المراجعات لا تعني التراجع عن كل شيء، وما قمنا به لا يختلف كثيراً عما قامت به الجماعة الإسلامية بمصحوار مع أحد رواد المراجعات الفكرية

  • بتاريخ : 5 يونيو، 2014 - 19:11
  • علي العلام المعروف بعبد العلي من أوائل  المغاربة الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني في  بداية التسعينات متزوج من زوجتين له ولدان الأول ريان الشهيد 15 سنة

    علي العلام المعروف بعبد العلي من أوائل  المغاربة الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني في  بداية التسعينات متزوج من زوجتين له ولدان الأول ريان الشهيد 15 سنة والثاني لطف الله 9 سنوات اعتقل بعد أحداث 16 ماي الدامية حكم ب10 سنوات طالب بالحقوق وآمن بالمراجعات الفكرية وبضرورتها في سنة 1997 م بعد مراجعات الجماعة الإسلامية بمصر في مواقفه وكتاباته التي أعلن عنها  يؤمن بالواقعية، وأحد المنظرين داخل السجن ، ومن السباقين إليها صحفي وكاتب مهتم بالفكر الجهادي  .

     

    كنتم من السباقين لاستنساخ تجرية المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية المصرية بخصوصية مغربية فماهو تقييمكم لهذه المراجعات وماهو دور أهل العلم في تحركاتكم ؟

    أولا سأبدأمن آخر السؤال ينبغي أن نعلم أن علماء السلطة بالنسبة للمعتقلين لا يمثلون المحاور الأقدر على أن يقودوا حوارا ناجحا مع سجناء السلفيية الجهادية، وذلك بسبب تباين المنطلقات الفكرية والمشارب والقناعات بين الطرفين، مما يجعل من الصعب التعامل بين العلماء والمعتقلين: فالأُوّل متبحرون في الدين دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وتبحرهم محصور في بعض الأبواب والمسائل الفقهية كعلم الحال  ولكنهم أخطأوا في حق المعتقلين وتجاوزوا الحد في نعتهم بأقدح الصفات في مؤتمر الألف عالم بالدار البيضاء وبالتالي فهم في نظر جل إن لم أقل الغالبية من المعتقلين يرون أنهم غير مؤهلين لتحيزهم البين للسلطة، أما الطرف الثاني من المعتقلين فبعضهم طلبة علم كبار حفظة للنصوص وأقوال أهل العلم ولديهم حجة بالغة في الإقناع والإفحام . وكان من الأجدر في نظرنا أن يترفع سادتنا العلماء على أن يزجوا بأنفسهم في متاهات أمنية لا تعنيهم بالأساس ، وتساءل آخرون  من بيننا هل يمكن التعامل مع التكفيريين، حتى ولو نبذوا الإرهاب٬ وهل المراجعات ستشمل كافة الأطياف بينما انتهت آراء أخرى إلى أن هذه المراجعات ستجعل من الجهاديين شركاء سياسيين متميزين. أما مهندسوا هذه المراجعات فذهبوا بقناعة مطلقة إلى أن هذه المنهجية أثبتت نجاعتها في كثير من البلدان الإسلامية وأدت إلى نتائج معتبرة في مجال إعادة تأهيل الجهاديين.

    أما بخصوص سبقي في طرح المراجعات فحقا  كنت من أوائل الداعين للمراجعات الفكرية وكتبت في الموضوع وراسلت الجهات المعنية وعنونت كتابي بقراءة في العقل السلفي الجهادي الذي يخرج قريبا للنشر في حلقات ولم أكن وحيد هذه الدعوة بل دعا لها من بعدي بعض نخبة المعتقلين وشيوخهم الأفاضل وتبقى هذه المبادرات حية توحي في عمقها المكاني والزماني بالكثير وأتمنى أن تؤتي أكلها وأعتبرها خطوة مباركة تنم عن نضج من ساهم بالدفع بهاوكنت سارعت بتأييد مراجعات الإخوة حتى بعد خروجي من السجن ، وألقيت الضوء على كل المبادرات  ، وكذلك الأخبار الخاصة بهم باعتباري من أصحاب تجربة  سواء في الحركة الإسلامية أو الجهاد الأفغاني وإبن العمل الجمعوي وكنت بحاجة الى منيدعم مراجعاتي ويساعدني في جهودي.

