خلافات في قطر.. وبريطانيا تتجاهل.. وتركيا تفكر.. الإخوان في طريق العودة لمصر

  • بتاريخ : 15 سبتمبر، 2014 - 12:45
  • الزيارات : 25
  • أثار القرار الذي اتخذته دولة قطر أمس، بشأن ترحيل عدد من قيادات الإخوانخلافات حادة داخل الدولة بين مؤيد ومعارض.

    أثار القرار الذي اتخذته دولة قطر أمس، بشأن ترحيل عدد من قيادات الإخوانخلافات حادة داخل الدولة بين مؤيد ومعارض.

    وجاء قرار الإطاحة الإخوانمن الأراضي القطرية، مخيبا لآمال تحالف دعم الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث كان لديهم آمال وطموحات بأن قطر هي المؤازرة لهم في الفترة المقبلة.

    ضغوط في قطر

     

    يبدو مما لا شك فيه أن قطر تعرضت لضغوط كثيرة طوال الفترة الماضية من جميع دول الجوار، الذين أعلنوا الحرب عليها وقاموا بسحب سفرائهم من على أراضيها، وكان على رأسهم الإمارات والسعودية.

    ومن الواضح أن السلطات القطرية، لم تتخذ القرار بصفة جماعية، وبالأخص بعدما شهدت البلد انقساما داخليا عقب الهجوم الحاد الذي لاقته أمس بعدما قررت ترحيل قيادات إخوانية على رأسهم محمود حسين الأمين العام للجماعة، وعمرو دراج عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، وحمزة زوبع عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة ، وأشرف بدر الدين عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وجمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق قيادي بجماعة الإخوان، والداعيان الإسلاميان عصام تليمة ووجدي غنيم، والذين تفاجئوا بالقرار.

    صراع داخلي

     

    تشهد قطر حاليًا، حسبما ذكرت مصادر داخلية بالدوحة، صراعًا بين مؤيدى الإخوانوالسلطات، حيث تمارس الأولى دورها في الضغط على الحكومة القطرية للتراجع عن هذا القرار، وعلى رأس هؤلاء يوسف القرضاوي، القيادي الإخواني، الذي أعلنت قطر أمس أنه مواطنًا ويحمل الجنسية القطرية وليس ضمن قائمة المطرودين، فهو بدأ يقوم بدوره لإقناع السلطات بالتراجع عن قرارها، ويستغل القرضاويعلاقاته الداخلية في قطر وقربه من حاكمها الشيخ تميم بن حمد، لإقناعه بالتراجع عن القرار.

    قد يكون حاكم قطر اتخذ مثل هذا القرار، وهو متأكد بأنه سيواجه هجومًا من جانب مؤيدي الإخوانوالتنظيم الدولي العالمي، ولكنه اختار كسب الدول العربية في إطار تنفيذ اتفاقية التصالحالخليجي، خاصة بعد زيارة وزيري الخارجية والداخلية ورئيس المخابرات السعوديين لقطر.

    تحذيرات للجزيرة

     

    يأتي هذا الهجوم بعد أن أذاعت قناة الجزيرة التابعة لقطر أمس، رد فعل السلطات القطرية عقب قرار الترحيل، مما أحدث ضجة كبير وسط الإخوانوحلفائهم في مصر والعالم؛ الأمر الذى دفع المذيع بالقناة أيمن عزام، للقول بأن القناة ليس لديها نية لتغيير سياستها تجاه ما يحدث في مصر، وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “بالرغم من أنه لا يوجد هناك أي إشارات من قريب أو بعيد عن تراجع الجزيرة عن دورها في نقل الحقائق… والدفاع عن حرية الإنسان مهما كانت انتماءاته وأن تكون صوت من لا صوت له و منبر من لا منبر، إلا أنني رأيت أن أعيد لكم ما كنت كتبته بالأمس القريب عسى أن تصل إليكم قناعاتنا”، بحسب قوله.

    لن تكتفي الدوحة بترحيل قيادات الصف الأول والثاني من الإخوانوحلفائهم، بل إنها ستتولى وقف الحملات الإعلامية التي يشنونها عبر قناة “الجزيرة”، خاصة على مصر، وصدرت تعليمات صارمة للقناة بضرورة الحياد والمهنية في تغطية الشأن المصري، مضيفة أن الجهات المسئولة عن قناة الجزيرة ستتولى إبعاد الإعلاميين المحسوبين على الإخوان من الواجهة.

