القاعدة في اليمن

0

الحديث عن وجودالقاعدة في اليمن ليس أمراً جديداً، فليست مصادفة أن أول شريط فيديو قامت القاعدةبإنتاجه قبل أحداث الحادي عشر من سبتمر كان يحمل عنوان “تدمير

الحديث عن وجودالقاعدة في اليمن ليس أمراً جديداً، فليست مصادفة أن أول شريط فيديو قامت القاعدةبإنتاجه قبل أحداث الحادي عشر من سبتمر كان يحمل عنوان “تدمير المدمرة كول” ليقدمعملية أن الجنسية اليمنية تمثل أكثر من ثلث المعتقلين الباقين في معسكر نوعية مميزةقامت بها القاعدة ضد هدف عسكري أميركي قوي، وليست مصادفة غوانتنامو، 96 يمنياً منأصل 240 معتقلاً ما زالوا موجودين في غوانتنامو حتى الآن.
ويقول الخبير اليمنيسعيد الجمهي “علينا ألا ننسى أبدا أن للقاعدة جذورا في اليمن. هذا البلد كان ملجأ،موقتا أحيانا، لآلاف المقاتلين العرب الذين عادوا منتصرين من الجهاد ضد الروس فيأفغانستان أواخر التسعينيات“.
وهناك أسباب عديدة للجوء القاعدة لليمن لنشرأفكارها وإيجاد ملاذات آمنة ونقاط انطلاق نحو تنفيذ خطط إقليمية ودولية لا تتوقفعند حدود اليمن، من أبرزها:
1.
طبيعة اليمن الجبلية الوعرة وتركيبته السكانيةالقبلية، وحدود اليمن الصحراوية الجبلية المفتوحة التي تمتد لأكثر من 1300 كيلومتر، والتي تسهل من مهمة تدريب واختباء عناصر القاعدة وصعوبة القضاء عليهم.
2.
انتشار الأسلحة بين السكان كمظهر معتاد من مظاهر الحياة.
3.
ووجود حركة تمردمسلحة داخل البلاد ممثلة في حركة الحوثي.
4.
ومن العوامل المساهمة أيضا فيجاذبية اليمن لعناصر القاعدة انتشار الفقر والفساد مما يكثر عدد الناقمين عليالسلطة والمستعدين للانضمام للقاعدة, فقد وصل معدل الفقر وفقا لآخر تقرير للأممالمتحدة في اليمن إلي 59.9% أي أن أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.

مسيرة القاعدة في اليمن
وجود تنظيم القاعدة في اليمن لم يبدأ معمطلع العام 2006 بل سبق ذلك التاريخ بربع قرن من الزمان حين قرر السوفييت غزوأفغانستان في العام 1979 فقرر بن لادن أن يدعم الأفغان، وانطلق لاستطلاع تلكالمنطقة والأوضاع فيها بعد الغزو، وكان قد سبقه إليها الدكتور عبد الله عزام الذيطردته الحكومة الأردنية من الجامعات هناك ومنعته من التدريس فيها بعد ان جمدالإخوان المسلمون في الأردن عضويته في التنظيم وقرروا فصله فيما بعد بسبب إنشائهمعسكرا للتدريب علي الحدود مع فلسطين موطنه الأول.
فوجد الدكتور عزام طريقه إليالجامعات في المملكة السعودية وتعرف في تلك البلاد إلي الشاب الملياردير ابن الأسرةالتي بنت الحرمين الشريفين وجددت بناء الأقصي في فلسطين، أسامة بن لادن وهو فيالعشرينيات من عمره يضخ إيمانا ويتقد حماسا، ووجد بن لادن في الدكتور عزام ابنالأرض المحتلة المطرود من بلاده مرتين، مهاجرا في سبيل الله، فاتخذ نفس الطريقة،فهاجر الشاب الثري إلي أفغانستان ورجع إلي اليمن ليحض فيها القبائل للدفع بأبنائهملقتال الاحتلال الروسي هناك.
خيوط القاعدة كفكرة بدأ ينسجها بن لادن من موطنآبائه وأجداده اليمن التي تعرف في النبوءات أنها أرض المدد، ولأن مسقط رأس أبيه ـحضرموت ـ كان يرزح تحت الحكم الماركسي الموالي للسوفييت الذين احتلوا أفغانستان،فإنه لجأ إلي القبائل شديدة البأس والمراس عالية الشكيمة في الصحراء الممتدة منمأرب إلي صعدة شمالا، ووجد أسامة بن لادن في البداوة الأصالة والنخوة العربيةالرصيد الذي يجعله يفجر فيهم هذه الطاقات ويوجهها لقتال المحتلين الروس فيأفغانستان.
