كلمة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في مؤتمر «الشرق الأوسط في أزمة والأخطار والحلول»
مريم رجوي في ذكرى الملحمة المضرجة بالدماء لأشرف: “قطع اذرع النظام الإيراني، هو الحل الوحيد لأزمة العراق”.
مريم رجوي في ذكرى الملحمة المضرجة بالدماء لأشرف: “قطع اذرع النظام الإيراني، هو الحل الوحيد لأزمة العراق”.
احييكم جمعيا واحيي الضيوف الكرام
بعد مرور عام على الملحمة المضرجة بالدماء لأشرف والإعدام الجماعي لـ 52 من المجاهدين الشامخين، وفي الوقت الذي ظلت دمائهم الطاهرة الغالية تغلى وتفتح الطريق، فان حكومة القتلة الصنيعة لولاية الفقيه قد سقطت في بغداد. غير ان مجاهدي خلق وأبناء المقاومة الإيرانية هم الذين بقوا صامدين راسخين ومقدام وسيظلّون يواصلون الدرب إلى يوم يجتثون فيه بيت ظلم وأساس ولاية الفقيه واركانها.
طيلة 11 عاماً مضى اقترفت فاشية ولاية الفقيه من أجل الحفاظ على هيمنته على العراق، فظائع وجرائم من كل الصنوف، من المجزرة الجماعية الهيستيرية بحق الشعب العراقي وصولا إلى الحصار اللا إنساني والهجمات المتتالية ضد أشرف وليبرتي.
غير انه أخيرا حصلت كبرى الهزائم للنظام في العراق نفسه حيث ظهرت فيه علامات المرحلة النهائية لعمره وآثار كأس سم السقوط في العراق قبل غيره واكثرمن اي مكان آخر.
وبالأمس القريب باسابيع لم يكن المساومون مع ولاية الفقيه وحلفائه يتركون ادنى شك في بقاء المالكي في السلطة لكن كل امنياتهم تبددت بالمرة وصارت من امركان وسط حيرتهم ودهشتهم.
وبهذه الطريقة والنمط نفسه، سوف تنهار اسوارخامنئي وعرش سلطته المهترئة.
نعم سقط جيش المالكي، كما أن قوات الحرس التابعة لولاية الفقيه ايضا لن تدوم أمام طوفان عزيمة الشعب الإيراني.
لمناسبة هذه التطورات الغير مسبوقة وتداعياتها – والتي القت بظلالها بدءًا من نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران إلى ارجاء الشرق الاوسط ووصولا إلى السياسات المعتمدة من قبل أوروبا وأميركا- فأجد من الضروري التأكيد على بعض النقاط:
لكن الآمر واضح بان نموّ وتوسع هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية واللا إسلامية، قبل اي اعتبار آخر يعود إلى هيمنة النظام الإيراني في العراق و السياسات التعسفية التي اعتمدها المالكي ضد اهل السنة. ومن هذا المنطلق فبالرغم من ان التصدي لداعش هو امر ضروري مؤكد فان هذا التصدي دون قطع اذرع نظام ولاية الفقيه والزمر الارهابية التابعة له فهو مجرد طبخ حصوة ليس الآ.
ان نيران الإرهاب التي اجتاحت الشرق الاوسط اليوم هي الضريبة التي دفعتها الولايات المتحدة على حساب شعوبنا لتقديمها التنازلات امام المستبدين خاصة للنظام الإيراني.
وكان الرئيس هولاند على عند ما قال بانه لايجب علينا ان نختار بين البربريتين اللتين تتغذي بعضهما للآخر واضيف في هذا المجال بان الثانية هي محصلة الأولى وترعرعت تحت مظلة خميني والفاشية الدينية لولاية الفقيه.
وفي فلسطين أيضاً بعد حرب غزة المأساوية، فإن الملالي الذين يجدون في المجازر بحق الشعب الفلسطين مصالحهم الخاصة يعملوم من جديد على تأجيج نيران الحرب.
انني أكد بان إسهام النظام الإيراني في إحتواء أزمة العراق، يؤدي إلى توسيع خطر داعش والانزلاق من حفرة إلى بئر ومن سوء إلى أسوء.
وفي الأسبوع الماضي وخلال زيارة وزيرخارجية الملالي لبغداد، قدم اعضاء المجلس الاعلى لأمن الملالي شكرهم للمستشار الأمني للمالكي على تشديد حصار ليبرتي واكدوا عليه ايقاف جميع الخدمات إضافة إلى المياه والكهرباء والوقود إهلاك مجاهدي خلق معنويا.
ان المالكي ونظام الملالي خلال الأيام المتبقية للمالكي وبممارسة هذه الضغوط يريدون ان يقولوا لنا بانهم مازالو في العراق ونحن نقول لهذا السبب نفسه يجب ان يتم اجتثاثهم وتقطع اذرعهم. ويجب ان يعلموا بان ايا من هذه الضغوط سوف لن تؤثرعلى عزيمة المجاهدين وبل عكس ذلك فانها تزيد من عزيمتهم ومن حملات مناصري أشرف في أرجاء العالم.
وكما قال زعيم المقاومة مسعود رجوي :« ان طبيعة العلاقة مع الدكتاتورية الدينية في إيران تبرز الخصوصية الرئيسية والخط الأحمر الفاصل لتكتلات القوى السياسية في العراق. لان الديمقراطية في العراق والديمقراطية في إيران وفي الموقع الجيوسياسي الراهن في هذه الفترة التاريخية بالذات، مرتبطة بعضهما ببعض وتضمن الآخر».