    هل ستحد مراجعاتكم من العنف ؟
    هذه المراجعات هي بداية لعمل كبير وبالطبع لن تحد منه بشكل نهائي في مجتمعنا المغربي وكذا العربي وأنا صراحة أُحمل المسؤولية للنظام باعتبارالسياسات الفاشلة  على المستوى الداخلي والإقليمي والعربي تجاه القضايا العربية المصيرية،و بقاء الفشل يعني استمرار وتكرار النتائج الكارثية ، إلا أن مثل هذه المبادرات  ستقلل من العنف والمراهقة الجهادية الطائشة كجهاد المنفرد ولا شك ،فالمجتمع المغربي والعقل السلفي الجهادي سيعمل على توظيف تجاربه مستقبلا وسيستفيد من هذه الإرهاصات بشكل عام حينما يلمس النتائج ويقطف ثمارها على المستوى الفكري والسلوكي والمجتمعي وهذا سيغري الشباب الجهاديالمتصلبلخوض تجارب أخرى بوجوه جديدة وهذا بحد ذاته مكسـب كبير,كماأن تجربتي في  الحركة الإسلامية ومشروعي الجهادي السابق ثم قراءتي للتاريخ الجهادي المعاصر أكسبني قناعة مفادها أن أي خطوة في المراجعات الفكرية ينبغي أن تنطلق من منطلقات ذاتية وليس بإملاءات من أي جهة ودون ضغوط  وإن حصل  ، فالمشروعٌ فاشـل ، ولن يثمرسوى تكريس واقع النظام العربي الفاشل نفسه للأسف ، وتأخيـر مشروع المراجعات الفكرية  والتشكيك في مصداقيتها واستقلاليتها يعني تكريس الظلم والقهر لفئة عريضة للشباب داخل السجون وإقبار المكتسبات الحقوقية للمغرب.

    وحتى لاتكون هذه المراجعات مدعاة للسخرية والإستهجان علينا أن نحافظ على الثوابت الفكرية  للمشروع الإسلامي برمته…. كما ندعوا للحفاظ على الثوابت الوطنية ومن بين هذه التوابث الفكرية على سبيل المثال لا الحصر

    – الدعوة لتطبيق شرع الله في كافة مجالات الحياة بالتدرج

    – رفض المخططات الإستعمارية والمعادية للمغرب ولأمتنا العربية والإسلامية

    – الدعوة بشرعية ومقاومة الإحتلال الأجنبي وعدم جواز التشكيك فيها والمطالبة باستكمال وحدة المغرب

    – عدم المشاركة في تشويه صورة المجاهدين والمقاومين لمشروع الهيمنة الصليبية والصهيونية  لأمركة العالم العربي  والدعوة إلى الكـفّ عـن مقاومتها

    – أن نعلن مواقفنا بصراحة تجاه السياسات الفاشلة للحكومات ونقول لهم لايمكنكم التترس وراء مشاريع الملك ولن نطبل لمشاريعكم الفاشلة على جل المستويات

    – ضخ دماء جديدة في مؤسسة إمارة المؤمنين وجعلها تواكب التطورات التشريعية المعاصرة ونطالب بالحفاظ عليها كمؤسسة تقطع الطريق على كل من يعبث بالدين.

    – ضرورة إعادة النظر في السياسة الأمنية تجاه ملف الإرهاب

    حينهاستحافظالمراجعات على إستقلاليتها وذاتيتها وأنها ليست إملاءاتأمنيّة .

    ما الفرق بين مراجعاتك ومراجعات أبوحفص عبد الوهاب رفيقي وحسن حطاب وحسن الكتاني وغيرهم ؟

    أعتقد أننا نتفق في كل شيء وأهم مانتقاسمه هو نبذ العنف والإمساك بلجام الفكر الجهادي حتى لاينفلت مرة أخرى وممالاشك فيه أن كافة النقاط الرئيسية نتقاطع فيها خاصة مع حسن خطاب باعتبار آخر من ناقشته حول المراجعات بعد ترحيلي من سجن المركزي إلى سجن سلا.