وبالفعل تدافعت تلك القبائل تدفع بفلذات أكبادها إلي أرض المعركة لاينقصهم التدريب ولا الشجاعة والبأس في القتال، فهم أبناء منطقة لا ينزل السلاح منعاتقهم إلا عند النوم.
وطبيعتهم الصحراوية ومنازلهم الطينية أكسبتهم الشدة وعدمالتعلق بالدنيا، وبداوتهم غرست فيهم حب النصرة والمناصرة للأخ والقريب والغريبخصوصا أنهم يعتقدون أن ما يربطهم بأفغانستان رباط الإخوة الإسلامية وهم يعتبرونه فيتكوينهم الثقافي وموروثهم اعظم من رباط العشيرة.
وجد بن لادن صدي كبيرا لندائه،ورغبة أمريكية في تدفق أبناء المسلمين لنصرة إخوانهم ضد المحتل الروسي كي تكبدهالخسائر لتتمكن من التفرد بحكم العالم بعد ذلك، ولكن بن لادن لم يكن يفرق بين محتلروسي أو أمريكي وكانت معسكراته التي افتتحها في أفغانستان لاستقبال شبان من اليمنوالخليج يتم فيها هكذا تعبئة وتربية.
وحين بدأ شباب من اليمن يتدفقون إليأفغانستان كان من بينهم أبو الحسن المحضار وأبو علي الحارثي من قبائل يمنية كانتترزح تحت الحكم الإشتراكي لجنوب اليمن فكان التدريب والمتابعة في أفغانستان وفيجبال اليمن لقطع ذيول السوفييت في عدن، ولم يتحقق لهؤلاء الشباب إلا في حرب صيف 94التي تمكنت فيها القاعدة من المشاركة رسميا في حرب ضد عدو تعتبر القاعده ضرورةإنهائه واجبا دينيا.
وبينما كان شباب للقاعدة من الخليج علي رأسهم عبد العزيزالمقرن القائد الميداني للقاعدة في السعودية والذي قتلته قوات الأمن في حزيران(يونيو) 2004 ينازل القوات الأمريكية في الصومال عام 1992، كان في نفس الوقت شبانيمنيون يخوضون حرب عصابات مع الحزب الإشتراكي اليمني يتزعمهم أبو طارق الفضلي وجمالالنهدي، وهؤلاء تم انقطاع صلتهم بالقاعدة وبأسامة بن لادن منذ انتهاء الحرب فيمنتصف 94 وتمت تسوية أوضاعهم المادية والوظيفية مع الدولة.
وبعد أن ضربت القاعدةفي تسع دقائق سفارتين للولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي ودار السلام في العام1998 كان أبو الحسن المحضار يصعد إلي جبل المراقشة في أبين شمال مدينة عدن هوومجموعة من رفاقة استعدادا لشن عمليات ضد أهداف أمريكية وغربية في اليمن.
تمتعملية واحدة للمحضار الذي قالت السلطات اليمنية انها تتبعت اتصالا له بأفغانستانفترة احتجازه للرهائن البريطانيين في كانون الاول (ديسمبر) 1998، ثم باغتت قواتالأمن اليمنية المحضار في معقله وتترس هو بالرهائن فقتل منهم أربعة واعتقل المحضارورفاقه.
تم إعدام أبو الحسن المحضار بعد مرافعات ترافع فيها المحضار بنفسه أمامالقاضي في المحكمة متمسكا ببيعته لأسامة بن لادن وشرعية عمله وأنه نوع من جهادالكفار الذين يدخلون إلي بلاد المسلمين لأنهم ينتمون إلي بلاد محاربة للمسلمينوتساعد الإحتلال اليهودي لفلسطين منذ عشرات السنين.
وبعد إعدام ابو الحسنالمحضار كان التحضير جاريا لعملية أخري، ولم تكن الدولة اليمنية بصورة رسمية عليعلم بماذا يدبر أسامة بن لادن علي شواطيء عدن، فتحركت خلايا القاعدة التي نشأت بعدحرب 94 في اليمن مجددة نفسها بعد سقوط قيادات سابقة في التنظيم بسرية تامة.
هذهالمرة جاءت الضربة من جيل ليست له علاقة عضوية بمن سبقه ممن خاضوا حربا ضد الحزبالإشتراكي جنوب اليمن في عدن، كانوا شبانا تلقوا تدريبات بعد خروج المحتل الروسي منأفغانستان، وكانت هجرتهم إلي معسكرات القاعدة في أفغانستان بعد منتصف التسعينيات،حيث كانت القاعدة تعد العدة لمنازلة الولايات المتحدة الأمريكية في كل مكان، وهذاما يجعلنا نفهم سبب بروز تنظيم القاعدة كلاعب رئيسي علي الساحة العراقية لأنها كانتتعد الرجال للمنازلة منذ زمن بعيد.

