بيان – الرباط
في إطار متابعتنا المستمرة لأوضاع المعتقلين الإسلاميين السابقين في المغرب، والتزامنا بالدفاع عن حقوقهم وكرامتهم، فإن تنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين تعلن عن رفضها القاطع للتعامل مع مؤسسة الإدماج الحالية، التي تُسوّق على أنها هيئة لتمكين المعتقلين السابقين من الاندماج في المجتمع وتقديم الدعم لهم. وقد جاء هذا القرار بعد معاينة التنسيقية لجملة من التجاوزات والممارسات التي تقوّض أهداف المؤسسة المعلنة وتحوّلها إلى أداة للمراقبة والسيطرة بدل أن تكون فضاءً للدعم والإنصاف.
أسباب الرفض:
1. أثبتت الممارسات الواقعية أن مؤسسة الإدماج لا تلتزم بأهدافها الاجتماعية والإنسانية، بل تقوم بجمع المعلومات الأمنية حول المعتقلين السابقين تحت غطاء المتابعة والرعاية. هذا التوجّه يتنافى مع الأهداف الحقيقية للإدماج ويؤكد أن هذه البرامج تستغل احتياجات المعتقلين بدلاً من تقديم الدعم الفعلي.
2. قدمت المؤسسة وعودًا متكررة بتوفير دعم مالي واجتماعي للمعتقلين السابقين، لكن معظم هذه الوعود ظلت حبرًا على ورق، حيث تتعمد المؤسسة الترويج لبرامج وهمية دون تقديم أي خطوات عملية أو برامج ملموسة. هذا الأسلوب يُعتبر نوعًا من التضليل الإعلامي الذي لا يخدم سوى مصالح ضيقة على حساب معاناة المعتقلين.
3. لجأت مؤسسة الإدماج إلى تأخير وعرقلة تنفيذ العديد من استحقاقات المعتقلين في محاولات مكشوفة لكسب الوقت أو الضغط النفسي عليهم، دون أي اعتبار لحاجاتهم وظروفهم الاجتماعية. هذه الممارسات تشكل مناورة تهدف إلى التحكم في المعتقلين بدل توفير البيئة الملائمة لاندماجهم في المجتمع.
مطالب التنسيقية:
تفعيل الدعم الحقيقي والفعّال: نؤكد على حق المعتقلين في الحصول على الدعم المالي والاجتماعي بشكل حقيقي ومستدام، بعيدًا عن التضليل الإعلامي.
التعاون مع هيئات حقوقية مستقلة : ندعو إلى فتح قنوات التعاون مع الجسم الحقوقي الذي تعاملت معه التنسيقية في اطار الشراكة مع فعاليات وتنسيقيات حقوقية والتي تضمن حقوق المعتقلين وتعزز اندماجهم في المجتمع بشكل عادل ومحترم.
ختامًا، تؤكد تنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين أن مقاطعتها لمؤسسة الإدماج نابعة من حرصها على الدفاع عن حقوق المعتقلين السابقين ومنع استغلالهم تحت غطاء البرامج “الإدماجية”. ونؤكد للرأي العام أننا سنواصل العمل من أجل جبر ضررهم وضمان حقهم في حياة كريمة، وسنستمر في النضال لفضح جميع الممارسات التي تهدف إلى التحكم فيهم والتلاعب بحقوقهم.
والله ولي التوفيق
إرسال تعليق