عزام متعب عزام أشهر جواسيس إسرائيل في مصر

  • بتاريخ : 30 يونيو، 2014 - 18:52
  • هذ الجاسوس الذي استقبلته إسرائيل استقبال بطل قومي بعد سبع سنوات من الضغط الأمريكي الإسرائيلي على مصر لإطلاق سراحه.. ما هي حقيقته.. كيف استطاع الدخول إلى

    هذ الجاسوس الذي استقبلته إسرائيل استقبال بطل قومي بعد سبع سنوات من الضغط الأمريكي الإسرائيلي على مصر لإطلاق سراحه.. ما هي حقيقته.. كيف استطاع الدخول إلى المجتمع المخملي في مصر كأحد رجالات المجتمع الراقي؟.. كيف استطاع أن يقيم علاقات حب مع مصريات وكيف كان يصل إلى زوجات مصريين يعملون في إسرائيل ليقدم لهن هدايا من الملابس الحريمي الداخلية؟!..لماذا كان يريد الاتصال بالشاعر المعروف أحمد فؤاد نجم .. ما هي التحقيقات التي جرت معه والتي لم يكشف عنها النقاب حتى الآن؟..
    اللقاء الحار
    عزام متعب عزام وهو من الدروز و يحمل الجنسية الإسرائيلية.. أول ما فعله عند وصوله إلى إسرائيل ولقائه برئيس حكومتها ارييل شارون، هو أنه جثا على ركبته ليقبل حذاء شارون، ثم وقف ليحتضن العلم الإسرائيلي ويقبله ناطقا بعبارة من كلمتين ” أحب إسرائيل“!
    عزام ليس يهوديا بل هو درزي عربي، ولكنه صار لكل الإسرائيليين ومنذ دخوله السجن في مصر رمزا قوميا رغم أنه جاسوس عادي لا يرقى إلى أهمية جواسيس كثيرين قبضت عليهم الاستخبارات المصرية في صراعها الطويل مع الاستخبارات الإسرائيلية.. بل هو جاسوس في زمن السلام والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فلماذا اهتمت به إسرائيل وكل حكوماتها التي جاءت خلال فترة حبسه كل هذا الاهتمام.. ولماذا حزن كل المصريين عند سماعهم مفاجأة إطلاق سراحه، وأصيبوا بالصدمة على مستوى الرأي العام ومستوى المثقفين..؟!
    لنبدأ الحكاية من الصفقة نفسها التي استردت إسرائيل بمقتضاها جاسوسها الأثير.. فقد فوجئ الشارع المصري ذات صباح بخبر القبض على ستة طلاب مصريين عبروا الحدود إلى الأراضي الفلسطينية التي تخضع للاحتلال، وأنه تم القبض عليهم وإدخالهم السجن بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدولة العبرية.
    الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن أن الضابط الإسرائيلي الذي قاد عملية القبض عليهم هو ضابط حرس حدود درزي من نفس بلدة الجاسوس عزام عزام.. مما يعني أنها عملية خطف مدبرة !.. والهدف في النهاية مساومتهم بهذه الصفقة المربحة جدا للإسرائيليين!
    محاكمتهم جرت بشكل سري للغاية وجاء في لائحة الاتهام أنهم تآمروا للقيام بعمليات إرهابية بعد دخولهم لإسرائيل بدون تأشيرة. ومن تاريخ القبض عليهم يوم السادس عشر من سبتمبر الماضي وحتى الخامس من ديسمبر الحالي تاريخ إعادتهم إلى مصر، كانت تدور بين الطرفين المصري والإسرائيلي مفاوضات سرية انتهت بتلك الصفقة المفاجئة.
    صدمة الإعلان والتوقيت
    والإعلان عن إطلاق عزام كان في حد ذاته دراماتيكيا، ومذهلا وصادما للرأي العام المصري.. فإذاعة وتليفزيون إسرائيل انفردا بالخبر وبوصول عزام إلى إسرائيل فعلا.. ورفضت مصر التعليق إلا بعد خمس ساعات كاملة حين خرج المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية لينفي فقط أن إطلاق عزام كان صفقة تبادلية مع الطلاب الستة..!
