الشبيبة الإسلامية تتهم النظام والعدالة والتنمية بخلق الاحتراب الداخلي والخط الرسالي بالتحريض على الطائفية ضد الشيعة بالمغرب
بهذا العنوان حددت الحركة الإسلامية الأم بالمغرب ( الشبيبة الإسلامية) قراءتها لدخول حركة التوحيد والإصلاح على خط المواجهة مع الشيعة المغاربة، وقد أرجعت
الشبيبة الإسلامية
بهذا العنوان حددت الحركة الإسلامية الأم بالمغرب ( الشبيبة الإسلامية) قراءتها لدخول حركة التوحيد والإصلاح على خط المواجهة مع الشيعة المغاربة، وقد أرجعت القراءة أسباب المرونة الضئيلة في تعاطي الدولة مع مؤسسة الخط الرسالي إلى الحرص على تليين الموقف من القوة الإيرانية الصاعدة في المنطقة وأيضا لجلب الدعم الخليجي بتخويف دول الخليج من التقارب المغربي الإيراني حيث جاء في القراءة( الانفتاح الضئيل الذي أبداه النظام المغربي نحو الشيعة المغاربة كان لهدفين أولهما تليين علاقاته مع الجمهورية الإسلامية في إيران، لما قد يكون لها مستقبلا من نفوذ وتأثير على الساحة العالمية والمنطقة العربية، وثانيهما ابتزاز السعودية ودول الخليج النفطية ماليا وسياسيا، والتلويح لها بامكانية التحالف مع إيران إذا لم تستجب للابتزاز) .
واعتبرت الشبيبة الإسلامية أن هذا الانفتاح الأمني له محاذير سياسية لدى الدولة التي لا تحرص على ترسيم الوجود الشيعي بالمغرب قائلة ( إلا أن لهذا الانفتاح سلبياته السياسية بما يؤدي إليه من ترسيم علني لوجود التيار الشيعي بالمغرب وإضفاء الشرعية القانونية والفقهية عليه وهو ما لا يُرْغب به) .
من هذا المنطلق ونظرا للتناقض الحاصل بين الانفتاح الأمني والتحفظ السياسي على ملف الشيعة المغاربة فإن السلطة لجأت إلى أدواتها الطيعة ومنها ( حزب العدالة والتنمية وجناحه الدعوي : حركة التوحيد والإصلاح ) إذ جاء في القراءة (لذلك أوعز النظام المغربي إلى أداته الطيعة المعدة لمثل هذه الأعمال – حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي “حركة التوحيد والإصلاح” – بقرع طبول الحرب ضد المواطنين الشيعة وعقد ندوة للتشهير بمعتقداتهم ومحاولة محاصرتهم، نيابة عن الأجهزة الأمنية) .
وختمت حركة الشبيبة الإسلامية تخوفها من الدور المشبوه الذي تقوم به حركة التوحيد والإصلاح والذي سيقود البلاد إلى احتراب داخلي (هذه الخطوة من حركة التوحيد والإصلاح إن تمت تعد تدشينا رسميا لمرحلة من الاحتراب الداخلي وقى الله الوطن شرها.
قراءة الخط الرسالي في مضامين ندوة الرباط للتوحيد والاصلاح
انعقدت ندوة لحركة التوحيد والإصلاح أمس بالرباط والتي خصصتها للحديث عن خطر التشيع على المغرب وسبل الوقاية منه،وقد صرح أمس مصدر مسؤول لم يقبل الكشف عن اسمه لموقع ( هيسبريس) بأن ندوتهم (علمية) ولا تستهدف جهة ما ! وقد تأملنا جيدا في مضامين تلك الندوة فلم نجد فيها ما يشير من قريب أو بعيد لأي محتوى علمي ، إذ حضر الهرج والمرج و التحريض والتحذيرو التكفير وغاب عنها العلم والعلماء وأصول الحوار وأخلاقيات الاختلاف وروح المواطنة .
لقد ادعى محمد بولوز القيادي في حركة التوحيد والإصلاح أن الندوة ( لم يتيسر أمرها إلا بهياط ومياط بعدما مزقوا (قصده الشيعة المغاربة) اللافتات وضغطوا على السلطات لمنع هذا النشاط )، وإننا نحمله مسؤولية هذا الاتهام للشيعة المغاربة بهذا الفعل ونطالبه بأن يكشف للجهات الأمنية عن أدلة اتهامه تلك لهم وإلا فإنه يمارس التشهير والقذف بحق مواطنين يختلفون معه في المذهب،بل إننا نتوجه له بالسؤال عن سبب تغيير مكان عقد الندوة وعدم الإشارة إلى ذلك في صفحات الحركة على الفيسبوك والموقع الرسمي حيث تحول الإعلان الوحيد إلى الأرشيف ولم يتم التذكير به لاحقا ، بل إن بعض أتباع الحركة روجوا إشاعات كاذبة مفادها أن الندوة قد ألغيت خشية مشاركة من يحرضون الناس عليهم .
