محمد المتوكل – ريحانة برس
كثر الصحفيون الذين ليسوا بصحفيين، وكثر منتحلوا الصفة وهم ليس لهم لا في العير ولا في النفير في ميدان صاحبة الجلالة، وكثر المتنطعون الذين ليس في جعبتهم الا القيل والقال، والغيبة والنميمة وتتبع عورات الناس،
وكثر السخفيون في هذا المجال النبيل، وعظم شان الذين لا يميزون بين (الالف والعصا ديال الطبال)، وازدحم السوق بمدعي الصحافة والقافزين عليها ب (الباراشيت) بدون علم ولا معرفة ولا تكوين ولا مؤهلات الا المؤهلات الجسمية والفيزيائية لا اقل ولا اكثر، وامتلات الساحة الصحفية والاعلامية بالمتشدقين بالصحافة والزاعمين لممارسة العمل الاعلامي وهم فقط (فتاتيش) لا يفقهون التفريق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية للاسف الشديد، لكنهم تجدهم يحملون (بونيطة ومصورة وهاتف) ويلاحقون السراب في محاولة لاثبات الذات وهم ابعد من ذلك بعد المشرقين، او كما بعدت الصين عن المملكة المغربية، وبالتالي نتج لنا جيل مشوه لا هو صحفي ولا هو اعلامي ولا هما معا، وانما هو جيل معتوه مريض منحل يتبع (الشدق ديال الخبز) لا اقل ولا اكثر ولا يهمه من الخبر والنبا الا ما قد (يدليه) في جيبه ك (بقشيش).
وفي هذا الاطار سجل تقرير تركيبي حول “الحريات والحقوق الصحافية بالمغرب” استمرار خرق ميثاق أخلاقيات الصحافة بالمغرب، رغم التنبيهات الصادرة عن اللجنة المؤقتة المكلفة بمهام المجلس الوطني للصحافة، وكثرة الشكايات المعروضة أمام القضاء والتي لها علاقة مباشرة بانتهاك أخلاقيات المهنة.
ووفقا لتقرير قدمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، اليوم الخميس، تتضمن هذه الخروقات، استهداف الحياة الخاصة للمواطنات والمواطنين، بما فيهم مسؤولين عموميين، مسجلا أن أن صفة الشخصية العمومية لا تبيح نشر ما يدخل في صميم حياتها الخاصة، إلا إذا كان على تماس مع أدائه لوظيفته.
علاوة على تصوير القاصرين دون إذن أولياء أمورهم، أو من يقعون تحت مسؤوليتهم، وبين محاورة أشخاص في وضعيات غير طبيعية، أو يعانون من الإعاقات الذهنية بهدف الإثارة المجانية، أو مطاردة مواطنين ومواطنات وتصويرهم في بعض الأماكن الخاصة المرتبطة بالترفيه.
ومن الخروقات المسجلة، يشير التقرير إلى تواتر حوادث إدعاء وفبركة وقائع غير صحيحة بغرض التدليس والحصول على متابعات، مما يقتضي صرامة على هذا المستوى، خصوصا في التعاطي مع بعض المواد التي يصرح بها الضيوف بوقائع تمس بسمعة البلد، وشرف المواطنات وتعطي صورة مغلوطة عن البلد تربطه بالمخدرات والدعارة والسحر والفقر.
ولتجاوز هذه الخروقات، دعا تقرير النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى تعديل القانون المحدث للمجلس الوطني للصحافة، بما يسمح له بنشر العقوبات المتعلقة بانتهاك أخلاقيات المهنة، مع الإعلان عن أسماء المتورطين فيها، والمواقع والمنابر الناشر لما يعد انتهاكا لها.
فيما يخص الحق في الحصول على المعلومة، أفاد التقرير أنه لم تسجل خلال هذه السنة أي تبليغات من صحافيين تفيد منعهم من الحصول على معلومات يسمح بها القانون، غير أنه أشار إلى ضعف تواصل المؤسسات الوطنية الرسمية العمومية مع الصحافيين، مما يجعلهم يبحثون عن المعلومات بعيدا عن القنوات الرسمية وهو ما يصعب مهامهم.
بقي ان نشير الى ان الاعلام والصحافة هو اخلاق وتربية وتكوين وهمة وشان وعلو راس، ودين راسخ لا يتزعزع ودراية وغبة في ترك بصمة ذات طابع اخلاقي رفيع، ومبادرة وليس متاجرة في الهمم والذوات والانفس بغية اثبات ما لا يثبت في دنيا استولى عليها (الفهاماتورات) والببغاوات والنطيحات والمترديات وما عافته السباع، بل واستولى على المجال اشباه الصحفيين واشباه الاعلاميين وعديمو المروة وفاقدو الاخلاق وبينوا العورات، واصبح الروبيضات هم سادة الزمان والمكان في الوقت الذي كان يمكن ان يكون فيه هؤلاء المعتوهين في السجن حتى يعلموا ان الاعلام ليس (هندقة) وكلام و (مؤهلات جسمية) و(جبهة عريضة) و(سنطيحة) وانما اخلاق وتربية وتكوين واهداف وطموحات ورؤية استراتيجية وامل في تقريب المصلحة العامة للجميع بكل الامكانيات والوسائل المتاحة.
إرسال تعليق