دور حزب الله وإيران ودول الخليج في تحريك غرائز الناس للقتل والدم.

0

نتشرت أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كلمةٌ مصورةٌ لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق معاذ الخطيب توجه فيها إلى جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم

نتشرت أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كلمةٌ مصورةٌ لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق معاذ الخطيب توجه فيها إلى جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.

الكلمة جاءت بعنوان ’بحثاً عن حل لإنقاذ سورية بعد دخول الثورة سنتها الرابعةاختار الخطيب صفحة على فيسبوك لإطلاقها, واستمرت 15 دقيقة حملت في طيّاتها الكثير من الدعوات والرسائل، لعل أبرزها دور حزب الله وإيران ودول الخليج في تحريك غرائز الناس للقتل والدم.

حذر الخطيب في كلمته من الصراع السني الشيعي، مشيراً إلى أن سوريا أغلى من النظام والمعارضة، متسائلاً عن النقاط التي تجمع كل السوريين الآن؛ كاستقلال سوريا وعدم السماح بتقسيمها، وموجهاً كلامه للنظام مباشرةً ناصحأ إياه بالتوقف عن انتهاكاته بحق الشعب، وداعياً إلى البدء بمفاوضاتٍ حقيقية. حمل خطابه للأسد لهجةً إنسانيةً حيث قال: “هل ترى الأطفال الذين تقطع أطرافهم؟ هل تصِلُكَ هذه الفيديوهات؟ هل أرسلها لك؟ هل رأيت طفلة تبكي وتطلب من والدتها أن تعيد لها قدمها التي قطعت؟“.

لاقت الكلمة فور بثها ضجةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصل عدد مشاركات الفيديو إلى حوالي 1500 مشاركة و خمسة آلاف إعجاب. أما التعليقات عبر الصفحة فقد جاءت متنوعة. فمنهم من رأى أن ما قدمه الخطيب هو أقرب ما يكون للخطاب المتوازن البعيد عن التخوين متضمناً دعوةً حقيقية للمفاوضات، أثنوا فيها على الخطيب واصفين كلمته بالجريئة، خصوصاً عندما نعت الخطيب الائتلاف الذي ينتمي له، بـ ’المعارضة المرتهنة‘. في حين رأى آخرون أن الخطاب لا يحمل أي قيمةٍ مضافة باعتبار أن كلاً من النظام والمعارضة لم يعيرا اهتماماً بالسوريين أو بالدّولة، وكلّ منهم يحاول حجز مقعد له في السلطة حتى لو على حساب دم السوريين، مبينين أن هذه الكلمة تخاطب المشاعر لا العقل، وتنقصها الخطة السياسية الجدية، حيث يتحدث الخطيب فيها بصفةٍ فردية دون أن يمثل أي الأطراف المتصارعة، فيما استغرب آخرون من الأصداء الإيجابية التي حركها الفيديو لدى الأوساط الموالية للنظام.

وفي حين رفض ممثلون عن النظام إجراء أي مقابلات مكتفين بالاعتذار، قال نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية أنس جودة، في لقاء أجرته معه مجلة دلتا نون، قال تعليقاً على كلمة الخطيب: “المبادرة ضرورية، خصوصاً في هذا الوقت أمام خطر تفتت سوريا ربما إلى الأبد. تأتي أهميتها من كونها تنظر إلى المصلحة السورية مبتعدةً عن المصالح الحزبية الضيقة، من قبل شخصية لها قبولها واحترامها عند عدد من الأطراف الإقليمية وحتى عند السلطة نفسها لذا فإن إمكانية البناء عليها ممكنة”، مؤكداً أن التيّار سيعمل على التواصل مع السيد الخطيب لتنسيق العمل في المرحلة القادمة. وأضاف السيد جودة: “من الضروري طبعاً تدعيم الدعوة بالرؤى التفصيلية لتصبح مبادرة يمكن الدخول من خلالها بعملية تفاوضية تؤدي لبناء مداخل للحلِّ السياسيّ“.