    التوقيت ذاته أيضا كان صدمة للرأي العام المصري فهناك ثلاثة جروح غائرة لأسر مصرية، وهي تلك التي فقدت أبناءها الثلاثة من جنود الشرطة عندما قتلتهم دبابة إسرائيلية على الحدود في رفح. أسبوعان فقط يفصلان بين هذا الحادث وبين إطلاق عزام.
    وينفرد هذا الجاسوس بأنه كان القضية الأولى لثلاثة رؤساء حكومات تولوا الحكم في إسرائيل منذ سقوطه في قبضة الاستخبارات المصرية، وهم نتنياهو وباراك وشارون الذي كان قد تعهد بإطلاقه ضمن صفقاته للناخب الإسرائيلي.
    وكان عزام يلقى في سجنه بليمان طرة على أطراف القاهرة معاملة مميزة..
    القضية رقم 1574
    الملف الكامل لعزام الذي يحمل رقم 1574/96 جنايات أمن دولة.. وقد أحاطت السلطات المصرية هذا الملف طيلة السنوات الماضية بحظر كامل لما حواه من اعترافات الجاسوس رغم مرور سبع سنوات قضاها في سجنه، وبخروجه لم يقض حتى نصف المدة التي حددها القانون للإفراج عن المساجين ذوي السيرة الحسنة والسلوك، ولا تنطبق تلك المادة على الجواسيس كما يقول القانونيون المصريون.
    عزام متعب عزام ولد عام 1963 لأسرة من عرب (48) الدروز الذي يحملون الجنسية الإسرائيلية. وقتل شقيقه الأكبر في عام 1969 في معركة إسرائيلية أردنية، وكان عزام وقتها في السادسة من عمره. لم يكمل تعليمه الجامعي لظروف أسرته المادية الصعبة، وبصعوبة وصل إلى الصف التاسع ثم التحق بالمدرسة الصناعية ليصبح ميكانيكي سيارات، ثم عمل في الصيانة بفندق طابا أثناء إنشائه، وقضى فترة تجنيده في الجيش الإسرائيلي ثلاث سنوات.. وبعد خروجه بحث عن فرصة عمل ولما فشل افتتح بمساعدة مالية من والده محل جزارة وتزوج وهو في الثانية والعشرين من عمره.. وبعد أن فشل في محل الجزارة باعه واقترح عليه شقيقه وفا عزام أن يعمل معه في مهنته “النسيج” وأن يدرس هندسة النسيج، وبعد ذلك التحق بشقيقه في شركة “تيفرون” لإنتاج الملابس الداخلية الحريمي، وبعد شهور تم إلحاقه كمندوب بجهاز “الشين بيت” وهو الأمن الداخلي الإسرائيلي، وبعدها بعام انضم إلى جهاز “الموساد” وهو الاستخبارات الخارجية بهدف الاستعانة به في اصطياد عملاء عرب.
    الفخ .. فتاتان
    واستطاع الإيقاع بشاب مصري يدعى عماد عبد الحميد إسماعيل كان قد سافر إلى الأردن ومنها إلى إسرائيل بحثا عن فرصة عمل. وكانت وسيلة الإيقاع فتاتين تابعتين للموساد وهما زهرة يوسف جريس ومنى شواهنه، وذلك باستخدام الجنس تارة والإغراءات المالية تارة أخرى، حيث وعدتاه بمكافأة مالية شهرية ألف دولار مقابل معلومات عن عدد المصانع بمدينتي العاشر من رمضان و16 أكتوبر القريبتين من القاهرة وحجم العمالة بهما ومتوسط أجور العاملين وما يتم إنتاجه بتلك المصانع والدول التي تشتري ذلك الإنتاج وسبب بيع شركات القطاع العام وقتها ومن يشتريها وأحوال المصريين العاملين بالأردن وكيفية دخول المصريين لبنان وأسماء الدول الأجنبية التي تقدم معونات لمصر، ورأي المصريين في الانتخابات الإسرائيلية في ذلك الوقت، والإجراءات الأمنية التي تتخذ ضد المصريين الذين يسافرون إلى إسرائيل.
    وتم تزويد عماد بواسطة عزام بقطع من الملابس الداخلية النسائية “بوديهات” المشبعة بالحبر السري بمعرفة الموساد لاستخدامها في إرسال المعلومات من مصر.
