القرآن العظيم ينبّئ بدمار الولايات المتحدة وغرق الجيش الأمريكي

  • بتاريخ : 21 سبتمبر، 2014 - 21:08
  • الزيارات : 39
  • إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله

    دراسة قرآنية أعدت في الأيام الأولى لأحداث واشنطن ونيويورك

     في الحادي عشر من أيلول2001

    الشيخ صلاح الدين أبو عرفة

    بيت المقدس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

    فإن هذا القرآن عظيم عجيب, كذلك قالت الجن إذ سمعوه,“إنا سمعنا قرآنا عجبا”الجن 1, وهو بحمد الله حبل الله المتين الذي يهدينا به ويعصمنا به. فليس بيننا -مع كل ما نلاقيه من الفتن والبلاء- ليس بيننا رسول يبين لنا ويرشدنا, ولكن بين أيدينا كتاب الله “ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء, وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين” النحل 89.

    وهذا القرآن -كما يصفه رسول الله- كالغيث الكثير, ينزل كلما تموت الأرض ويجدب الناس, فيحيي بعد موات ويغيث بعد فوات, “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون” الحديد 16-17, فهذا هو مثَل القرآن, كالماء ينزل بعد القسوة والموت فيحيي ويعيد.

    لهذا يجب على المسلمين كافة أن يقرأوا واقعهم بتدبر كتاب الله, لا من الصحف والمذياع وحسب, “أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا * وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به, ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم”. النساء 83

    كيف نقرأ واقعنا من كتاب الله؟

    فإن كتاب الله فيه المحكم والمتشابه والأمثال التي يصرّفها الله في الكتاب تصريفا يناسب أحوالهم وأمورهم ومستجداتهم, كما يصرّف الرياح لينزل الماء مصرّفا حيث يحتاج إليه الناس. “ولقد صّرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل” الكهف 54, و“كذلك يضرب الله للناس أمثالهم” محمد3. فلا شك ضرب الله لنا مثلنا ومثل ما نحن فيه من الهوان والاستضعاف, ومثل ما فيه عدونا من الاستكبار والظلم والفساد.

    فإذا استطعنا أن نجد مثلنا في القرآن استطعنا أن نحدد موقفنا ونبصر موقعنا في الفتن التي كقطع الليل المظلم, فالقرآن نور وبرهان, والقرآن مليء بالأمثال الحية النابضة, التي جعلها الله عبرة للناس, “لقد كان في قصـصهم عبرة لأولي الألباب”. يوسف

    فأين مثلنا إذا؟

    لن يجهد أحد في البحث عن مثل هو كعين الشمس في الوضوح, فما يجري على ألسنة الناس اليوم من أن أمريكا اليوم قد “تفرعنت” وتكبرت, وصف ومثل ليس بعيدا عما نبحث عنه, فنحن دون تكلف نشبه أمريكا بفرعون بظلمه وعدوانه وفساده.

    فهذا هو مثلنا بوضوح وجلاء وهذه قصتنا بالتفصيل!

    أمريكا مثل فرعون الظالم المفسد الذي علا في الأرض واستضعف المؤمنين واستعبدهم.

    وسورة القصص تقص علينا ماضيا وقع وانقضى وواقعا حاضرا يتكرر معنا مرة أخرى.

    “طسم * تلك آيات الكتاب المبين * نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم ُيذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من الفسدين * ونريد أن نَمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونُمكّن لهم في الأرض ونُريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”.القصص 1-6

    والمتتبع لوصف فرعون في هذه الآيات يذهل للتطابق بينه وبين أمريكا وعلوها وفسادها في الأرض وتقتيلها للمستضعفين من المؤمنين في الأرض عامة وفي أفغانستان خاصة.

    والمتدبر لهذه السورة يلاحظ فيها إشارة خفية ل”التثنية” والزوجية, فموسى فيها وجد “رجلين” يقتتلان, ووجد “امرأتين” تذودان, واتفق مع الرجل الصالح على “أجلين”, وفيها فقط من دون كل السوراسم الإشارة للمثنى”ذنك”, وآتاه الله فيها “برهانان”, وقال قوم فرعون “سحران تظاهرا”, ثم تختتم التثنية بنص صريح الدلالة “أولئك يؤتون أجرهم مرتين“.

    فهل لنا أن نفهم من هذا أنها قصة تقع مرتين؟!

    هل بالضرورة أن تجري الأحداث كما جرت في المرة الأولى؟

    هذا ما يقرره القرأن ويؤكده, فالله قد خلق هذا الكون على سنن وقوانين لا تتبدل ولا تتحول, وصرّف أمور الناس بهذه السنن. “قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين” آل عمران. و“استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله, فهل ينظرون إلا سنّة الأولين, فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا”. فاطر 43

    فكونها لا تتبدل ولا تتحول إشارة إلى التطابق والتماثل, فسنه الله أن يهلك الظالم, فإذا لم يهلكه فقد تبدلت سنته, وإذا أهلكه على غير ما أهلك أمثاله فقد تحولت سنته,“وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبّرنا تتبيرا”. الفرقان 39

    ولقد أخبرنا الله في كتابه عن أمم كذبت وعصت فأهلكها وجعلها مثلا, وضرب لها الأمثال.

