آلة إعلام الدولة الإسلامية لم تتوقف عند إصدار فيديوهات عالية الجودة أو بيانات بل تعدتها إلى إصدار أول مجلة في عهد الخلافة أعطوها اسم دابق تصدر باللغتين
آلة إعلام الدولة الإسلامية لم تتوقف عند إصدار فيديوهات عالية الجودة أو بيانات بل تعدتها إلى إصدار أول مجلة في عهد الخلافة أعطوها اسم دابق تصدر باللغتين العربية والانجليزية وجاء العدد الأول من الصحيفة في 50 صفحة، وتمتاز الصحيفة بدرجة جيدة من الاحترافية من حيث الإخراج والتصميم،على مستوى الشكل، يبدو أن مصممي المجلة استخدموا برامج حديثة، في حين كانت الصور عالية الجودةتتفوق فيها على مستوى الصحف التي تصدرها التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة السورية.
وتحتوي المجلة على أخبار “الدولة الإسلامية في ولاية الشام والعراق”، كذلك “أحاديث مروية” عن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كما جاء في تقديمها، فضلا عن مواضيع تتعلق بالتوحيد، المنهج، الهجرة، الجهاد، والجماعة.
ومن مجموعة الأخبار والصور التي تضمنتها المجلة، يبدو أنها موجهة للغرب، أكثر من العرب، إذ حاولت عرض المقولات العامة التي يستند إليها تنظيم “داعش“، الذي بات يصنف على أنه “التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم“.
وتتصدر الصفحة الأولى من المجلة مقولة لأبو مصعب الزرقاوي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة/ فرع العراق “لقد أشعلت الشرارة هنا في العراق، وحرّها سوف يتصاعد بإذن الله، حتى تحرق الجيوش الصليبية في دابق“.
ثم يليها توضيح لاختيار اسم “دابق”، المأخوذ من اسم منطقة دابق الواقعة في الريف الشمالي من مدينة حلب وفي الشام.
وتروي المجلة واقعة دابق المستندة إلى حديث منسوب لأحد الرواة (أبو هريرة)، ونصه “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو دابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سُبُوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله عز وجل، ويصبح ثلث لا يفتنون أبداً، فيبلغون القسطنطينية فيفتحون، فبينما هم يقسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون. وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم. فأمهم، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه لانذاب حتى يهلك. ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته“. ووفقا للحديث، فإن منطقة دابق ستلعب دورا تاريخيا في الملاحم التي تسبق فتح القسطنطينية، بعد انتصار المسلمين ورفع راية الخلافة في الأرض. وقد أوضحت المجلة بأن كلمة “ملاحم” تنسب إلى مصطلح “هرمجدون ” في اللغة الإنكَليزية. وهرمجدون او أرمجدون هو مصطلح يعبّر عن عقيدة يهودية ويقال أنها يهودية– مسيحية مشتركة، “تؤمن بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، متكونة من مائتي مليون جندي يأتون لوادي مجدو لخوض حرب نهائية”، كما تشير بعض الروايات التاريخية.
وتناقش المجلة فكرة “إعلان الخلافة” وتصف “فرح المؤمنين الذين ملأوا الشوارع احتفالات بقيام الدولة الإسلامية” التي أعلن عنها “في الأول من رمضان المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية أبو محمد المقدسي العدناني الشامي“. وتنقل المجلة عن البغدادي، الذي تصفه بأنه “أمير المؤمنين” قوله “أيها المسلمون في كل مكان، ابشروا خيرا.. ارفعوا رؤوسكم عالية. بعون الله أصبح لكم دولة خلافة.. تعيد لكم الحقوق والكرامة والقيادة. إنها دولة حيث العرب وغير العرب، الأبيض والأسود، الشرقي والغربي جميعا إخوة. دولة تجمع القوقازي والهندي والصيني والإفريقي والأمريكي والفرنسي والألماني والاسترالي.. جمع الله قلوبهم معا فأصبحوا إخوة بنعمته.. يحبون بعضهم في الله ومن اجل الله.. اختلطت دماؤهم وأصبحوا موحدين تحت راية واحدة.. تحت جناح واحد.. هدفهم واحد يتمتعون بنعمة الأخوة المؤمنين.. وإذا أراد الملوك أن يتذوقوا طعم هذه النعمة فعليهم التخلي عن ممالكمهم والعودة إلى الله“. وينهي البغدادي حديثه بقوله ” ليعلم العالم أننا نعيش اليوم في عصر جديد“. ويقول البغدادي في حديث آخر” يا أمة الإسلام.. العالم اليوم ينقسم إلى معسكرين وخندقين لا ثالث لهما: معسكر الإسلام والإيمان، ومعسكر الكفر والنفاق. مخيم المسلمين والمجاهدين في كل مكان، ومخيم اليهود والصليبيين وحلفائهم ومعهم بقية الأُمم والأديان من الكفر، تقوده أميركا وروسيا وتجري تعبئته من قبل اليهود“. ومن الأخبار التي نشرتها المجلة “عقد اجتماع موسع بين زعماء ووجهاء القبائل في ولاية حلب وبين ممثل الدولة الإسلامية، تحدثوا خلاله عن جمع الزكاة واعدوا قوائم بأسماء الأيتام والأرامل والمحتاجين للزكاة والصدقات، وكيفية تشجيع الشباب للانضمام للدولة الإسلامية، وقد أعلن رؤساء القبائل بيعتهم للدولة الإسلامية أثناء الاجتماع“.
وتحدثت المجلة عن معارك التنظيم، وسقوط قتلى في ولاية الرقة السورية، اثر قصفها من قبل الجيش السوري، “وتحرير ولاية الخير.. مدينة البو كمال على يد المجاهدين” من مقاتلي داعش. ثم عددت المجلة “انتصارات الدولة الإسلامية” منذ دخولها العراق، وفي مقدمتها “تحرير” عدة محافظات (أو ولايات حسبما يسميها التنظيم)، من قوات الجيش العراقي، الذي أطلقت عليه “الصفوي”، كـ “ولاية الانبهار وديالى وكركوك وصلاح الدين“. وتحت عنوان “توبة آلاف المرتدين”، ذكرت المجلة أن “تحرير مدن العراق على التوالي يبين أصدقاء وأعداء دولة الإسلام على حد سواء، أن معارك التنظيم ليست عشوائية بل هي منظمة ومدروسة، وقد ساعدت عمليات التحرير في مساعدة الكثير من المرتدين على التوبة والخلاص من حكم الجيش الصفوي الذي فر من المعركة مخلفا الأسلحة والذخائر التي جهزته بها الدول الصليبية”، وأضافت المجلة أن “أعدادا كبيرة من مقاتلي الصحوات في الولايات المحررة قد أعلنوا توبتهم“.
إرسال تعليق