    ويوم العشرين من مارس 1996 وهو اليوم السابق لمغادرة عماد إسرائيل إلى مصر، دفعت العميلة زهرة يوسف جريس إلى مقابلته تحت إشراف من عزام، بشخص يدعى ميكي باغوشا والذي ثبت من تحريات الاستخبارات المصرية أنه من عناصر الموساد واسمه الحقيقي هو ميخائيل بيراكوا، إسرائيلي الجنسية. وأفهم عزام عماد أن ميكي هو صاحب الشركة التي سيعمل بها.
    وفي اليوم التالي جاء عماد إلى مصر وقام باستخلاص مادة الحبر السري كما دربه عزام من قطعتين من قطع الملابس النسائية الأربع التي كان قد سلمها له، وأهداهما عماد إلى ابنة صديق له لكنها لم تستعملهما أو تغسلهما. وقد ثبت بعد ذلك في تقرير لهيئة الأمن القومي المصري أن هاتين القطعتين تحتويان على أثار لمادة الحبر السري وأن القطعتين الأخريين اللتين كانتا في حوزة عماد تحتويان على نفس المادة.
    وفي طريقه .. منى!
    وفي مرحلة تالية تم دفع منى شواهنه عميلة الموساد الثانية إلى طريق عماد عبد الحميد حيث أتصلت به هاتفيا من إسرائيل وأخبرته أنها ستحضر إلى القاهرة في 26 ابريل عام 1996 وبصحبتها فتاة تدعى شادية وشخص يدعى عدنان قدمته له على أنه شريك ميكي رجل الموساد في المصنع الذي تعمل به. ورافقهم الشاب المصري في جولاتهم في مدينتي القاهرة و الإسكندرية حتى غادروا مصر في الثالث من مايو 1996.
    في مرحلة أخرى خطط عزام عزام لمقابلة عماد خارج مصر لاتخاذ الإجراءات الرسمية لضمه إلى جهاز الموساد وإدخاله إسرائيل عن طريق الأردن، وكلفت زهرة بذلك، حيث اتصلت بعماد هاتفيا من إسرائيل يوم 14 مايو من نفس العام وطلبت منه السفر إلى الأردن لمقابلتها في فندق “حياة عمان” طالبة منه السفر عبر ميناء نويبع البحري المصري، وهناك تبين لرجال أمن الميناء أن جواز سفره يحمل تأشيرة دخول إسرائيل من قبل، فحذروه من مغبة أن يدخل إسرائيل مرة أخرى عن طريق الأردن وأنه لن يترك لو قام بذلك.
    وصل عمان يوم 19 مايو ووجد عميلة الموساد زهرة في انتظاره في فندق آخر اسمه ” قصر تراس”.. وأبلغها بتحذير السلطات المصرية له، وفي يوم 25 مايو رتبت له لقاء مع ضابط الموساد ماهر نمر الذي اصطحبه إلى فندق “فيلادلفيا” بعمان وأفهمه بان المخابرات الإسرائيلية سوف تحميه أينما يكون، وأن المخابرات المصرية لن تعرف عنه شيئا، ولن تصل إلى تكنولوجيا إسرائيل المتطورة، كما طلب منه التوجه إلى مبنى مباحث أمن الدولة المصرية وتقديم الشكر للضابط الذي كان قد نصحه عند التحقيق معه بعدم الزواج من إسرائيلية، وطلب منه أيضا دعم علاقاته مع الأجهزة الأمنية المصرية.
    إقرار
    ثم أملى عليه الإقرار التالي: ” أقر أنا عماد عبد الحميد المصري الجنسية وبكامل إرادتي أنني أرغب في الدخول والإقامة بدولة إسرائيل وأنني على أتم الاستعداد للتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلية نظير ما يقدم لي من خدمات إرساءا للحرية و احتراما للديمقراطية، وأني على كامل الاستعداد للتضحية بكل ما أملك من وسيلة”. وأعطاه 300 دولار ثم جعله يوقع على بياض، ودربه على كيفية قياس الرأي العام والمشاكل في المجتمع والأزمات والنظر والتركيز والحفظ بالذاكرة دون تسجيل.
