العلاقات الرضائية…المغرب الى اين ؟

  • بتاريخ : 17 مايو، 2024 - 17:30
  • الزيارات : 40
  • محمد متوكل – ريحانة برس

    اجرى الدكتور حسن الكتاني المعروف بالانتساب الى عائلة علمية كبيرة (ال الكتاني)، والحافظ لأزيد من 4000 حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذو التوجه السلفي الجهادي قبل اعتقاله على خلفية أحداث 16 ماي 2003

    والتي اعتقل على اثرها هو والشيخ (محمد الفيزازي) و(محمد عبد الوهاب رفيقي) و(عمر الحدوشي)، واخرون باعتبارهم المسؤولين المعنويين عن الاحداث (حسب تعبير بعض الجهات النافذة في البلاد) لما كانوا ينشرونه من مقالات واشرطة وكتب تتحدث عن الجهاد والكفر بالعملية الديمقراطية وتحريم السياسة وتجريم الانتخابات ولعن البرلمان مقابل الحديث عن الشورى والدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية وأجرأة الحدود ونبذ القوانين الوضعية والاحتكام الى نصوص القران الكريم والسنة النبوية الطاهرة الشيء الذي حدا بالمسؤولين والقائمين على زمام التسيير في البلاد (حكومة الاحرار بقيادة الملياردير عزيز اخنوش)، الى اعتقال هؤلاء جملة وتفصيلا والحكم عليهم بأزيد من 20 سنة نافذة، مع التحقيق المطول والشامل معهم على خلفية هذه الاحداث الدامية التي قتلت عددا من الأبرياء ظلما وعدوانا.

    أجرى الشيخ والدكتور حسن الكتاني حوارا مع الناشط الفايسبوكي والجمعوي والشاب المثير للجدل في ماقع التواصل الاجتماعي الياس الخريسي (الرابور) السابق والتائب الى الله ودخوله ميدان العمل الخيري وصاحب النقاش الدائر في وسائل التواصل الاجتماعي والمتعلق بعدم الزواج من المرأة الموظفة مع ما خلف هذا النقاش من اخذ ورد مع شيء من التسطيح والتبسيط وخاصة من قبل بعض التيارات النسوانجية والعلمانية، والذي تطرق في هذا الحوار رفقة الشيح الى مجموعة من القضايا والمواضيع ابرزها قضية العلاقات الرضائية وكيف تحول المسمى محمد عبد الوهاب رفيقي 180 درجة او قل 360 درجة ماوية حيث انتقل الرجل حسب شهادة الدكتور حسن الكتاني نفسه وحسب شهادات عدد من المتتبعين المنصفين والمحللين الواقعيين الى ان الرجل انتقل من تيار السلفية الجهادية بعد ان تبناها كاملة رغم مساوئها وانتقل الى العلمانية الشاملة رغم عيوبها ومثالبها ومساوئها واخطارها على الفرد والمجتمع.

    حيث انسلخ الرجل من جبة شخص يدافع على الدين والإسلام والقيم الفاضلة والعادات الإيجابية والتقاليد المرعية والأخلاق الفاضلة الى جبة رجل يحارب كل شيء يمت الى الإسلام بصلة، فانكر عذاب القبر وقال بعدم صلاحية القران الكريم لهذا العصر وقال في الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله المستشرقون والكفار أصلا وانكر جزءا كبيرا من السنة النبوية الشريفة، ودخل في حرب مع القيم والفضائل واتبع سبل العلمانيين وجحورهم التي دخلوها من قبله واصبح المطلوب رقم واحد في الندوات والمحاضرات واللقاءات والأنشطة التي تروج لها بعض الأطراف العلمانية التي تريد سلخ المجتمع المغربي عن هويته، واقصائه وتهميشه عن دينه وإلغاء كل شيء يقربه الى الله تعالى ويمكنه من الالتزام الصحيح والتدين الملتزم، فكان لا بد من هذا الذي ربما باع دينه بدنياه مقابل دريهمات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع وانخرط في سلك (خالف تعرف)، والذي قاده الى تقلده منصب مستشار لدى وزير العدل هذا الاخير و منذ التحاقه بالوزارة والمشاكل لا تكاد تنفك عنه، وعوض ان يقوم بحل هذه المشاكل ومعالجتها جلس يوزع الكلام على عواهنه من قبيل خزعبلات (التقاشر) و (ولدي تايقرا فكندا وباه لباس عليه وعندو جوج ديبلومات) وغير ذلك من الخزعبلات.

     

    ان تعيين المسمى محمد عبد الوهاب رفيقي مستشارا لدى وزير العدل محمد وهبي صاحب فضيحة المحاماة الشهيرة والتي استطاعت ان تضمن النجاح لأفراد عائلته وعائلة بعض المحظوظين والناس (الالبة) الذي زادهم وهبي (العلف في ضهر المعلوف)، جاء من اجل الانخراط في النقاش العمومي الذي اطلقه الوزير ومعاونه رفيقي ومحمد عصيد وثلة من العلمانيين الذين لا تروقهم التشريعات الربانية من اجل التقنين والتشريع للفضيحة المسماة ب (العلاقات الرضائية) او الزنا بصريح العبارة والخدنية والشذوذ الجنسي، وهي بكل بساطة نزع الصفة الاجرامية على العلاقات الجنسية وعلى سبيل المثال لا الحصر اذا ما وجد احدنا رجلا مع زوجته او بنته او عمته او خالته اوجدته او ابنة عمه او ابنة خاله او ابنة عمته او ابنة خالته او قريبة منه في علاقة جنسية حميمية مع شخص ما وفي البيت (كمان)، فليس له الحق في الكلام ولا في التبليغ ولا في شيء “يكمدها ويسكت”، الشيء الذي سيحول المغاربة الى كثلة من الأحقاد والاضغان وفقدان الغيرة والضرب في أعماق الكرامة واخصاء الرجولة وبالتالي التأسيس لمجتمع خدني فاسد زان فاسق لا يبقى الا ان تتدخل السنن الربانية لتقول كلمتها في الموضوع.

