النظام الجزائري يعاني فوبيا اسمها “المغرب”… ويجتهد لتسريب مرضه في العلاقة بين المغرب ومصر؟

  • بتاريخ : 7 مايو، 2024 - 00:46
  • الزيارات : 36
  • ريحانة برس- محمد عبيد

    أصيب النظام الجزائري بالسعر تجاه المملكة المغربية، وأصبح يخبط خبط عشواء في كل الاتجاهات في محاولة منه لدس سمومه عبر القارة نجاة دولة المغرب، ولو كان ذلك عبر افتعال ضجة كروية…

    والواضح أن النظام الجزائري يسعى بكل الطرق إلى جر المغرب إلى دائرة التراشق وتأجيج الصراع عن طريق اختلاق أسباب واهية لا تنطلي حتى على المبتدئين في شؤون السياسة والديبلوماسية والإعلام.

    فمع قرب موعد لقاء فريقي الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي برسم نهائي كاس الكاف 2024، أتى موقع مونت كارلو الدولية يوم أمس الأحد 05 مايو 2024 بنشر خبر تحت عنوان:علم “اتحاد القبائل العربية” يشعل مواقع التواصل الاجتماعي في مصر!

    الخبر الذي اجتهد الموقع في أن يجعل من الحدث اقامته للضجة المفتعلة التي أثارها الإعلان عن تشكيل “اتحاد القبائل العربية” متولي إبراهيم العرجاني رئاسته مع نائبي رئيس ومتحدث رسمي ومجلس رئاسي، والتساؤلات الكثيرة عن معنى إقامة هذا الكيان، أثار العلم الذي ظهر في الاحتفال، وهو العلم المصري ردود فعل عنيفة على شبكات التواصل الاجتماعي.

    قبل أن يضيف بأن العلم هو علم مصر ولكن بعد فصل ثلث مساحة العلم بخط ووضع شعار اتحاد القبائل في الثلث الأخير. وأشارت أغلبية المعلقين إلى أنه لا يحق لأي جهة في مصر، باستثناء الجيش، إضافة شعارات أو رسوم لعلم البلاد.

    ورأى فيه البعض تكريسا لعملية فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر لتصبح جمهورية العرجاني، أو كما قال موقع “مدى مصر” في عنوان مقال “شبه جزيرة العرجاني”…

    وقد نددت بعض التعاليق بهذا التصرف.
    وهذا السلوك يذكرنا بالهوس المرضي على المغرب، وهذا الاستمرار في التمزق والتوتر المتزايد، له أهداف أخرى غير التنافس البسيط على معادلة إقليمية مهما كانت غير مواتية. بالنسبة للنظام المتنازع عليه، يتعلق الأمر بتهيئة الظروف لاتحاد إلزامي حول وجوده.

    ويبقى اعتبار أن من وراء هذا السلوك، هو النظام الجزائري، إذ يمارس بشكل هيستيري ردة فعل مبالغ فيها على قميص نهضة بركان، وهو أمر ملفت للنظر في شراسته وتطرفه، لدرجة أن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يسعى إليه النظام الجزائري من خلال استراتيجية المزايدة والتصعيد؟.

    إن التفسير الوحيد الذي يتمثل في القول بأن هذا النظام العسكري يريد الاستفادة من هذه الأحداث الرياضية لمحاولة نقل معارضته للطبيعة المغربية للصحراء، لا يبدو كافيا لإقناعه بتورطه الحالي في الموضوع…. كان موقعها التقليدي معروفًا بدرجة كافية للجميع بحيث لا يتطلب مثل هذا التسارع.

    وهذا السؤال أصبح أكثر أهمية اليوم، حيث أن خسائر الرياضة الجزائرية في هذه المواجهة المصطنعة مع المغرب ستكون فادحة.

    العقوبات الاقتصادية الضخمة على المؤسسات الرياضية الجزائرية، والاستبعاد المحتمل للأندية والاختيار الجزائري من الأحداث الأفريقية…

    الكثير من العواقب التي تبدو غير متناسبة فيما يتعلق بمخاطر هذه المعركة الدبلوماسية.

    لذا فمن الصعب أن نتصور أن الأهداف الوحيدة لهذا الاندفاع الأدرينالين ضد المغرب هو الدافع وراء الدفاع عما يسميه الجزائريون “السيادة الوطنية”.

