صدر هذا التقرير عن المؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية([1]) ، و هي المعهد الرئيسي في النرويج المسؤول عن الأبحاث المتعلقة بالدفاع.
الجهاد على الشبكة العنكبوتية
كيف تستخدم القاعدة والجماعات الإسلامية الأصولية
الشبكة العنكبوتية “
تعريف بالتقرير:
صدر هذا التقرير عن المؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية([1]) ، و هي المعهد الرئيسي في النرويج المسؤول عن الأبحاث المتعلقة بالدفاع.
و تعنى هذه المؤسسة بالأبحاث المتعلقة بمكافحة “الارهاب”، و ما يتعلق بها من دراسة للمجموعات و المواقع الجهادية على الشبكة العنكبوتية، و صدر عنها الكثير من الأبحاث التي سنأتي عليها تباعا ان شاء الله.
و مؤلفة التقرير الذي بين أيدينا هي حنا روجان (Hanna Rogan)، و هي باحثة متخصصة في هذه المؤسسة ، درست اللغات العربية و الفرنسية و الألبانية، و متخصصة في شؤون البلقان و الشرق الأوسط، و حقل اهتمامها الرئيس هو في الجماعات الإسلامية المسلحة و استراتيجيات الاتصالات و بالأخص الحديثة منها.
و هذا التقرير كتب كمساهمة في مشروع كبير متخصص في الجماعات الجهادية تابع لنفس المعهد و اسمه: (The Transnational Radical Islamism Project [TERRA-III])([2])، و هو مشروع يقوم بدراسة الجماعات الجهادية من ناحية أيدولوجياتها و دوافعها، و قام هذا المشروع مؤخرا بإضافة استخدام الشبكة العنكبوتية لأهداف “ارهابية” كحقل بحث([3]).
تقول مؤلفة التقرير أنها بنت هذا البحث على دراسة سابقة بعنوان ” القاعدة على الشبكة العنكبوتية: فهم بنية الجهاد على الشبكة العنكبوتية ” (Al-Qaida online: understanding jihadist internet infrastructure) ،من تأليف برينجار ليا (Brynjar Lia) مدير المشروع السابق الذكر.
من الملاحظ أن الأسلوب الذي كتب به هذا التقرير هو أسلوب البحث العلمي، إذ أن تقسيم التقرير يتكون من أقسام البحوث العلمية المعروفة من مقدمة ، و تعريفات ، و مؤلفات سابقة تدعم وجهة نظر كاتب البحث ليستشهد بها على صحة فرضيته، الى الدخول في صلب موضوع البحث ، و اخيرا استنتاج الباحث و المراجع التي استعان بها في بحثه.
بقي أن نقول أن التقرير صدر عام 2006 ، و عليه فإن بعض المواقع التي تحدث عنها التقرير غير موجودة الآن على الشبكة ، نسأل الله أن يعيدها إلينا قريبا ، إنه ولي ذلك و القادر عليه.
و يمكرون و يمكر الله، و الله خير الماكرين
قسم الدراسات الاستراتيجية
منبر التوحيد و الجهاد
ملخص الدراسة:
يقدم هذا التقرير تحليل عن كيفية استخدام القاعدة و الجماعات المشابهة لها فكريا للشبكة العنكبوتية لتحقيق أهداف “ارهابية”، هذه الظاهرة التي عرفت بـ (الجهاد على الشبكة العنكبوتية) قد ازدادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، و يعنى هذا التقرير بتحليل الهياكل و الوظائف الحالية لهذه الظاهرة.
و على عكس المعروف عن الارهاب الالكتروني و القرصنة، فإن الجهاد على الشبكة العنكبوتية لا يهتم بهذا المجال، بل يخرج التقرير بنتيجة أن الهدف الرئيس للجهاد على الشبكة العنكبوتية هو الاتصال و ايصال المعلومات، و ايضا التدريب و التجنيد.
و يخلص التقرير إلى أن الشبكة العنكبوتية كانت و ستبقى أداة مهمة لحركة الجهاد العالمي ، و ستبقى تؤثر على طبيعة الارهاب بشكل عام.
مقدمة التقرير:
تبدأ الكاتبة الحديث عن الشبكة العنكبوتية و مراحل تطورها ، ثم تنتقل لتعريف هدف التقرير بأنه لتحليل الجهاد على الشبكة ، و أن الأصل في التقرير هو دراسة المواقع الجهادية العربية ، غير أنها ستعلق على المواقع الأوروبية ايضا، كما أن أحد الأهداف هي معرفة مدى اتساع نطاق الجهاد على الشبكة ، و مواطن قوته و ضعفه.
الأسئلة الرئيسية التي سيعتنى بها هي:
· من هم المجاهدون على الشبكة العنكبوتية ؟
· ما هي أنواع المواقع الجهادية الموجودة ؟
· ما هي الهياكل و الوظائف للمجاهدين على الشبكة ؟
تقول الكاتبة: ” خلال سنوات البحث السابقة عن حركة الجهاد العالمي، استخدمت المؤسسة(FFI)([4]) الشبكة العنكبوتية كمصدر فريد للمعلومات، حيث استخدم الباحثون كمية المعلومات الكبيرة المتوفرة عن الحركات الجهادية المنشورة من الجهاديين انفسهم ، او المتوفرة على الشبكة.