    وأهلك الله كل أمة بما يناسب جرمها, فكل سنن الله بقدر وعدل, “سنّة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا”.الاحزاب 38 فكان قضاء الله على قوم نوح مثلا أن يغرقهم بالماء عدلا وتقديرا, علما أنهم لم يكونوا بجنب بحر, ولذلك سخر منه قومه لما صنع السفينة, فلو أراد الله أن يهلكهم وحسب لأهلكهم بما حولهم من الأرض, ولكن الله صنع لهم بحرا ليغرقهم فيه, ولو لم يكن عندهم بحر, لأن العدل أن يغرقوا بالماء!! “وهي تجري بهم في موج كالجبال” هود 42.

    فيظهر لنا أنه إذا كثر الخبث في الناس أغرقهم الله وغسل الأرض من خبثهم, فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهم لا يلدون إلا فاجرا كفارا.

    وعاد استكبروا وقالوا من أشد منا قوة؟ فأرسل الله عليهم الريح, والريحقوة تدمر كل شيء بأمر ربها, “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”, الانفال46 أي قوتكم وطاقتكم, فالجزاء من مثل العمل, “ومن جاء بالســيئة فلا يجــزى إلامثلـها” الانعام 160.. وهكذا.

    لندخل في صلب قصتنا في المثل القرآني!

    يذكر الله في سورة “الزخرف”, -وهو زخرف كزخرف أمريكا- يذكر أن فرعون كذب موسى وأغضب ربه, فماذا جرى له؟

    “فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهمسلفا ومثلا للآخِرين“.

    الزخرف 56 والآية صريحة أن فرعون سلف سيكون له خلف يأتي بعده ويكون مثله في آخر الأمم قبل يوم القيامة, بدليل ذكر المسيح بن مريم مباشرة بعد هذه الآية على أنه علامة ليوم القيامة!

    المفاجأة الكبرى!

    علمنا أن القرآن كلام الله, وكل كلمة فيه تنوء بالجبال, وعلمنا أن فرعون كلمة يعنى بها نظام الحكم في مصر يومها, وهي ليست اسم الرجل الذي كفر بموسى وخرج في أثره, فهذا الهالك كان اسمه “رمسيس الثاني”, كما يقال.

    فالفرعون كالإمبراطور أو الملك أو القيصر, وعندما بحثنا عن معنى الكلمة ودلالتها وجدناها بمعنى “البيت الكبير”, ثم ازددنا عجبا عندما علمنا أنه كان مبنيا بحجر أبيض. فنحن بهذا أمام فرعون الثاني, الخلف والمثل, “البيت الأبيض”الأمريكي!

    ونحن أمام بوش الثاني وبوش الأول, تمام كما كان رمسيس الثاني ورمسيس الأول!

    ثم تبلغ المفاجأة ذروتها عندما نعلم أن صورة الأهرامات الفرعونية مطبوعة على الدولار الأمريكي الواحد.

    وأن شعار فرعون مصر كان النسر, وهو الشعار نفسه لفرعون أمريكا “البيت الأبيض”.

    وكل من زار واشنطن العاصمة يعلم أن البيت الأبيض يحتفظ بمسلّة فرعونية في ساحاته.

    ويفاجئنا أيضا الفلكيون وملاحو الطيران الذين درسوا في الولايات المتحدة, عندما يذكرون لنا أن أهرامات فرعون مبنية على إحداثيات فلكية ونجمية, هي الإحداثيات نفسها التي يقوم عليها “البنتاغون” وزارة الدفاع الامريكية.

    المستضعفون يعلون على فرعون!

    أما لماذا تكون سنّة الله أن يتقاتل فرعون مع المستضعفين لا مع أقوياء مثله, فذلك لأن فرعون يدعي أنه رب الناس الأعلى وأنه إلههم -كما يفعل البيت الأبيض اليوم-, وهو بهذا يكفر حق الله ويجحد به, فيخرج الله له الضعفاء الذين يعبدون الله وحده, فينصر الله المستضعفين على أعين الناس جميعا ويهلك فرعون ويذله, فيعلم الناس ساعتها أن فرعون والبيت الأبيض الأمريكي لم يكن ربا ولا إله, فلو كان كذلك ما خسر أمام المستضعفين.

    وهذا تماما ما فهمه فرعون عندما أدركه الغرق, فعلم أن الذي يهلكه هو الإله الحق رب المستضعفين, “حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا اسرائيل وأنا من المسلمين”يونس 90 فتظهر دعوة المؤمنين في الأرض ويعلو ذكر ربهم.

    “البيت الأبيض” الأمريكي يدّعي الألوهية جهارا!

