نداء من أجل الوحدة والحرية والاندماج الوطني: إن الخط الرسالي كما قدم نفسه في (الميثاق الرسالي) حالة إسلامية مغربية مستقلة ، وهو رغم كل المحاولات الرامية
نداء من أجل الوحدة والحرية والاندماج الوطني:
إن الخط الرسالي كما قدم نفسه في (الميثاق الرسالي) حالة إسلامية مغربية مستقلة ، وهو رغم كل المحاولات الرامية لعزله اجتماعيا من خلال إثارة الأوصاف الطائفية في وجهه سيظل متشبثا بخيار الوحدة الإسلامية المنفتحة على كل الاختلاف الطبيعي في فهم وتمثل الدين ، وأيضا متشبثا بخيار الوحدة الوطنية المنفتحة على التنوع الثقافي المثري للهوية الوطنية المركبة.
إن الوحدة الإسلامية والوطنية تمثل بالنسبة لنا خيارا استراتيجيا لا مجرد نزوع تكتيكي يحترق في مسارات المنطق البراغماتي ، لكن الوحدة التي نتطلع لها لا تلغي حرية الاختلاف والحق في التعبير عنه ، فحرية المعتقد سيظل مطلبا أصيلا ننادي بتفعيله ونثمن كل الجهود النضالية الرامية لتعزيزه ودسترته ، كما سنظل نطالب بأن يسود منطق المواطنة وعدم التمييز على أساس المعتقد ويحل محل منطق الإقصاء والإلغاء والتهميش وسياسة الفكر الوحيد والرأي الوحيد الذي لا رأي سواه ، فالحقيقة بنت الحوار وثمرة تفاعل المختلفين في جدل الحوار من أجل الحقيقة ( اضرب بعض الرأي ببعض يتولد منه الصواب).
مما لاشك فيه أن عالمنا الإسلامي المعاصر يشهد نموا لنزعات دينية ومذهبية متشددة ومتطرفة ، وهي نزعات تصب في صالح التخطيط الاستراتيجي الاستكباري الرامي لتفكيك المنطقة وبناء دويلات طائفية ضعيفة ومستنزفة في صراعات داخلية مريرة ، لذلك يجب التصدي بقوة وحزم لكل المشاريع الطائفية ، لكن يجب التمييز بين الانتماء الفكري والقومي وبين الطائفية ، فالطائفية والتعصب لا تجد مصداقيتها في انتماء الأفراد لفكرة معينة أو قوم معينين بل العصبية والطائفية تتمثل في ( أن ترى شرار قومك خيرا من خيار قوم آخرين ) ، بحيث يتم تغييب منطق المفاضلة على أساس الكفاءة الروحية والعملية ويحل محله منطق المفاضلة على أساس الانتماء الديني أو المذهبي أو القومي.
من هذا المنطلق ، فإن الخط الرسالي يتقدم بنداء صادق بأن تعالوا جميعا لنعمل مع بعض من أجل (الوحدة والحرية والاندماج الوطني):
أولا : من أجل الوحدة : وهو مطلب يتحرك في مستويين ( خاص/عام) ، أي وحدة ذاتية رسالية توحد الجهود في إطار تكاملي وتعزز قيمة الحوار ضمن البيت الداخلي للرساليين وتضمن أن تبقى صفوف الرساليين مرصوصة البنيان ..ووحدة موضوعية وطنية تكرس قيمة التضامن الوطني والعمل من أجل الوطن والمواطنين ، بغض النظر عن خلفياتهم الإيديولوجية الخاصة.
ثانيا : من أجل الحرية : وذلك بأن نظل في ساحة النضال من أجل الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان والدفاع عن حرية الرأي والتعبير والمعتقد ، وهي معركة نعتبرها مصيرية تحدد مستقبلنا و انخراطنا فيها هو من يحدد درجة الوعي النضالي لدينا ولدى عموم النخبة الوطنية ، لذلك ننادي باعتماد قراءة تقدمية للدستور تنتصر لقيم المواطنة والحداثة وتستجيب للتعهدات الدولية والمواثيق العالمية في مجال حقوق الإنسان ، وتحرص على أن تترجم تلك المعاهدات والمواثيق إلى أفعال وسياسات عمومية وألا تبقى مجرد توقيعات على وثائق وأدبيات حقوقية عالمية لا ترى النور على أرض الواقع.
ثالثا : من أجل الاندماج الوطني : إننا في الخط الرسالي ندعو كافة التوجهات الإيديولوجية والدينية والمذهبية والقومية إلى أن تتكيف مع مقتضيات المواطنة والعمل الوطني ، كما ندعو كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى أن ترقى إلى مستوى الدستور والقانون والمنظومة الكونية لحقوق الإنسان ، بأن تفتح أبوابها لاحتضان المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الإيديولوجية بعيدا عن منطق التمييز على أساس المعتقد ، وبعيدا عن منطق الوصاية على فكر الناس ، فالناس ولدوا أحرارا وسيظلون كذلك ، ولا خير في حركات سياسية أو اجتماعية لا أحرار فيها.
بناء على ما سبق ، فإننا في ( الخط الرسالي) ندعو لتعزيز الوحدة الرسالية والوطنية ولتفعيل مجال الحريات والحقوق كما ندعو إلى الانخراط في حركية العمل السياسي والاجتماعي بعيدا عن فكرة تشكيل كيانات طائفية ..ولأجل بلوغ هذه الأهداف ، فإننا نعلن عن تشكيل ( لجنة الحوار ) التي ستتوجه لمخاطبة كل التيارات الإسلامية والوطنية بغية شرح وتوضيح منطلقاتنا الفكرية ومواقفنا السياسية ،وأيضا لتنزيل الأهداف المسطرة في هذا النداء ( الوحدة ، الحرية ، الاندماج الوطني) ، وتتشكل لجنة الحوار من:
عصام احميدان
عبد الرحمن الشكراني
محمد المحمدي الحموشي
نور الدين مخيبيشة
حرر بتاريخ 09 غشت 2014
هيئة الخط الرسالي
(تنوير ، تغيير ، تحرير)