ريحانة برس – كاتب لايحب الظهور
إقليم صفرو بمؤهلاته السياحية البادخة وحصيلته السياحية الصفرية هو لوحده دليل وعنوان عريض يراه المعمش في الظلمة، وشاهد على غياب أي سياسة حكومية سياحية أو رؤية محلية بالمغرب أو بالأحرى استراتيجية سياحية متكاملة ، عدى تلك اليافطات السمجة التي كنا نسمعها في الثمانينات :” عندنا الشمس وطباسل البابوش” أو”مرحبا بيكوم عندنا كسكسو ” .
ورغم ان الاقليم غني بمواقعه التاريخية والطبيعية من شلالات وبحيرات ومسالك طبيعية تكاد تكون عذراء، و مواقع أركيولوجية باعتبار أنه كان ملاذا للانسان النيوديرطان الذي انقرض قبل الانسان الهوموسبان ، ويحفل بصناعة تقليدية وطبخ وعادات وثرات وإلخ .. يبقى في ادنى المؤشرات من ناحية الوفود السياحية بالمغرب سواء على مستوى السياحة الداخلية او الخارجية وهذا يعمم على المغرب أجمل بلد .
اليونان بلد أوربي كادت ان ترديه الأزمة الاقتصادية التي اكتسحته من كل القطاعات لكن استطاع أن يتلملم وأن يواجه أزماته فقط عبر مداخيل السياحة فالبلد الذي يحتضن 11 مليون من السكان ، يستقبل 33 مليون سائح دولي سنويا بمعدل هبوط طائرة كل خمس دقائق ، بإيرادات سياحية تناهز 1935 مليون أورو سنويا ومنذ أواخر التسعينات اعتنى البلد الذي تشبه جغرافيته جغرافية المغرب وحتى غطائه النباتي وتقافته المتوسطية اعتنى بالتنمية المستدامة( العمران التاريخي البيئة والبنية التحتية وبنية الاستقبال) ، ووضع مخطط لتحفيز شركات الاستقبال والفنادق والمطاعم فكانت النتيجة مبهرة مع تنويع الجدب السياحي من السياحة العلاجية الى السياحة الرياضية .
في المغرب واجهاتان بحريتان ماضي عريق وعمران تاريخي وجغرافية متنوعة وتبقى دول أطلسية لا تصل الى مستوى المؤهلات المتوفرة في بلادنا ، تزدهر إيراداتها السياحية بفظل المخططات العلمية والعملية في مجال التنمية المستدامة ، تلك السياسات التي يلتقي فيها البعد المحلي مع السياسة الحكومية المركزية وحركية المقاولات الصغرى العاملة في المجال.
مدينة صفرو التي تشتهر بقيدوم المهرجانات بالقارة الأفريقية مهرجان حب الملوك بتنوعها الطبيعي والجغرافي ، ومؤهلات إقليميها السياحة الإيكولوجية والاستشفائية (مزدغة الجرف) تكاد تفتقر الى بنية تحتية سياحية وتظل بعض الفنادق القريبة من التصنيف تفتقر الى رخص الخدمات ، فظلا على ان شلالها الوحيد طريقه متردي مند عقد من الزمن وغياب حتى مكتب للإرشاد السياحي ، ورغم تصنيف جبل بينة كموقع أركيولوجي مند فجر الإستقلال ، فالمدينة الأقدم في المغرب لاتظم متحفا ،كما أن معمارها التاريخي يكاد يطاله الإهمال ، كما هو الشأن بباقي المواقع التاريخية قص على ذلك القصبات والمواقع التاريخية بإقليم صفرو كالعمران التاريخي بدائرة المنزل .
قيل قديما لا يسافر المرأ لكي يصل بل لكي يسافر، ومع هذه المؤهلات السياحية التي يحتضنها إقليم صفرو في مقابل الركود السياحي القسري ، سيظل الشعار : هيا نفوج و نتفجج !
في الصورة : وزيرة السياحة المغربية في زيارة سياحية سابقة بجزر الزانزيبار
إرسال تعليق