هذه المعرفة الأولية عن كيفية استخدام الشبكات “الارهابية” للشبكة العنكبوتية في الماضي و الحاضر اوصلنا الى الاستنتاج التالي فيما يخص الجهاد على الشبكة:
( إن الشبكة العنكبوتية مهمة بشكل كبير لحركة الجهاد العالمي في الوقت الحاضر، إذ أنها تسهل ترابط الأيدولوجيات و بناء الشبكات في مناطق مختلفة.
كما ان المواقع الجهادية تحتلف بشكل كبير عن بعضها البعض، مما يجعل كل واحد منها يبدو بشكل مستقل، إلا انها ترتبط فيما بينها بإعادة نشر نفس المواد و توزيعها فيما بينها، و هذا مؤشر على أنه بالرغم من العديد الكبير للمواقع إلا أنه مدى ظهور مواد جديدة على هذه المواقع كل يوم ليس بالضرورة أن يكون كبيرا ) “.
تعريفات:
تتحدث الكاتبة عن بعض المصطلحات التي تشرع في التحدث عنها خلال التقرير ، و منها:
· الجهاد و المجاهدون: (Jihadism and Jihadist)
تقول الكاتبة: ” أحد أهم النقاط الرئيسية في هذا التقرير هي: ” كيف يستخد الجهاد العالمي الشبكة العنكبوتية؟ ” .
مصطلح “الجهاد العالمي” هو مصطلح جديد ظهر في منتصف التسعينات عندما أعلن أسامة بن لادن أن الولايات المتحدة المريكية و الغرب هم أكبر أعداء المسلمين ، و حثّ أتباعه على مقاتلة هذا العدو بغض النظر عن المكان و طبيعته، و هذا التركيز عمل على الانتقال من العدو القريب (الأنظمة الكافرة) إلى العدو البعيد (الغرب)، الأمر الذي جعل مؤيدي هذا الجهاد العالمي أن يبدؤوا بضرب الغرب و المصالح الغربية الموجودة في العالم الإسلامي.
إن تنظيم القاعدة كان الأساس للجهاد العالمي، و معسكراته التدريبية في أفغانستان وفرت لمؤيديه المعلومات الأيدولوجية، التدريبات العسكرية و العلاقات الشخصية.
مع غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001 ، فكك هذا التنظيم و ما بقي من اتباعه أصبحوا يتحركون بشكل غير مركزي، و يشار الى هؤلاء باسم الاسلاميين المتأثرين بالقاعدة أو حركة الجهاد العالمي، و بناءا على ذلك ، صار لقب الجهادي (Jihadist) يطلق على كل تابع لحركة الجهاد العالمي ابتداءا من قادتها إلى قاعدة اتباعها “.
· الارهاب على الشبكة: (Cyber terrorism)
ما يهمنا في هذه الفقرة توضيح الكاتبة أن الجماعات الجهادية لم تعمل على الهجوم على الشبكة العنكبوتية لتدميرها او القرصنة فيها (Hacking) ، بل أن ذلك قد يفضي الى نتائج عكسية للمجاهدين لحاجتهم للشبكة لايصال معلوماتهم ، و بالتالي ما قاموا به هو تطوير مهاراتهم التكنولوجية و توجيه هذه القدرات الى داخل بيئتهم للاستفادة من تكنولوجيا المعلومات، و هذا الاستخدام للشبكة هو المعني في هذا التقرير تحت مسمى الجهاد على الشبكة العنكبوتية (Jihadism Online).
أبحاث سابقة:
تتحدث الكاتبة في هذه الفقرة عن أبحاث سابقة متعلقة بمجال البحث، و تورد بعض الاستشهادات من هذه الأبحاث لتدعيم وجهة نظرها، نذكر منها ما يهمنا:
· بحث “فهم الشبكات الارهابية”: (مارك سيجمان)([5]):
يتحدث فيه الباحث عن قوة الشبكة العنكبوتية و أهميتها في انشاء مجتمعات و بناء شبكات قوية، و بالأخص الشبكات “الارهابية” ، و يقول:
” تزامنت الثورة في تكنولوجيا الاتصالات في التسعينات مع ظهور الجهاد السلفي العالمي، و كانت هذه التكنولوجيا الجديدة في الحقيقة هي التي جعلت الجهاد العالمي ممكنا.
عندما عاد قادة القاعدة إلى أفغانستان في العام 1996 ، كانوا قادرين بواسطة طرق الاتصال الحديثة على شن الجهاد العالمي بناءا على شبكة لا مركزية من المجاهدين، في نفس الوقت الذي يستطيعون فيه الاحتماء بواسطة الموانع الجغرافية.
