ريحانة برس- محمد عبيد
أصبحت الضيافة الإقليمية أكثر من أي وقت مضى شرطا أساسيا للجاذبية الإقليمية في المغرب.. ويلعب المواطن المغربي أربعة أدوار على الأقل في الجاذبية الإقليمية.. إنه هدف مباشر، وحجة تعزيز الإقليم وضمان الأمن للمستثمرين والسياح، وشريك في بناء عملية الجاذبية وأخيرا سفير ومدافع متحمس يمكنه التأثير بسهولة على قرار الأهداف الأخرى.
إن الاهتمام بجاذبية المغرب دون الأخذ في الاعتبار حسن ضيافته الإقليمية سيكون بمثابة مشاهدة قمع يمتلئ.
ويمكن القول بأن الجدل حول مفهوم الضيافة لا يعود تاريخه إلى اليوم، بل بدأ مع تاريخ السفر وفرضه اليونانيون والأديان… منذ القرن الماضي، استحوذت على اهتمام الباحثين من مختلف التخصصات: الفلاسفة، المؤرخون، علماء الاجتماع، علماء الأنثروبولوجيا، علماء الأدب، صناع القرار السياحي، ومؤخرا صناع القرار الإقليمي.
{}الهدف الرئيسي من هذا المقال هو الإجابة على الأسئلة التالية:
*ماذا نعني بالضيافة الإقليمية؟
*ما الرابط بين حسن الضيافة والجاذبية؟ *هل يمكن أن تكون أداة للجاذبية الإقليمية؟
✓ محاولة تعريف الضيافة الإقليمية:
إذا كنا نعتبر تقليديًا أن الضيافة يتم تقديمها في مكان إقامة الفرد الداعي، فيجب علينا توسيع مفهوم المنزل ليشمل القرية والمدينة والمنطقة والبلد… ولذلك فإن جميع أفراد المجتمع، وجميع المقيمين، هم الذين يجب أن يمارسوا الضيافة، وبالتالي يجب أن تكون المنطقة نفسها مضيافة، ويجب أن تكون الضيافة هي ضيافة المقيم والسائح والشركات.
فإن الضيافة في المغرب تستمد أصولها من التقاليد الاجتماعية، والقيم الدينية بالمعاملة الحسنة والترحيب من باب البيت وتيسير الاقامة به، وحسن النظرة وتقريب الحاجة.
✓ مدلول الضيافة لدى المغاربة:
الضيافة المنزلية على المستوى الاجتماعي، تختلف باختلاف الضيف والحاجة الماسة الى متطلبات استقباله والتعامل معه من وقت اقامته، ومن تم تكون الضيافة عند الانسان المغربي، تربية وخلقا، خاص بالضيف من البيت وموروث عمراني تجري به التقاليد الاجتماعية المعمول بها من الدين والحياة الأسرية.
من مجريات الحديث على الضيافة من ألسِنة المغاربة، قولتهم المأثورة: “ضيافة النبي ثلاثة أيام”، وهو ما يجري به العمل في عصرنا وعلى نحو من الرسميات وضيافة الدولة، التي تخص الضيف بقصر الضيافة.
وهذا يعني أن الضيافة بالمجموعة الدولية اصبحت ذات شأن دولي، تتولاها شركات سياحية مختصة في تنظيم المؤتمرات والملتقيات الدولية، والندوات الاقليمية، والمهرجانات الفنية والرياضية، حيث اصبحت خدمة عالمية اكتسحت مجال المنافسة الدولية.
في الواقع، حق و/أو التزام الضيافة ملك للجميع وهو شأن الجميع.
إرسال تعليق