نظمت جمعية الإصلاح والتنمية والتواصل ندوة فكرية تحت عنوان الجريمة بين واقع التهوين والتهويل يوم الأربعاء 25 يونيو 2014
نظمت جمعية الإصلاح والتنمية والتواصل ندوة فكرية تحت عنوان الجريمة بين واقع التهوين والتهويل يوم الأربعاء 25 يونيو 2014
في البداية توجه السيد رئيس: جمعية الإصلاح للتنمية والتواصل بكلمة رحب فيها بالحضور وبالسادة المحاضرين، كما ثمن حضور رئيس المنطقة الأمنية واعتبر هذا الحضور بمثابة تنسيق وتواصل بين المجتمع المدني والأجهزة الأمني في إطار محاربة الجريمة.
ساهم فيها كل من: الأستاذ عبد الغني منيب أستاد في علم الاجتماع في موضوع “الجريمة ماهيتها، أبعادها ودواعيها “والأستاذة سعيد بنيس”التشرميل من الظاهرة الشبابية إلى الظاهرة المجتمعية”والطالب الباحث السوسيولوجي/ عادل بلعمري“المحددات الاجتماعية للجريمة لدى فئة الشباب بالوسط الحضري المغربي”ورئيس المنطقة الأمنية بحي يعقوب المنصور بالرباط السيد عبد الله بوربوح و السيدة مونية الزهراوي مسيرة للجلسة وحضر هذه الندوة مجموعة من الفعاليات الحقوقية و الجمعوية والإعلامية والمحامون وأطر أمنية بالمنطقة…
قارب المتدخلون الموضوع من مختلف الزوايا حيث أكد رئيس منطقة يعقوب المنصور السيد عبد الله بوربوح على المجهودات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لمحاربة الظاهرة ميدانيا بصفة خاصة وظاهرة العنف والإجرام بصفة عامة، حيث تمكنت المصالح الأمنية من إيقاف عدد هام من العناصر تم التحقيق معهم وإحالتهم على العدالة، مبرزا أن الأجهزة الأمنية تعتمد مقاربتين لمواجهة الجريمة: الأولى زجرية والثانية وقائية، كما توقف عند السلوكات المتهورة للشباب المعني بالظاهرة والدوافع التي تدفعهم لارتكاب الفعل الإجرامي، إلى جانب ذلك أعطى مجموعة من الأرقام والإحصائيات تفيد أن الجريمة عرفت انخفاظا ملموسا في النصف الأول من السنة الجارية مقارنة مع السنة الماضية، ولم تسجل المصالح الأمنية بيعقوب المنصور أي جريمة قتل هذه السنة. وفي سؤال وجهه موقع “ريحانة برس” حول الإجراءات التي تقوم بها السلطات في حالة تورط بعض عناصر الشرطة في الجريمة قال عبد الله بوربوح أن المواطنين المغاربة سواسية في نظر القانون وكل من تبث تورطه يطبق بحقه القانون إعمالا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
من جانبه حرص الأستاذ عبد الغني منيب على مقاربة الموضوع من الزاوية السوسيولوجية مبرزا أن المقاربة الوقائية والتحسيسية تبقى الأهم في معالجة الظاهرة مؤكدة على أن المقاربة الزجرية لا يمكن أن تحل المشكل في ظل السياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعرفها المغرب، وتبقى هذه المقاربة بعدية خاصة وأن المؤسسات السجنية تبقى غير إصلاحية مما يعطي للمقاربة التربوية والسكولوجية الأولوية في معرفة الظاهرة والأسباب النفسية والاجتماعية التي أنتجتها…
وقال الأستاذ منيب أنه يمكن تعريف الجريمة، من الناحية الاجتماعية بأنها تفسير السلوك العدواني الضار بالمجتمع تتجلى في مقاومتها عن طريق إرجاعها إلى عوامل حقيقية.
وهذه العوامل قد تتمثل في الظروف الاجتماعية المحيطة بالمجرم أو الجاني كما تتمثل في دوافع داخليه كامنة في نفس الجاني أو المجرم.
ونبه الأستاذ منيب إلى أن الشعور بالتهميش أو الإقصاء هو من لعب الدور المهم داخل الأسرة والمحيط القريب ليساهم في دفع الشخصية العداونية إلى ارتكاب الجريمة بحسب درجة تهميشه وإقصائه.
أما الباحث المغربي سعيد بنيس، أستاذ العلوم الإجتماعية بكلية الآداب بالرباط، اعتبر أن “التشرميل” سلوك إجرامي يقوم به فتىً بشكل مُنفرِد، في إطار منطقة محدَّدة تختلِف طبيعتها من مكتظّة بالسكان أو شِبه مُـكتظّة أو مساحة خاوية، لتصيّد الغنيمة أو الضحية. وعادة ما تكون هذه المناطق موزّعة بالإتفاق بين “المشرملين”، لكن الظاهرة لم تصل إلى مرحلة تكوين العِصابات، على غرار ما هو موجود في الولايات المتحدة أو نيجيريا أو البرازيل.
