غياب الحكامة في تدبير المهرجانات بالمغرب يسيئ للمملكة برمتها

  • الكاتب : الكارح ابو سالم
  • بتاريخ : 27 أبريل، 2025 - 03:59
  • ريحانة برس

    المنتبع لما يقع في المغرب من انشطة إشعاعية سواء منها الوطنية او المحلية او الدولية، يرى ان في ظاهرها حركة دؤوبة تعود بالنفع الاقتصادي والسياحي على حد سواء، لكن باطنها  هدر وسوء تقدير وإساءة للبلاد، كيف ذلك ؟

    فعلا تعتبر المهرجانات وسيلة فعالة للدعاية والترويج السياحي والثقافي والاقتصادي سيما إذا كانت منتجة ومدبرة بالشكل الراقي وبشراكة مع الفاعلين المدنيين والمؤسسات الوصية، ولما لا خلق لجنة مختصة مختلطة، كما لا يختلف إثنان عن كون هذه المهرجانات تناسلت كالفطر بسرعة ملحوظة، وتستنزف إمكانيات مالية مهولة تدفع للتساؤل عن استراتيجية هذا التوجه لدى القائمين عليها، وهل فعلا من أجل المساهمة في التنمية والاحتفالات المختلفة بفنون معينة او تثمينا لتعطش الجمهور لرغبات معينة، ام سياسة التخدير والإلهاء والتمييع الأخلاقي الفكري، ووسيلة ذكية للإغتناء عبر صفقات يسيل لها لعاب المتلاعبين خصوصا وأن مجال المحاسبة بشأنها يكاد ينعدم، وإغلاق باب الحصول على المعلومة أصبح من سبع المستحيلات في هذا الصدد.

    ينضاف إلى هذا التوصيف الملخص، سوء تدبير غالبيتها  رغم نجوميتها وأهميتها وعالميتها، وهنا لا ننثر الكلمات على عواهنها بل سنستدل بمحطات علها تكشف قسطا مما أتينا على ذكره آنفا :

    – ما معنى تنظيم حدثين هامين متزامنين فيما يخص التاريخ، الأسبوع الفلاحي بمكناس ومعرض الكتاب في دورته 30؟ الاول من 21الى 27 ماي 2025 والثاني – اي معرض الكتاب – من 17 إلى 27 من نفس الشهر .. النتائج كالتالي :

    -ارتباك في برامج رحلات الطيران ونفاذ التذاكر نحو المغرب.

    – تشتت اهتمام الوافدين الأجانب كما المغاربة بين ما هو فلاحي وما هو ثقافي.

    – تصريح استقيناه بالمباشر من لدن بعض الخليجيين المشاركين في معرض الكتاب بالرباط، تم تسكينهم بالدارالبيضاء اي مسافة تزيد عن 100كلمتر من وإلى الرباط، يوميا للالتحاق بمراكز العرض، الأمر الذي جعلهم يتكبدون عناء السفر اليومي، وسوء ضبط جدول مهامهم بل هناك من أحس أنه نوع من الاحتقار مقارنة بأعضاء دول أخرى مشاركة كالامارات العربية ضيفة شرف معرض الكتاب السنة الحاليةً لكون غالبيتهم بفندق مصنف بجوار المعرض.

    – امتلاء الفنادق عن آخرها ولم تعد الاسرة كافية لاستيعاب الوافدين، وبعضهم تخلى عن الفندق المحجوز من لجنة التنظيم وفضل حجز الدور المفروشة والرياضات على نفقته الخاصة  كبديل يتفادى به المسافات البعيدة. فهل هذه المؤشرات تفيد ان المغرب سيتغلب على مثل هذا الارتباك لمواجهة التظاهرات الرياضية القادمة قريبا ؟

    نفس الشيء ومهرجان موازين على الأبواب، ورغم عدد دوراته الكثيرة، لازالت تواجهه مطبات عدة.

    فالمعرض الفلاحي لم يستفد قط من أخطاء الدورات الفائتة، المرتفقون يقطعون مسافات طويلة من أجل اداء مبلغ ارتفع إلى 40 درهما هذه السنة، ناهيك عن التغييرات التي عرفتها أروقة المعرض خلقت ارتباكا للزوار كما العارضين واحدثث سخطا عارما، يزيد من ضراوته غياب المتحدث أو المحاور لتلقي الشكاوي والملاحظات، وأصبح الزوار يقطعون مسافات طولا وعرضا بحثا عن أروقة ألفوا مكانها في ركن معين، هذه التنقلات أعيتهم وفضلوا المغادرة.

    من يحاسب ؟ من يراقب ؟ اين تفعيل الفصل الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ؟

    إن أعداد المهرجانات اليوم بالمملكة المغربية تجاوز 200 بكثير، وبميزانيات ضخمة جدا تساءل وضع  جهات وقرى نائية في حاجة إلى ترقية مجالها المعيشي.

    إن هذه المحطات المذكورة، والتي أوردناها بإيجاز كبير، تستدعي التعجيل بمراجعة السياسة الممنهجة حيال تنظيم المهرجانات، وخلق لجنة عليا لتتبعها وضبط جهات التمويل وأوجه الصرف بشأنها، والتعرف على الشخصيات الوازنة التي تقف خلف غالبية المهرجانات دون الجمعيات العادية، وحثهم الخضوع لقرارات اللجنة العليا لتنظيم المهرجانات،  على رأسها تدقيق الحسابات وتحديد محتوى البرامج الهادفة، وضمان اللوجستيك المقبول لكل مهرجان وخلق التوازن المطلوب في الزمان والمكان، وإلى أن يحصل تنزيل هذا المطلب البسيط جدا وغير المكلف، ننتظر موازين الذي دخلت موازينه  على الأبواب لنستطلع مدى درجة استيعابه لما سبق من ترسانة الانتقادات.