الشبكة العنكبوتية كانت طريقة جديدة لبناء العلاقات بين الأفراد من خلال تكوين المجتمعات الفرضية (Virtual Communities)، هذه المجتمعات التي لم تعد مربوطة بأمة معينة ، وهذا الذي يوافق أسطورة “الأمة” عند السلفية، حيث انهم يرفضون القومية ، و تشجع أولوية الجهاد السلفي العالمي بمحاربة (العدو البعيد) بدلا من (العدو القريب) “.
· مقالة ” القاعدة و الشبكة العنكبوتية: خطر التخطيط على الشبكة” (العقيد المتقاعد تيموثي ثوماس)[6]:
تنقل عنه الباحثة مقولته ” القاعدة تحب الشبكة العنكبوتية” ، ثم تقول عن استكشافه للتطبيقات المختلفة التي تستخدم فيها الجماعات “الارهابية” الشبكة العنكبوتية.
ثم تنقل عنه: ” التخطيط على الشبكة (CyberPlanning) قد يكون أداة استخدام ارهابية للشبكة أكثر اهمية من خيار الارهاب على الشبكة (Cyberterrorism)”.
و يعرف التخطيط على الشبكة بأنه: ” استخدام التقنية الرقمية لتنسيق خطة متكاملة تمتد على مساحات جغرافية، قد ينتج و قد لا ينتج عن هذه الخطة اراقة دماء “، و تعلق الباحثة على مقولة ثوماس عن أهمية التخطيط انها تتوافق من بحوث سابقة للمؤسسة (FFI).
ثم يشرع صاحب المقال بذكر بعض استخدامات الشبكة التي يوظفها المجاهدون مثل:
1. التنقيب عن المعلومات:جمع معلومات مفصلة متعلقة بأهداف محتملة مثل صور، خرائط …
2.الاتصال:من خلال ايصال معلومات حساسة مشفرة، الاتصال بين مجموعات متباعدة جغرافيا.
3. التجنيد.
4. الأجندة الدعائية.
5. الرأي العام:و محاولة الوصول الى جمهور عالمي.
6. الدعم المالي:جمع المال.
· تقرير” كيف يستخدم الارهابيون العصريون الشبكة العنكبوتية” (جبرائيل ويمان)([7]).
يعلل الباحث الشبكة العنكبوتية بانها اداة مفيدة للشبكات “الارهابية” لوجود الخصائص التالية فيها:
· سهولة الدخول إليها.
· قليلة الرقابة.
· سهولة التخفي لاجراء الاتصال.
· جمهور مستهدف كبير.
· سهولة تدفق المعلومات فيها.
· عملية التطوير غير مكلفة.
· امكانية نقل النصوص و الصوتيات و المرئيات بسهولة من خلالها.
ثم يصنف الباحث الفئات المستهدفة من قبل “الارهابيين” الى ثلاثة مجموعات:
1. المؤيدين الحاليين أو المحتملين:و يتم استهدافهم من خلال موقع بلغتهم المحلية.
2.الرأي العام العالمي:و بالأخص الصحفيين الأجانب من خلال استهدافهم بمواقع متعددة اللغات.
3.جمهور الأعداء: و يرى أنها غالبا ليست فئة مستهدفة، و لكن مع ذلك هناك بعض المواقع تهدف إلى اضعاف معنويات العدو و افقاده الثقة من خلال اثارة جدل عام و تغيير الرأي العام في دولة العدو. ( و نستطيع القول ان صور سجن أبو غريب و جوانتانامو هي من هذه الفئة).
و بعد هذا الاستعراض للأبحاث السابقة، تنتقل الباحثة للحديث عن المواقع الالكترونية المختصة في هذا المجال، و تقول: ” بالاضافة للحجم المتزايد للدراسات الأكاديمية عن موضوع الجهاد على الشبكة ، يوجد عدد من الأفراد و المنظمات التي تراقب و تحلل النشاطات اليومية للمجموعات الارهابية العالمية على الشبكة، و تقوم هذه المنظمات او الأفراد بتقديم ما وجدوه على مواقعهم الخاصة “.
و من الأمثلة على هذه المواقع:
· ‘Global terroraltert’, www.globalterroralert.com/index.htm.
· ‘The Counterterrorism blog’, http://counterterror.typepad.com/the_counterterrorism_blog.
· ‘The Site Institute’, www.siteinstitute.com/index.htm.
· ‘Internet Haganah’, www.internet-haganah.us/haganah/index.htm.
· ‘Sofir for Internet Research’,www.sofir.org/sofir/
و تقوم هذه المواقع بالوظائف التالية:
· التعليق على الكتابات و المرئيات “الارهابية”.
· ترجمة كلمات و بيانات قادة القاعدة.
· ترجمة الحوارات في المنتديات الجهادية.
· وصف للمواقع الجهادية الجديدة.
و تعلق الباحثة ان مثل هذه المواقع تشكل مرجع للمهتمين بهذا الشأن، سواءا من الأفراد او الصحافيين أو الحكومات.
الجهاد على الشبكة العنكبوتية:
تبدأ الباحثة هنا في صلب موضوع بحثها، و تقسمه إلى ثلاثة مجموعات لتحليلها:
1. المشاركون.
2. الأنواع الرئيسية للمواقع الجهادية.