قيادة القاعدة في اليمن
كانتالقاعدة في اليمن تتخذ من القيادة المركزية للتنظيم قيادة موحدة حتى تم اختيار أبوعلي الحارثي -42 عاما- أول قيادة محلية لفرع القاعدة، وكان اهتمام القيادة المركزيةتأسيس ركائز تمهد لانتقال الشيخ أسامة الشيخ أسامة بن لادن الشيخ أسامة بن لادنلليمن ، ولكن الحادي عشر من سبتمبر 2001 عجلت بمقتل القيادة المحلية وتفكيك خلاياالتنظيم قتلا واعتقالا مابين العام 2002-2006) واقتصرت اهتمامات القاعدة في اليمنبعد ذلك على متابعة الجبهات الساخنة في العراق وأفغانستان والصومال وغيرها، ونشرالأفكار والأخبار والمواد الإعلامية المتعلقة بتلك الجبهات، وإبقاء اليمن محطةانتقال وإمداد بشري لتلك الجبهات من مختلف مناطق العالم.
مثل الثالث من فبراير2006 تاريخا جديدا على الساحة اليمنية والإقليمية للقاعدة؛ حين سجل ثلاثة وعشرونمشتبها بالإرهاب -بينهم قياديون في تنظيم القاعدة- هروبا من أهم سجن للأمن السياسيفي اليمن، وأعاد تجميع خلاياه تحت قيادة جديدة تمت مبايعتها في السجن (أبو بصيرناصر عبد الكريم الوحيشي-33 عاما- أمير التنظيم الجديد) وتمت عملية الهروب عبر حفرنفق (طوله 45 متر، وعمقه خمسة أمتار، في من أقل شهرين).
أقامت القيادة الجديدةبعد استقرارها خارج السجن- معسكرات تدريب، وبدأت مد خطوط الاتصال مع جميع الفروعللقاعدة في العالم بما فيها القيادة المركزية في أفغانستان، وتوافدت عناصر تبايعالإمارة الجديدة في اليمن بعد تزكية التنظيم الأم لها في خطاب للرجل الثاني فيالقاعدة أيمن الظواهري نوفمبر 2008.واهتمت الإمارة الجديدة بالانتشار الأفقي فيأوساط المجتمع اليمني، ونفذت عمليات قليلة في ثلاث سنوات (أربع عمليات) أبرزهااقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء سبتمبر 2008، واغتيال قيادات أمنيه هامة فيمكافحة الإرهاب.

النشاط الإعلامي للقاعدة في اليمن
أولتالقيادة الجديدة اهتماما بالجانب الدعائي والإعلامي فأنشأت مؤسسة إعلامية بإمكاناتمتطورة أنتجت مواد فلميه دعائية، وصوتيه، ومجلة دورية (صدى الملاحم) ومطبوعات وكتبوبيانات وبلاغات تتابع موقفها من مجريات الساحة في المنطقة، وانتظمت في إصداراتهاالتحريضية وتوثيق أعمالها الميدانية والتدريبية.
ووصلت الإمارة الجديدةبالتنظيم إلى المستوى الإقليمي، وكانت أهم خطوة إعادة التنظيم على مستوى شبةالجزيرة العربية بعد توافد شباب التنظيم من السعودية ونجاحهم في الالتحاق بفرعاليمن الذي تحول بعد ذلك إلى مقر للقيادة الإقليمية الجديدة.
تزايدت إصداراتالقاعدة في شبه الجزيرة العربية بحسب السنوات، فأصدرت فلما واحدا في العام 2007(بدر اليمن 1و2؛ يحكي عن محاولة ضرب منشآت نفطية في اليمن) وشريطين صوتيين للأميرأبو بصير (وعد صادق) وللمسؤول العسكري أبو هريرة الصنعاني ( فرية التفاوض معالحكومة).
وشهد العام 2008 ولادة مؤسسة الملاحم الإعلامية التابعة للتنظيمدشنت باكورة إصداراتها بالمجلة الدورية (صدى الملاحم) وفيلما واحدا صدر بمناسبةالذكرى الثانية لهروبهم من السجن بعنوان (غونتانامو اليمن؛ يحكي قصة السجوناليمنية) كما صدر أواخر ذلك العام شريطا صوتيا لندوة فكرية يبرر فيها الهجوم علىالسفارة الأمريكية في صنعاء سبتمبر ذلك العام.
