دول غربية تبحث في تمويل داعش‎

0

وسط تقدم وسيطرة أفراد التنظيم المسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش”، على ثلث الأراضي السورية، وعدد من المدن العراقية، اهتمت كثير من مراكز

وسط تقدم وسيطرة أفراد التنظيم المسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش، على ثلث الأراضي السورية، وعدد من المدن العراقية، اهتمت كثير من مراكز الأبحاث والصحف الغربية، بالوضع الاقتصادي للتنظيم، والجهات الممولة، وإبراز اللاعبين الرئيسيين في رعاية التنظيم وخدمة أفكاره

يأتي ذلك في الوقت الذي يرى متابعون أن التنظيم أصبح أحد أغنى التنظيمات المسلحة الإرهابية في العالم، خاصة بعد سيطرته على مدينة الموصل ومناطق أخرى في العراق، وبرغم عدم وجود بيانات محددة عما يتوفر للتنظيم من مبالغ ومصادر مالية، إلا أن الآراء تتجه إلى أنها خليط من أموال إقليمية ودولية فضلا عن موارد ذاتية استطاع التنظيم أن يوفرها لنفسه.

وحسب ما رصدته وسائل الإعلام الأمريكية، فالتنظيم تميز بهيكلية وتراتبية غير مسبوقة لفتت أنظار وكالات الاستخبارات الدولية، كما لفت استخدامه القوي لوسائط التواصل الاجتماعي، وإصداره منشورات ومطبوعات باسمه، من المجلة الناطقة باسمه “دابق” إلى مصادر تمويل إلكترونية مفترضة له الكثير من مراكز الأبحاث والدراسات الدولية.

من جانبها كشفت صحيفة الإندبندنت ” أن المملكة العربية السعودية ربما يكون لها يد في سيطرة الدولة في العراق وبلاد الشام، على أجزاء واسعة من شمال العراق”، مشيرة إلى “كلمة لمدير سابق لوحدة الاستخبارات البريطانيةMI6 ألمح فيها إلى خطة تعود إلى أكثر من عقد من الزمان، من هذا القبيل، ونقلت عن  باتريك كوكبيرن، محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة، أنه في حديث أُجري، قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001، بين الأمير بندر بن سلطان، الذي كان سفيرًا للسعودية في واشنطن وقتها ثم رئيسًا للاستخبارات حتى وقت قريب، ورئيس الاستخبارات البريطانية السير ريتشارد ديرلوف، كشف فيها الأمير السعودي عن معلومات تنطوي على مخاطر بشأن الشيعة المسلمين في الشرق الأوسط، وأن اللحظة الموعودة التي توقعها الأمير بندر ربما وقعت الآن بالنسبة للشيعة في العراق والسنة، بينما يبدو أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا هامًا في تحقيق ذلك من خلال دعم الجهاد المعادي للشيعة في البلدين، فمنذ سيطرة داعش على الموصل في العراق، يتعرض الأطفال والنساء الشيعة للقتل في القرى الواقعة جنوب كركوك، فضلًا عن إعدام طلبة القوة الجوية من الشيعة ودفنهم في مقابر جماعية بالقرب من تكريت“. 

واعتبرت الصحيفة أن مساعي السعودية وحلفائها لإضعاف المالكي والأسد لصالح السنة جعلتهم يعملون لخدمة “داعش” في العراق وسوريا، وربما سيتحتم على الغرب الآن أن يدفع ثمن تحالفه هذا مع السعودية وباقي الأنظمة الملكية في الخليج التي طالما احتضنت ما يسمى الجهاد المتطرف وفضلته على الديمقراطية.

وكانت تقارير رسمية كشفت الشهر الماضي أن مقاتلي “داعش” استولوا على نحو 500 مليار دينار عراقي من البنك المركزي في مدينة الموصل، فضلا عما حصلوا عليه من مصادر أخرى بما يمكّن الجماعة من إدارة عملياتها العسكرية وتوفير معاشات لآلاف المقاتلين الوافدين من مختلف الدول، خصوصا وأن ما أخذته من أسلحة الجيش العراقي عند دخولها الموصل، خفّف من حاجتها للتسليح وشراء آليات وعجلات عسكرية.

نهب النفط والبنوك من ابرز مقومات اقتصاد داعش

 على الجانب الآخر يكشف تشارلز ليستر الباحث في مركز بروكينجز  عن توفر سجل حسابي متاح يكشف عن مشاركة حكومة إحدى الدول في انشاء وتمويلداعشكمنظمة، بحسب ما نقلت عنه وكالة دوتشيه فيلله الألمانية مؤخرا، لكن جونتر ماير مديرَ مركز أبحاث العالم العربي في جامعة ماينز الألمانية لا يشكك مطلقا في مصدر أموال داعش، وإن دعمها قادم من دول خليجية ، وفي مقدمتهم السعودية وأيضا قطر والكويت والإمارات“.

 وأوضح ماير أن سبب تمويل دول خليجية سُنية لداعش كان أصلا لدعم مقاتلي الحركة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، لافتا  النظر إلى وعي السعودية بالمخاطر التي قد تنتج عن عودة مقاتلي داعش السعوديين وإمكانية انقلابهم على النظام السعودي نفسه، منوها إلى طبيعة التمويل، خاصة أن مصدر التمويل الأكبر لداعش ليس الحكومة نفسها وإنما “شخصيات سعودية ثرية“.

كانت صحيفة “ديلي تلجراف” قد نشرت تقريرًا عن كيفية إدارةالدولة الإسلاميةالتي أعلنها التنظيم، وقارن التقرير بين النظام المركزي الذي اعتمده أبو مصعب الزرقاوي في وقت سابق، وبين النظام اللامركزي الذي يعتمده أبو بكر البغدادي.

عروض عسكرية لاستعراض القوة

من جانبه اعتبر قاسم قصير، المتخصص في الحركات الإسلامية، أن أبو بكر البغدادي، بوصفه متخصصًا في الشريعة الإسلامية، بحيث درسها في جامعة بغداد، قد استلهم النموذج العثماني في تعيين ولاة وتوكيلهم التعاطي مع شؤون الناس، دون أن يحكم هو مباشرة، وتخوف من إعطاء المزيد من الوقت لـداعش، ما يجعل منها حالة صعبة المعالجة على المدى المتوسط والطويل، خاصة مع غنى هذا التنظيم وتحصله على إمكانات مالية مهمة.

وأوضح التقرير أن “الخليفة” الجديد يدير المناطق التي يسيطر عليها من خلال مجموعة من المساعدين، يعملون كحكومة كاملة تعمل على جبهتين، الأولى هي جبهة العمليات العسكرية، في كل من سوريا والعراق، والثانية الشئون اليومية للسكان في المناطق التي يسيطر عليهاداعش“.

وتوضح الوثائق أن للبغدادي معاونين رئيسيين هما أبو علي الأنباري، الذي يدير العمليات العسكرية للتنظيم في سوريا، والذي كان لواءً في الجيش العراقي السابق خلال فترة صدام حسين، وأبو مسلم التركماني، وكان مقدّماً في الاستخبارات الحربية العراقية وأمضى بعض الوقت في العمليات الخاصة العراقية أيضاً.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.