    فقد سمعنا وزير الخارجية السابق”اولبرايت” في مقابلة لها في جامعة أمريكية تقول:”في هذا الكون قوة عظمى واحدة, الولايات المتحدة”.

    وسمعنا متحدثا باسم البيت الأبيض أيام حرب الخليج يقول:”جئنا نصحح خطا الرب, الذي جعل البترول في أرض العرب”.

    فرعون ذو الأوتاد.. والبيت الأبيض ذو “…….”!

    الأوتاد كما يتبادر للفهم, هي ما يشد به الناس أطراف بيوتهم لتثبيتها وحمايتها, وكذلك هي الأوتاد للبيت الأبيض الأول لتثبيت دعائم ملكه, و”ذو الأوتاد” في التفسير: ذو الملك الشديد الثابت, والقرآن لا يصف أحدا غير فرعون بهذا الوصف, فهي صفة له وحده, وكذلك البيت الأبيض اليوم, له أوتاد لا يشاركه بوصفها أحد, فهو البيت الأبيض “ذو القواعد” العسكرية.

    موسى جاء يخلص قومه ويرفع عنهم الظلم

    كلمات الله في القرآن تؤكد ان المطلب الاول لموسى كان أن ياخذ قومه ويخلصهم من الظلم والاستعباد ” فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني اسرائيل ولا تعذبهم”. طه 47، ثم دعا فرعون الى ربه، ولكن إن لم يؤمن فرعون فهو وشانه “وان لم تؤمنوا لي فاعتزلون” الدخان 21، إنما كان المطلوب الأول أن يرفع فرعون يده عن قوم موسى.

    وكذلك “الرجل الثاني” في جبال أفغانستان الذي خرج للبيت الأبيض فهذا هو مطلبه أيضا بكل وضوح, أن ترفع امريكا الظلم عن المسلمين وتخلي سبيلهم.

    الذي يُهلك فرعون ينشؤه الله على عين فرعون!

    كذلك كان موسى, وجها للحق, كما كان فرعون وجها للباطل الذي سيدمغه موسى بحقه وعزة ربه.

    فعندما ادعى فرعون أنه رب الناس كذبه الله وكاد له كيدا فيه مقتله، فها هو يقتل أبناء بني إسرائيل جميعا ويستبقي موسى الذي سيكون مهلك فرعون على يديه، فيربيه ويقويه كولد له، ولو كان ربا واله ما فعل هذا، ولعلم ما يدبر الله له.

    وهذا تماما ما جرى لامريكا والبيت الأبيض حينما رأى “أسامة ابن لادن” ينشأ ويقوى و “يتقعد” على عينها فتركته رجاء مصلحتها ومنفعتها، ثم لتهلك على يديه بإذن الله هو والمؤمنون معه، وإقرأوا قول الله على لسان فرعون وهو يخاطب موسى في سورة الشعراء“قال الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين* وفعلت فعلتك التي فعلت”. الشعراء 18

    أرسل الله موسى الى فرعون وهامان، فمن هامان اليوم؟

    هامان كما يصفه الله في سورة القصص، صاحب جند كما أن فرعون صاحب جند “ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”، فهما قطبان للباطل والظلم والفساد، ولن يعجب أحد إن قلنا إن هامان اليوم هو “المملكة المتحدة البريطانية”, كما أن فرعون هو “الولايات المتحدة الأمريكية”.

    فهو إذن بريطانيا التي أذاقت وتذيق هي وامريكا المسلمين صنوف العذاب في العراق وفلسطين وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين.

    والمحفل الماسوني العالمي الذي يفسد في الأرض محفلان، محفل أمريكي ومحفل بريطاني كفرعون وهامان تماما!.

    إلى فرعون وهامان وقارون، فمن قارون اليوم؟

    في سورة القصص يصف الله لنا قارون وصفا مفصلا، وأول وصف تعريفي له أنه “من قوم موسى”، وقلنا إن موسى هو من يمثل الحق ساعة مواجهة الباطل، والذي يمثل الحق اليوم برأينا –دون تقديس أو تعظيم- الشيخ أسامة بن لادن. فقارون إذن من قوم أسامة بن لادن، وأسامة سعودي القومية والجنسية، فقارون إذن السعودية بذاتها وثرائها الفاحش.

    وقارون هذا –للعلم- لم يكن كافرا كفرعون, بل كان كما تصفه كتب التفسير أقرأ بني إسرائيل للتوراة، وواحدا من السبعين الذين إختارههم موسى لميقات ربه، فهو مرجع بني إسرائيل في التوراة كما أن المصاحف اليوم تراجع وتطبع في السعودية. فهو وجه ديني بارز الى جانب ثرائه الفاحش.

    “إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصـبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين”. القصص

    فأمواله مكنوزة مخبأة، والبترول المكنوز تحت الأرض يسمى بالذهب الأسود، ومفاتح آباره تنوء بالدول العظمى، “العصبة أولي القوة” فهم الوحيدون الذين يملكون حق إستخراجه.

