السلفية الحركية بالمغرب

  • بتاريخ : 13 يونيو، 2014 - 16:49
  • الزيارات : 15
  • أول مشروع خرج من رحم السجن تبلورت معالمه في بدايات سنة 2004 في جو يكتنفه المجهول يسوده الرعب مثخن بالوهم ،السجين فيه لا يملك حجة ولا منطقا ولا يملك

    أول مشروع خرج من رحم السجن تبلورت معالمه في بدايات سنة 2004 في جو يكتنفه المجهول يسوده الرعب مثخن بالوهم ،السجين فيه لا يملك حجة ولا منطقا ولا يملك حق  تفسير ما يجري أو حتى رصد ما يُــحاك ضده مستنقع من الإختلالات أجواء عشنا فصولــَها كل لحظة طوال فترة الاعتقال كل ذلك جعل كثير من المعتقلين يعانون الهلوسة الجهادية كخيار شرٌ لا بد منه لترتيب أوراق هذا الملف الذي تداخل فيه العقدي بالفكري والشرعي بالقانوني …….

    اختيارنا الجهاد السياسي – و الكلمة الصادقة – والتدافع الفكري

    1 الجهاد السياسي :

     نابع من قناعاتنا للدفاع عن الهوية الإسلامية المغربية بشكل خاص وصيانة وحدتها  وكلمة الجهاد لأنها تملك من الدلالة اللغوية والرصيد الشرعي ما يجعلها أكثر تأثيرا لأن رصيدنا القرآني يجعلنا نربأ بأنفسنا أن نستجدي من رصيد أيِّ إيديولوجية إذ كيف نلجأ لكلمة الكادحين وفي مرجعيتنا القرآنية كلمة المستضعفين ؟

    وكيف لنا أن نخاطب الأمة بالنضال وفي موسوعتنا كلمة الجهاد……….؟

     ولا ننسى أن الجهاد بالمال يتقدم في كثير من الأحيان على الجهاد بالنفس وأن ابتلاءات الجهاد السياسي أحياناً أشد وأعقد من لحظات المواجهة الساخنة الواضحة مع الأعداء في الجبهات ، وخاصة إذا كان رمز هذا النوع من الجهاد مطالباً بحقن دماء المسلمين أو حفظ بقيتهم أو تدبير موقفهم في مواجهة واقع شرد الأبناء ورمَّـــل النساء وأحرق قلوب الأمهات الثكلى أو مع مسؤول أو قاض  لئيم لا يملك ضميرا أخلاقيا ولا يهمّه أن يُجهز عليهم جميعاً دون أن يرفّ له جفن إذا ناهضوا له سياسة أو أغـلظوا له القول برأي كما وقع في غزو أمريكا على العراق ……

    2 الكلمة الصادقة :

    إن الكلمة الصادقة من صميم تصورنا واعتقادنا ونؤمن أن كلمة حق أمام سلطان جائر ظالم أفضل الجهاد والخطاب الصادق الذي يخطه القلم الحر يصل إلى أعماق وغور النفوس للكلمة الصادقة ، النابعة من القلب  والروح والأحاسيس سطوة عميقة في تأثيراتها، ولها فضاء ممتد تسافر عبره في هذا العالم الواسع إلى قلوب الناس ، فتحتل الوعي ، والفهم ، وتكتسب التفاعل، والتفكير  والكلمة الصادقة تعبر عن هم الأمة، وهاجس المستضعفين ، وقلق ، ومسؤولية الحاكم بقضايا الأمة ، والإنسان ، والتاريخ ، والجغرافيا الكلمة الصادقة تساعد على قراءة الواقع المحبط في كثير من مضامين مفاهيمه ، وطرائق توجهاته ، واستشراف التوقعات ، ووضع الخطوات السليمة ، والعاقلة والواعية في محطاتها الصحيحة ودروبها. وتناصر الخيار الشوري الإسلامي كآلية تعتمد كلام رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم أنتم أعلم بأمر دنياكم …. كما جاء في الأثر.

