انقلبت الآية رأسا على عقب ….صار الحرام أصلا والحلال فرعا…صار الأصل في الأشياء الحرمة والمباح استثناء….صارت الحياة حراما في حرام في حرام….زعموا
عبد الوهاب رفيقي /
انقلبت الآية رأسا على عقب ….صار الحرام أصلا والحلال فرعا…صار الأصل في الأشياء الحرمة والمباح استثناء….صارت الحياة حراما في حرام في حرام….زعموا أنه لا يجوز لك أن تحك شعرك إلا بأثر…وألا تلبس قميصك إلا بنص أو دليل…
كانت دائرة المباح واسعة رحبة كبيرة فقزمت وضيقت وصغرت حتى أصبح البحث عن المباح في حياة أحدهم كالبحث عن إبرة وسط يم هادر الأمواج… تدخلوا في كل خصوصيات البشر وعوائدهم وأعرافهم ويومياتهم حتى صار التدين عبئا ينفر منه النافرون و عقدا يتجنبها المتجنبون …وعسرا بعد أن كان يسرا وسماحة ورفقا…
يدعون أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد الدليل…ثم يحشدون من الأدلة كل ظني وضعيف السند والدلالة ومن القواعد كل مشتبه حتى يصير الاستثناء أصلا وتصبح القاعدة ادعاء واستهلاكا…
الم يقل ربنا وربكم ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) فكل ما في الأرض مباح مسخر حلال لعباد الله وخلقه..( وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه)…نعم جميعا منه..
المنهج القرآني واضح في ضبط هذا المسلك ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون…..) فاستثنى ثلاثا وأباح كل ما سوى ذلك…
(حرمت عليكم أمهاتكم و…) ثم قال: (وأحل لكم ما وراء ذلكم….)….باب الحلال واسع سعة رحمته سبحانه ورأفته بخلقه….
مسالك الغلو في التحريم والتشديد نزعة نفسية وطبع جبلي قبل أن يكون مسلكا شرعيا أو اختيارا فقهيا….يومكم حب وسماحة ويسر.