    ويظهر من نص الآيات أنه كان على خلاف مع قومه وبغى عليهم، ويظهر أن الله قد أولاه أمانة دينية يقوم عليها وأجرى له مالا كثيرا حتى يكون “خادما لحرمها” فجير المال لنفسه وزخرفه لا كما أراد الله.

    “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك”.والنصيب هو ما يستحقه العبد جراء فعل أو مكانة، فكان له “نصيب” في المال ولكنه تكبر وأخذه كله!، فخسف الله به وبداره الأرض.

    والأحاديث النبوية تتحدث عن خسف في جزيرة العرب قبل يوم القيامةّ!.

    فرعون وأمريكا يستعينان بالحرب الأعلامية لمواجهة موسى!

    فبعد أن بدأ موسى يعلو ويظهر ويشتد وتظهر حججه على أباطيل فرعون بحجة الله وكلماته الغالبة, كان لا بد لفرعون أن يستعين بالسحرة الكذابين للتدليس على الناس والمؤمنين, فيستدعيهم فرعون –ويجب أن لا يغيب عن بالنا أننا أمام فرعون الثاني وأمريكا الظالمة-.

    والسحرة بنص القرأن مجموعة تجارية ربحية, “وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين”. الأعراف 113

    ولننظر إلى أفعالهم ونتدبر الآيات حتى نعلم من هم بيننا اليوم!

    “فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم”الأعراف 116. فمن هؤلاء الذين يسحرون أعين المشاهدين ويسترهبونهم؟.

    إنهم بلا شك شاشات الإعلام ووسائله التي تذهب بالأبصار, فتجعل الحق باطلا والباطل حقا, والمظلوم ظالما والظالم مظلوما, وهي بلا شك حرب نفسية بدليل الآية “واسترهبوهم”, أي أنهم فعلوا ذلك حتى يرهبو الناس.

    وكما نقول اليوم “وسائل الإعلام”, فقد كان للسحرة الأولين وسائلهم لتمرير كذبهم وافترائهم, وليس السحر بنص القرآن إلا كذب وافتراء, “قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا”. طه 61   كذلك نشرت الصحف مؤخرا, أن البنتاغون الأمريكي قد أنشأ مكتبا جديدا للحرب الإعلامية اسماه “مكتب التأثير الاستراتيجي” لبث الأخبار الكاذبة, وأسموه كذلك “الدعاية السوداء”, تماما كالسحر الأسود!.

    فما هي وسائل السحر الإعلامي لفرعون الأول؟

    في كتاب الله هكذا“فألقواحبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون”الشعراء44, فهذه هي عدتهم ووسائلهم, “الحبال والعصي”, الحبال بمرونتها وتكيّفها, والعصي بصلابتها وشدتها, فإذا رضي عنك البيت الأبيض ألقى إليك حبال العون والمدد, وكيّف لك الظروف والأوضاع, وإذا غضب عليك البيت الأبيض ألقى عليك العصى لتتكيف أنت مع مراده وهواه.

    شبكة الأخبار الأمريكية “سي إن إن”  ساحر كبير!

    إذا كان البيت الأبيض الأمريكي هو فرعون, فإن إعلامه الموجّه هو مَثل السحرة الأولين, والشبكة الأمريكية “سي إن إن” واحد من أكابرهم, والأحرف الثلاثة للكلمة هي اختصار ل“كيبل نيوز نت وورك”.

    ليصبح معناها العربي الحرفي الدقيق هكذا “شبكة الأخبار بالحبال”!, فها هي الحبال تعود مرة اخرى.

    “الجمرة الخبيثة”, هل لها ذكر في القرآن؟

    في سورة الأعراف الآية 133، يقول الله عن آل فرعون “فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم آيات مفصلات”.

    والقمّل حشرة تنتقل من البعير لتصيب الأنسان بالأعراض نفسها التي تصيبها به الجمرة الخبيثة, بوصف أهل الاختصاص.

    والعجيب أن الجمرة الخبيثة لم تكن سوى تهديد وتخويف لعلهم يرجعون, ثم كشفها الله عنهم ليوافيهم عقابهم الكبير في اليوم الموعود. “فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون”, فهل كشفت الجمرة الخبيثة عن فرعون الثاني كما كشفت الأولى.

    أمريكا تحشد الحلفاء كما فعل فرعون الأول

    عندما وقعت الحجة الكبرى وأظهر الله الحق على لسان موسى ويده, فخسر فرعون بهذه آخر أوراق مكره وافترائه, فليس أمامه الآن إلا أن يتخلص من موسى ومن معه. والآيات من العظمة والإحاطة بمكان كأنها تتحدث عن فرعون أمريكا, فقبل أن تخرج أمريكا للحرب أخذت الشرعية لحربها وجمعت التحالف ضد “الأرهاب”.

    ” وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يُبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد”غافر26, و“ذروني” تعبير واضح لاستخلاص الشرعية والموافقة والدعم ممن هم على دين فرعون.