    3 التدافع الفكري :

    لاشك أن آليةالتدافع الفكري بين الحق والباطل على امتداد التاريخ الإنساني، وعبر الثقافات والحضارات السبيل الحافز لتبليغ دعوة الحق، وإقامة الحجة على صدقها، وإزالة الشبهات عنها. .
    بل إن التدافع الفكري هو المسلك الشرعي لتنمية الأفكار والملكات واستخراج طاقات العقل، كي يواكب المستجدات في ميادين هذا التدافع. . فلكل حزب أو تيار أو حركة شبهات، ولكل مذهب من المذاهب الضالة سهامه التي يصيب بها الحق وأهله

    نعم بالتدافع الفكري نعمل على دعم الحوار بين كافة مكونات المجتمع المغربي ومناهضة التسلط الفكري والهيمنة الإيديولوجية ونبذ التهميش والإقصاء والعمل على نشر ثقافة  الاعتدال في المنهج والانفتاح على المخالف وخلق جسور الحوار على الأحزاب الإسلامية كأولوية وبحذر شديد على الآراء الرافضة للمشروع الإسلامي…

    هذه بداية في سطور وبإيجاز لاختياراتنا واضعين في الحسبان استحالة رصد جميع الملفات والقضايا التي تميزنا عن غيرنا في تصورنا للمعالم الكبرى لتوجهات السلفية الحركية بالمغرب ورغم اتساع نظرتنا للجهاد باعتبار أن هناك هوَّة بين جيل الجهاد في الثمانينيات والتسعينيات ( المغاربة الأفغان ) وجيل الجهاد في السيديات والخطب والمحاضرات في التجربة الأفغانية فرق بين من خاضوا الجهاد واقعا وعايشوا قادته ورموزه وتشبعت طباعهم بأخلاق الجهاد والمجاهدين في سمتهم  في خفض الجناح لبعضهم ….. وبين من عاشوا الجهاد عبر مخيالهم ومن خلال صور وسيديات أصيبوا بسببها بهزات عاطفية واختلالات نفسية وتصورات خاطئة في تنزيل الأحكام على الواقع (السلفية الجهادية) .

    السلفية الجهادية في اعتقادنا ضحية لترويج خطاب لواقع يختلف عن واقعنا ونعتبره من تداعيات 11 سبتمبر ومشاهد العمليات في الجزائر والعراق وأفغانستان .

    بخلاف الجيل الأول من المغاربة الأفغان فإن نظرتهم تملك من وضوح الرؤية ما يجعلها تدير ظهرها لتصرفات شاذة تشمئز منها الطباع السوية وتؤكد رفضها الانتماء لما يسمى السلفية الجهادية أي المراهقة الجهادية .

    كلمات هادفة وصادقة في حمولتها ، تـُشرَح بتلقائية لا تقبل التأويل ، أو الانتقائية ، فالسلفية الجهادية اليوم يعانون أشدَّ المعاناة من فهم خاطئ لثوابت الإسلام عند البعض منهم ، ومن الدولة والتيار العلماني الذين يسلكون دروباً إقصائية ، وتكفيرية تقودهم إلى الإرهاب ، وممارسة القتل ، والتدمير لكل فكر حضاري تنموي ، حتى أصبح السلفي الجهادي في وضع المتهم في كل مكان من المعمور ، وهذا بفعل التطرف من الجانبين ، وهيمنة الفكر السلطوي الاستبدادي الذي لا يخدم الوطن ، والعقل ، والتدبر في ماهية المصلحة العليا للوطن.