3. الاستخدامات الرئيسية للمواقع.
أولا: المشاركون.
هناك عدة مجموعات من المشاركين الذين يستخدمون الشبكة بدرجات كبير أو صغيرة لتنفيذ المهام المتعلقة بهم في داخل حركة الجهاد العالمي، و هي كالتالي:
1.قيادة القاعدة:المتمثلة في اسامة بن لادن و أيمن الظواهري، اللذان يعملان على ممارسة تأثير ايدولوجي مهم، و التواصل من خلال الملفات الصوتية و المرئية . هذه الملفات غالبا ما تبث من خلال قنوات تلفاز مثل الجزيرة، أو من خلال الشبكة.
2.رجال الدين المسلمين:الذين يبررون شرعية الجهاد و عملياته من خلال اصدار فتاوى و نشر مواد دينية على الشبكة.
3.المفكرون الاستراتيجيون: الذين يقدمون نصائح استراتيجية، و ينشرون كتب و مقالات عن اكثر الطرق فاعلية للجهاد على الشبكة.
4.التنظيمات المسلحة:من خلال مواقعها الرسمية و شبه الرسمية تعمل على نشر رسائلها و معلومات متعلقة بالجماعة إلى العالم.
5.القاعدة الأصولية او الجماهيرية:و هي أكبر مجموعة، و تتكون من مؤيدي الجهاد الناشطين و الغير ناشطين. و يستخدمون عدد من المنتديات لتحديث معلوماتهم عن الأوضاع الجهادية، و البقاء على اطلاع. و لكن تبقى هذه المجموعة “مجاهدين قاعدين” (Armchair Jihadist) غير مشاركين بشكل مباشر في العمليات “الارهابية” .
ثم تتحدث الباحثة عن ان التخفي هو من أكبر المميزات للشبكة العنكبوتية الأمر الذي يجعل هوية و عدد المستخدمين صعب التحديد، و لكن مع ذلك؛ يبدو بشكل واضح ان عدد المواقع ازداد بشكل كبير خلال السنوات السابقة، حيث تقول بعض الدراسات ان عدد المواقع قد ازداد من 28 موقع عام 1997 إلى 5000 موقع حتى وقت كتابة هذا التقرير.
و تلاحظ الباحثة أن العدد الكبير من المواد “الارهابية” الموجودة على الشبكة هو عبارة عن عملية اعادة اناج و نشر للمواد نفسها بين المواقع المختلفة، مما يجعل حجم الجهاد على الشبكة يبدو اكبر مما هو عليه حقيقة، و مع ذلك تبقى اعادة توجيه المواد بحاجة الى عدد من المستخدمين النشطاء.
و هؤلاء المستخدمين النشطاء يتكونون من منتجي المادة، و موزعي المادة … اما المنتجين فهم: جماعات الاعلام “الارهابي” الرسمية، و رجال الدين المسلمين و المفكرين الاستراتيجيين، بينما الموزعين هم غالبا الأفراد المؤيدين للجهاد (القاعدة الجماهيرية).
و فيما يخص عملية نشر المواد، تتحدث الباحثة عن البرامج المستخدمة بكثرة في اوساط المجاهدين لرفع المواد مثل: Megaupload, Turboupload, Yousentit .. الخ، و هذه البرامج قد توفر معلومات عن المستخدمين او عن مستوى الفعالية، فمثلا: رابط عدد مرات التحميل يبين مستوى الفعالية لهذه المادة و عدد مرات تحميلها، و تضرب مثالا على بعض البرامج التي توفر معلومات مهمة مثل برنامج Megauploadالذي يبين من اين حمل الملف من جهاز المستخدم (مسار طريق الملف على الجهاز).
و بعض المواقع، و بالأخص المنتديات تعطي معلومات عن عدد مستخدميها النشطاء و غير النشطاء، و تبين عدد مشاركاتها و التعليقات الخاص بهذه المشاركات، و مثال ذلك منتديات شبكة الحسبة التي تقول أن عدد مستخدميها في الأربعة و عشرون ساعة السابقة بلغ 832،و عدد مستخدمي هذه الشبكة (التي هي أكثر منتدى معروف حتى وقت كتابة هذا التقرير) بلغ 6132، بينما بلغ عدد مستخدمي منتديات الفاروق 1511 مستخدم، و أخيرا منتديات النصرة و الجهاد سجلت 762 مستخدم([8]).
اما بالنسبة لاسماء المستخدمين، فبعضهم يقدم معلومات صحيحة عنه بشكل تطوعي، اما الغالب فهي اسماء و رموز، و غالبها اسماء ذكرية.
ثانيا: الأنواع الرئيسية للمواقع الجهادية.
قامت الباحثة باستعارة التصنيفات للمواقع الجهادية من مقالة سابقة([9])، و هي مقسمة الى ثلاثة مجموعات كالتالي:
الأولى:المواقع الرسمية: و تمثل مواقع المنظمات الجهادية و رجال الدين.
الثانية: المنتديات و المدونات الشخصية الجهادية.