لقد أضاف بولوز أن “هدفنا هو التنبيه إلى ضرورة تحصين المجتمع من الاختراقات الخارجية”، وفي كلامه اتهام آخر بعمالة الشيعة المغاربة لإيران، ويبدو أن الرجل لا يفقه شيئا في القانون الجنائي، لأنه إن كان يمتلك أدلة على عمالة خارجية فعليه ألا يتستر على ذلك وإلا طاله العقاب القانوني للتستر وإما أن لا يمتلك أدلة فأيضا يمكن أن يطاله العقاب القانوني على القذف .
وانتقدَ بولوز الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدّة، قائلا “في ظلّ الهشاشة التي تضربُ عُمق المجتمع المغربي، ليس مستبعدا أن يستجيب أفراد المجتمع للتشيّع الذي له دولة ترعاه وتقوّيه وتستثمره لمصالحها”، واصفا التشيّع بـ”الوباء الحضاري الخطير”، وإننا نذكره بأن إيران هذه كانت إلى وقت غير بعيد موطن أعلام أهل السنة والجماعة، وكان التشيع يعم أهل المغرب بشهادة إمام أهل السنة في العقيدة الأشعري إذ قال في كتاب ( مقالات الإسلاميين):( والتشيع غالب على أهل قم وطنجة وهي بلاد إدريس بن إدريس والكوفة) وذلك في فصل تطرق فيه للإمامية، مما يعني أن التشيع في المغرب سابق تاريخيا التشيع الإيراني ..
كما نذكر بولوز أن صديق العرب وإسرائيل (الشاه) كان شيعيا كما هي بلاده، وهو من احتل الجزر الإماراتية، ولم يتحرك أحد للقول أن إيران الشيعية احتلت الجزر أو مارست دركي المنطقة، إلا أنكم بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران، اكتشفتم أن إيران شيعية وأن الجزر محتلة وأن أهل السنة في خطر!
وأضاف بولوز أن “الخطير فيهم هو التقيّة، فعندما يكونون ضعفاء يتمسْكنون، وحينما يتمكّنون يلجؤون إلى القتل والترهيب ” ، ونقول له أن هذه حجة واهية، تلجأون إليها عندما تعجزون عن مواجهة الفكر بالفكر، وكلما حشركم الخطاب الإسلامي والإنساني الراقي في الزاوية الضيقة اعتبرتموه (تقية) كي لا يطالبكم أحد بالرد عليه.
ومن جهة أخرى قال امحمد طلابي، الملحق بديوان رئيس حركة التوحيد والإصلاح وعضو مكتبها التنفيذي سابقا، “هذه الندوة ليستْ تحريضياً ضدّ أحد، بلْ ندوةً علميّة هدفُها الحثّ على ضمان استقرار الأمن العقدي والسياسي والاجتماعي في المغرب ودول المغرب الكبير وشمال غرب إفريقيا ” ، ومن حقنا أن نتساءل عن المرجعية الفكرية لأولئك الذين خرجوا من المغرب والتحقوا بساحات القتال في سورية والعراق و ليبيا ومالي والصومال حتى أصبح المغرب بلدا مصدرا للإرهاب ويحتل المرتبة الثالثة عربيا في هذا الإطار؟ ! كما نتساءل عن الجهات الدعوية التي أعلنت النفير وشجعت إعلاميا وماليا وسياسيا أولئك الشباب المغرر بهم على الإرهاب؟ثم سرعان ما قلبتم لهم ظهر المجن لما عرفتم أن الدولة عازمة على ضرب تلك الخلايا ومنع التحاقهم بتنظيمات الإرهاب الدولي .
وعن إيران، قال طلابي “نريد أن نظلّ أوفياء لنظامنا السياسي، ولوطننا، ولا نُريد ولاءات سياسية خارجَ وطننا، ولا أنْ ندين بولاء لدوْلة أخرى” ونقول له لا تزايد علينا في وطنيتنا وولائنا، فنحن واضحون في ولاءاتنا واختيارتنا ونشرنا ذلك في الميثاق الرسالي والورقة المذهبية ونعتبر أن الملك محمد السادس هو ملك كل المغاربة كما وصف نفسه بذلك، بل هو أمير كل المؤمنين في هذا الوطن، ونحسب أنفسنا من المؤمنين وإن كره التكفيرون، بل لا نحتاج لشهادة (حسن العقيدة) منكم أو من غيركم، لأن الله وحدة من سيحاسب ويعاقب بناء على معتقدات الناس .
وأشارَ طلابي إلى الحروب الطائفية الدائرة رحاها في عدد من البلدان العربية، قائلا “لابدّ لنا من إستراتيجية استباقية لحماية أوطاننا، حتّى لا نرى الرؤوس تُقطع بالآلاف في الرباط أو الجزائر أو نواكشوط أو القاهرة”… وهو كلام سليم إذ لابد من محاكمة المتسببين في الإرهاب وقد حددتهم لائحة الإمارات للشخصيات والمنظمات الإرهابية وكذا تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لسنة 2014 ،ويكفي أن يراجع المواطن المغربي ذلك ليعرف من هم الإرهابيون الحقيقيون والداعمون لهم في هذا البلد .