    إننا من موقعنا نحاول قدر المستطاع أن نبني اختياراتنا على المصالح والمفاسد فما دعت إليه المصلحة الراجحة وألحَّت عليه أخذنا به وما حذرت منه ومن مغبته ونهت عنه وتبين أنه مفسدة راجحة اجتنبناه ولم نعول عليه لكن الإشكال الذي يصادفنا حينما تتعارض في الواقعة نفسها الأمران معا مصلحة ومفسدة في هذه الحالة فإنا نقدِّم الأرجح منها إنْ بالمصلحة عملنا به وعوَّلنا عليه وإن بالمفسدة تركناه ولم نعول عليه جاعلين نُصبَ أعيننا السياسة الشرعية ولا ننطلق من كون تحركنا مشروعا فحسب بل حتى تترجح لدينا مصلحته وإن كان العكس وتبين لنا أن المفسدة راجحة رغم مشروعيته فإنا نُحجم من باب سد الذرائع.

     

    إننا ندعو كل سلفي جهادي أن يستحضر في كل خطوة خصوصية الزمان والمكان والإنسان، عليه أن يقرأ التاريخ فمن قرأ التاريخ فقد أضاف إلى عمره أعمارا

    عليه أن يُــــحسن فقه التنزيل بعد أن يستوعب فقه الواقع الذي يعيش فيه السلفي الجهادي مطالب بأن يقف مع السيرة وقفة تأمل تساعد على تمييز الخاص من العام والمحكم من المتشابه والقطعي من الظني والناسخ من المنسوخ والرخصة من العزيمة .

    إن السلفية الحركية أخذت بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حينما قال :اهتدوا بهدي عمّـــار . ولما قال :لرسول الله صل الله عليه وسلم :يا رسول الله نلتُ منــك .قال له الرسول صل الله عليه وسلم :إن عادوا فــعُــد . الحديث يجعله أهل العلم من باب رخصة.

    أما من أراد أن يأخذ بعزيمة خبيب رضي الله عنه لما كان أسيرا ويحرق جسده بالسياط وسئل أتحب أن يكون محمدا في مكانك وأنت بين اهلك قال  رضي الله عنه :واللـــه ما أحب أن تُمس منه شعرة وهو بين أهله….. أو كما جاء في الأثر.

    فبين رخصة عمار وعزيمة خبيب رضي الله عنهما يتبين لنا أن المؤمن مرن كخامة الزرع في الحديث  عن كَعْب بن مالك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ؛ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِن الزَّرْعِ, تُفِيئُهَا الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ, وَمَثَلُ الْكَافِرِ؛ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا لَا يُفِيئُهَا شَيْء, حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً

    ولقد لفت انتباهي تعليق للشيخ الأستاذ عبد السلام يسين  رحمه الله مرشد جماعة العدل والإحسان على هذا الحديث إذ قال :ومن أحنى رأسه أمام العاصفة بنية تغيير أسلوب الجهاد فإنما يعمل على المستوى الجماعي بهذا الحديث النبوي الوارد في حق المؤمن الفرد ….. ثم قال :ولو تتبعت سيرة المصطفى صل الله عليه وسلم لرأيت هذا الصبر عند البلاء ومرونة خامة الزرع مثلا عندما ألحَّ سهيل ابن عمروا في كتابة صلح الحديبية على أن يمحى من الصحيفة البسملة ونسبة الرسالة إلى محمد صل الله عليه وسلم كأنه يعلمنا أن تحقيق التصالح والسلم لا يجوز أن تــُشوش عليه شكليات وأن السعي إلى مقاصد الشرع أكبر من أن يــُعطـَّل لمظاهر أو جزئيات لأن التساهل في مثل هذه الشكليات والمظاهر لايغير من واقع الحال شيئا بينما التعصب لها يضيع مصالح واقعية سواء للدعوة أو للجهاد فمحو الرسول صل الله عليه وسلم للبسملة ولنسبة الرسالة إليه لا يغير من حقائق الإيمان في الواقع وفي قلبه الشريف وقلوب المؤمنين معه شيء فمحا مدادا على ورق بينما التعصب لإثباتها في وثيقة الصلح ربما يعرض هذا الصلح المرتقب للانهيار .

