دعوا “داعش” تقيم فيكم دين الله

0

يكثر الحديث من مدة طويلة أينما و ليت وجهك و ألقيت سمعك و نظرك لا حديث إلا عن داعش ، داعش الظاهرة الحالة التيار أو التنظيم المهم داعش تحتل الصفحات الأولى

يكثر الحديث من مدة طويلة أينما و ليت وجهك و ألقيت سمعك و نظرك لا حديث إلا عن داعش ، داعش الظاهرة الحالة التيار أو التنظيم المهم داعش تحتل الصفحات الأولى للجرائد العالمية تحتل حيز مهم من مقالات المفكرين و الباحثين وتحتل حيز مهم من النقاش داخل البيوت العربية و يبقى السؤال لماذا الكل يتكلم عن داعش؟ لماذا يخاف الكل من داعش ؟ من هي إذن داعش ؟

داعش يعتبرها بعض الباحثون أنها حالة ليس إلا و لم ترتقي إلا مستوى التنظيم لكن داعش لها كل مقومات التنظيم على المستوى البشري و اللوجيستي  لها بنية هرمية واضحة و امتداد عرضي وطولي على مستوى العراق وسوريا خاصة المناطق الحدودية، لها إرث كبير تركه أبو عمر البغدادي وطوره أبو بكر البغدادي.

تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام و الذي كباقي أخواته المتبنين للإسلام الجهادي يهدف إلى إقامة الخلافة على منهاج النبوة و لا يرى في التغيير السلمي الحل بل الجهاد هو الحل،وجاء بفلسفة جديدة في تكتيكات القتال الميداني تختلف عن فكر من سبقوه من الرعيل الأول في الجهاد و هو الشراسة في المعارك تطبيق الأفكار في الميدان و الابتعاد عن التنظير كثيرا و المرور إلى مرحلة التطبيق الفوري حيث لا مجال للانتظار كما أن تنظيم الدولة يرى في العدو القريب هم الحكام الطواغيت في العالم العربي و الأولى بالقتال و بتنفيذ الفريضة الغائبة فيهم على العدو البعيد أمريكا و اسرائيل.

إن كان جيل عبد الله عزام و الإمام الشريف و أسامة بن  لادن و الظواهري و إبراهيم ناجح و أبو مصعب السوري  ينظرون و ينزلون كتبهم و أفكارهم و بالتالي يؤسسون لفكر  مبني على تراث فقهي في الفقه السياسي الإسلامي  و يمزجون بين التنظير و التطبيق لكن و فق قواعد و مبادئ محددة فإن داعش لا يمكن مقارنة عناصرها بجيل الجهاد الأفغاني بل هم شباب يعملون يقاتلون بحماسة و يسيلون الدماء و لا وقت لهم ليسيلوا الحبر أو المداد.

من رحم تنظيم القاعدة العالمي خرجت داعش و عنه  تمردت و خرجت فتحدته و هي الآن تخطف منه الأنظار، تنظيم داعش الفتي الذي تأسس سنة 2006 مع عمر البغدادي المتوفى في العراق استفاد من تجارب و خبرة الزرقاوي في مواجهته للغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، المهم من كل هذا أن زعيم تنظيم داعش لم يستمع لأمر أميره الظواهري ببقاء التنظيم في العراق و نقض بيعته للظواهري و خون الجولاني ليحاربه في أرض الشام هو و جبهته النصرة لتعتبر داعش من الخوارج بالمفهوم الفقهي العام خرجوا عن طاعة ولي أمرهم الظواهري و بالتالي داعش أصبحوا خوارج خرجوا من جلباب  القاعدة.

داعش من 2006 إلى الآن و بسرعة قياسية سحبت البساط من تنظيم القاعدة وأصبحت تزاحمها و تنافسها على ريادة الجهاد العالمي و هي الآن قدوة كثير من الجهاديين الشباب فالقاعدة أصبحت من الماضي عند الكثيرين.

الآن بعد خروج داعش  عن القاعدة هل ستشجع هذه الأخيرة  أمريكا ضرب داعش لأنهم خوارج هل ستقاتل القاعدة مع أمريكا للقضاء على داعش  خاصة وأنا القاعدة عدوها بالدرجة الأولى العدو البعيد اليهود و الصليبيين كما اشتهرت بذلك  منذ تأسيسها سنة 1998  أم هل ستقاتل القاعدة مع داعش في العراق حتى تتحقق الخلافة في أرض الشام و العراق و تخرج عنها كما خرجت داعش عن القاعدة.

فكما وصفنا الوضع بمن سيقاتل من يبدو الأمر متشابكا مبكيا و مضحكا لكن ففهم الوضع و مآلاته كحال هذا التشابك الذي حاولت رسمه داعش قبل إضافة حرف الشين أي الشام قبل اندلاع  الثورة السورية كانت الممثل الشرعي للقاعدة بأرض الرافدين أما بعد ذلك فهي تمثل نفسها و لا تؤمن باللامركزية التي أراد الظواهري تكريسها.

تاريخيا  داعش وأخواتها تغذت من معينين : أولا الأرضية الفكرية من ابن تيمية و فقهه و محمد بن عبد الوهاب و حركته و السيد قطب و أدبياته و أفكاره مثلها مثل كل الجماعات الجهادية لتأتي كتب عبدا لله عزام و الامام الشريف هذا في الشق الفكري.

 أما شق الدعم المالي فالعربية السعودية كانت دائما الداعم الأساسي للفكر الجهادي في السبعينات و الثمانينات بل الممول الرئيسي لما يسمى بالفكر السلفي الوهابي خاصة وأنها خرج من مدرستها العديد  ممن كفروا ابن باز و ابن عثيمين و كذلك الألباني بعد أن تتلمذوا على أيديهم.

و الآن بعد أن اشتدالصراع الطائفي و أصبحت الرؤوس تسقط و تزايدت الأطماع الخليجية بسقوط الأسد في سوريا و المالكي في العراق و تنفيذا لما يسمى بالحرب بالوكالة فالهجوم السعودي على ايران تدور رحاه في كل من العراق و سوريا و تنفذه للأسف داعش و غيرها.

لعبة صناعة داعش  يتهم فيها الكثيرون ممن يفقهون السياسة أولا أمريكا و التي حسب الكثيرين تريد ابقائها في المنطقة من أجل اجهاض الربيع العربي فالمحللون السياسيون يرون أن منطقة الشرق الأوسط مادام فيها داعش و أمثالها فأمريكا هي المستفيد و اسرائيل هي الفائز الأكبر و المنطقة وشعوبها هما أكبر متضرر.

فكما قال المفكر المغربي الراحل عابد الجابري في عبارة له يقول “دعوا أمريكا تقيم فيكم الديمقراطية ” قالها ساخرا مازحا فهي الآن  أمريكا تقيم في المنطقة الفوضى و الخراب و هي ديمقراطية أمريكا في دول العالم العربي لكن يمكن أن يقول أحد المتعاطفين مع داعش “دعوا داعش تقيم فيكم دين الله “فداعش هي الحل هي المخلص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.