المتتبع لسياسة قادة البوليساريو في ادارة صراع الصحراء الغربيةيدرك تماما سيطرة العقلية المتخلفة لرموز البوليساريو في قراءة الأحداث المستجدة عالميا وإقليميا
المتتبع لسياسة قادة البوليساريو في ادارة صراع الصحراء الغربيةيدرك تماما سيطرة العقلية المتخلفة لرموز البوليساريو في قراءة الأحداث المستجدة عالميا وإقليميا وحتى على المستوى الداخلي للجبهة.
فبعد الإحباط الشعبي العاموفقدان الثقة بمؤهلات قادة البوليساريو في أحداث التغيير السياسي الذي تتطلع له القاعدة الشعبية طوال سنين من الركود توالت الكوارث والإخفاقات السياسية بدءا من انتهاج ولد عبد العزيز لسياسة إشراك المرأة في المهام الحكومية والمجالس النيابية بعد المؤتمر الأخير و تدفق التحاقات مسؤولين كبار بالمملكة المغربية زيادة إلى طول انتظار تطبيق مسلسل الاستفتاء وما جر من تداعيات سلبية كالبطالة و انتشار تهريب المخدرات و الهجرة الى اسبانيا.
في خضم هذه الأحداث تعرف مخيمات اللاجئين صحوةإسلامية بارزة تحمل في طياتها مشروعا سياسيا قويا يسبب للبوليساريو إحراجا خصوصا وان طرحه السياسي يلقى تأييدا جماهيريا عريضا يتمثل في فضح قادة البوليساريو كرموز للفساد واللامسؤولية والعمالة للجزائر وتضييع ثوابت القضية من خلال انسياق وراء مؤامرة وقف إطلاق النار وإضعاف الجيش الصحراوي و إخراجه من الصراع.
بالإضافةإلى تركيز هذا التيار الإسلامي في خطاباته إلى ضرورة نهج البديل للبوليساريو المتمثل في تبني فلسفة الجهاد ضد العدو المغربي وحشد الطاقات في مخيمات اللاجئين والمناطق المحتلة لنشر عقيدة الجهاد كفريضة إلهية لرد الحقوق ورفع المظالم و فضح القوانين الدولية الجائرة ومخططاتها الخبيثة ضد هذا الشعب المسلم.
هذا التيار الجهاديالمتجذر في مخيمات اللاجئين أصبح يسبب للبوليساريو و الجزائر قلقا دائما خصوصا بعد اعتراف قادة البوليساريو في مهرجانات شعبية انخراط عدد من الشباب الصحراوي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي
و مشاركته في عمليات عسكرية ضد الجزائروموريتانيا ومالي.
مما دفع بالمخابرات الجزائرية إلى وضع مخطط امني بمشاركةالبوليساريو لمحاربة هذا التيار داخل مخيمات اللاجئين بدءا بعقد ندوات شارك فيها دعاة محسوبين على الحكومة الجزائرية لتحذير القاعدة الشعبية والنواحي العسكرية من خطورة هذا النهج وتعارضه مع المصالح الوطنية وأمن الدولة الجزائرية.
وانتهاءبحملة إعلامية يقودها أعضاء الأمانة الوطنية للبوليساريو و الحكومة بعزمها تسليم المنتسبين للتيار الجهادي إلى المخابرات الجزائرية بالقوة .
من خلال هذهالمعطيات السياسية والأمنية يبدو أن جبهة البوليساريو مقبلة على وضع غير مريح داخليا سينعكس على موقفها التفاوضي من المغرب وأن أي خلخلة للوضع الأمني الداخلي وتضييق على نشاط التيار الجهادي يعني دفعه للمواجهة و الظهور مما يعني دخول القاعدة على الخط مباشرة وهي التي لا يفصلها مع المخيمات إلا كيلومترات معدودة وقد سبق لهذا التنظيم أن بث خلايا نشطت بشكل مكثف في مخيمات اللاجئين مما حدا بالبوليساريو إلى اختطاف عناصر تم تسليمها إلى المخابرات الجزائرية السنة الماضية.
وخلاصة المحصلةأن جبهة البوليساريو وجدت نفسها مدفوعة من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية إلى مشاركتها في حربها على التيار الجهادي وتنظيم القاعدة في المنطقة وهو ما سيفتح على البوليساريو باب صراع مع السلفية الجهادية كغيرها من أنظمة المنطقة فهل سيكون هذا الصراع بداية ريح تغيير يقلب معادلة الصراع التقليدي في الصحراء الغربية.؟
إرسال تعليق