    والسلفية الجهادية كان الأولى بها استيعاب هذا المستوى من التنزيل فطوال فترة الاعتقال رأيت وشاهدت مواقف ظن أصحابها أنها عزيمة لكنها في الواقع سببت آلام وقلبت مواجع واستدرجت شباب للهلاك وجرت ويلات بل وأضرت بالملف  .

     هكذا مشروع وتصور السلفية الحركية بالمغرب  بخلاف مشروع الحماس الجهادي والمراهقة الجهادية المسافة الزمنية بين المشروعين مسافة جيل فارق بين من يرى الجهاد في واقع يفتقر لأبسط أسباب التمكين وبين من يرى أن التربية مع الجهاد والتكوين يسبق التمكين.

    بمثل هذا التصور مضت سيرة السلف الصالح وبمثل هاته المرونة التي هي كخامة الزرع أن يمضي الدعاة والمجاهدون لا يضيعون مقاصد الدعوة والجهاد ومصالح آنية لشكليات ومظاهر أو بشعارات وخطب نارية رنانة وبالتالي يحيدون عن خط التيسير.

     لا شك أن هذا التصور الذي آمنت به السلفية الحركية  محل اتفاق بين معظم المشتغلين بالعمل الإسلامي وإجماع عند العقلاء ممن ينتصرون لقضايا الأمة المصيرية بالجهاد المسلح كفلسطين وأفغانستان والشيشان والجزائر والآن سوريا ومصر وإفريقيا الوسطى وبورما ….التي تستمد مشروعيتها من استنفاد الحلول الديمقراطية التي أوصلت الإسلاميين للحكم كما حصل للجبهة الإسلامية للإنقاذ والإخوان المسلمون بمصر.

    إن الاستبداد العسكري والديكتاتورية المقنعة بالديمقراطية المفصلة على مقاس الحكام شرعنت للعمل المسلح

    وكم راقني كلام أحد الدعاة إذ يقول :وقد نحتاج أثناء قيامنا بعملنا إلى أن نتخذ مواقف مختلف حولها ولكنها مقبولة شرعا وقد بلـَّغ الرسول الكريم دعوته مستفيدا من جوار عمه أبي طالب الذي كان مشركا وجوار غيره من المشركين فيما بعد في حين أن الجوار عرف جاهلي وأن الإسلام أسقطه ولم يبق عليه يوم انتصر في الواقع وصار الناس أمام عدالته سواسية.

    لكن النظر إلى العمل الدعوي في إطار هذه القواعد والأصول لا يمكن أن يجدي إلاّ إذا عرفنا أن الحكم الشرعي في أي خطوة أو موقف مرتبط أيضا بقصد فاعله ونيته ولهذا فكل عمل دعوي آو إجراء قـُصِد به مصلحة راجحة للإسلام والمسلمين فهو جائز إن لم يكن واجبا وإن قصد به العكس من ذلك فهو غير مشروع والفعل نفسه قد يكون حلالا تارة وحراما تارة أخرى بحسب نية فاعله والأصل في هذه القاعدة :إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…

    إذن فليس المقصود مما ذكرنا تسويغا لباطل أو إقرارا لمنكر أو تبريرا لاختيار ما، بل المقصود أن يكون عمل الدعاة وجهاد المجاهدين ومدافعتهم للباطل وإنكارهم للمنكر في حدود الشرع ووقف على قواعده وأصوله بآداب وسلوك المؤمن .

    فلا فائدة ولا معنى شرعا ولا عقلا الإقدام على تحرك إلا إذا كانت مصلحته للدعوة والجهاد راجحة ولا نعنى ولا شرعا ولا منطقا الدخول في متاهة تصد عن دين الله أكثر مما ترد إليه وتسيء للإسلام وللجهاد أكثر مما تحسن صورته وأحكام جاهزة وفتاوى تضع عقائد وأفكار وأعراض وأموال أمة من الناس في خطر تصدر من قبل محاكم قضاتها هم الحق ودونهم الباطل…. وصدق صاحب مقولة نحن دعاة ولسنا قضاة.

