ريحانة برس – محمد العلوي
تعيش النساء المحتجزات في مخيمات الروج والهول شمال شرق سوريا في أوضاع قاسية ومعزولة عن العالم الخارجي. وفي ظل العزلة الاجتماعية والتوترات النفسية والجسدية، تتزايد الضغوط على هؤلاء النساء، بما في ذلك الرغبات الجنسية الطبيعية، مما يدفع البعض منهن للبحث عن حلول بديلة عبر الإنترنت. الزواج الافتراضي، الذي يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح إحدى هذه الوسائل للهروب من الواقع القاسي والبحث عن شريك ضمن حدود الإمكانيات المتاحة.
الحياة في المخيمات تشكل تحديًا كبيرًا للنساء اللواتي كن جزءًا من تنظيم داعش، فهن محاصرات بين فقدان الأمل، القيود الاجتماعية، والضغوط النفسية والجسدية. العديد من هؤلاء النساء يعشن حالة من الحرمان، ليس فقط فيما يتعلق بالحياة الكريمة، بل أيضًا فيما يتعلق بالاحتياجات الجسدية والعاطفية، بما في ذلك الرغبات الجنسية التي قد تكون مكبوتة.
مع غياب القدرة على التواصل المباشر مع العالم الخارجي، لجأت بعض النساء في هذه المخيمات إلى استخدام الإنترنت كوسيلة للتواصل مع الرجال والزواج افتراضيًا. الزواج عبر الإنترنت يوفر لهن متنفسًا للتعامل مع الرغبات الجنسية ضمن إطار شرعي، كما تراه بعضهن، بالإضافة إلى أنه يمنحهن شعورًا بالتواصل الإنساني الذي يفتقدنه في ظل ظروف العزلة.
يشكل هذا الاتجاه نحو الزواج عبر الإنترنت تحديًا كبيرًا على المستويين الاجتماعي والقانوني. فلا توجد آليات رقابة فعالة في المخيمات، وهو ما يفتح الباب أمام زواج غير رسمي قد يكون مفتقدًا للضمانات القانونية أو الشرعية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم استغلال هذه الزيجات من قبل أفراد أو جهات تسعى لتحقيق مصالح خاصة، مما يعرض النساء لمزيد من الاستغلال.
الزواج عبر الإنترنت ليس فقط وسيلة للتعامل مع الرغبات الجسدية، بل يعكس أيضًا رغبة هذه النساء في بناء حياة جديدة، حتى وإن كانت افتراضية. فالفراغ العاطفي والنفسي الذي تعيشه العديد من النساء في المخيمات يدفعهن إلى البحث عن شريك يشاركهن في تحمل أعباء الحياة، حتى وإن كان ذلك من خلال شاشة إلكترونية.
رغم أن الزواج عبر الإنترنت قد يبدو حلاً مؤقتًا لبعض نساء مخيمات الروج والهول للتعامل مع الضغوط النفسية والجسدية، إلا أنه يطرح تحديات خطيرة فيما يتعلق بحقوق النساء وحمايتهن من الاستغلال. كما أن غياب الرقابة والإشراف القانوني يزيد من تعقيد هذه الظاهرة، مما يستدعي تدخلاً دوليًا وإقليميًا لضمان حماية النساء وتوفير حلول أكثر استدامة لمشاكلهن.
إرسال تعليق