    وبتكليف من عزام دربته زهرة لمدة يومين على كيفية إرسال المعلومات عن طريق الكتاب المقدس بطريقة حسابية يتم فيها جمع العبارات بأشكال مختلفة، ثم سافرت زهرة إلى إسرائيل وعادت مرة أخرى إلى الأردن بصحبة العميلة الأخرى منى والتي نقلت له تأكيد عزام على سرية عمله مع الموساد وأعادت عليه تأكيدات ضابط الموساد ماهر نمر بأن أجهزة الأمن في مصر لن تعرف عنه شيئا. وأخبرته بأنه سوف يتعلم العبرية ويدرس الكمبيوتر وأحدث أجهزة الاستقبال والإرسال في مجال العمل السري ألمخابراتي بمعرفة كل من ميكي وعزام مسؤولي التدريب في الموساد، وأنه سوف يتقاضى مبلغ ألف دولار شهريا مقابل هذا التعاون.
    مكالمات زهرة
    بعد عودة عماد إلى مصر توالت اتصالات زهرة به خلال وجوده في بلدته، وفى إحدى المكالمات عرض عليها أن يتقدم إلى السفارة الإسرائيلية للحصول على تأشيرة دخول لإسرائيل بحجة أنه كان يتدرب هناك في أحد مصانع النسيج، فحذرته من ذلك تجنبا للوقوع في المشاكل مع الجهات الأمنية المصرية، وطلبت منه السفر إما لدولة المجر أو رومانيا، فقام بشراء تذاكر سفر إلى العاصمة المجرية “بودابست” وحجز للسفر يوم 12 نوفمبر 1996 على الخطوط المصرية، وحجز بالتلكس بأحد الفنادق بهذه المدينة في المدة من ذلك التاريخ وحتى 17 نوفمبر.
    وإمعانا في تضليل الأجهزة الأمنية المصرية وبتخطيط من عزام توجه الشاب المصري إلى مبنى هيئة الأمن القومي “المخابرات المصرية” في 19 نوفمبر وأختلق قصة مفادها أنه سافر إلى إسرائيل في 24 فبراير وتعرف هناك على امرأتين إسرائيليتين وطارداه هاتفيا في محل سكنه، وأنه سيسافر إلى بودابست ويخشى أن يتعرض لمضايقاتهما. وأراد عزام أن يضلل الأجهزة الأمنية بهذه الخدعة وتظاهرت الأجهزة المصرية بتصديقها، لكنها أدركت أنها أصبحت على بعد خطوات من صيد ثمين، وأن هذا الصيد دخل مصر متنكرا في شخصية فني إصلاح ماكينات خياطة وتجول في معظم مصانع حي شبرا الخيمة وكذلك مدينة أكتوبر ومدينة العاشر من رمضان وأقام إقامة مستقرة لمدة 5 شهور متصلة. لم يكن هذا الصيد أقل من رتبة ضابط موساد وهو عزام متعب عزام الذي تم الدفع به إلى مصر لتكوين وتأمين عمل شبكة تجسس على المنشآت الصناعية الحيوية على نطاق عال من السرية، وأن عمله كفني إصلاح كفيل بإبعاد أعين رجال الأمن عنه.
    كان عزام يتردد على شقيقه وفا المقيم في فندق البارون بمصر الجديدة من وقت لآخر، لكنه أقام إقامة دائمة في الغرفة رقم 112 بفندق السلام بمصر الجديدة.
    وفي الوقت المناسب رأت الجهات الأمنية المصرية أنه لابد من الدخول على الخط لكبح جماح ما تم نسجه من هذه الشبكة العنكبوتية الجاسوسية فصدر أمر نيابة أمن الدولة بالقبض على عزام عزام وعماد إسماعيل ومني شواهنه وزهرة جريس والأخيرتان هاربتان..
    بعد تحقيقات ثلاثة شهور وجهت لهم النيابة الاتهامات التالية:
    *
    قام عماد عبد الحميد إسماعيل بالتخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية للإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتسلم بواسطة عزام ملابس داخلية نسائية تحتوي على مواد تستعمل في التراسل السري.
    **
    عزام اشترك بطريق المساعدة مع المتهم الأول في ارتكاب جريمة التخابر بأن سلم الملابس التي تحوي المواد اللازمة للتراسل السري مع المخابرات الإسرائيلية فتمت تلك الجريمة بناء على هذه المساعدة

    نص التحقيقات
    وفي التحقيقات معه روى عزام قصته منذ الميلاد وحتى مجيئه إلى مصر حيث قال إنه عمل في مصنع سيجاف في إسرائيل، وجاء مصريان أحدهما اسمه عماد والثاني وجدي للتدريب وأوكل له مدير المصنع بوصفه ميكانيكي رئيسي في المصنع تدريب وجدي.. ودربه لمدة 15 يوما إلى أن نقل إلى مصنع آخر، وفي هذه الفترة عرفني على صديقه عماد.
