فجأة توقفت انتصارات ما يسمى بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، والمعروف إعلاميا بـ(داعش)، وكأنه أُصيب بسكتة مفاجئة، جراء تكثيف الضربات العسكرية الأمريكة، ووجود
فجأة توقفت انتصارات ما يسمى بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، والمعروف إعلاميا بـ(داعش)، وكأنه أُصيب بسكتة مفاجئة، جراء تكثيف الضربات العسكرية الأمريكة، ووجود دعم أممي للعراق في مواجهة التنظيم الإرهابي.
تراجع “داعش“
فقد ذكرت تقارير إعلامية ومراسلون في الموصل وعموم نينوي على وجود حالة الهلع لدى تنظيم “داعش” بعد الضربات الجوية الأمريكية في مناطق حول الموصل، لاسيما في سد الموصل ومخمور والكوير وسنجار.
أوضحت التقارير أنه هناك خلافات بين أمراء التنظيم، ومشادات كلامية بين الأمراء ومحاولة بعضهم التنصل من الأخطاء وتحميلها سواه.
وفيما يبدوا ان “داعش” بداة الانسحاب التدريجي ولكن الي اين، فهل ستكون خارج التراب العراقي وتوجه الي سوريا.
فيما تشيع بين أهالي الموصل أنباء نقلا عن صغار عناصر داعش في المفارز الصغيرة بالمدينة عن هروب المسئول المالي لداعش بعد استيلائه على عشرة ملايين دولار أمريكي.
وقال قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري، في حديث لعدد من وسائل الإعلام بينهم “شفق نيوز” إن “4 مسلحين بينهم أمير داعش في المقدادية المدعو بـ”كيلان المقدادي”، قُتلوا باشتباكات بين مسلحين وعناصر أمنية في قرى شمال المقدادية التي تحوي جيوب ومعاقل تنظيم داعش“.
وفي حادث آخر أشار مصدر أمني في الشرطة إلى مقتل 6 مسلحين من داعش وجنديين، وأُصيب 3 جنود بجروح متفاوتة في منطقة الحاوي التابعة لناحية العظيم 60 كم شمال شرق بعقوبة بمواجهات بين داعش وقوات الجيش في نقاط أمنية مرابطة بين العظيم ومحافظة صلاح الدين.
وأكدت مصادر كردية عراقية، أن مسلحي “داعش”، بدأوا بالانسحاب، من عدد من المواقع التي احتلها من قبل شمال محافظة نينوى، كركوك، وديالى.
وأوضح المسئول الإعلامي للحزب “الديمقراطي” الكردستاني في محافظة نينوى، سعيد مموزيني، لـ”العربي الجديد”، أن مسلحي “داعش انسحبوا من العديد من المناطق التي كانوا يتمركزون فيها، في شمال مدينة الموصل، من دون قتال، كما سحبوا أسلحتهم، وخلّفوا وراءهم خلال اشتباكات، الإثنين والثلاثاء، 86 جثة لمقاتليهم“.
وأشار إلى أن “التنظيم يخطط لتفخيخ الجسور الخمسة التي تربط جانبي مدينة الموصل لتفجيرها عند تقدم قوات البشمركة لملاحقتهم”، وأضاف أنه “حتى في داخل مدينة الموصل، انسحبوا وتركوا المقرات التي أقاموها في منطقة الساحل الأيسر من المدينة، بسبب وجود عمليات تستهدفهم ولخوفهم من تزايدها“.
وأضاف “إن قوات الجيش صدت هجومًا للمسلحين من أطراف محافظة صلاح الدين وأجبرتهم على الانسحاب“.
وحسب تقارير مؤكدة، فإن القصف الامريكي كان مفاجأة للتنظيم واظهره بلا امكانية للاحتماء منه لاسيما ان معظم الاراضي التي يسيطر عليها مستوية وسهلية مكشوفة وقد سقط لداعش مائتان وثلاثة واربعون قتيلا في قصف امريكي لسد الموصل والكوير ومخمور مع عشرات الجرحى وكان معظم القتلى قد قضوا متأثرين بجراحهم في مستشفيات الموصل وفقاً لمصادر طبية بالموصل.
فصائل سنية في العراق لمواجهة داعش
لأن للعراق حساسيته وطوائفه ومذاهبه الكثيرة، فقد قرر أهالي الفلوجة تشكيل جيش للدفاع عن العراق باسم “جيش المجاهدين” لمواجهة داعش.
وقال مصدر حكومي عراقي في محافظة الأنبار، إن مواجهات واشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت، بين عناصر تنظيم «داعش» و«كتائب جيش المجاهدين»، إحدى الفصائل المسلحة السنية التي تقاتل ضد الحكومة، في مدينة الفلوجة بالمحافظة، وذلك بعد رفض الأخير مبايعة «داعش“.
وأضاف المصدر الحكومي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «مواجهات واشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقعت بين عناصر تنظيم(داعش)، و(كتائب جيش المجاهدين)، وذلك بعد رفضه مبايعة (داعش) في مدينة الفلوجة وناحية الكرمة، شرقها“.
وتشير مؤشرات إلى أن عناصر تنظيم «داعش»، الذي أطلق على نفسه اسم (الدولة الاسلامية) لاحقًا، هي من قتلت أحد قيادي «جيش المجاهدين»، الشيخ محمد سعيد الجميلي، بانفجار عبوة ناسفة استهدفته في ناحية الكرمة شرق الفلوجة، بحسب المصدر ذاته.