    اجتماعات سرية بالدوحة

     

    تقول مصادر قطرية مسئولة: إن بعض المسئولين القطريين قاموا بعقد اجتماعات وجلسات سرية مطولة لبحث عواقب القرار، وكذلك شرح التطورات الداخلية للموقف الرسمي للدولة وأبعاده السياسية والدبلوماسية للمعارضين.

    وأوضحت المصادر أن اللقاءات لم تكن بين المسئولين بعضهم لبعض ولكنها كانت بين المسئولين وقيادات من تحالف الإخوانكل واحد منهم على حدة، لمناقشة انعكاسات قرار الترحيل وعما إذا كانت قطر تنوي الإطاحة بعدد آخر من الإخوانالمقيمين على أراضيها أم ستكتفى بهؤلاء الـ7 فقط لتهدئة دول الجوار.

    ورأى مراقبون أن قرار قطر بترحيل أعضاء الإخوان، جاء لعدم المساس بهم أو نيتها في عملية غدر وتسلميهم للسلطات المصرية، ولكنها اكتفت بالتعامل مع الموقف بكل هدوء وحرصا منها للحفاظ على علاقاتها مع الإخوان؛ الأمر الذي قوبل من جانب الإخوان بالترحاب من قبل البعض حيث اكتفوا بالقول: إنهم لن يتسببوا في إحراج قطر أكثر من ذلك وشكروها على موقفها معهم طوال الفترة الماضية على رأسهم عمرو دراج، ووجدي غنيم.

    الحرص على العلاقات القطرية الإخوانية

     

    يحرص تحالف دعم الإخوانعلى التمسك بما تبقى من علاقة مع دولة قطر، بصفتها الوحيدة التي ترعى الإخوان من بين الدول العربية، من جانب آخر ذكرت مصادر إخوانية أن قيادات التحالف عقدوا اجتماعًا عاجلاً، عقب قرار الترحيل، بالعاصمة التركية أنقرة لمناقشة انعكاسات القرار القطري والتغير المفاجئ للموقف ومستقبل عمل التحالف.

    وستشهد الأيام المقبلة، ترحيل أعداد كبيرة من قيادات الإخوانالهاربة والمتحالفين معهم من أعضاء تحالف دعم الشرعية”، كما جاء في صحيفة “العرب” اللندنية، لافتة إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة، يتابع العملية خطوة بخطوة حتى لا يتم الالتفاف عليها.

    وتؤكد مصادر أن القيادة القطرية جادة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع جدة الذى جرى نهاية أغسطس الماضي، وهو الاجتماع الذي أذاب الخلاف بينها وبين السعودية والإمارات والبحرين بعد أن قبلت الدوحة تنفيذ اتفاق الرياض بالتصالح.

    بريطانيا تتجاهل.. وتركيا تفكر

     

    في المقابل، قابلت بريطانيا القرار بتجاهل تام، وبالأخص بعدما تقدم أحد القيادات الإخوانية بطلب اللجوء السياسي ولم يلق أي رد حتي الآن؛ الأمر الذي يراه مراقبون بأنه خطوة تحول في موقف بريطانيا تجاه الإخوان بعدما رفضت الأولى إعلان الجماعة بأنها منظمة إرهابية.

    في الوقت نفسه، يرى مراقبون بأن المأوى الوحيد للإخوانفي ظل الوضع الراهن، هو تركياأو ماليزيا، ما لم يحدث جديد؛ الأمر الذي علق عليه أحد المصادر الإخوانية المقيمة في تركيا، قائلا: إن هناك ضغوط دولية مكثفة على تركيا  لترحيل عدد كبير من قيادات الجماعة على أراضيها.

    وأكدت أن تركيا تحاول إثبات حسن النوايا في التعامل الدولي مع الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش، لا سيما بعد التحالف الأمريكي.

    وأضاف أن هناك اتهام دولي لتركيا برعاية الإرهاب على أراضيها؛ الأمر الذي قد ترد عليه، باتخاذ إجراءات صارمة ضد عدد كبير من قيادات تيار الإسلام السياسي الهاربين إليها.

    وبعد غلق الأبواب في وجوههم، يبدو أن الإخوان وقفوا أمام حائط سد، فقدوا قطر وربما تركيا أو حتى اللجوء السياسي إلى بريطانيا؛ الأمر الذي قد يدفعهم إلى التسليم للأمر الواقع والعودة إلى الأراضي المصرية ليلحقوا بإخوانهم المسجونين عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر.