المشايخ الكسالى

0

المشايخ الذين يُخفون اتفاق أصول فكرهم وتكفيرهم مع داعش ( وإن خالفوهم في الانتماء السياسي) لا يقومون بالرد على فكر المتطرفين وتكفيرهم إلا وهم كسالى ؛

المشايخ الذين يُخفون اتفاق أصول فكرهم وتكفيرهم مع داعش ( وإن خالفوهم في الانتماء السياسي) لا يقومون بالرد على فكر المتطرفين وتكفيرهم إلا وهم كسالى ؛ لأنهم يردون بغير قناعة ، ويردّون مع فقدان منطق الإقناع في خطابهم ؛ لمخالفته ما في ضمائرهم أصلا . ولذلك يكسلون في الرد .. أيما كسل ! فإن نشطوا للرد ، تحت الضغوط ، فكثّروا من الحكي والكلام بدعوى الرد : جاؤوا بردود باهتة ، لا عمق فيها ، فلا تشفي عليلا ، ولا تروي غليلا ، ولا ترد شبهة ، ولا تكشف مغالطة
وأكبر دليل على ذلك استمرار وجود هذا الفكر الغالي ، وتمدده ، وزيادة انتشاره ، واستناده في غلوه وتطرفه إلى كتب ومقالات مازالت تكررها تلك الدروس وتقررها هاتيك المدارس
وكيف ينشطون للرد الصادق المؤثر ، وهم يضمرون الفكر نفسه ، وهم يقررون قواعد التكفير نفسها ، ومناهج التشدد والتطرف عينها ؟
١فكيف سيرد هؤلاء المشايخ على من كفّر بمطلق إعانة الكفار على المسلمين ، فحكموا بالكفر على دولهم وحكوماتهم المسلمة ، إذا كان هؤلاء المشايخ هم أنفسهم يُكفّرون بذلك
٢وكيف سيردون على من كفّر بمطلق الحكم بغير ما أنزل الله ، وهؤلاء المشايخ أنفسهم يُـكفّرون بذلك أيضا ، مع التزام دولهم بالمعاهدات الدولية والتحاكم إليها ، وغير ذلك من صور الحكم والتحاكم العملية لغير الشرع
٣وكيف سيردون على من كفّر جهلة المسلمين ممن يطوف حول القبور ويذبح عندها ويطلب من المقبورين الشفاعة عند الله أو يطلب تحقيق مراده منه بإذن الله ، وهم يُـكفّرون بذلك
٤وكيف سيردون على من يكفر المدارس السنية المخالفة لهم ( كالأشعرية والماتردية) ، وهم عامة مشايخ ومدارس أهل السنة اليوم .. ومنذ قرون ، وهم يكفرونهم صراحة ، أو يصفونهم بما يقتضي التكفير : بأنهم ما عرفوا ربهم ، ولا قدروه حق قدره ، وأنهم يعبدون عدما
٥وكيف يردون على من اضطهد مخالفيه من المسلمين ، بحجة ما ينسبه للسلف من تعامل مع المبتدع ، وهم يقررون ذلك التعامل السيء نفسه ، ويصفون القائم بذلك الاضطهاد الفكري والقائل بذلك البذاء بأنه أسد السنة والإمام العلامة
٦وكيف يردون على من لا يعذر بالجهل والتأول ، فيكفّر أهلَ الشهادتين بحجة أن مجرد سماع القرآن كاف ، بل بحجة أن مجرد شيوع السماع كاف لإقامة الحجة ، وهم يكفرون مثلهم : لا يعذرون بالجهل والتأول كل من سمع أو قَصّر ( في رأيهم ) في السماع ، دون نظر منهم لشرطية فهم الحجة ولشرطية إزالة الشبهة
٧وكيف يردون على الطائفيين الذين يستبيحون دماء الشيعة الإمامية ، بحجة أنهم كفار ، وهم أنفسهم يُكفّرونهم ، ويقررون أنهم مجوس ، وأنهم أكفر من اليهود والنصارى
٨كيف يردون على من تشدد بإلزام الناس باجتهاداته ، مع وجود اختلاف معتبر شهير فيما قطع هو الرأي فيه ، وكأنه يوحى إليه بالصواب ، فتزمت .. وألزم الناس بتزمته ، وتشدد .. وشنع على المسلمين المخالفين لتشدده ، وألزمهم بما لا يلزمهم ، وهؤلاء المشايخ أنفسهم يمارسون ذلك بكل حذافيره ، فهاهم يقطعون بصواب ترجيحاتهم الظنية ، إن كانت ظنية ، ليس مقطوعا ببطلانها ، ويصفون مقالات الاختلاف المعتبر الصادر من الأئمة الأربعة بالترهات ، ويجزمون ببطلان تلك المقالات الصادرة من أئمة الإسلام وسادته الأعلام ؟!! 
لابد أن يكون هؤلاء كسالى في الرد على الغلاة المتطرفين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.