زيارات بلا أثر : قيادات وزعماء الأحزاب السياسية يحجون إلى أزيلال وسط استفهامات السكان

  • الكاتب : عمر أوزياد - أزيلال
  • بتاريخ : 26 أبريل، 2025 - 18:59
  • ريحانة برس

    في مشهد بات يتكرر مع اقتراب كل موسم انتخابي أو مناسبة سياسية، تعرف أقاليم الهامش، وعلى رأسها إقليم أزيلال، موجة مكثفة من زيارات زعماء الأحزاب السياسية. وفي الأسابيع الأخيرة، تحول الإقليم إلى قبلة للزعامات الحزبية التي تتسابق إلى الاقليم الذي طالما ارتبط اسمها بالهشاشة والفقر.

    غير أن سكان أزيلال باتوا ينظرون إلى هذه الزيارات بكثير من الحذر والريبة. فالتجارب السابقة علمتهم أن كثافة الحضور السياسي لا تعني بالضرورة تغييرات ملموسة في واقعهم اليومي. فالخطب وتوزيع الوعود بسخاء، في نهاية المطاف تظل أزيلال حبيسة مؤشرات اجتماعية مقلقة: ضعف البنية التحتية، محدودية فرص العمل، تردي الخدمات الصحية والتعليمية، واستفحال مظاهر الفقر والتهميش.

    ويتساءل كثيرون من أبناء الإقليم ما الجدوى من هذه الجولات السياسية التي تحولت إلى مجرد طقوس شكلية؟ وما الفائدة من حضور زعماء، بعضهم لا يعرف خريطة الإقليم، في حين أن معاناة السكان تزداد تعقيدا مع مرور الوقت؟

    المفارقة الصارخة أن مدينة أزيلال، برغم مؤهلاتها الطبيعية والبشرية الكبيرة، ظلت لعقود طويلة خارج خارطة التنمية الحقيقية. لم تنجح السياسات الحكومية المتعاقبة، ولا مبادرات المجالس المنتخبة، في إحداث نقلة نوعية تنعكس على حياة السكان.

    ومع اقتراب أي موسم انتخابي، تتجدد نفس الأسئلة القديمة: هل تأتي الزيارات لحل مشكلات الإقليم، أم أنها مجرد مسرحيات تسبق محطات انتخابية لاستمالة الأصوات في مناطق تعاني من قلة الخيارات؟

    في مقابل هذا المشهد، ترتفع أصوات المجتمع المدني وبعض الفعاليات المحلية مطالبة بأن يتحول الاهتمام الظرفي إلى التزام فعلي ومستدام. أن تترجم الوعود إلى مشاريع ملموسة، وأن يحظى الإقليم بخطط تنموية عادلة تراعي حاجياته الحقيقية بدل أن يبقى مجرد محطة دعاية سياسية عابرة.

    فقد آن الأوان، كما يؤكد العديد من المتتبعين، لأن يفهم الفاعل السياسي أن احترام ساكنة أزيلال لا يكون بالزيارات الخاطفة ولا بالخطب الرنانة، بل بالاستماع العميق إلى مشاكلهم، ووضع برامج ذات مصداقية، ومتابعة تنفيذها بعيدا عن حسابات الربح الانتخابي السريع.

    فأزيلال لا تحتاج مزيدا من الزيارات، بل تحتاج عدالة اجتماعية، مشاريع تنموية حقيقية، ورؤية سياسية تعيد الاعتبار لهذه المنطقة المنسية.