    وعن قصة مجيئه إلى مصر قال إن مستر “زيجي” اتفق مع المهندس سمير رياض ” مصري” على تكوين شركة مشتركة بينهما في مصر، واشترط زيجي أن يشرف إسرائيلي على مصنع مصر، فأختار شقيقه وفا عزام لإدارة المصنع في القاهرة، وقررت إدارة الشركة في إسرائيل أن تبعث ميكانيكيا لتدريب العمال في مصر على ماكينات المصنع لفترة محدودة ثم يعود ويتولى ميكانيكي آخر مكانه. في البداية حضر يوسف ساسان وبعده عزام عزام.
    **
    سألته النيابة: ما هي المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر؟
    عزام: المصنع ينتج ملابس داخلية حريمي عبارة عن “كلوتات وسوتيان” وينتج قطع ملابس حريمي عبارة عن “كلوت وفانلة داخلية قطعة واحدة“.
    **
    متي تعرفت على زهرة يوسف جريس؟
    قبل أن أعمل في مصنع عين الأسد عملت في مصنع اسمه “الحسن” وكانت زهرة تعمل فيه بقسم التعبئة.. بعد عامين نقلوني إلى مصنع قرية اسمها “جيت” وبعد فترة عملت معنا زهرة.. لم نكن صديقين لأنها كانت تعتقد أنني كنت أبحث عما إذا كانت تسرق أم لا.
    **
    ما الذي كنت تعرفه عنها أثناء فترة عملك معها؟
    انطباعي عنها كان سيئا. كان يظهر عليها أنها ميسورة ماليا لأنها كانت تركب سيارات جديدة وتلبس ذهبا كثيرا وتسافر دائما إلى خارج إسرائيل. كل هذه العلامات تدل على أن معها أموالا ولكني لم أكن أعرف من أين جاءت بها.
    **
    هل سبق أن اصطحبت عماد ووجدي لزيارة مصنع عين الأسد أثناء وجودهما في إسرائيل؟
    بعدما ذهبنا نشتري أشياء من عند صديق لي، وكان معي عماد ووجدي في يوم جمعة.. أخبرتهما بمصنع عين الأسد فطلبا رؤيته، وبالفعل أخذتهما في جولة داخله ثم خرجنا بعد ذلك.
    **
    وهل يعمل المصنع يوم الجمعة؟
    أغلب أيام الجمع يأخذ المصنع أجازة، ولكن في بعض هذه الأيام يعمل عندما تكون هناك طلبية وبعدد عمال مناسب.
    **
    هل سلمتهما عينات من إنتاج المصنع؟
    لا.. هذه ليست من صلاحياتي.
    **
    هل كنت تعلم أن عماد يرغب في الزواج من زهرة؟
    عماد كان يقول إنه يرغب في عروس من إسرائيل ولكني لم أكن أعرف أنه كان يرغب في الزواج من زهرة.
    **
    هل تعرف سبب رغبته في الزواج من إسرائيلية؟
    هو كان يريد ذلك فأخبرته بأن العينات عنده كثيرة وعليه أن يختار.
    *
    ألم تصطحب فتاتين للشابين المصريين وعرضت عليهما ممارسة الجنس معهما؟
    لا.. عماد سألني عن بنات يمارس الجنس معهن، فأخبرته بأننا في إسرائيل وهناك شوارع مخصصة لذلك وفيها البنات.. لكنني لا استطيع أن أحضر له بنات في الفندق.
    **
    ألم تخبر عماد أن زهرة غير متزوجة ومعها أموال كثيرة.
    لا أتذكر ذلك.
    **
    وما علاقتك بمنى أحمد شواهنة؟
    لا أعرف أحدا بهذا الاسم.
    **
    ما هي علاقتك بميكي مدير المصنع الذي تعمل فيه زهرة؟
    ميكي كان مديري في مصنع عين الأسد وكنا صديقين في هذا الوقت ، وبعد أن ترك المصنع وفتح مصنعا خاصا به انقطعت علاقتنا.