    ولا يظن أحد أن فرعون كان إله متفردا برأيه وشخصه, ولكنه كان إله بنظامه وحكمه الذي كان له أعوان فيه ومستشارون, وتنص كتب التاريخ أنه كان يحيط نفسه بما يسمى “مجلس الشيوخ”, وهو المطابق تماما لمجلس الشيوخ الأمريكي اليوم. واقرأوا آية الشعراء التالية إن شئتم “قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم, يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون”, .. فماذا تأمرون, فهو فرعون ديمقراطي ينزل عند رأي الأغلبية!.

    “إني أخاف أن يبدّل دينكم”كلمات من الله  تحدد طبيعة الحرب الدينية, وتشي بمخاوف فرعون من ظهور الإسلام.

    القرآن يصف حال أمريكا عندما تخرج لحربها الأخيرة!

    يقول الله رب العرش العظيم “وأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون * فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنا لجميع حاذرون * فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم”. الشعراء الآيات 52-58

    والمدائن جمع مدينة, وهو مجموع ملك فرعون المترامي الأطراف، كالبيت الأمريكي اليوم يملك ولايات متحدة ومدآئن أخرى يسيطر عليها خارج أرضه.

    “حاشرين” فهو يجمع كل ما إستطاع لحربه على الأسلام، وهو ما يسمى اليوم “حالة الإستنفار القصوى”.

    ثم هو يضع هدفا لهذه الحرب فهي “الحرب على الإرهاب”، “إن هؤلاء لشرذمة قليلون”، والشرذمة والإرهابيون في الذم والإساءة سواء، وهو يصفهم بـ “القليلون” كما تصف أمريكا المجاهدين اليوم.

    “وإنهم لنا لغائظون”،فلم يخف الناطقون بإسم البيت الأبيض غيظهم وحنقهم على الفئة المؤمنة في أفغانستان وغيرها لفظا ونصا وتعبيرا.

    “وإنا لجميع حاذرون”وهو ما يسمى اليوم بكل دقة وسلاسة “حالة التأهب القصوى”.

    “فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم”فمن يستطيع أن يصف أمريكا بأصدق من هذا الوصف!؟

    “فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون”.ويظهر أنها نقطة الصفر التي جرت سنة الله أن يتدخل عندها، فالترائي هو أن ينكشف الجمعان، المؤمن والكافر وجها لوجه، فيظن المؤمنون أنهم مدركون لا محالة. والأصحاب, هم الفئة المخلصة المؤمنة. “حتى إذا إستيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين”يوسف 110، ونحن نعلم حتى الساعة أن الجمعين لم يتراءيا بعد، فإذا تراء الجمعان فانتظروا نصر الله ساعتها!، “فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم، قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين * ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين”. يونس 103

    “قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين”،كذلك كانت ثقة موسى بربه راسخة قوية فهو لم يخرج باتجاه البحر إلا بأمر من الله وكيدا لفرعون، فليس من المعقول أن يهرب موسى بالمؤمنين من النساء والشيوخ والأطفال بإتجاه البحر دون سفينة أو مركب. فهي من البداية كيد وتدبير من الله الذي يدبر بالحكمة ويقضي بالحق.

    ويُستدرج بعدها فرعون ليدخل البحر فيغرق فيه وكأنه ما كان!

    فهل ننتظر من الله كيدا كهذا بأمريكا وجيشها وفرعونها!

    “البحر الأبيض” هل سيكون مقبرة “البيت الأبيض”؟

    نشرت صحيفة القدس في يوم 6 شباط في العدد  11661في الصفحة الأولى عن دوائر أرصاد جوية سويدية وأوروبية، أن حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا سيشهدان فيضانات وأعاصير في السنوات القادمة.

    فإذا كانت أمريكا تعد لحرب إيران والعراق وكوريا وهو ما تسميه “محور الشر”, فلا بد لها أن تحشر جيشها ومدمراتها وحاملات طائراتها في المنطقتين المذكورتين الموعودتين بالأعاصير، وهناك سيشاهد أهل الأرض كلهم ما لا يخطر لهم ببال, وما لم يشاهده أحد من قبل!.

    البيت الأبيض يأخذه الله من الأرض وهو في أعلى درجات إستنفاره وزخرفه!

    فآخر ذكر لفرعون “ابيت الأبيض” في القرآن كان في سورة الفجر10 “وفرعون ذي الأوتاد”، فكان آخر عهده في الأرض أنه كان يوتّد ملكه ويشده من جديد، ثم … يصبح البيت الأبيض في خبر كان!، “فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين” فكانت رحمة من الله بالأرض وأهل الأرض وحتى بالبيئة والطبيعة أن يغرق فرعون بالماء لتستريح الأرض والبلاد والعباد.

    ماهو مصير أمريكا بعد غرق جيشها وفرعونها؟

    آية الأعراف 137 تصف بدقة لا لبس فيها ما كان وما سيكون، واقرأوا إن شئتم “ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون”.