قال محمد بولوز إنّ كلّ قنوات الحوار مع الشيعة مُغلقة، “لأنّ اختلافنا معهم قائم على أنّهم يضربون في الأصول الكبرى وليس الاختلاف في الفروع”، وافقه طلابي بالقول “التقريبُ بيْن الشيعة والسنّة خُرافة، لكنْ يمكن أن نتعايش من أجْل بناء تكتّل إسلاميّ قوي له حضور في القيادة الحضارية للقرن الواحد والعشرين، فلَنَا نبيّ واحدٌ ووحْي واحد” ، ونحن نقول لهؤلاء إننا وإن كنا نؤمن بالحوار بين المذاهب الإسلامية غير أننا لا نؤمن بالحوار مع المتطرفين والتكفيريين، بل مع العقلاء والوسطيين فقط ، وهم حتما ليسوا أولئك المنظمين للندوة (الطائفية) بالرباط ..أما مسألة التعايش ، فهو ليس منحة، بل هو من حتميات الانتماء لهذا الوطن، الذي هو وطن الآباء والأجداد، ولسنا بحاجة لاعتراف من أحد لأننا فعلا موجودون والشمس لا تحجب بالغربال على كل حال.
طلابي في مقطع آخر رحّبَ بالحوار مع الشيعة المغاربة وقال “لا مانع من أنْ يأتوا ويُعبّروا عن رأيهم، ونعبّر نحن عن رأينا، فربّما تمّ التغريرُ بهم”، وهذا عين التناقض إذ رفض الحوار وأقر بالتعايش ثم عاد ليرحب بالحوار ..أما لو كان يعتبر الحوار هو من أجل أن يمارس طلابي وإخوانه دعوة الشيعة المغاربة للهداية السنية، فإنه وقع بذلك في تناقض آخر حيث اعتبر في مقطع آخر أن تسنين الشيعة جريمة بشعة ..
عادل رفوش المشرف العام لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث بدوره وافق امحمد طلابي، قائلا “نحن لا نخشى مناقشة الأفكار، ولكنّ المشكل في الشيعة هو أنّهم يتجنّبون مواجهة العلماء ويبثّون السموم في عقول الضعفاء والفقراء”، ونقول له: متى دعوتم الشيعة المغاربة لندوة حوارية وامتنعوا عن الحضور؟ ! وإننا نتحداكم أن تقيموا ندوات أخرى وتستضيفوا علماء الشيعة المغاربة ومثقفيهم ولتتركوا الجمهور يحكم بنفسه بعيدا عن منطق التعتيم والتدليس والإقصاء.
وحدّدَ رفوش عددا من أسس الوقاية من المدّ الشيعي في المغرب ” داعيا إلى توحيد مرجعيّة علماء المغرب، وإحياء دراسة العقيدة على منهاج السنّة والمنهاج السلفيّ، وإظهار تناقضات الشيعة، وبسْطها أمام الناس حتّى يكونوا على بيّنة من أمرهم “، ومن الواضح أن رفوش يعرض على الدولة الأشعرية المالكية الصوفية التزام المنهج السلفي الوهابي، وهذا يعد بحد ذاته تصريحا خطيرا يكشف نية هؤلاء تقويض الثوابت الدينية للمملكة واستبدالها بهوية دينية خليجية.
وأيّد رفوش ما ذهب إليه بولوز وطلابي من استحالة التقارب مع الشيعة، الذين وصفهم بـ”أهْل التكفير بامتياز”، ولا يمكن الرد على كلامه إلا بالمقولة ( رمتني بدائها وانسلت ) وزاد قائلا إن “على الناس أن يعرفوا أّنّ إيران تقْمعُ أهْل السنّة، وهذه الدولة لا تحرص على توأمة ولا على تقريب، فدعونا من الحديث عن التقريب، لأنّ الولاء الدائم للشيعة هو لإيران” ..وإننا لسنا في مقام الدفاع عن إيران فلها القدرة على الدفاع عن نفسها، بل إننا نستنكر الاتهام المتكرر للشيعة المغاربة بالولاء لإيران، فالشيعة المغاربة هم مغاربة وطنيون ملتزمون بقيادة الملك محمد السادس بل وبكونه أميرا للمؤمنين، ونعرف أنكم لا تجدون من رد سوى الاتهام ب (التقية) التي ألفناها وهي حجة العاجز وسبيل الضعيف.
ختاما، ردنا على هذه الندوات التحريضية على الشيعة المغاربة عموما والخط الرسالي خصوصا وآخرها (اجتماع دار الندوة) ليوم أمس الأحد 21 مارس 2015 ليس كلاما يطلق هنا أو شعارا يرفع هناك ، بل إجراءات عملية قام بها مناصرون لحرية المعتقد ولمنطق المواطنة وعدم التمييز على أساس العقيدة وهي :
أولا : الاستعداد العملي لتأسيس ( جمعية الخط الرسالي) ببروكسيل .
ثانيا : الاستعداد لإحالة شكايات بالمحرضين الطائفيين والمتعاونين معهم إلى منظمات حقوقية حكومية وغير حكومية ، بعد أن قمنا بعملية رصد وتوثيق لكل تلك الأعمال الطائفية المنبوذة إنسانيا .