ريحانة برس- أحمد زعيم
فاز مرشح التجمع الوطني للأحرار صالح حنين رئيس جماعة أولاد عياد بالانتخابات الجزئية بالفقيه بن صالح لملء المنصب الشاغر بالبرلمان برسم اقتراع يوم 12 شتنبر 2024، التي بلغ فيها عدد المصوتين: 31618
الملغاة: 3118
المعبر عنها:28500
بنسبة مشاركة لم تتجاوز: 11.28%
وقد تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار نتائج الانتخابات ب: 15756 صوتا، يتبعه الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب: 9439 صوتا، أما الأصوات المتبقية توزعت على الشكل التالي:
-الوحدة والديمقراطية:2327 صوتا
-التقدم والإشتراكية:691 صوتا
-الإنصاف والتجديد: 287 صوتا
وبهذه النتائج المعلنة، فقد استعاد حزب التجمع الوطني للأحرار المقعد الذي فقده على إثر حكم المحكمة الدستورية بالرباط القاضي بعزل برلماني عن نفس الحزب، بعدما جدد بعض الناخبون ثقتهم ، وخصوصا ببعض الجماعات الترابية بإلاقليم التي على يترأسها الأحرار في مرشح حزب الحمامة، بإستثناء الجماعة الترابية الفقيه بن صالح التي بلغت فيه نسبة التصويت:2%، و جماعة سوق السبت:3%.
وبهذه النتايج الإنتخابية علق العديد من المتتبعين للشأن المحلي على ان الانتخابات الجزئية بالفقيه بن صالح عرفت أكبر عزوف انتخابي تعبيرا على سخط الناخبين من الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية.
من الملاحظ أن الأحزاب السياسية فقدت تأثيرها على الرأي العام و واستقطاب الناخبين والمنخرطين، إذ أصبح دورها يقتصر على التصويت بقبة البرلمان على المخططات والسياسات والبرامج المعدة سلفا، أما برامجها الإنتخابية فشبه منعدمة على أرض الواقع، ولا دور لها في البرامج التنموية، والسنوات الأخيرة كانت كافية ليفقد الناخب الثقة في المنتخبين والاحزاب السياسية التي كان همها هو الدفاع عن مصالحها وحماية النخبة التي تستغل النفوذ وقبة البرلمان ومؤسسات الدولة لمراكمة الثروة والإثراء غير المشروع..،
في ظل تصاعد وثيرة المحاكمات والاعتقالات والمتابعات والعزل في صفوف البرلمانيين و ورؤساء الجماعات الترابية؛ وكل المتورطين في الفساد المالي والإداري، وفي ظروف استثنائية تعرف احتقانا اجتماعيا بسبب غلاء الأسعار والبطالة الهجرة والفقر العوز… نتيجة الازمة الوبائية “كورونا” ،والاقتصادية وتوالي سنوات الجفاف والكوارث الطبيعية كالزلازل ” الحوز” والفياضانات… ناهيك عن الاوضاع الحقوقية التي تتراجع بشكل كبير بسبب الاشتغال على تمرير سياسة تكميم الافواه ، وتقييد حرية التعبير والرأي، في الوقت الذي كان عليها أن تسعى إلى التنمية وتفعيل استراتيجية اليقظة على جميع الأصعدة واتخاد الإجراءات الاستباقية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، للحفاظ على استقرار البلاد والعباد والتصدي للازمات….وتوحيد الصف من أجل استعادة الثقة بمحاربة ظاهرة الفساد والمصادقة على قانون تجريم الإثراء غير المشروع الذي يحصد اليابس والاخضر؛ وكلها عوامل عكست سخطا مجتمعيا من السياسيين والاحزاب المزكية لهم، وعزوفا عن الإنتخابات الجزئية بدائرة الفقيه بن صالح.
وحول هذا العزوف الإنتخابي علق الميلودي الرايف المستشار الجماعي السابق والفاعل الحقوقي قائلا:
“جرت الانتخابات الجزئية لملء المقعد الشاغر باقليم الفقيه بن صالح يوم12 شتنبر 2024 : هذا التاريخ سيبقى موشوما في الذاكرة وسيبقى درسا قاسيا للذين يعتبرون ان المواطنين لهم ذاكرة السمكة التي تنسى بسرعة ويمكن التقاطها…
للإشارة والتذكير أيضا وقبل الاعلان عن الحملة الانتخابية أشرنا بكل تواضع الى النقط التالية:
إن المقرات الحزبية اصبحت مثل دكاكين حلوى الشباكية لا تفتح ابوابها إلا فترة الانتخابات وهذا في حد ذاته يعتبر العنوان البارز للمهزلة التنظيمية الحزبية.