الثالثة:مواقع ذات طبيعة مختلفة ممكن ان تصنف كمواقع للتوزيع.
و هذه المواقع تعمل بشكل مستقل عن بعضها و لكنها ترتبط ببعضها بحيث اذا تعطل موقع، توزع عنواوينه الجديدة على المواقع الأخرى التي ما زالت تعمل، هذا الأمر الذي يشكل “بينة تحتية للجهاد على الشبكة”.
و تحليل هذه المواقع كالتالي:
1.المواقع الرسمية:
الكثير من اصحاب هذه المواقع إما أن يكون يعيش في معزل عن المجتمع الذي يعنيه و يكتب له، أو هو يعيش في المجتمع المعني به، و الشبكة العنكبوتية هي وسيلة مناسبة للوصول السهل إلى جمهور كبير، و نشر مواد غير قانونية.
هذه المواقع تعمل على نشر أفكار و أيدولوجيات صاحب الموقع من خلال كتبه و مقالاته، كما انها ترشد إلى مواد اخرى مفيدة من وجهة نظر صاحب الموقع، كما ان هذه المواقع هي وسيلة اتصال بين صاحب الموقع و جمهوره حيث انها تحتوي على معلومات اتصال (مثل البريد الالكتروني) للشيخ صاحب الموقع ، و كذلك كذلك مواقع فرعية للأسئلة و الاجابات و الفتاوى ، و غيرها من وسائل الاتصال مثل البالتوك و السكايبي.
و يذكر كاتب المقالة الأصلية بعض المثلة على هذه المواقع،و من بينها:
· موقع الشيخ أبو مصعب السوري: و ياتي فيه على ذكر تقسيمات الموقع، و يولي كتابه ” دعوة للمقاومة الإسلامية العالمية” أهمية كبيرة.
· موقع الشيخ أبو بصير الطرطوسي: و يذكر أن الشيخ أبا بصير يعلق على الأحداث الحالية التي تقع في الشرق الوسط و الغرب، و بالأخص بريطانيا محل إقامته.
· موقع الشيخ عمر بكري مؤسس حركة المهاجرون([10])، الذي يعكس فيه أفكاره من خلال كتاباته ، و يعمل أيضا على نشر مواد أخرى فيه مما يجعله موقع رسمي و موقع للتوزيع حسب تصنيف كاتب المقال، كما يذكر الكاتب عن اخراج الشيخ من بريطانيا و ذهابه إلى بيروت بعد تفجيرات لندن.
· موقع الشيخ أبو محمد المقدسي ” منبر التوحيد و الجهاد “:
حيث يصفه الكاتب بأنه من أهم المواقع، و يحتوي على مقالات و كتب تابعة لفكر السلفية الجهادية.
و يقول الكاتب ان هذا الموقع يحتوي على مكتبة زاخرة و منظمة لأدبيات الجهاد تمتد من كتب ابن تيمية في القرن الرابع عشر إلى كتب أسامة بن لادن في القرن الواحد و العشرين.
و بشكل عام ، يصف الكاتب المواقع الرسمية بأنها أكثر تنظيما و ثباتا من المواقع الجهادية الأخرى.
ثم يتحدث عن مواقع التنظيمات الجهادية، و كيف انها تستخدمها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف، و تنشر فيها صور عملياتها، و ان هذه المواقع يعمل عليها أصحاب معرفة تكنولوجية لإنتاج مواد بمواصفات احترافية و معقدة كالمرئيات ذات الجودة العالية.
أهم اهداف مواقع التنظيمات هو نشر سبب وجود المنظمة، فكرها، و الوضع السياسي الذي تعيشه في البلد الذي تعمل فيه.
و هذه المواقع غير ثابتة و صعبة التتببع بالرغم ان بعضها قد يكون مستقر على نفس العنوان لفترات زمنية طويلة.
و من الأمثلة على هذه المجموعة موقع الجماعة السلفية للدعوة و القتال([11])، و هي مجموعة قريبة أيدولوجيا من تنظيم القاعدة ، و يحتوي على العديد من عمليات التنظيم بالإضافة الى كتب و مقالات، بالإضافة إلى مجلة الجماعة التي أصدرتها في خمسة اعداد.
و في النهاية، يتحدث الكاتب عن موقع حركة حماس ( التي لا تعتبر من وجهة نظره منظمة جهادية)، و يتوفر الموقع بست لغات مختلفة: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الماليزية، و الأوردية.
و يوفر الموقع أخبار و معلومات متعلقة بالشأن الفلسطيني ، و الموقع العربي منه يوفر معلومات عن حماس، و لكنه لا يحض على العنف.
و بالمقارنة مع المواقع الأخرى الغير ثابتة العنوان، فإن هذا الموقع موجود بنفس العنوان من سنوات عديدة، و يبرر الكاتب السبب بأن حماس و منظماتها السياسية و الاجتماعية الفرعية متسامحة إلى درجة كبيرة بالمقارنة مع الجماعات الأخرى القريبة من القاعدة، إلا ان عنوان موقع جناحها العسكري (كتائب القسام) يتغير باستمرار ، و له موقعه الخاص.