    صحيح أن الهوس المناهض للمغرب شهد طفرة كبيرة منذ وصول الرئيس تبون إلى السلطة…

    ولكن من هنا إلى جعل هذه القضية البسيطة والرمزية في مجملها سبباً لتمزق البلاد ومزيداً من عزلتها، فإن هذا هو ما يتحدى ويثير التساؤلات والقول.

    لقد كان عامل “المغرب” دائما عنصرا حاسما في السياسة الداخلية الجزائرية وفي تشكيل السلطة في هذا البلد، لعقود من الزمن، اتسمت العلاقات بين البلدين المغاربيين بالتوتر الصامت والمفتوح في بعض الأحيان.

    تمت إدارة هذا التوتر في كثير من الأحيان، في ظل الحكم الطويل لعبد العزيز بوتفليلة، بشكل من الاعتدال واحتوائه في حدود محتملة.
    وحتى الحرب الإعلامية التي يخوضها البلدان بانتظام تحترم بعض الخطوط الحمراء.

    اليوم، حول قصة قميص كرة القدم الذي يحتوي على خريطة المملكة، ينقلب كل شيء رأسًا على عقب.

    إن التثبيت المرضي على هذه الخريطة، وتعميم هذا النفور الجزائري من الأحداث الرياضية الأخرى، يضع العلاقة بين البلدين في أبعاد دراماتيكية جديدة.

    ويبدو أن هذا النظام الجزائري لديه دوافع خفية أخرى وراء هذا التصعيد غير مجرد التنافس على الخريطة.

    بالنسبة لبعض المراقبين غير المقتنعين بدافع الاحتجاج الوحيد المتمثل في سيادة المغرب على الصحراء، يسعى النظام الجزائري إلى خلق مناخ إقليمي يسمح له إما بتأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة أو فرض ولاية ثانية للرئيس عبد المجيد تبون دون صعوبة أو فرض بديل سهل الانقياد ومقبول، عند الاقتضاء.

    كما انه يبدو أن هذا التثبيت المرضي على المغرب، وهذا الاستمرار في التمزق والتوتر المتزايد، له أهداف أخرى غير التنافس البسيط على معادلة إقليمية مهما كانت غير مواتية. بالنسبة للنظام المتنازع عليه، يتعلق الأمر بتهيئة الظروف لاتحاد إلزامي حول وجوده.
    إلا أن هذه المرة الجزائر تلعب بالنار…

    إن الرهان باستخفاف على مستقبل الرياضة الجزائرية من أجل مغامرة انفصالية افتراضية قد يكون له تأثير مرتد عنيف داخل الرأي العام الجزائري.

    في السابق، كانت قضية الصحراء المغربية ملفا بسيطا داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، ومن خلال رغبته، عن غير قصد في بعض الأحيان، في جعل الأمر مسألة شعبية في الجزائر، فإن هذا النظام يخاطر بطرح أسئلة واسعة النطاق من قبل المواطنين الجزائريين الذين لم يعودوا يريدون أن يصبح مستقبلهم ومصالحهم ومصيرهم رهينة لرؤية عفا عليها الزمن للأحداث والأحداث ضد تدفق التاريخ…

    ماذا سيحدث في ذهن المواطن الجزائري العادي عندما يدرك أنه من خلال هذا الاختيار غير العقلاني للدفاع عن وهم يسمى البوليساريو، فإنه يعيش عزلة وحرمانا كبيرا؟

    وليس من المؤكد أن هذا الواقع الجديد الذي يزج فيه النظام الجزائري بمواطنيه سيقبله الجميع وبأي ثمن؟!!

    لم يعد من الممكن استبعاد حراك جديد ستركز توجيهاته على العلاقات المضطربة بين دوائر الجيش الجزائري وجبهة البوليساريو.

    خلاصة القول: “الصحراء مغربية”، و”المغرب في صحرائه”، و”الصحراء في مغربها” باسم التاريخ والجغرافيا..

    وإذا كان جنرالات الجزائر يستطيعون شراء الأصوات والولاءات والمنابر الإعلامية بأموال الشعب الجزائري، وتمويل شرذمة من المرتزقة والانفصاليين داخل دول أخرى، فإنهم لن يستطيعوا تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا، لأن من يملك الحق يملك القوة.