ثانيا أصبح الاعتماد الى استقطاب مرشحين جاهزين لا يهم الإلتزام الحزبي اي الإعتماد على الميركاتو واللاعبين ولو كانوا يرتدون اكثر من قميص حزبي سابق لا يهم، المهم هو تسجيل الاهداف بلغة (الكوايرية) ولو في حالة تسلل مع العلم ان تقنية الڤار تسجل الشادة والفادة…
ثالثا الترحال الحزبي، ولا أقول السياسي وهي ظاهرة يجب معالجتها بالقوانين الصارمة لتخليق الحياة السياسية. بالرجوع الى الانتخابات الجزئية باقليم الفقيه بن صالح؛ فكانت النتائج جد منتظرة من حيث العزوف والدليل هو ان جل مكاتب التصويت بقيت فارغة مما أعطى في النهاية 11,28 %، وهي نسبة لا تحتاج الى اجتهاد لمعرفة المهزلة الغير المسبوقة، والتي كانت جد منتظرة بالنظر الى ماسبق من مبررات وقراءات أخرى…
إن الهدف من الانتخابات هو معرفة الخريطة الحقيقية لكل مجتمع ومعرفة قوة وضعف الأحزاب المتبارية شريطة احترام اللعبة النزيهة واحترام اختيار قناعة المواطنين دون تأثير مادي او معنوي .وان المدخل الحقيقي لاعادة الاعتبار للمشهد السياسي ببلادنا هو الضرب على أيدي سماسرة الانتخابات وشناقة التزكيات الذين يتاجرون بالعمل الحزبي…
وان إعادة الإعتبار للعمل السياسي التطوعي النبيل هو العمل على محاسبة الذين ورثوا تسيير التنظيمات الحزبية، ومعرفة مصير الدعم المالي الذي هو مال الشعب والذي يستخلص من عرق الطبقة الفقيرة والضرائب…
كيف يعقل ان هناك أشخاصا يتحكمون في دواليب التنظيمات الحزبية؛ وكأنها اصبحت في ملكيتهم، بل أصبحت محفظة، ونراهم في كل مناسبة انتخابية؟ هذا التشردم هو الذي انتج الفساد مما عطل البلاد والعباد ؟
أليست المحاكمات أكثر من 90 منتخبا بين برلمانيين ورؤساء جماعات دليل قاطع على ما وصلنا اليه من فضائح، والضحية هم المواطنون لانهم، هم من يؤدون في الأخير الفاتورة الغالية للفشل على مستوى التشريع والمراقبة وتعطيل المشاريع ونهب المال العام؟ هذه بعض العوامل التي أدت الى العزوف ولعل درس الإنتخابات الجزئية باقليم الفقيه بن صالح أهم عنوان بارز لما سبق؟
وهذا لا يعني حتى ان نكون منصفين ان نغيب دور الناخبين الذين يصوتون بالمقابل و(الزرگة والمرقة)، انها مسؤولية جماعية؟ عندما نقتنع بأن الإنتخابات النزيهة تكون نتيجة الدور الحقيقي التي تلعبه الأحزاب النزيهة طوال السنة وليس بالمناسبات نكون قد طرقنا باب التغيير .ولن يغير الله قوما حتى يغيروا أنفسهم أولا وأخيرا..
هذه مداخلة جد متواضعة نتنمى ان تفتح نقاشا غنيا لما فيه مصلحة مدينتنا الغالية التي تكالب عليها مع كامل الأسف حياحة وسماسرة وشناقة الإنتخابات .
وأخيرا وليس آخرا ..ان الدرس المهم الذي يجب استخلاصة ليوم 12 شتنبر هو ان العزوف هو في الحقيقة تصويت عقابي ورد الصاع صاعين للمتلاعبين بالتزكيات والذين يعضون بالنواجد على المقاعد في البرلمان او الغرفة الثانية او الجماعات الترابية .. (ولي زار اخف)؟”
إرسال تعليق