    هل بإمكانكم إعطاءنا بعض التفاصيل بخصوص التقاطعات المتفق بشأنها؟

    هناك قضية تحريم العمل المسلح في البلاد العربية والإسلامية جملة وتفصيلا تحريم التفجير بين المدنيين في المجتمعات الغربية توجيه الشباب لطلب العلم  وصراحة كل ماطرحته المراجعات في مصر وغيرها من الدول, لأننا كنا امتداد لفكرهم بحكم سابقتهم في الفكر الجهادي والآن نحن امتداد لمراجعاتهم ويبقى نهج المراجعة في كلياته غنيا ومحملاً بالعديد من الأفكار الهامة حول الدولة والسياسة التي تفند مقولات تبرير العنف والإرهاب وترسم معالم نظرة جهادية سلمية متصالحة مع المجتمع. وأحسب أننا كخط إصلاحي داخل التيار الجهادي اليوم في الفضاء العام أحوج ما نكون إلى الجمع بين نقد من منطلقات فكرية وشرعية للإرهاب المسوغ دينياً من قبل البعض وبين إعادة النظر في أفكار جهاديي المراجعات وإدارة نقاش جاد ورصين حولها بغية تطوير نبذ ورفض العنف من داخل منظومة الخطاب والرؤى الدينية.

    كيف تم التوافق فيمابينكم رغم صعوبات التواصل ؟

    إيماننا الشديد والراسخ بضرورة المراجعة الفكرية والوقوف عند أخطاءنا والرجوع إلى الحق والعودة الصحيحة والموضوعية إلى النصوص بفهم السلف الصالح، التي تتناولهذه المسائل، كما علينا أن نعلم أن واقع المغرب ليس هو واقع مصر أو الجزائر أو ليبيا علينا أن نكون موضوعيين  والواقع أنالتطبيق الصحيح لهذه النصوص لا يبيح القول  بقتل المدنيين وإطلاق الأحكام التكفيرية  أو القتلعلى الجنسية وغير ذلك والمُستأمن …...

    *قضيتم سنوات مع المعتقلين في ملف الإرهاب كيف كان العقل السلفي الجهادي يتناول النصوص؟

    الكل يعلم أن المشكلة العويصة ليست في النص الديني وإنما في منيمارسون الجهاد في المغرب على مستوى الفكر فقط وليس الممارسة الجهادية بحمل السلاح ، وهناك خطأ في فهم الأحكام الشرعية المرتبطة بقضاياالجهاد والتنزيل، فالإخوة يأتون بنصوص سليمة شرعاً أحيانا، ولكن القضية ليست أن نعرف نصوصالكتاب والسنة فقط، بل يجب أن نعرف أيضاً الواقع الذي نزلت فيه الآيات وكيفية تنزيلها.

    فمن الممكن استخدام وتوظيف حكم صحيحنظرياً، ولكن في الحقيقة عند تنزيله على أرض الواقع ينقصه جانب الصواب في تلكالمسألة، وهذا يقدم تفسيراً لأكثر قضايا الجهاديين والأحكام الشرعية التي يستندوناليها، وبهذا قررنا نحن دعاة المراجعات الفكرية الرجوع إلى التجارب  الإسلامية وإلى فهم جديد للواقعوبالتأكيد ستأتي النتيجة واحدة، لأن العودة إلى المنهج الصحيح وإلى تنزيل الأحكامحدث بطريقة صحيحة وواقعية ومن خلال المعايشة والمعاينة والإحتكاك  بالإخوة وخبرنا فهمهم وتأويلاتهم وطريقة التنزيل  لذا يأتي التوافق والتقاطع بيننا والإجماع على المضي في منهج المراجعات .