قال بنيس: “إن تعبير “تشرميل” مُستنبَط من المطبخ المغربي، وهي عملية إضافة الملح والبهارات والزيت بداخل وخارج السّمك أو الدجاج، حيث أن الفتى يقوم بتوقيف ضحيته وتفتيشه بدِقّة والإستيلاء على كل ما يملِكه، ويتركه دون أن يؤذيه“.ومن خلال متابعته لكل ما يتعلّق بالظاهرة وما نشر عنها، كتابة أو صورا، بالصحف الورقية أو الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ويوتوب بالخصوص)، لاحظ الباحث سعيد بنيس أن أعمار “المُشرملين” لا تتعدى الأربعة عشر ربيعا، وهو سِن الإحساس بالرجولة أو صناعة البطولة لدى الإنسان، ولفت إلى أنهم قادمون من أحياء تحت خطّ الفقر ويُـعبِّرون عن عدائية ورغبة الإيذاء تُجاه كلّ من يعتقدون أنهم يعيشون في وضع أفضل منهم.
أم الباحث السوسيولوجي الأستاذ عادل بلعمري فقد تناول بالدرس والتحليل موضوع: الشباب والجريمة بالوسط الحضري المغربي، حي يعقوب المنصور بمدينة الرباط نموذجا، و شمل عينة تمثيلية تتألف من شباب ذوي السوابق العدلية، يتعاطون جميعهم الجريمة.
فيما كان الهدف وراء قيام هذه الدراسة بشكل عام، هو التعرف على أهم الخصائص والمميزات السوسيو-اقتصادية لهذه الفئة والشريحة من الشباب المتعاطية للجريمة، والبحث في الدوافع والأسباب الكامنة وراء اقترافها للأفعال الإجرامية.
وقد وقف بلعمري على أهم النظريات السوسيولوجية الكبرى التي عالجتوقاربت موضوع الجريمة، في علاقته بالوسط الاجتماعي، والتي اعتمدت كأرضية تفسيرية لظاهرة الجريمة، انطلاقا من المدرسة الايطالية، المدرسة الفرنسية، والمدرسة الأمريكية والتي تفسر جميعها الظاهرة الإجرامية انطلاقا من العوامل الاجتماعية، بغيةمعرفة سير وتطور الفعل الإجرامي، كما تناول في مداخلته عذة نقاط تلخصت في :
الشباب والجريمة والثقافة الأسرية.
الشباب وأهمية الأدوار والوظائف.
الشباب والمستوى الاقتصادي للأسرة وعلاقته بالجريمة.
الشباب والشغل والجريمة.
الشباب والمستوى التعليمي والجريمة.
الشباب و الحي السكني باعتباره فضاء للجريمة.
الشباب وأسباب ودواعي الجريمة.
الشباب والجريمة وتأثير جماعة الرفاق.
الشباب والجريمة وتأثير وسائل الإعلام.
الشباب المخدرات والجريمة.
الشباب الجريمة والوصم الاجتماعي.
الشباب وأنواع الجرائم والأدوات المستعملة (بين جدلية المحلي والكوني).
واعتبر الباحث بلعمري أن ظاهرة الجريمة لدى فئة الشباب بالوسط الحضري المغربي، من الظواهر المتنامية في السنوات الأخيرة بفعل التحولات السريعة التي تعرفها البنيات الاجتماعية، نتيجة للتغير الاجتماعي السريع الذي لحق نسق القيم ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ما انعكس على علاقات أشكال التضامن الاجتماعي، بفعل تراجع أدوار ووظائف مجموعة من المؤسسات التربوية. وأضاف الباحث أن الجريمة في أوساط الشباب ترتبط بالثقافة الأسرية المحلية لهؤلاء الشباب، وبشكل خاص الموروث الثقافي المحلي، حيث ثؤثر هذه الأخيرة في تصورات وميولات و مواقف وتمثلات الأفراد، على اعتبار نوعية الأدوار والوظائف الأسرية، و ذهب الباحث إلى اعتبار تدني المستوى الاقتصادي يشكل دافعا وحافزا سببيا بنيويا في حدوث ووقوع الجريمة، لأن نوعية الأنشطة الاقتصادية التي يزاولها الشباب المتعاطي للجريمة، ونمط العلاقات الإنتاجية والاقتصادية التي يدخل فيها هم وعائلاتهم، زيادة إلى تدني المستوى التعليمي يتسبب في حدوث الأفعال الإجرامية،واعتبر أن هنالك علاقة أساسية بين المجال و الجريمة، نظرا لتواجد خصوصية للانتقال الثقافي تساهم في انتشار وشيوع مجموعة من العادات والقيم والأعراف الإجرامية ولفت نظر الحاضرين للدور والتأثير الواضح والبارز للعلاقة بين تعاطي و استهلاك الشباب للمخدرات خصوصا صنف الأقراص المهيجة ووقوع الجريمة.
وفي نهاية الندوة تدخل مجموعة من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين لإثراء النقاش.
إرسال تعليق