0

 حسن الخباز – ريحانة برس 

منذ سنوات كانت هناك دعوات لوضع كاميرات داخل الأقسام ، وقد تدوولت هذه الاقتراحات في الاجتماعات وفي قلب اللجان التعليمية لكن كان هناك رفض تام من قبل الأساتذة ، فلماذا هذا الرفض يا ترى؟

كلنا نعلم أن الأستاذ أصبح معرضا للخطر داخل وخارج القسم ، فالجيل الحالي عكس جيلنا الذي كان يهاب الأستاذ ويوقره ويكن له كل الاحترام ، وكان يطبق هذا البيت الشعري بحذافيره :

قم للمعلم وفه التبجيلا ..

كاد المعلم أن يكون رسولا .

لقد تدهور مستوى التعليم خلال السنوات الأخيرة ولم تعد للمعلم وللأستاذ قيمتهما ، بل ضرب هذه المهنة الكساد بعدما أصبح الأستاذ يضرب بعصى رجل القوات المساعدة أو الشرطي أمام البرلمان .

نفر منها الطلبة بعدما اطلعوا على حال سابقيهم الذين يخوضون الإضرابات تلو الإضرابات للمطالبة بحقوقهم المشروعة فلا هم حصلوا عليها ولا عادوا من احتجاجاتهم سالمين .

انهار حال التعليم بعد منع العصا وأساليب التأذيب التي كانت في أيامنا حيث كان المعلم بمثابة أب ثان والمدرسة بمثابة ام ثانية ، حيث كان الأب يزور المعلم بين الفينة والأخرى ويسأل عن حال ابنه ويؤكد للمعلم المقولة الشهيرة : ” نتا هرس وانا ندي للصبيطار ” .

انهار حال التعليم بعد أن أصبحت الأم تهاجم وقد تفترس المعلم إذا سمعت فقط انه نهر ابنها لعدم إنجازه للتمارين ، تزيد بذلك في تشجيع ابنها على التجرئ على معلمه والتمادي في إهانته .

هناك خطة ممنهجة لضرب التعليم في مقتل بدأت معالمها تتضح مع نهاية تسعينات القرن الماضي بعد تغيير المناهج التعليمية واستبدالها بمناهج أخرى أقل اهمية وتأثيرا وجودة .

لقد صدق عالم المستقبليات المرحوم المهدي المنجرة حين قال : إذا أردت هدم حضارة أمة “اهدم الأسرة” و”اهدم التعليم” و”اهدم القدوات و المرجعيات” أي العلماء والأساتذة والمعلمين …

عودة لموضوع بث الكاميرات في قلب الأقسام فشخصيا أرى أنها لصالح الأستاذ والتلميذ على حد السواء ولن تسيء بتاتا للأستاذ بل ستحميه بنقلها لاطوار ما جرى ويجري داخل حجرة الدرس .

لماذا يرفض الأساتذة هذا الإجراء البسيط ، وماذا يخيف من نصب كامرات داخل الفصول الدراسية والساحات المدرسية وفي محيط ومداخل المؤسسات التعليمية ؟ اليس نشرا للامن و تحديد للمسؤوليات في حالة حدوث تجاوزات من اي طرف كان و ذرءا للاتهامات الانتقامية ضد الاساتذة كما علق أحدهم .

 وبهذه المناسبة أقترح زرع الكاميرات في قلب كل الإدارات العمومية والخصوصية لمزيد من الأمن والأمان والجميع صار يعلم بأهمية الكاميرا بعدما أصبحت منتشرة بالمنازل والمقاهي والشركات …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.