أعتقد أن “البروبغاندا” الغربية لما يسمى بالدولة الإسلامية بالعراق و الشام و المعروفة اختصارا “بداعش”، ليس إلا إعادة للمسرحية التي دارت حول مزاعم وجود
أعتقد أن “البروبغاندا” الغربية لما يسمى بالدولة الإسلامية بالعراق و الشام و المعروفة اختصارا “بداعش”، ليس إلا إعادة للمسرحية التي دارت حول مزاعم وجود أسلحة دمار شامل في العراق بداية القرن الحالي، و قد سبقتها نفس المسرحية بأفغانستان التي كانت تأوي حسب الإدعاء الأمريكي أخطر رجل في العالم، مالك أكبر تنظيم إرهابي، و القادر على مهاجمة الولايات المتحدة في أي وقت !!! حتى يتضح بعد أكثر من عشر سنوات أن الرجل مجرد مغرر به، انتهى به الحتف تحت أعماق المحيط حسب رواية البيت الأبيض.
اليوم نعيش نفس المسرحية، لكنها الأخيرة من نوعها، ففي حال نجاح الغرب في نسف النظام السوري باضطرار تخلي حلفائه عنه بكل الضغوط السياسية و العسكرية، فلا هناء للعرب و لا للمسلمين إلا بقدرة إلهية تقلب الموازين و تعيد للمسلمين هيبتهم التي ضاعت بين ليالي العرب الحمراء و بنادق المهووسين بالقتل من نظم سياسية بالية.
النظام السوري اليوم يمسك بآخر القلاع الجغرافية التي تحصن القطب الروسي الذي يعد سبب توازن القوة العالمية بين الشرق و الغرب، و حليفته الفارسية التي لا تملك إلا التهديد بنسف مصالح الغرب بالمنطقة، إلا أن هذا التهديد لن يكون عمليا قبل سقوط الدولة السورية في شراك الغرب، ما ينذر بحرب عالمية ثالثة…
الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف بالعراق و سوريا ليست إلا ضربات جوفاء، و الدليل هو التقدم الميدان لقوات داعش التي من المفروض أنها قوات بدائية، لكن الأصح في الأمر، هو تفادي قوات التحالف توجيه ضربات عسكرية حقيقية للتنظيم، لإرهاب قوات النظام السوري من الوحش الداعشي القادم من الغرب، و لخلق صورة مرعبة لدى الجندي السوري كي لا يصمد وقت المواجهة، بمفهوم آخر، من لم يقدر عليه تحالف الغرب بآخر صيحاته التقنية و اللوجستية، كيف لنظام يحارب أكثر من 3 سنوات متتالية، أن يتماسك قواه لمواجهة الغول الداعشي الذي صمد لكل جيوش الغرب و لا زال يحصد الكثير من الإنجازات بفضل الأموال التي كدسها من أرباب نعمه و الكمية الهائلة من الأسلحة التي بحوزته (التي يصنعها طبعا!!!).
داعش اليوم يعتبر آخر إصدارات البيت الأبيض و حلفائه، فهو المصيدة التي يتمنى بها الغرب السيطرة التامة على بلاد العرب و الإنفراد بهم دونما قوى شرقية (الصين و روسيا)، و لا سبيل لذلك إلا بإسقاط كل الأنظمة التي تعاديه فكريا، و من بينها النظام السوري الذي بات في الإعلام الغربي أبشع نظام دكتاتوري عرفته البشرية، من حيث عديد ضحاياه و و مدى سطوته العسكرية على بلاد الشام، و تناسى العالم كل المجازر التي ارتكبت يوما ما في بلدان المسلمين، و كل الملايين الذي شردوا من أفغانستان و العراق و ليبيا و السودان و النيجر و البوسنا، الآن النظام السوري لا مكان له لأنه مجرم، لكن حبذا لو نستطيع انهاء كل النظم القاتلة حول العالم.
هناك طرق عديدة يسعى الغرب لسلكها عبر خلق تنظيم مجرم في الأرض السورية، لكن الهدف هو التحكم التام في منطقة الخليج، و من بين هذه الطرق أن يتم استدراج الجيش التركي للمستنقع، و لا يخفى على أحد أن الأتراك جزء من حلف الناتو الذي تتزعمه الولايات المتحدة، فبمجرد أن يحير الأتراك في الرجوع خطوة إلى الوراء ستكون الفرصة مناسبة لقرع جرس الإنقاذ و الدخول إلى الأراضي السورية بكل عفوية تحت غطاء دولي شرعي لا غبار فيه، أما في حال تمكن داعش من السيطرة التامة على أراض مترامية في سوريا فليس هناك سبب لعدم تدخل قوات دولية لتحرير هذه الأراضي التي من المرجح أن تكون الولايات المتحدة وصية عليها حتى سقوط النظام السوري، لكن هذا الأخير يمسك بالبطاقة السحرية التي قد تقلب المعادلة، و هي أحقية طلب التدخل المباشر لحلفائه، و لست أعتقد أن المعارضة السورية قادرة على الصمود و لو لشهر أمام آلة الدمار الروسية أو حتى نظيرتها الصينية، أما بالنسبة لداعش، فيكفي أن تعزل إعلاميا حتى يتسنى الإنقضاض عليها كفريسة هشة.
إن ما يشيب قوات المعارضة السورية اليوم، هو اختراقها منذ الأيام الأولى من قبل العملاء الغربيين، الذين تمكنوا من النيل من هيبتها و تحويلها إلا معارضة مسلحة في غضون أشهر، بل استطاعوا ضبط مداخل و مخارج البلاد حتى تمكنوا من جعل موطئ قدم لهم بأرض الشام إسمه “داعش.