2.المنتديات و المدونات الشخصية:
يذكر فيها الكاتب تعريف بالمنتديات، و يذكر أن بعضا منها يحتوي أقسام فرعية (سياسية، اقتصادية، خاصة بالأسرة) و جميع تكون المواد فيها تابعة لوجهة نظر و رأي السلفية الجهادية.
و يذكر الكاتب أن هناك مراسلين للجماعات داخل المنتديات([12]) ينقلون أخبارها الى المنتديات و يحذرون من أي مصدر آخر لنقل بياناتهم، و كذلك مراسلي الجماعات التي ليس لها موقع على الشبكة، أو التي موقعها دائم التغير.
و يأتي هنا بمثال عن أحد أكثر المنتديات شهرة – الحسبة – و يشرع بشرح أقسامه و محتوياته، و عدد المشاركات في كل قسم .. كما يذكر كيف يقوم المشرفين باختيار المواضيع المميزة و تثبيتها في أعلى كل قسم فرعي.
و يذكر المدونات الشخصية على انها ظاهرة حديثة و قليلة الارتباط بالحركة الجهادية، حيث انها لا تعمل على مبادلة الآراء و إنما وظيفتها الرئيسية هي نشر المواد، و توفير روابط لمواقع جهادية.
3.مواقع التوزيع:
هذه المجموعة تضم مواقع متنوعة تشترك في هدف واحد و هو الإبقاء على البنية التحتية للجهاد على الشبكة. منها ما هو موقع متخصص للتوزيع فقط، و منها –كما سبق الذكر- يعمل على توزيع المواد بالإضافة الى طبيعته الأساسية كموقع رسمي أو منتدى.
إحدى المجموعات الفرعية لهذه المجموعة هي ” الدليل”، و هذه المواقع توفر قائمة محدثة من الروابط للمواد المرئية أو الصوتية. يذكر منها على سبيل المثال موقع “دليل مشاور” بنسختيه الإنجليزية و الفرنسية.
و المجموعة الفرعية الأخرى هي مواقع للتوزيع يقوم عليها متعاطفين مه الجهاد بسبب قضية معينة أو مجموعة معينة بحيث يقومون على إعادة توزيع المواد التي ترتبط بقضيتهم أو التي أنتجت من المجموعة التي يؤيدونها.
هذه المواقع يقوم عليها أفراد أذكياء فيما يتعلق بأمور الشبكة العنكبوتية الأمر الذي ينعكس على التنظيم الجيد و سهولة الوصول للمواد على الموقع.
من الأمثلة على هذه المواقع: موقع انصار الجهاد الذي يقول انه موقع مستقل لا يمثل أي منظمة، و انه يعمل على نشر المعلومات عن المجهادين لتنوير الناس بقضية الجهاد بشكل عام.
و مثال آخر: موقع القاعدون الذي أنشأه مجموعة من المتعاطفين مع المجاهدين المختصين بإعادة نشر اصدارات تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. و من المواد التي يعيدوا توزيعها مجلتي صوت الجهاد و البتار، بالاضافة إلى أعمال رجال دين مشهورين امثال يوسف العييري.
و منها: موقع صوت الجهاد، الذي يعمل على اعادة نشر اصدارات تنظيم القاعدة في بلاد ما بين النهرين، التي منها كلمات أبو مصعب الزرقاوي، و مجلة ذروة السنام التي نشرت أول مرة في مارس 2005.
و ثالث المجموعات الفرعية لمواقع التوزيع هي وسائل الاعلام (Media Groups) التي لا تنتمي بالضرورة لإحدى التنظيمات، و انما تعمل على انتاج و نشر المواد الجهادية بشكل عام،و يذكر الكاتب أمثلة على هذه المجموعة، منها: الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية التي أخرجت إذاعة تلفازية على الشبكة تحت اسم ” صوت الخلافة ” التي تشبه في عملها الشبكات الإخبارية في نشرها لتقارير اسبوعية من العراق و فلسطين و أفغانستان.
و كذلك مؤسسة السحاب المختصة بانتاج و نشر المرئيات الخاصة بقيادة القاعدة .
ثالثا: الاستخدامات الرئيسية للمواقع الجهادية.
و هي سبعة استخدامات كالتالي:
1.نشر الفكر و الدعاية.
2.الاتصال و إنشاء مجتمع الكتروني.
3.التدريب.
4.القرصنة.
5.التجنيد.
6.الاستطلاع
7.الدعم المالي.
أولا: نشر الفكر و الدعاية.
تعتبر الباحثة أهم عمل للجهاد على الشبكة هو نشر الفكر و الدعاية، حيث يعمل قادة القاعدة و رجال الدين و المفكرين الاستراتيجيين على تزويد مؤيديهم بكتابات فكرية و دينية و سياسية، بحيث أصبحت الشبكة العنكبوتية عبارة عن مكتبة افتراضية للمواد الجهادية توفر سهولة الدخول لأي شئ، من مواد سياسية و فكرية الى مواد مرئية و فتاوى.