    انظروا الى “يصنع” وقارنوها بالصناعة الأمريكية ذات الفخر والعلامة المميزة!

    “ويعرشون” وهي البنايات الضخمة الشاهقة، “ولها عرش عظيم”.النمل

    وبهذا يدمر الله أركان البيت الأبيض الثلاثة، العسكري والسياسي والإقتصادي، فإذا هلكت أمريكا فلا فرعون بعدها إلا الحمد لله في الأولى والآخرة.

    هل كان فرعون الأول أيضا يقاتل “شبكة القاعدة”؟

    كلمات الله في سورة الإسراء تكاد تنطق بهذا، إقرؤا إن شئتم هذه الآية “فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معهم جميعا”.الاسراء103 فما معنى “يستفزهم”؟

    في لسان العرب إستفز أحد إذا إستخفه، وهو المعنى الضد للثقل وهو الدارج على لسان العامة إذا استثقلوا أحدا وطال “قعوده”، فيقال له “فِز”! فهي لا تقال الا لـ “القاعد” أو “القاعدة”.!

    “يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله إثّاقلتم إلى الأرض”،وهؤلاء المثّاقلون المبطّئون هم الذين يسميهم القرآن “القاعدون”!.

     وفي لسان العرب يقال تفزز الثوب إذا تقطع.

    إذا هذا ما كان يواجهه فرعون الأول، “شبكة قاعدة” لا بد له أن يقطع هذه الشبكة كما تصف أمريكا بالضبط جماعة الشيخ أسامة بن لادن “شبكة القاعدة”، حتى يتسنى له أن يخرجهم بعدها من الأرض. “وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا”. الاسراء 76

    والآية ذات بشارة عظيمة, فالبيت الأبيض أراد أن يستفزهم من الأرض فعاجله الله قبل أن يستفزهم, فأغرقه ومن معه جميعا, ففيها أخذ عاجل نسأل الله أن يكون قريبا!

    وهذه الآيات من آخر سورة الإسراء والتي تتلوها سورة الكهف مباشرة, فهل سنّة الله أن يهر هذه الدين والنور من الكهف, كما خرج الفتية المؤمنون من الكهف, وكما خرج محمد رسول الله من الكهف, والفتية المؤمنون اليوم مرة اخرى في الكهف؟, وفي الحديث “بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ”.

    فماذا عن “طالبان”, ومن مثَلهم في القرآن؟

    عندما توجه موسى إلى مدين كان يبحث عن ملجأ ومنجا من الظالمين, فوجد ما كان يبحث عنه عند “الرجل الصالح” بما يؤمنه حين ضمن له الرجل الصالح الأمان “لا تخف نجوت من القوم الظالمين” القصص.

    فهؤلاء الطالبان مثله تماما, استضافوا الرجل وأمنوه ولم يسلموه ولو بذهاب ملكهم, حتى يستردوه عما قريب بإذن الله!.

    ثم صاهر الرجل الصالح موسى وصاهر الملا عمر الرجل الصالح ابن لادن.

    وقضية المرأة وخروجها للعمل في سورة القصص ذات صلة واضحة بقضية هذا الرجل الصالح الذي أمّن موسى, كما هي ذات صلة وطيدة بالطالبان وما يثار حولهم من اللغط والتضليل!, عجيب هذا القرآن!.

    تحالف الشمال الأفغاني والوا الكفار والمشركين, فما مثلهم في كتاب الله؟

    مثلهم مكتوب في سورة الأحزاب, فليست سورة الأحزاب لليهود وابن سلول المنافق وحسب, بل هي سورة تتنزل على كل من تحزب على المؤمنين, كذلك كان فهم عمر رضي الله عنه لكل قصص القرآن, فهو القائل “مضى القوم ولم يُعن بها سواكم”.

    كما أن فرعون وجه من وجوه الأحزاب, كما قال مؤمن آل فرعون “يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب “. غافر 30

    فعندما جمع الأحزاب -أو ما نسميه اليوم التحالف- لحرب المؤمنين في المدينة وهي كمديَن لموسى, وكما أوى المؤمنون من “القاعدة” إلى أفغانستان لتكون “مَديَنهم” ومأمنهم, فعندما حاصر الأحزاب المؤمنين في مدينة الرسول, تفرق الناس إلى ثلاث فرق, فرقة المؤمنين داخل المدينة, وفرقة الأحزاب خارج المدينة, وفرقة في “الشمال” من المدينة موالية للأحزاب الكافرة وهم أهل الكتاب, وهؤلاء ومن وقف موقفهم اليوم هم أهل الكتاب, وإن صاموا وصلوا وزعموا أنهم مسلمون, كذلك قال الله من قبل, “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء, بعضهم أولياء بعض, ومن يتولهم منكم فإنه منهم, إن الله لا يهدي القوم الظالمين” المائدة 51

    لنقرأ عليهم قول الله في الأحزاب في سورة الأحزاب26-27, “وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب, فريقا تقتلون وتأسرون فريقا, وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيىء قديرا”.