    كما أنه لا معنى شرعا ولا عقلا جعل أمور اجتهادية مبنية على فقه معين في الدعوة أو الجهاد وخطواتها ووسائلها أساسا للولاء والبراء ومنطلقا للتجريح فما وسعه الله لا يمكن بأي حال أن يضيقه إنسان.

    أكيد أن واقع المغرب لا يجهله عاقل أو يرتاب في استثناءه إنسان حكيم وإنما خوفنا على الإسلام والمسلمين  في المغرب من الطيش والتهور وصرختنا للذكرى عسى تنفع كل مندفع متحمس إن السلفية الحركية وطَّدت العزم على إنجاز مشروعها والسير قدما في تحقيق أهدافها فلا يحول بيننا وبين قناعاتنا حائل ولا تردد في تحمل ما تستدعيه منا المسؤوليات الجسام أمام الله والوطن لا تدفعنا في ذلك سوى مصلحة الإسلام وما توجبه علينا عقيدتنا وما يحثنا عليه المبدأ.

    فالسلفية الحركية لا تسعى للتهييج ولا تدفع في اتجاه تأزيم الوضع ولا تؤاخذ المجاهدين في اختياراتهم لكنها هي جزء من الأمة التي انفرط عقدها فهي مع الجهاد والمجاهدين وليست مع أخطائهم هي تقاسم الأمة همومها وآلامها لكنها لا ترى حلولا لها سوى بالجهاد السياسي والكلمة الصادقة والتدافع الفكري إن مجتمعات تعيش الاستقرار وإن كان جزئيا لا ينبغي لنا ونحن نحمل هم الأمة أن نكون طرفا في زعزته ولو كانت نوايانا تشفع لنا بصدقها .

    إن السلفية الحركية تواقة لأن تعيد الدولة المغربية النظر في سياساتها وتقيم اعوجاجها وتعترف بجرأة أخلاقية أن المقاربة الأمنية فاشلة وأنها مطالبة بإعادة النظر في قناعاتها وتؤمن أن قضية الفكر السلفي الجهادي كونه في الأصل فكري وعقدي. وأن الحلول الأمنية مهما ضربت بقوة، لن تـُوفـَق في الحد من جذوة “الجهاد العابر للحدود” لأنه ببساطة يتغذى من سياسات الأنظمة الفاقدة لتصور شامل في معالجة الظاهرة ويوظف المقاربة الأمنية في ترسيخ الفكرة الجهادية، “الجهاد العابر للحدود” في غياب جهد سياسي وفكري.

    المقاربة الأمنية وأحادية التفكير

    النظام سلك طريقة في معالجة الفكر الجهادي ذات اتجاه واحد (بوعي أو بدون وعي) واتسمت أساليبه في التفكير بأنه مُحدد البداية والنهاية معتمدا على ما لديه من معلومات انتزعت تحت الإكراه والتعذيب ظناً بكمال مخزونه الاستخباراتي وجزما أن إشكال العقل السلفي الجهادي له حل واحد أو ربما حلين …. لا ثالث لهما

     1 الاعتقال المصحوب بالترهيب

    2 الأحكام القاسية المصحوبة بالتذمير  النفسي

    والنتيجة آلاف الشباب في الجبهات السورية والأسوأ أنهم يقاتلون بعضهم البعض.

    لكن الأخطر من هذا كله أنهم يحملون مشروعا جهاديا بدأت تتجلى معالمه وتتجسد عبر خرجات اليوتيوب من قبل شباب سبق وأن أدينوا بأحكام سجنية في إطار قانون مكافحة الإرهاب وبحكم تجربتي ومدة اعتقالي اكتشفت أن جل إن لم أقل كل جهاديي سوريا لم يسبق لهم الجهاد سوى فكريا وبعد الاحتكاك بالتيار السلفي أمسو جهاديين عمليا , وهنا سيجد المغرب نفسه في متاهة إن لم تكون ورطة وهذا نتاج السياسات الأمنية الفاشلة والمقاربات الأحادية.