وكان لعام 2009 النصيب الأوفرمن الإصدارات الفلمية، والمطبوعات؛ فاستفتح بالفيلم الذي يجمع القيادة الجديدة بعدالاندماج للتنظيم في اليمن والسعودية لأول مرة في إصدار مرئي واحد بعنوان (هنا نبدأوفي الأقصى نلتقي) تلاه الفيلم الوثائقي (القصاص العادل ؛ حوى توثيق اغتيال قياداتأمنية محلية في مكافحة الإرهاب) وسلسلة فلمية بعنوان (فزت ورب الكعبة -1- ؛ تضمنوصايا منفذي عملية استهداف الكوريين الجنوبيين في اليمن) وفيلم (غزوة الفرقان؛ يكشفلأول مرة بعدسة القاعدة الهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء ووصايا المنفذين) وفيلم (معركة مآرب؛ التي اشتبكت فيها وحدات من الحرس الجمهوري مطلع أغسطس الماضي معالقاعدة في محافظة مآرب-170 كلم شمال شرق صنعاء(.
كما أصدرت عشرة أعداد منمجلتها الدورية –تصدر كل شهرين قمريين- صدى الملاحم، وتفننت في مواضيعها وطرحها،وإخراجها من الناحية الفنية، وأصدرت كتابين؛ الأول يقرر عدم شرعية النظام ومرتكزاتهبعنوان (كسر طاغوت اليمن ونظامه الديمقراطي) والثاني دراسة بعنوان (القول الصراح فيحكم استهداف السياح(.
وأصدرت شريطا صوتيا لأمير التنظيم أبو بصير يعلن موقفهفي قضية سياسية محلية، الحراك الجنوبي في اليمن، معلنا دعمه للمتظاهرين والرافضينلنظام صنعاء الظالم (…) دون الدعوة إلى شمال أو جنوب فالكل في دين الله سواءبحسب ما ورد في الكلمة الصوتية التي حملت عنوان (إلى أهلنا في الجنوب(.
وقدحقق موقف القاعدة من قضية الجنوب اختراقا نفسيا لدى أبناء المناطق الجنوبية تمكنتالقاعدة بعدها من التحرك والتجنيد في أوساطها، ومن نشر رسالتها الإعلاميةوالدعائية، عزز من ذلك موقف أكبر قيادي في الحراك الجنوبي (طارق الفضلي) حين صرحأنه “من يقف معنا نقف معه” تعليقا له على تصريحات أمير القاعدة في شبه الجزيرةالعربية.
ونجحت المؤسسة الإعلامية للقاعدة في خلق علاقة انسجام مع الصحافةوالإعلام المحلي الأهلي الحزبي والمستقل، وأجرت حوارا صحفيا مع أمير التنظيم هوالأول من نوعه كان يحمل طابع الخطاب السياسي مما وسع من انتشار سمعتها، وأتاح للرأيالعام والنخبة من مناقشتها والحوار معها.

أهم العمليات التي قام بهاتنظيم القاعدة في اليمن:
تفجير المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول) ، في 12تشرين الأول- أكتوبر عام 2000 في ميناء عدن، وهي أول عملية تفجير قام بها تنظيمالقاعدة في اليمن، وأدت إلى مقتل 17 بحاراً أمريكيا، وإصابة 28 آخرين، وتعطيلالمدمرة
وربما يكون الاستهداف الأبرز للقاعدة ضد أهداف أمريكية في اليمن، خلالالعشر سنوات الماضية، هو عملية التفجير الفاشلة، لطائرة الركاب المدنية الأمريكيةالتي قام بها الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب فوق مدينة ديترويت.
استهداف السفارة الأمريكية في صنعاء، في 17 أيلول- سبتمبر عام 2008، بهجومينانتحاريين بسيارتين مفخختين، باتجاه البوابة الجنوبية للسفارة، وأدى ذلك إلى نشوبحريق كثيف فيها، ومقتل 6 من منفذين الهجوم من عناصر القاعدة، واستشهاد 6 من أمنالسفارة الأمريكية اليمنيين، وجرح 3 آخرين، ومصرع ثلاثة مواطنين يمنيين، وامرأةكورية جنوبية.
محاولة اغتيال للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعوديمن قبل أحد عناصر القاعدة القادمين من اليمن وهو عبد الله عسيري.
الهجوم علىمصافي النفط:
في أواخر مايو 2008 أعلنت “كتائب جند اليمن” مسئوليتها عن هجوماستهدف مصفاة عدن جنوبي البلاد. وأكدت الكتائب، في بيان نُشر على موقع إسلامي علىشبكة الإنترنت، أن “سرية من كتيبة القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه، قامت بقصفمصافي عدن بمديرية البريقة محافظة عدن بثلاث قذائف هاون” في يوم الجمعة 30 مايو2008.