    إنها –فيما يظهر لنا- سنّة الله في الموالين للأحزاب, أن ينزلهم إنزالا, فأهل الكتاب الأولون نزلوا من شمال المدينة ونزلوا من معاقلهم وحصونهم, وتحالف الأفغان الموالي للمشركين اليوم نزل كذلك من الشمال ونزلوا من معاقلهم وحصونهم لتتم عليهم كلمة الله.

    “وأرضا لم تطئوها”, وهي حصة أهل الكتاب في شـمال المدينة وحصة تحالف الأفغان في شمال أفغانستان, كالـ 10% التي لم يطأها الطالبان!.

    ومثّل أهل الكتاب يومها من اليهود بنو قريظة,  ويقال في اللغة لمن ينسب لبني قريظة “قرظي”, ويمثلهم اليوم الرئيس الأفغاني المدعو “قرظاي”. فالأفغان أصلا أعاجم ليس عندهم “ضاد”, فهو قرظاي وليس قرضاي أو غيرها.

    ولنا في هذه السورة بشارة أخرى, فيوم الأحزاب قاتل الله وحده وهزم الأحزاب وحده, فهل يمنّ على المؤمنين مرة أخرى؟ إنه كان قويا عزيزا.

    تماثل وتشابه في الأسماء والأفعال.

    نفهم من حديث النبي عليه وآله الصلاة والسلام, عن المهدي الذي سيأتي في آخر الزمان والذي يواطئ اسمه اسم النبي, ويشبه خلقه خلق النبي, نفهم من هذا أن أفعال المصلحين والمرسلين موسومة مرسومة في أسمائهم, أو أن أسماءهم هي أوسمة لأفعالهم وصفاتهم. فاسم النبي ابراهيم مثلا هو وسام لفعله وصفته ووظيفته عند الله, فالأسم كما يعرفه المختصون في هذ العلم مكون من ثلاثة مقاطع هي, اب راب هام, والأب الأب, والراب هو الإمام والهام هم الجمهور أو كثير الناس, ليصبح معنى الاسم بعدها هكذا “أب إمام للناس” وكذلك هو في سورة البقرة “قال إني جاعلك للناس إماما”. وهناك أمثلة كثيرة ليس هذا مقامها.

    فإذا صرح النبي بالمهدي واسمه وصفته الذي سيجيئ في الآخرين, ثم جاءنا فرعون مرة أخرى, افلا يكون من عدل الله وسنّته أن يُخرج له رجلا كموسى يشبهه في الاسم والوصف والخلق, ليفعل فعل موسى بفرعون –دون حاجة للقداسة أو منزلة النبوة-, وليس في هذا مانع كما في حديث النبي عليه الصلاة والسلام لعلي “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى”, فعلي فرد من المسلمين أنزله رسول الله منزلة النبي في الدور والمهمة.

    فمن يقوم لفرعون الأمريكي كما قام موسى لفرعون مصر؟

    موسى عليه السلام كما تصفه الأحاديث, رجل فارع الطول, أقرب إلى السواد, أفطس الأنف, كأنه من قبيلة شنوءة -قبيلة في جنوب جزيرة العرب- ويمشي متوكئا على عصى!

    وأمامنا اليوم رجل يقاتل أمريكا فارع الطول –196سم-, يمشي متوكئا على عصا, أقرب إلى السواد, أفطس الأنف, وهو لهول المفاجأة من قبيلة شنوءة, ثلاثة أحرف من اسمه من اسم موسى, وكلاهما برسم القرآن أحد عشر حرفا. ” اسامة ابن لادن”.

    وما معنى “موسى” إذا علمنا أنه–كما تصفه سورة القصص- قوي, سريع الحركة والانفعال, يبطش بطشا؟

    ما معنى الكلمة إذا علمنا أن “اسامة” معناها الأسد؟!.

    فرعون وهامان وموسى وهارون، فمن يقوم بدور هارون؟

    قلنا إننا نتحدث عن مثل معاد وعن سنة لا تتبدل ولاتتحول، وإذا راجعنا آيات سورة طه، سمعنا موسى يسأل الله أن يجعل له وزيرا –كما كان هامان لفرعون وزيرا- ليشد به أزره ويشركه في أمره، فنرى قبل أحداث أيلول إحتفالا في أرض في افغانستان بمناسبة “إشتراك” تنظيم الجهاد وتنظيم القاعدة وإعلان أيمن الظواهري الرجل الثاني أو الوزير للشيخ أسامة بن لادن. وأيمن الظواهري كما يصفه المتابعون بأنه كان يتولى حملات التعبئة الفكرية والمعنوية للحركة، وكان بمثابة الناطق الإعلامي للحركة في سجون مصر وهذا تماما وصف موسى لهارون “وأخي هارون هو أفصح مني لسانا”.

    ولا يعجب أحد حين نضرب واحدا من الناس مثلا لنبي، فالله قد ضرب المشكاة والمصباح مثلا لنوره هو.