وكشف رئيس مجلس النواب العراقي السابق أسامة النجيفي، في وقت سابق عن تأسيس قوة شبه عسكرية جديدة تحت مسمى «كتائب الموصل» ستعمل تحت قيادته على تحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقول ثوار العشائر إنّه «سطا» على ثورتهم وجيّرها لخدمة مشروعه المتطرف الذي اتضحت ملامحه من خلال تهجير المسيحيين وفرض تعاليمه المتشدّدة على أهل الموصل استنادا إلى قراءته السطحية لأحكام الشريعة.
وقال النجيفي إنّ «كتائب الموصل» التي أعلن عن تشكيلها تضم فصائل مختلفة، تدربت أساسًا في إقليم كردستان العراق، وإنّ هدفها الأساسي طرد تنظيم «داعش» من مدينة الموصل، مشيرًا إلى أنّ «جيش المجاهدين» و”رجال الطريقة النقشبندية» بقيادة عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق، أعلنوا خلال الأيام الماضية استعدادهم لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري الكامل.
ورأى المحللون أن “جيش المجاهدين” ورقة جديدة في مواجهة التنظيمات الإرهابية من قبل العشائر في العراق، تأتي على رأس قوات الصحوات التي واجهت القاعدة.
تكثيف أمريكي ودعم أممي
يتوقع خبراء الحرب الدائرة في العراق، أن تنزل الولايات المتحدة الأمريكية بثقل عسكري أكبر، وتستغل بشاعة ذبح الصحفي الأمريكي “جيمس فولي” والتهديد بذبح آخر لشن عملية عسكرية كبرى، حفاظًا على حياة الأمريكان في العراق وسوريا، وهو ما يمكن أن يقنع به الرئيس باراك أوباما الكونجرس الأمريكي، للموافقة على عمليات عسكرية ذات تمويل أكبر.
وقالت القيادة الأمريكية الوسطى في بيان، إنه منذ بدء القصف الأمريكي في 8 أغسطس الحالي، تم تنفيذ 90 غارة جوية في العراق، بينها 57 في محيط سد الموصل، ثاني مدن البلاد.
وتبنى مجلس الأمن بالإجماع قرارًا بموجب الفصل السابع ضد داعش وجبهة النصرة، بهدف إضعافهما في العراق وسوريا، وذلك عبر إجراءات تقضي بقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن أمله في تحرك دول المنطقة كافة وضمنها إيران، إضافة إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، معًا ضد مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف، المعروف بـ”داعش”، وقال في تصريحات أمام برلمانيين “نريد أن تنضم مجمل دول المنطقة، الدول العربية ولكن ايضا ايران، والدول الخمس (الاعضاء الدائمون في مجلس الأمن) إلى هذا التحرك”، وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن الاربعاء انه سيقترح قريبا عقد مؤتمر دولي حول أمن العراق.
فيما جزم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في تصريحات لهان دور المملكة المتحدة في العراق يتجاوز المهمة الإنسانية وقد يستمر أشهرَ عديدةً.
ونقلت صحيفة “الجارديان” عن الوزير قوله لطيارين وعناصر في سلاح الجو الملكي البريطاني خلال زيارة تفقدية قام بها بداية الأسبوع لقاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في جنوب قبرص اليونانية إن “هذه ليست مهمة إنسانية فحسب“.
وأضاف “قد نحتاج في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، اللجوء إلى وسائل أخرى للمساعدة في إنقاذ ارواح وحماية أناس. سوف نحتاج اليكم جميعا مجددا والى المراقبة التي يمكنكم توفيرها”.
وتابع الوزير البريطاني “نحن ودول أخرى في أوروبا عازمون على مساعدة الحكومة العراقية على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جدا من الارهاب الذي يروج له تنظيم الدولة الاسلامية“.
من جهتها ذكرت صحيفة “ذي تايمز” إن عددًا من الجنود البريطانيين ذهبوا الأسبوع الماضي الى اقليم كردستان في شمال العراق حيث مكثوا لفترة قصيرة بهدف التحضير لمهمة محتملة لنشر مروحيات شينووك لإنقاذ نازحين من الأقلية الإيزيدية فروا من بطش التنظيم المتطرف.
وأضافت الصحيفة أن ست طائرات قتالية من طراز تورنيدو وطائرة من دون طيار بدأت التحليق في أجواء الإقليم الكردي بهدف مراقبة تنقلات المقاتلين الإسلاميين المتطرفين، مشيرة إلى أن المعلومات التي تجمعها هذه الطائرات يمكن أن تستفيد منها القوات العراقية في التخطيط لهجمات ضد التنظيم المتطرف.
إيران: النووي مقابل داعش
وعقب توجيه دعوة من قبل وزير الخارجية الفرنسي لإيران، للمشاركة في محاربة “داعش”، ردت إيران أن محاربة “داعش” مقابل التقدم في البرنامج النووي.
فقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن إيران ستوافق على “القيام بشيء ما” في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق مقابل إحراز تقدم في المفاوضات النووية مع القوى العظمى.
وأكدت إيران أن هناك مباحثات بدأت مع بعض الدول الأوروبية حول محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ففي تصريحات للتليفزيون الحكومي نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (ايرنا)، قال جواد ظريف: “إذا وافقنا على القيام بشيء ما في العراق، سيتعين على الجانب الآخر في المفاوضات أن يقوم بشيء في المقابل“.
والمشهد.. الآن بات واضحًا أن هناك توافقًا دوليًا على مواجهة ومحاربة “داعش”، من أجل إنهاء جزء من وضع مأساوي في العراق.
إرسال تعليق