و تأتي الباحثة على ذكر رسالة أحمد الواثق بالله (نائب أمير الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية) التي صدرت بتاريخ نوفمبر 2003، و التي يصف فيها الشبكة بأنها “جامعة القاعدة للعلوم الجهادية” حيث يخضع الخريجين منها لتدريبات عسكرية و كذلك فكرية و أخلاقية.
و مع الدعاية تصدر بعض الوثائق الاستراتيجية كالتي صدرت في ديسمبر 2003 بعنوان: “عراق الجهاد: آمال و مخاطر” ، و هي وثيقة تعرض استراتيجية لاجبار قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على الخروج من العراق.
و مثال آخر في هذا المجال هو رسالة “خارطة طريق المجاهدين” المصدرة من كتائب أبو حفص المصري التي تمزج فيها بين الدعاية،و بين استراتيجيات للأفراد المسلمين و الأمة الإسلامية للصبر على الجهاد، و الاعداد البدني و الفكري له.
في الغالب، تنشر الدعاية لإضفاء شرعية على قضية الجهاد للجمهور المستهدف الداخلي و الخارجي. فبالنسبة للداخل، تهدف الدعاية للتثقيف الديني و انشاء قاعدة عامة نظرية و فكرية، و تعمل على رفع معنويات الجهاديين.
أما بالنسبة للخارج، فهدفها هو حرب نفسية لإضعاف معنويات العدو، و مثال عليه “الكاميرا الجهادية الخفية” التي تعمل على رفع معنويات المجاهدين و خفضها للجنود الأمريكيين في العراق.
ثانيا: الاتصال و انشاء مجتمع الكتروني.
نشر الفكر و الايدولوجيا يعمل على انشاء قاعدة عامة للجهاديين ، و هي تمثل طريقة اتصال ذات اتجاه واحد، و للحفاظ على البنية التحتية الفضفاضة للحركة الجهادية العالمية، لابد من انشاء علاقات و وسائل اتصال من خلال الشبكة.
و تختلف طرق الاتصال بين المجاهدين، فهي داخلية و خارجية، و منها ما هو باتجاه واحد و منها ما هو تبادلي، و من الأمثلة الاتصال باتجاه واحد: اصدرات قيادة القاعدة المتمثلة بأسامة بن لادن و أيمن الظواهري عندما يوجهوا رسائلهم الى جمهورهم الداخلي الجهادي و الخارجي غير الجهادي،و كذلك الجماعات المسلحة و بعض رجال دين، و البعض الآخر يتخدم وسيلة اتصال تبادلية مع جمهوره من خلال الإجابة عن الأسئلة و اصدار الفتاوى.
أما بالنسبة للقاعدة الجهادية، فهي تتصل فيما بينها بوسائل تبادلية مثل المنتديات، هذا الاتصال الذي ينشأ مجتمع افتراضي “Virtual Community“كنوع من وحدة الهوية و الانتماء لمجموعة أو قضية معينة.
ثالثا: التدريب.
تذكر الباحثة معسكرات التدريب التي كانت موجودة سابقا في بعض البلدان كأفغانستان و الشيشان و غيرها ، و بعد تدمير الولايات المتحدة للمعسكرات الافغانية في غزو عام 2001 انتقل التدريب الى اماكن اخرى تتوفر معلومات قليلة موثوق بها عن هذه الأماكن، و في الوقت الحالي اصبح من الواضح أن التدريب انتقل إلى مدى معين إلى الشبكة العنكبوتية.
حيث يوجد في المنتديات أقسام للخلايا الجهادية حيث تتوفر كتيبات للتدريب تتراوح بين البسيطة و المعقدة، و أشهرها “موسوعة الإعداد للجهاد” الصادرة عن تنظيم القاعدة بحجم 700 ميغابايت، و التي جهزت في أفغانستان ثم حدّثت بنسخ جديدة على الشبكة.
و من هذه المواد التدريبية ما هو مكتوب، و منها ما هو صوتي أو مرئي بجودة عالية يشرح التدريب خطوة بخطوة.
رابعا: القرصنة.
تتحدث فيها الباحثة عن بعض المحاولات للهجوم على المواقع الحكومية الأمريكية، و تشكيل جيوش الكترونية مثل: جيش الفاروق الالكتروني و جيش الهاكر الإسلامي، و الدعوة للالتحاق بهذه الجيوش، و لكن ما زالت هذه المحاولات بسيطة و ساذجة و في طرو الطفولة من وجهة نظرها.
كما تتحدث عن المحاولات المقابلة للهجوم على المنتديات الجهادية، و كيف أن أعضاء المنتديات ينصحون بأخذ احتياطات أمنية عند استخدام الشبكة كإخفاء عناوينهم على الشبكة “IP Addresses“، و مسح تاريخ التصفح. و بالتالي ينصب تركيز المجاهدين على الدفاع أكثر منه على الهجوم.
خامسا: التجنيد.
حيث أن هناك تجنيد مباشر و آخر غير مباشر على الشبكة، و الغير مباشر هو ما يقوم به أعضاء المنتديات من قسم البيعة لأعلام الجهاد كأسامة بن لادن و أيمن الظواهري و أبو مصعب الزرقاوي و غيرهم.