     

    هذا الموضوع المطروح الان على مكتب وزير العدل وبتعاون مع مستشاريه وخاصة محمد عبد الوهاب رفيقي وبمساندة اطرف علمانية أخرى وجمعيات نسوانية او قل جمعيات “نسونجية” سيثير الكثير من القيل والقال وسيغير من طبيعة العلاقات بين الافراد والمجتمع وسيدخل الباد نحو المجهول لا قدر الله خاصة وان ما بقي للمسلمين خاصة في بلادنا الحبيبة ليس بالشيء الكثير مثل مدونة الأحوال الشخصية سابقا والمسماة بمدونة الاسرة حاليا على الرغم من الاعطاب التي تعتريها لكن تبقى احد اهم الوثائق الدستورية التي تشم فيها رائحة الإسلام وهذا ما يحاول العلمانيون والاقصائيون والاستئصاليون العمل على طمسه وتحريفه والعبث به لأنه يتعلق أساسا بالأسرة التي يريدون القضاء عليها وبناء مجتمع مخنث و”مبنث” وزان وفاسق ولا يقيم لحرمة الدين والأخلاق حرمة ولا وزنا.

     

    اننا بفتحنا لهذه النافذة المتعلقة بحرمة الاسرة وإلغاء الطابع التجريمي على من ينتهك حرمتها والعمل على تغريب القوانين والسعي نحو مجتمع مفكك ومتهاوي من شانه ان يقضي على عنصري الدين والتدين في المجتمع لكن ليس من شانه ان يقضي على الإسلام كمنظومة شاملة متكاملة، لان لهذا الأخير رب يحميه، قال تعالى “انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون”، ولقد سبق هؤلاء العلمانيين والمتياسرين والاستئصاليين والنسوانجيين في نفس السياق التهديمي والتخريبي والتمييعي فطاحلة في التغريب وجهابذة في الاستشراق وعباقرة في الإساءة الى الدين والتدين من قبيل (محمد اركون) و(نصر الدين دينيه) و(محمد اسد) و(عبد الواحد يحي غيون) و(مراد هوفمان) و(محمد عصيد) و(رشيد ايلال)، والان التحق بهم (محمد الفايد)، لكنهم لم يفلحوا في زعزعة الإسلام قيد انملة ولا الإسلام أصلا شعر بهم لأنه في الأخير ظهرت الحقيقة وبزغ شمس الحق حتى ان منهم من اسلم وعرف الحقيقة وتاب ورجع الى صراط الله المستقيم ومنهم من بقي يحارب طواحين الهواء ويجتر بعض الكلمات المتهالكة والمتصدعة والتي فقدت رنينها وخفث بريقها ويستعمل بعض القواميس والمصطلحات لإثارة الانتباه وسلك قاعدة “خالف تعرف” لكنهم في الحقيقة هم لم يمسوا شعرة من الإسلام الذي لا يزيد الا شموخا ورسوخا وعزة والدليل كم حارب هؤلاء الإسلام وكم حرقوا من مصاحف ورسموا صورة مشوهة لنبي الرحمة محمد عليه افضل الصلاة وازكى السلام لكنهم كأنهم ما فعلوا شيئا، وكأنهم القوا بصخرة صغيرة في بحر لجي لا يكاد يشعر بهم بل منهم من اكتشف الحقيقة وعاد الى الله تائبا منيبا ومسلما وحمل على عاتقه الدعوة الى الإسلام والتبشير به بعد ان كان يحاربه.

     

    ان العبث بالقانون الجنائي ومدونة الاسرة ومحاولة إصلاحها كما يزعم وهبي “الفضائح” ورفيقي “المنزلق” الى الهاوية لا يمكن ان يؤدي الا الى الطريق المسدود في ظل الصحوة الإسلامية التي “عاقت” بمخططات هؤلاء المندسين وتعمل جاهدة من اجل التصدي لهم، “واخا يصدروا الف قانون”، مادام ذاك القانون يخالف الدين والعادات والتقاليد، فلن يمر ولو على أجساد وارواح المغاربة المتمسكين بشعارهم الخالد الله المقدس والوطن للجميع والملك المواطن والخادم لمصالح الوطن والمواطنين.

     

    كفانا اذن من العبث بدين ومقدسات المغاربة المسلمين والمتشبتين بقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وعوض ان تلعبوا على الاوتار الحساسة والمشترك المغربي الذي لا يقبل القسمة على اثنين، اذهبوا وحسنوا أوضاع المغاربة من حيث المعيش اليومي، واجلبوا الاستثمارات، وشغلوا الشباب العاطل وقاوموا الفقر والمجاعة، واشتغلوا بشفافية ومصداقية، وادعموا الفقراء والمحتاجين، وسهلوا الحصول على لقمة العيش، في ظل ما يعيشه المغاربة من غلاء فاحش على جميع الأصعدة والمستويات، وعضدوا اقتصاد البلاد، وازرعوا عناصر المحبة والالفة بين الناس.

     

    هذه في نظري المتواضع هي الرهانات الحقيقية التي يجب على وهبي ورفيقي ومن على شاكلته ان يشتغلوا عليها ويتركوا الدين لله فان الله كافله ومتكفل به وعلى الله الثكلان، اما تحوير النقاش وتجزيئه واشغال المغاربة بغير ما هم مهتمين به أصلا فهو العبث بل هو العبث بعينه.