الخطأ الذي حذر منه أسامة بن لادن.. وارتكبته الدولة الإسلامية‎

  • بتاريخ : 15 أغسطس، 2014 - 23:26
  • عندما أعلن أبو بكر البغدادي عن دولته الإسلامية، كان قد تجاهل تحذيرًا من أسامة بن لادن بأن الجهاديين يجب أن يكونوا حذرين حول إقامة الخلافة بسرعة كبيرة

     ديفيد إغناتيوس – واشنطون بوست/

    عندما أعلن أبو بكر البغدادي عن دولته الإسلامية، كان قد تجاهل تحذيرًا من أسامة بن لادن بأن الجهاديين يجب أن يكونوا حذرين حول إقامة الخلافة بسرعة كبيرة جدًّا. ومن خلال إشعال العاصفة في العراق وسوريا، قام البغدادي بتوحيد أعدائه ومنحهم هدفًا للهجوم عليه، تمامًا كما تنبأ بن لادن.

    حمام دم البغدادي حقق المستحيل، فهو قدم عدوًا مشتركًا للسعوديين والإيرانيين والأتراك والأكراد. لقد وحد كثيرًا من السنة والسياسيين الشيعة والأكراد في العراق وراء حكومة جديدة شاملة. واضطر كذلك الرئيس أوباما المتردد إلى أن يجيز الضربات الجوية لـ “أهداف عسكرية محدودة” في العراق.

    الهجوم المضاد ضد الدولة الإسلامية، والذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي، قد يستمر “أشهر إن لم يكن سنوات”، في العبارة المبهمة التي تستخدمها الولايات المتحدة والمسؤولون العراقيون. وقوة أمريكا ستكون ضرورية في هذا الهجوم، ولكن كان أوباما محقًا في تحذيره الاثنين، من أنه “ليس هناك حل عسكري أمريكي للأزمة الأكبر في العراق”.

    الزعيم الكردي مسعود بارزاني، قال الاثنين في مقابلة على شريط فيديو مع مجموعة آسبن الاستراتيجية: “هذه هي الفرصة الأخيرة للعراق”. وأضاف موجهًا كلامه لأوباما: “بينما نحن بحاجة لدعمك العسكري الخاص، نحن لن نطلب منك أبدًا أن تضع القوات على الأرض للمحاربة بدلًا عنا”.

    وكما يجب أن يفهم أوباما، عادت الولايات المتحدة إلى المنحدر الزلق على الأرض. إنه كان يسعى ربما إلى تورط عسكري محدود، ولكن الدولة الإسلامية لن تنقتنع بهذا.

    ستقوم باستخدام انتحاريين ضد أهداف أمريكية في أي مكان يمكن العثور عليها. ومع حلفائها، سوف تحاول شن الهجمات على أمريكا نفسها. ما بدأ في نهاية الأسبوع الماضي على أنه محاولة لإنقاذ اللاجئين العراقيين على قمة جبل، من المحتمل أن يستمر في التوسع.

    قد تكون استراتيجية أوباما أن يقوم بردع الدولة الإسلامية عن مهاجمة الغرب، من خلال التركيز على الدفاع عن الأفراد الأمريكيين وإنقاذ بعض من العراقيين، والتهديد بشن هجمات الطائرات بدون طيار واسعة النطاق وعمليات الاغتيال. ولكن ردع الإرهابيين هو بالطبع أمر محفوف بالمخاطر؛ لأنه يعول على عقلانيتهم.

    إذا أراد أوباما إرسال إشارة بأنه جاد حول مساعدة الحكومة العراقية الجديدة، فإنه يجب أن ينظر في إرسال الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، والسفير السابق رايان كروكر، وهما الأمريكيان اللذان يعرفان العراق أفضل منه، كمبعوثين خاصين به إلى بغداد.

    اتخذ أوباما القرار الصحيح بإعادة أميركا إلى العراق، من خلال الإصرار على أن الولايات المتحدة سوف تستخدم قوتها في دعم حكومة عراقية شاملة وموحدة خلال محاربتها الدولة الإسلامية. في الممارسة العملية، سوف يعني هذا تسليح الميليشيات التي تقاتل تحت راية العراق، بما في ذلك البيشمركة و”الحرس الوطني” السني الجديد، الذي أوصى به اثنان من كبار قادة السنة العراقيين في مقابلة مع مجموعة أسبن ليلة الأحد.

    أحد كبار قادة السنة في العراق قال في المقابلة: “في البداية، كان السنة متعاطفين جدًا مع الدولة الإسلامية كمدافعة عنهم. الآن، هم يرون أنها كتنظيم القاعدة، الذي قام بتفجير المساجد وقتل الناس”. وأضاف قائد السنة الأخر: “هم عدو للجميع”.

    هذا التحول بعيدًا عن الدولة الإسلامية هو ما حذر من حدوثه بن لادن إذا ما تمت رؤية أتباعه يقومون بقتل إخوانهم المسلمين من أجل الاستيلاء على السلطة. في وثيقة عثر عليها في أبوت أباد، باكستان، بعد أن قتل مؤسس تنظيم القاعدة في عام 2011، حذر بن لادن من أن هذه التكتيكات “سوف تقودنا إلى الفوز بمعارك متعددة، في حين نخسر الحرب في نهاية المطاف”.

    واعتقد بن لادن بأن اليمن هو المكان الأكثر احتمالًا لإعلان مؤيديه للخلافة، ولكنه كان قلقًا من أنهم كانوا سيفعلون ذلك بطريقة مبكرة جدّا.

    في رسالة غير مؤرخة، كتبها ربما بن لادن، حذر: “نريد إقامة الدولة الإسلامية، ولكن أولًا نريد أن نتأكد بأن لدينا القدرة على السيطرة عليها. على الرغم من أننا كنا قادرين على إضعاف العدو الأكبر عسكريًا واقتصاديًا قبل وبعد 11 سبتمبر/ أيلول، 2001، ما زال العدو يمتلك القدرة على إسقاط أي دولة نقررها”.

    البغدادي لم يستطع أن ينتظر. مقاتلوه استولوا بلا رحمة على معقل السنة في العراق. الآن بقي فقط أن نرى ما إذا كانت تقديرات بن لادن لقوة الولايات المتحدة لا تزال صحيحة.