بعد سقوط حكومة كانت وراء استشهاد مجاهدي خلق طيلة 8 اعوام مضت عبر الحصار والهجمات الوحشية، فقد حان الوقت ان ينتهي هذا الحصار اللا إنساني.
وعلى الإدارة الأميركية والأمم المتحدة وبسبب التزاماتهما المكتوبة والمكررة، يجب عن ان تطلبا من الحكومة العراقية الجديدة ان تضمن الأمن وحماية السكان، وان تزيل العقبات الموجودة وترفع الحواجز التي تعيق الحصول على المتطلبات الأمنية، وتضمن الحصول الحر على الخدمات الطبية واللوجستية، وان تفرج الرهائن الاشرفيين السبعة وتوافق على انتشار وحدة من قوات القبعات الزرق في ليبرتي وتوافق على فتح تحقيق حول 6 مجازر جماعية وان تجعل المسؤولين عن هذا الكم من الجرائم امام المقاضاة والعدالة.
أيها الحضور الكرام
الذكرى الأولى لملحمة أشرف تحمل نتائج لفتح الطرق المسدودة على الصعيد السياسي والاجتماعي ومن حيث الآفاق العقيدية أيضاً. ومنذ أن تمت محاصرة أشرف قبل 11 عاماً أصبح أشرف الخط الأمامي في النضال ضد ولاية الفقيه وقدوة لعدم الاستسلام أمام جرائم المالكي.
بين أبناء البشر الذي يأتون إلى هذا الكون و يمضون، هناك ناس حياة مليئة وفاعلة وهائجة وليست العدم بل الخلود. لأنهم موجدو قوة روحية وحياة دائمة تدفع البشر إلى الأمام. وهذا هو سرّ روعة وعظمة عظماء العالم الإنساني من اسبارتاكوس إلى عيسى بن مريم وحسين بن علي الذين يجد التاريخ في حياتهم واستشهادهم طريق الكمال. القادة الهداة والقدوة وينابيع الأمل لسعادة نوع البشر من العبودية والاستلاب.
وإن 52 من المجاهدين الأشرفيين بقيادة زهرة وجيتي يمكن تشخيصهم لأداء هذه الرسالة بشكل مظفّر. إنهم بصفتهم أعلى المسؤولين في هذه الحركة وفي منتهى الوعي وعرفان عميق وفهم دقيق للظروف ومن خلال الإيمان بستراتيجية وتكتيكات هذا النضال بقوا في أشرف.
إنهم كانوا على علم في مركز تطور واقفين وماهي الطرق التي تفتح من خلال صمودهم واستشهادهم. إن بطولتهم لم تكن فقط بسسبب بسالتهم وشجاعتهم المنقطعة النظير في الأول من سبتمبر بل بسبب أنهم لم يستسلموا إطلاقاً أمام الظروف وأمام توازن القوى الحاكم، خاصة في عهد يصول فيه منطق عدم دفع الثمن. إنهم لم يروا الأفق مليئا بالسواد والظلام ولم يعتبروا مساعيهم هدراً عبثاً. بل صمدوا على عهدهم مع الحرية، وبوجودهم الشجاع أبطلوا مؤمرات العدو وفضحوه، وهكذا ترجموا مغزى مركز استراتجية النضال ومنبع استلهامات وحوافز لأبناء الشعب الإيراني وزرعوا بذورا ألف أشرف في كافة أرجاء إيران.
وايام بعد ايام فان الشعب الإيراني بكل مشاربه العقائدية والفكريةْ من مختلف التيارات والآراء ربط فترة طويلة أنفسهم بملحمة المقاومة هذه من خلال إرسال رسائل مؤاساة وكتابات وأغاني وأناشيد مليئة بالحماس. ووصلت رسالة أشرف إلي زنازين وردهات سجون ايفين وجوهردشت والسجون الأخرى وشدّدت على الصمود وعدم الاستسلام. السجناء عهدوا مع الشهداء الأبطال واتقد في ردهة 350 من سجن غيفين شرارة العصيان الأشرفي.
وتحية لغلام رضا خسروي و السجناء الصادمدين
آلاف التحية لهولاء الابطال الأباة.
نعم نظام ولاية الفقيه كان يبحث من خلال المجزرة بحق الأشرفيين طريق نجاة له. لكن انظروا في الوقت الحالي كيف غرق هذا النظام بأكمله في بحر من الأزمات الداخلية والخارجية. من الاستياء الشعبي المتراكم في المتجمع الأيراني الذي يعبّر عنه هذه الأيام الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية وكذلك في عصيان واحتجاج السجناء، في الصراع المستمر على السلطة في قمة النظام وفي الإفلاس الاقتصادي الذي يعاني منه النظام.
نعم هذا النظام اللاإنساني محكوم عليه بالسقوط و لاشك أن الشعب الإيراني سيتحرّر.
والرسالة الكبيرة التي تحملها هذه الحركة وأوصى بها محمد حنيف المؤسس لمسعود هو الذخيرة الوطنية والقوة التي تبني الغد وتحوّل ظلمة الاستبداد والرجعية إلى نور إيران حرة في الغد القريب إن شاء الله.
والتحية لجميع شهداء طريق الحرية والتحية للنساء والشباب الشجعان الذين يجعلون أشرف أسوة لهم ويناضلون ليل نهار من أجل توسيع النضال والانتفاضة بهدف اسقاط ولاية الفقيه.
النضال والكفاح من أجل إيران حرة عامرة ديمقراطية.
على أمل بزوغ شمس هذا اليوم
التحية للحرية
والتحية للشعب الإيراني