عبد الفتاح الحيداوي – المتتبع لسياسة قادة البوليساريو في إدارة صراع الصحراءالغربية يدرك تماما سيطرة العقلية المتخلفة لرموز البوليساريو في قراءة الأحداث
عبد الفتاح الحيداوي – المتتبع لسياسة قادة البوليساريو في إدارة صراع الصحراءالغربية يدرك تماما سيطرة العقلية المتخلفة لرموز البوليساريو في قراءة الأحداث المستجدة عالميا وإقليميا وحتى على المستوى الداخلي للجبهة.فبعد الإحباط الشعبي العام وفقدان الثقة بمؤهلات قادة البوليساريو في أحداث التغيير السياسي الذي تتطلع له القاعدة الشعبية طوال سنين من الركود توالتالكوارث والإخفاقات السياسية بدءا من انتهاج محمد عبد العزيز لسياسة إشراك المرأة في المهام الحكومية والمجالس النيابية بعد المؤتمر الأخير و تدفق التحاقات مسؤولين كبار بالمملكة المغربية زيادة إلى طول انتظار تطبيق مسلسل الاستفتاء وماجر من تداعيات سلبية كالبطالة و انتشار تهريب المخدراتو الهجرة إلى اسبانيا.في خضم هذه الأحداث تعرف مخيمات اللاجئين صحوة إسلامية بارزة تحمل فيطياتها مشروعا سياسيا قويا يسبب للبوليساريو إحراجا خصوصا وان طرحه السياسي يلقى تأييدا جماهيريا عريضا يتمثل في فضح قادة البوليساريو كرموز للفساد واللامسؤولية والعمالة للجزائر وتضييع ثوابت القضية من خلال انسياق
وراء مؤامرة وقف إطلاق وقف النار وإضعاف الجيش الصحراوي و إخراجه منالصراع.
بالإضافة إلى تركيز هذا التيار الإسلامي في خطاباته إلىضرورة نهج البديلللبوليساريو المتمثل في تبني فلسفة الجهاد ضد العدو المغربي وحشد الطاقات في مخيمات اللاجئين والمناطق المحتلة لنشر عقيدة الجهاد كفريضة إلهية لرد الحقوق ورفع المظالم و فضح القوانين الدولية الجائرة ومخططاتها الخبيثة ضد هذا الشعب المسلم.هذا التيار الجهادي المتجدر في مخيمات اللاجئين أصبح يسبب للبوليساريو والجزائر قلقا دائما خصوصا بعد اعتراف قادة البوليساريو في مهرجانات شعبية انخراط عدد من الشباب الصحراوي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي و مشاركته في عمليات عسكرية ضد الجزائر وموريتانيا ومالي.مما دفع بالمخابرات الجزائرية إلى وضع مخطط امني بمشاركة البوليساريولمحاربة هذا التيار داخل مخيمات اللاجئين بدءا بعقد ندوات شارك فيها دعاة محسوبين على الحكومة الجزائرية لتحذير القاعدة الشعبية والنواحي العسكرية من خطورة هذا النهج وتعارضه مع المصالح الوطنية وأمن الدولة الجزائرية.وانتهاء بحملة إعلامية يقودها أعضاء الأمانة الوطنية للبوليساريو والحكومة بعزمها تسليم المنتسبين للتيار الجهادي إلى المخابرات الجزائرية بالقوة.من خلال هذه المعطيات السياسية والأمنية يبدو أن جبهة البوليساريو مقبلةعلى وضع غير مريح داخليا سينعكس على موقفها التفاوضي من المغرب وأن أي خلخلة للوضع الأمني الداخلي والتضييق على نشاط التيار الجهادي يعني دفعه للمواجهة و الظهور مما يعني دخول القاعدة على الخط مباشرة وهي التي لا يفصلها مع المخيمات إلا كيلومترات معدودة وقد سبق لهذا التنظيم أن بث خلايا نشطت بشكل مكثف في مخيمات اللاجئين مما حدا بالبوليساريو إلى اختطاف عناصر تم تسليمها إلى المخابرات الجزائرية السنة الماضية وخلاصة المحصلة أن جبهة البوليساريو وجدت نفسها مدفوعة من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية إلى مشاركتها في حربها على التيار الجهادي وتنظيم القاعدة في المنطقة وهو ما سيفتح على البوليساريو باب صراع مع السلفية الجهادية كغيرها من أنظمة المنطقة فهل سيكون هذا الصراع بداية ريح تغيير يقلب معادلة الصراع التقليدي في الصحراء الغربية.؟
إرسال تعليق