حذّر أندرو تابلر، وهو باحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومؤلف كتاب: “انهيار سوريا وكيف يمكن لواشنطن وقفه”، في مقال على صفحات النيو ريبابليك،
متابعة – التقرير
حذّر أندرو تابلر، وهو باحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومؤلف كتاب: “انهيار سوريا وكيف يمكن لواشنطن وقفه”، في مقال على صفحات النيو ريبابليك، من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد يصبح الصوت الممثل للسّنة إذا لم يتم إيقاف انتشاره قريبًا.
وقال: “الضربات الجوية الأمريكية هذا الأسبوع يمكن أن تساعد في إبطاء داعش، ولكن إذا كان الشعب الأميركي حقًّا لا يريد أن ينجر إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، فسوف تحتاج واشنطن لتعزيز هذه المكاسب من خلال العمل مع حلفائها العرب لدعم السنة المعتدلين، والذين سوف يملؤون الفراغ في سوريا والعراق بعد هزيمة داعش”.
وأكد الكاتب على قدرة داعش اقتصاديًّا على لعب مثل هذا الدور قريبًا، بالقول: “خلافًا لغيرها من الجماعات الإرهابية، التي تعتمد على الشبكات المالية والمحسنين الأثرياء، تؤكد داعش اكتفاءها الذاتي، وذلك باستخدام الابتزاز وبيع المنتجات النفطية، وفرض الضرائب والرسوم لتوليد الإيرادات. هذه الصناديق تسمح لها بالقيام بعملياتها، بالإضافة إلى المزيد من الموارد، بما في ذلك ملايين الدولارات من بنوك الموصل والمعدات العسكرية الأميركية”. وأضاف: “التنظيم يستخدم هذه المكاسب غير المشروعة لشراء ولاء ودعم الجماعات المحلية والقبائل”.
وعن الجانب المعنوي في قوة التنظيم الإسلامي المتطرف، يقول الكاتب: “قامت داعش بحماية السكان المحليين من أنظمة الأسد والمالكي، وهي تقوم باستعادة كبرياء السّنة كذلك، بتنفيذ غارات ناجحة ضد الجيش العراقي والقوات السورية التي استولت على مصافي النفط وحقول الغاز”.
ولا تشكّل إيران، وفقًا للكاتب، حليفًا يمكن الاعتماد عليه بالنسبة للغرب لمقاومة داعش. وقال: “المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يرفض بشدة العمل مع الولايات المتحدة، وهو لم يعطِ الرئيس روحاني أي سلطة على ملفات العراق أو سوريا، خلافًا لموافقته المترددة على انجرار الأخير إلى المفاوضات النووية سعيًا لتخفيف العقوبات”. وأضاف: “الأسوأ من ذلك، تشجع طهران التجاوزات الطائفية التي تدفع السّنة إلى العمل على مضض مع داعش؛ حيث يرون أنها أفضل من فرق الموت التي ترعاها إيران”.
وأكد الكاتب على أنه، وإذا ما استمرّت داعش بتحقيق النجاحات، فإن هناك “مخاطرَ ليس فقط بشأن إعادة رسم حدود سايكس بيكو، ولكن بجعل هذا التنظيم والجهاديين بشكل عام صوتًا أصيلًا وموثوقًا للّسنة في الشرق الأوسط”. وأضاف: “استمرار انتصارات القوات الجهادية تهدد ممالك الخليج العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، والتي، كوصية على الأماكن المقدسة، تولت الدور السياسي الأساسي في الإسلام منذ إلغاء الخلافة العثمانية في عام 1924″.
وسيكون من التفاؤل التفكير بأن طموحات داعش محدودة بإنشاء الخلافة بين نهري دجلة والفرات، وفقًا للكاتب. نقل التنظيم قواته نحو الحدود مع الأردن والمملكة العربية السعودية، وعناصره هاجموا بنجاح مواقع الجيش اللبناني على طول الحدود مع سوريا هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، يقول محللون ومسؤولون أوروبيون وأمريكيون بأن المئات، إن لم يكن الآلاف، من عناصر داعش يخططون لهجمات مرجحة في الغرب.
وعن الحل، يقول تابلر، إن على واشنطن أن تسعى للعمل مع الحلفاء في العراق ودول الخليج العربي لتهدئة التوترات والسير بالسّنة في سوريا والعراق في اتجاه أكثر اعتدالًا. ويضيف: “سيكون هذا الحل شاقًّا؛ حيث إن السرد الجهادي هناك هو أن حرب أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 لا تزال مستمرة. ويرى كثيرون أن أوباما وظف معايير مزدوجة في قراره تسليح الأكراد والعمل على منع حدوث إبادة جماعية ضد اليزيديين، في حين رفض لمدة ثلاث سنوات تسليح المعارضة ذات الغالبية السنية في سوريا”.