    هل ذهبت المراجعاتبما قبلها وبدأتم صفحة جديدة تماماً؟

    المراجعات لا تعني التراجع عن كل شيء،وما قمنا بهلا يختلف كثيراً عما قامت به الجماعة الإسلامية بمصر،فلقد قام الإخوةفي المغرب كما الإخوة بمصر مع فارق يكمن في أنهم مارسوا العنف ونحن لم نمارسه وهم أصلوا له ونحن كنا امتداد لهم ولكن كانتتجاوزات تحت واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس كل ما فعلوه كان خطأ،بل واجهوا دعاة التكفير والتوقف والتبيين، وكان لهم دورواضح وبارز في المغرب لضبطومواجهةالكثير من الأفكار الفاسدة، كل تلك الجهود وغيرها لم تنسخها المراجعات، إنما الخللكان موجوداً في من يمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون إدراك لأبعاد بعض التصرفات التي تصطدم بالواقع وتتنافى مع الواقعية، لذا أقول إن العيب ليس في الأمربالمعروف والنهي عن المنكر وإنما في الآمر به نظرا لعدم استحضار فقه الواقع في الحسبان .

    كانت بينكم سجالات وصلت في بعض الأحيان للقطيعة ومرة بالإتهام؟

    قد تصل بين الإخوة الخلافات إلى أقصى حد لكن الأُخوة ثابتة والخلاف لايفسد للود قضية, صحيح كانت هناك فترات عُرفت بالتوتر وأخرى بالفتور لكن أُرجع السبب إلى ضعاف النفوس وإلى الهمازين اللمازين غفر الله للجميع وعفى عنا جميعا.

    أما من حيث أننا لم نعمل في وعلى خط واحد فمرد الأمر إلى حظوظ النفس والعياد بالله وأتوب إليه حيث كان الصراع بين بعض نخبة المعتقلين وبين بعض الشيوخ حول من له حق امتلاك التحدث باسم المعتقلين هل النخبة الذين لهم سابقة في العمل الإسلامي الحركي وخاضو تجربة الجهاد الأفغاني أم الشيوخ وبالتالي وقعت تجادبات واحتكاكات أفضت إلى ما أفضت إليه   .

    والنقطة المهمة، التي تطرحها في سؤالك،هي السجال الذي بيننا كإخوة، فهذا السجال صحيح، وذلك لأن كل جهة كانت تخرج بموقف قبل الجهة الأخرى وتلومها لعدم استشارتها في الأمر والغريب أن أغلب المواقف كانوا متفقين حولها ويجد الدهماء والجهلة فرصتهم للإيقاع بين الإخوة ولاننسى أن هذه السجالات كان لها الوجه الإيجابي بحيث رفعت مستوى السجال وصقلت مواهب الكثير في النقاش وأزاحت اللبس عن أغلب القضايا,وجدير بالذكر- في هذا السياق – إلى أن النظر إلى المراجعات ينبغي أن يتم في سياق قراءة عامة لدور الخط الإصلاحي  في التيار الجهادي وتسارع الأحداث الأمنية والسياسية، وليس فقط في إطار المسؤولية الأخلاقية والشرعية التي يتحمل جزء منها دعاة المراجعة الفكرية، إذ أنّ هناك تأييدا معلنا من قبل غالبية المعتقلين وفعاليات المجتمع المدني والسياسي – على الأقل وننتظر من الدولة أن تهيء الظروف والأجواء والدعم المادي والمعنوي لإنجاح هذا المشروع الوطني.