وفي 25 يونيو 2008م أعلنت “كتائب جند اليمن”، التابعة لتنظيم “القاعدةمسئوليتها عن هجوم صاروخي استهدف مصافي النفط حي قامت بإطلاق “ثلاثة صواريخ كاتيوشاعلى مصفاة صافر في محافظة مأرب
تباين الآراء حول حقيقة وجود تنظيمالقاعدة في اليمن
1. أن “تنظيم القاعدة في اليمن ظاهرة إعلامية أكثر منهظاهرة واقعية”. وهو رأي يتبناه الكاتب والصحافي اليمني المتخصص في شؤون القاعدةنبيل البكيري.
ويرى عبد الوهاب الآنسي الأمين العام لحزب “التجمع اليمنيللإصلاح”أن الضجة حول الإرهاب في اليمن لا تمثل الواقع وإنما لديها مقاصد أخرىستتضح في المستقبل القريب، موضحا أن غلق السفارات مثلا يأتي ضمن مخطط تصعيدي بدأبالضجة الإعلامية حول “القاعدة” مرورا بالمؤتمر الدولي الذي سيعقد في لندن في نهايةالشهر الحالي وصولا إلى إغلاق السفارات.
2.
هناك اعتقاد على نطاق واسع بأننفوذ القاعدة قد تعاظم في اليمن في السنوات الأخيرة”. وهو رأي يتبناه الباحثالأردني في قضايا الإرهاب محمد أبو رمان الذي يرى أن أن الفترة الأخيرة شهدت صعوداحقيقيا لتنظيم القاعدة في اليمن”. ويضيف أبو رمان بأن “صعود القاعدة في اليمن ليسمحليا فحسب، بل هو إقليمي، بمعنى أن نفوذها يتجاوز اليمن لينتقل إلى دول الجوار“. ويتفق أبو رمان مع الباحث الألماني شتاينبرغ في أن “قوة القاعدة في اليمن تعود لضعفالحكومة اليمنية وانهماكها في صراعات مع الحوثيين في الشمال والانفصاليين فيالجنوب”، إلا أنه يضيف عاملا آخر ساهم في تعزيز قوة هذا التنظيم الإرهابي هناك وهوانتقال مركز القاعدة الإقليمي من العراق إلى اليمن”. فقاعدة العراق، برأي الباحثالأردني، كانت في فترة من الفترات “تستحوذ على الاهتمام الإعلامي وتتولى تنفيذ خططالقاعدة العالمية، أما الآن فإن تنظيم اليمن يقوم بهذا الدور”. وما اعتراف قاعدةاليمن بمسؤوليتها عن محاولة تفجير طائرة ديترويت الأمريكية برأيه إلا تعبيرا عن أنهذا التنظيم “قد انتقل من الإطار المحلي إلى الإطارين الإقليمي والعالمي”.ويشدد أبورمان على أن “قيادة القاعدة العالمية ستبقى في أفغانستان وباكستان، وأن قوتهاالأساسية تتعاظم في آسيا الوسطى، فإن ذلك لا يمنع من صعود القاعدة في مناطق أخرى،وذلك في إشارة إلى اليمن. ويضيف بأن “خطورة التنظيم اليمني تكمنأيضا في سهولةتواصله مع فروع القاعدة الصاعدة في الصومال ودول المغرب العربي وفي القارةالإفريقية عموما“.
3.
إلا أن للباحث الألماني في قضايا الإرهاب غيدو شتاينبرغرأيا آخر، فحركة شباب المجاهدين “ليست تنظيم القاعدة ولا فرعها فيالصومال“.
ويشرح شتاينبرغ وجهة نظره لدويتشه فيله بالقول “إن حركة الشباب حركةجهادية وليست جزءا من القاعدة، وعلينا أن نفرق بين الحركة الجهادية في العالم وبينتنظيم القاعدة الإرهابي”. ويؤكد شتاينبرغ على أن هناك “علاقات قوية بين تنظيمالقاعدة في اليمن وبين القاعدة في أفغانستان وباكستان لكن الأمر يختلف بالنسبةلحركة الشباب المجاهدين الصومالية”. وبدوره يرفض الباحث اليمني نبيل البكيري أيضااعتبار هذه الحركة جزءا من القاعدة ويقول لدويتشه فيله “صحيح أن الشباب المجاهدينيتفقون فكريا مع القاعدة، إلا أنهم لا ينتمون تنظيميا وحركيا إليه“.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.