وقال صالح النبواني، عضو هيئة التنسيق الوطنية، في تصريح لمجلة دلتا نون: “أستطيع قول رأيي الشخصي وليس رأي هيئة التنسيق الوطنية لأنني لست مخولاً بذلك. كلام الشيخ معاذ بالعموم جيد، وينم عن وطنية معهودة فيه. ما قاله الشيخ معاذ كلنا مؤمنون به، ومقتنعون به، ونتمنى تحقيقه بأقرب وقت ممكن لوقف نزيف الدم والدمار لتعود سوريا أفضل مما كانت. لكن في ظل الظروف الراهنة والتدخل الدولي والإقليمي والمشاريع الطائفية البغيضة والمشاريع الدولية والإقليمية لا يمكن إلا أن يكون الحل شاملاً وجذرياً للخلاص من الأزمة الحالية التي تعانيها سوريا أرضاً وشعباً. وأنا شخصياً مع هذا الطرح ونأمل أن يكون هناك أذان صاغية من كل السوريين الوطنيين، معارضين وموالين، وأرجو أن يتكامل هذا الكلام مع الدعوة إلى لقاء وطني تشاوري يؤسس لعقد مؤتمر وطني للمعارضة، ويؤسس لمؤتمر وطني للسوريين، معارضين وموالين“.

من جهتها قالت الفنانة السورية ريم علي لمجلة دلتا نون “حتى لو أني أعجبت بالكلمة التي ألقاها الخطيب أمس، إلا أن المبادرة لن تقدم أو تأخر” وأضافت الفنانة ريم :” أعتقد أن الجميع قد أصيب بالملل من المبادرات الفردية، كما أن الناس فقدت الثقة بالجميع“.

في استطلاع رأيٍ للشارع السوري أجرته دلتا نون مع أطراف موالية ومعارضة للنظام جاءت الآراء متنوعة. ريما سواس، عضو في حزب سوريا الوطن، قالت: “طرحٌ مقبولٌ لفظاً لكن يُشَكُّ في مصداقيته مضموناً، وطالما أن لا توافق بين أطراف المعارضة فمدى تأثيره على أرض الواقع لا يمكن الحكم عليها”. في حين قالت الصحفية السورية ميس: “لا يدرك الموالون والمعارضون أنّ لديهم أفكاراً متشابهة. رفض التقسيم  ورفض المال السياسي والدِّين السياسي والدم  والقتل، أشياء تحدث عنها معاذ الخطيب في كلمته، ويرفض المتطرفون من الجهتين الكلام عنها”. نائل حريري ناشط سياسي مستقل: “أعتقد أن هذه الكلمة حملت ملامح سياسية لم تتوفر سابقاً، خصوصاً فيما يتعلق بالموقف من المشاريع الإقليمية والدولية. من ناحية أخرى أعتقد أن هذه ليست كلمة عابرة، يبدو أن خلفها مشروعاً لمبادرة سياسية يتم إعدادها“. أحمد الحسن وهو ناشط سياسي مستقل: “تكفي شجاعة الاعتراف بالآخر عنده، وإلقاء المسؤولية على الجميع بما فيهم من يمثله، وهذه واحدة من أدوات الحل الحقيقي”. تينا رواس  طالبة جامعية: “الخطيب هو الوحيد الذي يقول ما يفكر به بصدق، وهو محقٌّ برأيي لأن إنقاذ البلد يحتاج تكاتف الجميع“.

هذا ويذكر أنه بعد ساعات من بث كلمة الخطيب يوم أمس أطلق ناشطون سوريون في حركة سلم‘ استبياناً على الإنترنت، وذلك لاستطلاع رأي الشارع السوري في الكلمة. وقد بينت النتائج، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، بأن غالبية الأصوات (39%) تقول بأن كلمة الخطيب تعبر عن رأي شريحة كبيرة من السوريين، في حين يرى 32% من الأصوات بأنه يمثلهم لكنه لن يلقى استجابةً عند أي طرف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.