    ترى ماهي مطالبك “؟

    نحن مع التوابث الوطنية ومع الحقوق والحفاظ على المكتسبات والأمن  في المغرب ومع الملكية وإمارة المؤمنين التي نطالب بضخ دماء جديدة فيها وتجديدها بالتخلص من الرواسب والمخلفات  ولكن أنا مع  إعادة المحاكمة واعتراف كل المخطئين بأخطائهم وجبر الضرر وإشراك الفاعلين الحقوقيين والأحزاب السياسية والشخصيات الفكرية  والعمل على إيجاد حل منصف للمعتقلين ودمج المفرج عنهم في النسيج العامعبر إيجاد عمل لهم يحفظ ماء وجههم من سؤال الناس وأنا كمثال حي ينزف ألما وحسرة لم أجد من يساعدني على العمل والسبب الخوف من الإرهاب وكلما طالبتني جهة بالسجل العدلي أجد نفسي مضطرا للإنسحاب وهروبا من الوقوع في الإحراج, كماعلى الدولة إذا أرادت مراجعة جادة مع السجناء أن تغير ظروف اعتقالهم. فالجهاديون المراجعون في مصر والسعودية وليبيا وموريتانيا حولوا مواقفهم بعدما حسنت سلطات هذه البلدان من ظروف اعتقالهم, إن على السلطات المغربية أن تعتمد مقاربة تنبني على إعادة تأهيل وإعادة دمج الإسلاميين الراديكاليين على غرار دول أخرى. فمثلا يجب حجز هؤلاء في سجون خاصة. وخلافا لما وقع في  السجون من قبل وفي الدوائر الأمنية أثناء الإعتقال أو كما حدث بعد فرار المعتقلين حيث كان العقاب جماعيا ، يجب جعلهم في ظروف حسنة وأن تكون الكتب في متناولهم، وأن يكون بإمكانهم ممارسة الرياضة وكذلك أن تشغل أوقات فراغهم. على الدولة أن تنظر للإسلاميين الراديكاليين على أنهم  ضحايا فهم خاطىء للنص الديني أكرههم على تصور حاد بهم عن جادة الصواب فالحلبة إذن هي صراع للأفكار والمعتقدات تحسم بواسطة الحوار والإقناع وليس بالإجتثاث.

     

    هناك أشياء لم تكنفي أدبيات التيار الجهادي من قبل مثل الثوابت الملكية إمارة المؤمنين الإيمان بالعمل الجمعوي فما موقف السلفية الجهادية من هذه المواضيع ؟

    السلفية ليس بالتركيبة العصية على الفهم وليست جامدة ولها إمكانيات ذاتية ولو وجدت شخصية كاريزمية تمتلك مقومات القيادة لفعل بها الأفاعيل، كل ما في الأمر أن تجدر و توغل الفكر الجهادي في الحركة الإسلامية وبنيات المجتمع ، جعل المقاربات حول هذا التيار  تتعدد،وتتباين أحيانا، وتتكامل أحايين أخرى. ومن الطبيعي أن تنتج كل مقاربة مفهومها وتقييمها لوضعها  من زاوية نظرها سياسيا،. هذا التعدد المقا رباتي، لا  ينبغي النظر إليه كعائق معقد لعملية المراجعة الفكرية ، وإلا سنفشل تقنيا ، بل إن التعدد المقارباتي سواء الزماني والمكاني والسياسي والفكري هو غنىً وتنوع شرح المراجعات من زواياها المختلفة.

    من هنا فإنّ الخط الإصلاحي في التيار الجهادي مطالب اليوم بمراجعة أوراقه وفهم أولوياته، وإعداد تصوراته للمرحلة القادمة، وبناء الرؤية المشتركة لمساحات المراجعات وأولوياتها المطلوبة من داخل السجن وخارجه، والاحتمالات المرتبطة بذلك، والمطلوب ابتداء – على هذا الصعيد – أننا في مقابل إسهامنا في إغناء الساحة بطرحنا والتعريف به فإن المعتقلين عليهم أن يدخلوا في حوارات معمقة داخل التيار نفسه يشارك فيها ويسهر على إدارتها وإنجاحها مجموعة من النخبة المثقفة الصاعدة والشيوخ والقيادات الرديفة، يتم فيها الحوار والنقاش ومراجعة المسار، ومن ثم توحيد وتنسيق الجهود، من أجل التعامل الأمثل مع الظروف في سبيل مواجهة التحديات واستثمار الوقت الراهن في السجون في طلب العلم والتحصيل المعرفي وصقل القدرات والإمكانيات بالحصول على الشواهد .

    كيف هي رؤيتكم لحل الملف وماهو تصوركم لإدارة المراجعات ؟

    مما لاشك فيه أن رؤيتنا لحل هذا الملف وتصورنا لإدارته  كخط إصلاحي أعمق من رؤية التيار الجهادي، بل وأقرب إلى المنطق الشرعي والأخلاقي الذي تتميزبه الحنفية السمحة، إلاّ أننا يجب أن نحذر من تبني رؤية السلطة ضد الجهاديين، وتغاضينا تماما عن ممارسات السلطة وانزلاقاتها، بل و الحذر من الانحياز الكامل لها بل علينا أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ؛ وحتى لا نُتهم ونُخون  بالتحالف ضد التيار الجهادي.