    الساعات الأخيرة يوم يبطش الله البطشة الكبرى!

    آية سورة البقرة تختصر كل الحداث بكلمات الله فتقول “فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون”. 49

    ففئة المؤمنين وشيخهم ووزيره سينجون بإذن الله، وسيغرق الجيش الأمريكي جميعه بجنوده وقادته بإذن الله، وستدك أمريكا دكا والله أعلم وأحكم، فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.

    “وأنتم تنظرون، على كل الشاشات على أعين كل الناس، فالنبأ جلل عظيم له ما بعده!، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. “فأخرجناهم من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين”. الدخان

    ويسألونك متى هو؟

    من خلال تتدبرنا للآيات, تظهر لنا إشارات كثيرة باتجاه موعد واحد محدد, “وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا“,الكهف59 تظهر لنا إشارات كثيرة, سنبقي سرد تفصيلها لمقام آخر, ولكن نقول باختصار, إن كان الرئيس الأمريكي الحالي هو بوش الثاني, وهو رئيس “الآخرين”, كما كان رمسيس الثاني في الأولين, وتنتهي ولاية بوش سنة 2003, فنظن -والله أعلم- أن الولايات المتحدة الأمريكية لن ترى العام 2004 بإذن الله!

    وسورة الفجر التي تحتفظ بآخر ذكر لفرعون في القرآن, حيث لا يذكر فرعون الهالك بعدها أبدا, تحتفظ سورة الفجر –فجر المؤمنين بإذن الله- بتوقيت الهلاك بالتحديد والتفصيل في الآيتين الأوليين منها, والله أعلم.

    “فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله”.

    هل هذا علم بالغيب؟

    يستعجل علينا من يقول إن هذا من علم الغيب, فليس كل ما في غد غيب, فالمسلمون كافة يعتقدون بعلامات الساعة ويتحدثون عنها بالتفصيل, وهي من علوم الغد القريب والبعيد, التي علمها الله للناس, والقرآن كما أشرنا كتاب الأولين والآخرين حتى يرث الله الأرض ومن عليها, وفيه –كما يروى عن أئمة المسلمين- فيه خبر ما قبلكم, وحكم ما بينكم, ونبأ ما بعدكم. فهذا الذي نقوله لا يعدو كونه تدبرا وتذكرا لآيات الله في كتابه العلي, وهذا جهد يحمد عليه كل مؤمن ويؤجر عليه, “ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر؟” القمر, وهي كذلك قراءة لسنن الله في كونه وعباده التي لا تتبدل ولا تتحول, أما قرأتم عن موسى عليه السلام وهو يقول لفرعون “وإني لأظنك يا فرعون مثبورا” الاسراء, ونحن نقول بقول نبي الله موسى من قبل, فنظن أن الله مهلك فرعون أمريكا لا محالة!.

    ونقول كما قال سيدنا أبو بكر من قبل: “أقول برأيي, فإن أصبت فمن الله, وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان, والله ورسوله بريئان مني”!.

    ولكن نطلب ممن يقرأ لنا أن يتريث في الحكم والوصف, فلعلنا أصبنا, ولعل الله يصدّق ظننا, فيكون من كذّبنا كمن كذّب بالحق والصواب. “قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به, من أضل ممن هو في شقاق بعيد؟”. فصلت

    فإن كان ما قلناه حقا فالله أولى به ..

    وإن كان باطلا فنحن أولى به.

     

    مقارنة مختصرة

     

    فرعون الأول                                                 فرعون الثاني

     

    البيت الكبير “الأبيض”                                     البيت الأبيض “الكبير”

    يدعي الألوهية                                                يدعي الألوهية

    شعاره النسر                                                  شعاره النسر

    فرعون ذو الأوتاد                                           فرعون ذو القواعد العسكرية

    الأهرامات                                                     الأهرامات على الدولار

    المسلّة                                                          المسلّة

    مجلس الشيوخ                                                مجلس الشيوخ

    مدائن                                                           مدائن “الولايات”

    يقاتل مستضعفين على دينهم                              يقاتل مستضعفين على دينهم

    يأحذ الشرعية قبل خروجه للحرب                       يأحذ الشرعية قبل خروجه

    حرب على الشرذمة                                         حرب على الأرهابيين

    يخرج للحرب ولا يقاتل في أرضه                      يخرج ولا يقاتل في أرضه

    يخرج باتجاه الشرق                                         يخرج باتجاه الشرق

    يرسل إليه رسولان                                          يخرج لقتاله رجلان “تنظيمان”

    على يمينه معاونه هامان                                   على يمينه معاونه بريطانيا

    قارون                                                          “قارون”

    يستعين بالإعلام الكاذب “السحرة”                      يستعين بالإعلام الكاذب

    ينشأ موسى على عينه                                      ينشأ عدوه على عينه

    غرق هو وجنوده                                            هل يغرق هو وجنوده؟؟