    **
    ما هي علاقتك بماهر نمر؟
    لا أعرف أحدا في إسرائيل بهذا الاسم.
    **
    ما هي علاقتك بايزاك الذي يعمل في الفندق الذي أقام فيه المصريون في إسرائيل؟
    لا أعرفه.
    **
    هل عرفت وجود علاقة بين زهرة وميكي في المخابرات الإسرائيلية؟
    لا أعرف سوى أنهما صديقان.
    **
    ما قولك فيما قرره عماد بأنك سلمت له ” لفة” أثناء زيارتكم لمصنع عين الأسد وطلبت منه عدم إبلاغ أحد؟
    أنا لم أعطه شيئا لأنني لا أملك الصلاحية.
    **
    ما قولك في ما قرره عماد بأنك ابتعدت عنه عقب تسليمك هذه الملابس له؟
    لم يكن عماد صديقا لي.. كل ما فعلته أنني أخذته لنشتري أشياء من دكان لصديق لي.
    **
    ما قولك فيم قرره عماد بأن زهرة طلبت منه الاحتفاظ بالملابس التي أعطيتها له لأهميتها في عمله مع المخابرات الإسرائيلية؟
    لا أعرف شيئا عن ذلك مطلقا.
    **
    ما قولك وقد تبين من تحليل تلك القطع وجود حبر سري عليها يستعمل في التراسل السري؟
    لم يحدث.. وعمري ما يحصل مني.. أنا لا علاقة لي بالمخابرات الإسرائيلية ولا أعرف أحدا منهم.
    عزام جاسوس محترف وقد تم تدريبه على مواجهة مثل هذا النوع من الأسئلة ويعرف كيف يرد، وإصراره على النفي وتشويه الحقائق، لكن الدائرة كانت تضيق عليه في مواضع أخرى، حين حاول إلصاق التهمة بآخرين في الموساد كما سنرى لاحقا“..
    **
    بماذا تفسر وجود حبر سري في البوديهات التي سلمتها لعماد عبد الحميد إسماعيل؟
    أنا عمري ما سمعت عن الحبر السري قبل الآن.. وأنا عندي شك أن يكون لزهرة ومدير المصنع الذي تعمل فيه واسمه ميكي علاقة بالمخابرات الإسرائيلية، وهذا واضح من تصرفاتها مع ميكي، وهما مع بعضهما دائما. لدرجة أنها عندما تركت مصنع “تيفرون” أخذها ميكي لمصنعه ومعها شقيقها فاروق. وميكي يحمل دائما مسدسا ويضعه في حقيبة تحملها زهرة دائما، وفي إسرائيل معروف أنه لا يصرح لأحد بحمل السلاح إلا للمتعامل مع أجهزة الأمن. أيضا ميكي كان مجرد أجير في شركة “تيفرون” لكن بعد أن خرج منها أصبح فجأة يمتلك شركة، ولا تسمح الحكومة لأي أحد في إسرائيل بتكوين شركة، ولما تسمح لشخص معين بذلك تعطيه تسهيلات في الضرائب وائتمان في صورة أموال وميزات أخرى، وهذا كله يدل على علاقته بالمخابرات الإسرائيلية.
    علاقتي بعزة
    وتتوالى إجابات عزام بين النفي والمراوغة أو محاولة إلصاق التهمة بالغير حتى لو اقتضت الأمور وصفا تفصيليا عن هذا الغير.. لكن أخطر هذه الاعترافات ما ذكره عن علاقاته في القاهرة وعشيقته المصرية“.
    يقول عزام: أنا لي علاقة حب بفتاة تعمل في الفندق اسمها عزة.. تعرفت عليها من حوالي 3 شهور عندما بدأت أقيم في فندق السلام.. وكنت مرة أجلس في لوبي الفندق فجاءت لتكلمني ومن يومها وأنا أجلس معها على طاولتها في لوبي الفندق وأتكلم معها.. وأول مرة جلست معها عرفت أنني إسرائيلي فأصيبت بالفزع فقلت لها إن في إسرائيل عربا وأنا منهم.. وهذا كان شيئا غريبا بالنسبة لها، ثم بدأنا نخرج سويا للغداء والعشاء، وكان الوقت المسموح لها أن تجلس معي ساعة ونصف الساعة بالكثير وقد تعرفت على أخوتها.
    **
    من أين حصلت على الخطاب الذي كان معك أثناء تفتيشك؟
    قبل القبض علي كنت مع صديق إسرائيلي اسمه فايز نشتري حذاء من محل زلط بشارع سليمان باشا ودار حوار بين صاحب المحل وفايز وعرف من نكون فسأل من منكما القريب من منطقة الناصرة فقلت إنها تبعد عن بيتي 35 دقيقة بالسيارة فطلب أن يعطيني رسالة لشقيقه واسمه جمال منصور في مطعم اسمه الطابون.
    **
    ما سبب احتفاظك بخمس استمارات خاصة بالحصول على تأشيرة دخول مصر من القسم القنصلي بسفارة مصر في تل أبيب؟
    لكي أحصل على تأشيرة لابد أن اكتب الطلب ومعه صورة وأقدم أربع طلبات أخرى مع جواز السفر.
    **
    ما هي علاقتك بالأسماء الواردة في الورقة التي عثر عليها في فندق السلام ومن هم أصحاب العناوين؟
    هذه الورقة بخطي.. عبد الحليم يعمل في السفارة المصرية بتل أبيب. وكنت اتصلت بالسفارة لكي اعمل فيزا لي، وعندما عرف أنني اعمل في مصنع ملابس عرضت أن أرسل له هدية من منتجات الشركة فطلب مني أن أعطيها لزوجته ” ع.ع” في مصر وأعطاني رقم تليفونها المكتوب في الورقة لكي اتصل بها وأسلمها الهدية، واتصلت بها في مصر وسلمتها عدد من “الكولتات”.. وعادل عثمان يعمل أيضا في السفارة المصرية وعرضت عليه أيضا الهدية وسلمتها لمدام “ع.ع” لتوصلها لخطيبته وكانت “كلوتات” حريمي أيضا.
    **
    من هو يحيي سرحان المدون في أوراقك؟
    هو ابن الممثل شكري سرحان.. فمرة كنت في الفندق وهو كان جالسا مع بنت تعمل هناك اسمها نشوى فعرفتني عليه وعرفت أن عنده مكتب للدعاية والإعلان وأعطاني عنوانه ورقم تليفونه في البيت والعمل وكنت اتصل به وخرجنا أكثر من مرة لنتناول العشاء وعلاقتي به علاقة صداقة، وهو قال لي إنه يعرف صديقا شاعرا اسمه أحمد فؤاد نجم وأعطاني رقم تليفونه وأنا اتصلت به مرة ووجدته نائما.. ويحيي قال لي إذا سألني هذا الرجل من أين أتيت برقم تليفونه، أقول له إنني صديق محمد نجم وأنا لا أعرف من هو محمد نجم.
    **
    مكتوب على الورقة العنوان ” 5 شارع قصر النيل أمام سينما قصر النيل؟
    هذا عنوان يحيي سرحان.
    **
    ما هي علاقتك بمحمد البهي؟
    أعرفه شخصيا ورأيته مرة أو مرتين في السفارة المصرية في إسرائيل.
    **
    ومن الذي أعطاك رقم شقيق زوجته؟
    محمد البهي لأنه كان يبعث معي هدايا لزوجته ولشقيقها حمدي
    وعرضت عليه النيابة الصور التي تم العثور عليها في غرفته بالفندق عندما تم القبض عليه وتبين أنها صورا له مع ” تمام” صديقته الإسرائيلية وصورا أخرى مع ” تحية” بملاهي السندباد وصور مع صديق مصري يدعى بولس وخمس صور تجمع بينه وبين صديقته عزة وصورة أخرى معها في قرية فلفلة.. ومن خلال تلك الصور تبين أن عزام كانت تربطه علاقات حميمة مع مصريين داخل مصر أو في السفارة المصرية في إسرائيل. وأنه كان يتمتع بحرية حركة داخل المجتمع المصري لدرجة أنه تعرف على أسرة صديقته عزة وجاب شوارع القاهرة بحثا عن بيوت موظفي السفارة المصرية في تل أبيب ليوزع هداياه.
    بعد ذلك حكم عليه بالسجن 15 عاما في 30 أغسطس عام 1997.