفضح جشع المسؤولين المتسببين في ماساتهم .
مرت ازيد من سنة ونصف على زلزال الحوز الذي تعاطف معه العالم وارسل المساعدات تلو المساعدات وأمر الملك بملايير الدرهم لإعادة تأهيل هذه المناطق لكن الحال اصبح أسوا مما كان عليه ، فعلى الأقل كانوا يقطنون في بيوت لها أسقف وأصبحوا يفترشون الارض ويلتحفون السماء .
عدد كبير من المغاربة يحتفلون بالسنة الميلادية الجديدة وإخوانهم يعانون الامرين في كل لحظة ، يعيشون حياة لا تليق بالحيوان فما بالك بالبشر ، اين ذهبت كل تلك الاموال التي رصدها عاهل البلاد لفاجعة زلزال الحوز ، فضلا عن اموال المساعدات التي حلت من كل حدب وصوب .
لا يجب السكوت عن هذه الفضيحة ، يجب محاسبة كل من تبث تورطه في معاناة إخواننا في أقاليم الحوز ، اين المجلس الاعلى للحسابات ، أين وزارة العدل ، اين النيابة العامة ، أين فعاليات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية التي تتضامن مع حقوق النساء في التعري و المدافعة عن الإنحلال الأخلاقي …
لماذا لا يهتم المسؤولون بالمغرب المنسي ، لماذا يتم بناء الملاعب بالملايير الممليرة ويتم إهمال مدن باكملها وقتلها بالبطيء ، من المسؤول عن هذه الكوارث ، متى يتم تدارك الأمر ، عبر توفير سكن لائق لهذه الفئة من المجتمع ، هل ينتظرون فاجعة أخرى تلفت انتباه العالم من جديد لهذه المناطق …
المفترض ان هؤلاء مواطنون مغاربة ولهم نفس حقوق باقي مواطني المغرب ، لقد كانوا يمتلكون بيوتا واغناما واراضي فلاحية يستفيدون منها واصبحوا معدمين في رمشة عين ، ذهب الزلزال بكل ما يملكون ، وزاد بعض اعوان السلطة من معاناهم عبر الابتزاز ومعاناتهم تتفاقم يوما عن يوم منذ الفاجعة .
اين نواب الامة الذين يمثلون هذه المناطق ، اين مسؤولي وزارة السكنى ، لماذا لم يتم إيواء هؤلاء المواطنين ، هل هناك حسابات خفية في هذه النازلة …
إرسال تعليق