حوار الخط الرسالي مع الأستاذ الشيخ عبد الوهاب رفيقي (أبوحفص)

  • بتاريخ : 10 أغسطس، 2014 - 11:46
  • الزيارات : 8
  • 1- طالما سمعنا أن السلفيين المفرج عنهم قد قاموا بمراجعات فكرية، ولكن لحد الآن لم نقرأ عن هذه ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و لم تنشر للعموم، فما سبب ذلك ؟لا أحب

    1- طالما سمعنا أن السلفيين المفرج عنهم قد قاموا بمراجعات فكرية، ولكن لحد الآن لم نقرأ عن هذه ﺍﻟﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و لم تنشر للعموم، فما سبب ذلك ؟
    لا أحب أن أتكلم نيابة عن أحد، لكل واحد من المفرج عنهم اختياراته و مساره و مواقفه يساءل عليها، أحب أن أتحدث عن نفسي، أنا دخلت السجن و عمري لا يتجاوز ثمانية وعشرين سنة، و لا زلت وقتها أطور معارفي و أنضج مواقفي و أوسع أفقي، وكانت المحنة على ما فيها من ألم فرصة كبيرة لفعل ذلك، فعكفت على مئات الكتب ألتهمها التهاما، لم يكن لي أي محددات معتمدة في اختيار ما أقرأ، كنت أبتلع كل شيئ من كل صنوف العلم و فنونه، و لكل التوجهات والتيارات و المذاهب والطوائف و الملل و الأديان، في تسع سنوات كاملة، فأكيد أنها ستحدث تغييرا كبيرا وواسعا على نمط التفكير و سعة الصدر وقوة تحمل الآخر و قابلية الانفتاح على كل المدارس.
    أما سبب عدم كتابة ذلك فأنا أبث أفكاري من خلال وسائل التواصل لكنني شخصيا لا أرى أنني أحتاج لكتابة مراجعات معينة، لانه لم تكن لي سابقا أدبيات تحتاج إلى مراجعة، من يحتاج لها هو من كانت له تأصيلات و كتابات ثم تراجع عنها فيحتاج لكتابات جديدة تشرح سبب تحولاته.
    2- كما هو ملاحظ ان هناك ﻨﺎﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﻭ ﺍﻟﺘطرف ، كيف السبيل الى الحد من هذا الخطاب لحماية العباد و البلاد من تداعياته ؟
    الحد من هذا الخطاب يكون بالتوعية ونشر العلم الصحيح، ويكون بمعالجات اجتماعية واقتصادية تمكن من إدماج هؤلاء الشباب، و حمايتهم من الوقوع في براثن الغلو والتطرف ، ينبغي العناية بتشغيل الشباب ، و تهييئ المجالات و المؤسسات التي تحتويهم ثقافيا و تؤطرهم و خلق الفضاءت التي يتمكنون بها من تصريف طاقتهم ، و استثمار أوقاتهم، دون إغفال المقاربة الأمنية التي ينبغي أن تكون في تواز مع كل المقاربات السابقة.
    3- منذ أيام تم الإعلان عن قيام دولة الخلافة من طرف ” داعش ” ما رأيكم في هذا الإعلان ؟
    هذه خرافة و عبث ، و استدراج من قبل القوى الدولية المستكبرة للتخلص من كل اعدائها، ليس من حق أي أحد أن يفرض حكمه على المسلمين بالسيف، النظام الإسلامي نظام شوري مرتبط كل الارتباط بمحيطه وبيئته و سياقاته الزمانية و المكانية، فإقامة دولة بنفس شروط دول بائدة مستبدة كدولة بني أمية أو بني العباس سوف لن تجني على الأمة إلا المصائب كما جنت تلك الدول ، و لن تنتج إلا الظلم كما انتجه الأمويون و العباسيون، للأسف الشديد ليست هذه التجربة إلا نموذجا آخر من نماذج التخلف و إفرازا لواقع بئيس و انحراف تاريخي عرفته الأمة مباشرة بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام.
    4 – ما ﻣﻮﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻣﻦﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘ؟
    لست مفوضا بالحديث نيابة عن السلفيين، و السلفية أصلا تجمعات وتواجهات مختلفة ومتشرذمة، يصعب جمعها على رأي أو توحيدها على كلمة، و يصعب تصنيف أفكاري ضمن ما يعرف بالسلفية المعاصرة، لي سلفيتي التي أحدد بنفسي شروطها و ملامحها و لست تبعا لأي أحد.
    أما عن رأيي بخصوص حرية التدين و المعتقد فانا مع ضمان هذه الحرية مطلقا فلا إكراه في الدين، قد لا أقبل إشهار بعض العقائد المخالفة لما عليه الأغلبية و ما ارتبطوا به تاريخيا دفعا للفتنة التي تصدر من عامة الناس ممن ليس لهم وعي و لا قابلية لاحتواء الخلاف، لكن على المستوى الشخصي على الدولة حماية معتقدات الناس و حرية ممارستهم لما يرونه من تدين، و صراع الأفكار و تدافعها هو الذي لا غنى عنه في أي مجتمع، و الفكرة تغلب بقوتها لا بسيف يحميها.
      5- ما رأيكم في الخط الرسالي و ما طرحه من أدبيات ؟ 
    لم أطلع كثيرا على هذه الأدبيات سوى بعض البيانات و التي لم أر بها ما يمكن المؤاخذة عليه، أنا مع كل التوجهات و الاختيارات وفسح المجال لها لتعبر عن آرائها بكل حرية، ما دامت تنبذ العنف و التكفير و لا تقصي المخالف.
    6- كلمة أخيرة ؟
    أدعو دائما إلى تقارب العقلاء من كل التوجهات و اجتماعهم على كلمة سواء بخصوص قضايا الأمة الكبرى، من نصرة المظلومين و الدفاع عن العدل و الشورى، و الحوار بين هذه الأطراف فيما اختلف فيه، مع نبذ الغلو و التطرف من كل الأطراف، بهذا نحقق المجتمع المسلم المدني الذي يتعايش فيه الجميع وينتج فيه الجميع.