أعلنت السعودية أنها بدأت بالتعاون مع حلفاء من عشر دول عمليات عسكرية في اليمن تحت اسم “عاصفة الحزم” بهدف هزيمة قوات الحوثيين التي تحاصر مدينة عدن في
الرباط – ريحانة برس
أعلنت السعودية أنها بدأت بالتعاون مع حلفاء من عشر دول عمليات عسكرية في اليمن تحت اسم “عاصفة الحزم” بهدف هزيمة قوات الحوثيين التي تحاصر مدينة عدن في جنوب البلاد والتي لجأ إليها الرئيس اليمني هادي عب ربه منصور. غير أن هذه العمليات تحمل في طياتها مجازفة تهدد باتساع نطاقها إلى حرب بالوكالة ضد ايران التي تدعم الشيعة الحوثيين، بينما تدعم السعودية ودول أخرى في المنطقة الرئيس هادي.
إعادة رسم خارطة المنطقة؟
هل حول أبرز خلفيات العملية يرى محلل الشؤون العسكرية لدى شبكة “سي.إن.إن” العقيد الأمريكي المتقاعد ريك فرانكونا إن حجم القوات المملكة السعودية المشاركة في الهجوم يدل على تحرك عسكري واسع وطويل الأمد، ويرى فرانكونا أن المملكة لا يمكن أن تقبل تمدد إيران على حدودها الجنوبية كما يحدث على حدودها الشمالية في العراق. وتوقع أن يكون هذا التحالف يجرى الإعداد له منذ فترة طويلة. وأضاف: “هذه الغارات مجرد البداية والأمر سيستمر”.
ويؤيد جون مكارثي رئيس معهد استراليا للشؤون الدولية، رأى فرانكونا معتبرا أن “السعودية تخشى من أن يصبح اليمن وكيلا لايران وهي تراقب ما تحققه طهران من تقدم في العراق، وأنها تجد نفسها تحت ضغط من دولة تعتبرها منافسها الرئيسي على الهيمنة الاقليمية. ولن أندهش إذا شهدنا دعما بريا سعوديا في مرحلة ما. ففي غياب الأمريكيين الذين تركوا الساحة بصفة مؤقتة سيحسب السعوديون أنه ليس أمامهم خيار سوى الدخول بقوة. وسنشهد إعادة رسم للمنطقة”.
“سأندهش إذا أقدم السعوديون على تدخل بري”
غير أن رودجر شانهان الاستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد لوي يستبعد ان سيصل الأمر إلى تدخل بري، “”سأندهش إذا التزم السعوديون بعملية برية واسعة النطاق لأن اليمن مجتمع ذو تركيبة معقدة. وآخر مرة تصدى فيها السعوديون للحوثيين الأقل قوة لم يكن أداء قواتهم البرية جيدا على وجه الخصوص”. وفي السياق نفسه يقول سوزان دالجرين الاستاذ المساعد الزائر للابحاث بمعهد الشرق الاوسط في الجامعة الوطنية بسنغافوره أن السعودية استخدمت قواتها الجوية ضد الحوثيين في عام 2009، غير أنها لم تنتصر. وعليه فإن على السعوديين حسب دالجرين “أن يكونوا أكثر حرصا الآن. حتى الآن لم يقصفوا المناطق المزدحمة بالسكان. وأرجو أن يظلوا على هذا المنوال لفترة طويلة. فمن الضروري أن تقبل أغلبية الشعب اليمني التدخل العسكري”.
توسيع نطاق الحرب مرتبط برد الفعل الإيراني
وتحمل الحرب في اليمن في طياتها مخاطر اقتصادية جمة نظرا إلى الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب الذي تمر عبره شحنات النفط الخليجي إلى أوروبا وحوض المتوسط. توني نونان مدير المخاطر بشركة ميتسوبيشي العالمية يرى بأن المواجهة بين إيران والسعودية تزيد من حجم المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي أصبحت مزمنة حسب تعبيره. غير أن ماساكي سويماتسو مدير وحدة الطاقة بشركة نيو إيدج اليابان للوساطة المالية في طوكيو فيخشى من وصول النزاع إلى السعودية مضيفا “إذا تعرضت منشآت النفط السعودية للهجوم سيكون الأثر هائلا”.
أما نوريهيرو فوجيتو محلل الاستثمار بشركة ميتسوبيشي – يو.إف.جيه مورجان ستانلي للاوراق المالية، فيعتقد أن التركيز سيكون في الوقت الحالي على رد الفعل الإيراني، مضيفا: “أرجو فقط ألا تبالغ ايران في رد الفعل. وإذا أصبحت حرب بالوكالة حربا حقيقية فستلتهم الحرب الشرق الأوسط كله رغم أنني لا أرجح ذلك”.
في السياق نفسه يتساءل جانج جي هيانج مدير مركز الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمعهد آسان للدراسات السياسات في سول عن سبب توقيق التدخل السعودي الآن ويجيب “السعودية مستاءة من المحادثات النووية بين ايران والولايات المتحدة التي يبدو أنها تحرز تقدما. لكن من غير المرجح أن ترد ايران على العملية السعودية في اليمن لأنها لا تريد أن تصبح طرفا صانعا للمشاكل بالتورط في صراعات في الوقت الذي يظل فيه الاتفاق النووي معلقا”.
رويرترز –