أما التجنيد المباشر فهو استخدان الشبكة لإيجاد اناس جدد للالتحاق بالمجاهدين، و تضرب الباحثة مثال على هذه الحالة في ايطاليا، حيث المدعو ربيع عثمان سيد أحمد، مصري الجنسية، الذي ينتظر محاكمته في يناير 2006 حيث أتهمك باستخاد الحاسوب كأداة للتجنيد.
و تضرب مثالا آخر على الأمريكي – الهولندي جيسون والترز (Jason Walters)الذي تدرب في مخيمات باكستان و طلب منه العودة للبحث عن مجندين جدد على حد زعم الباحثة. و تقول “على الرغم ان الشبكة لم تستخد بشكل مباشر كوسيلة للتجنيد، و لكن كان عملها تسهيل عملية التجنيد”.
سادسا: الاستطلاع.
يستخدم المجاهدون الشبكة كغيرهم كمصدر مهم للمعلومات، و هناك الكثير من الأفراد و الشركات و غيرهم يضعون معلومات هامة و حساساة على الشبكة بقصد أو بدون قصد منهم، هذه المعلومات التي قد تتابع و تستخدم لأغراض “ارهابية”، و كذلك المعلومات البريئة كالخرائط و جدوال الوقت في المطارات و محطات الانفاق قد تستخدم بشكل سيء اذا وقعت في الأيدي الخاطئة.
و أحد الأمثلة على ذلك ما نشرته جماعة أنصار المسلمين المرتبطة بالجماعة الإسلامية الأندونيسية على موقعها من خرائط مفصلة و طرق الخروج و غيرها من معلومات لتستخدم لضرب المناطق التي يتواجد بها الغربيون و يكونون محصورون داخل سياراتهم مثل مناطق الغداء و الطرق المزدحمة.
سابعا: الدعم المالي.
تستخدم الجماعات الشبكة للحصول على دعم مالي من خلال نشر عملياتها على الشبكة، الأمر الذي يجعل مؤيديها الذين لا يشاركونها العمليات يرسلون إليها بالأموال، و بهذا تكون هذه الجماعات استخدمت الشبكة بشكل غير مباشر للحصول على دعم مالي من خلال اظهار قدرات الحركة الجهادية و قوتها.
استنتاجات الباحثة من هذا التقرير:
تقسم إلى أربعة أجزاء، وهي:
أولا: تأثير الشبكة العنكبوتية على طبيعة “الارهاب”.
في خلال العشر سنوات الأخيرة، أصبحت الشبكة بشكل متزايد ذات اهمية للحركة الجهادية، و تمّ استخدامها لتنفيذ فعاليات “ارهابية” مختلفة، و بالتالي أصبح من المحتمل أن الشبكة تمارس تأثيرا الى درجة ما على طبيعة “الارهاب” و ستبقى كذلك في المستقبل.
لقد قدمت الشبكة طرقا جديدة تم من خلالها رفع أداء “الارهاب” أو الجهاد الأمر الذي أدى إلى تقويته و تكثيفه.
و كمثال على ذلك، تقول الباحثة أن عام 2004 شهد موجات من عمليات خطف الأجانب في العراق، و بدون الشبكة العنكبوتية التي سمحت بنشر مرئيات و توفير دعاية لهذا النوع من العمليات “الارهابية” ، لم نكن لنشهد هذا النمو في عمليات الخطف على حد زعمها.
و نرى أيضا كيف تتطور جهاز الحاسوب إلى أسلحة حقيقية مع التطورات التكنولوجية التي يحتاجها الجيل القادم من “الارهابيين” .
ثانيا: قدرات الجهاديين على الشبكة.
لقد ساعدت الشبكة الجهاديين على الوصول إلى جمهور مهم، حيث أن الدعاية التي تنشر من خلالها تصل بشكل أكبر من المواد المكتوبة التقليدية.
و لكن الباحثة تقول ” أننا لا يجب أن نبالغ في تقدير مدى انتشار الجهاديين على الشبكة، أولا: لأن عدد مستخدمي الشبكة قليل نسبيا في الشرق الأوسط الأمر الذي يصعب وصول الجهاديين على الشبكة الى جمهور كبير، على الأقل في البلدان العربية، و ثانيا: التغيير المستمر لعناوين المواقع الجهادية و المواد التي تحويها”.
و مع ذلك، هناك –إلى حد كبير- علاقات تعاون بين المواقع الجهادية التي تعمل هلى تزكية مواقع أخرى و الارشاد إليها لتحقيق أهداف الجهاد على الشبكة.
ثالثا: مناقشة مكافحة الارهاب.
المواقع الجهادية توفر معلومات بكميات كبيرة عن الحركة، أفكارها، عملياتها، و مستوياتها الهيكلية، و بالتالي تعتبر هذه المواقع مصادر مهمة لمخابرات الحكومات الغربية التي تجمع معلومات عن “الارهاب” في محاولة منع هجمات “ارهابية” جديدة.
و في هذا الشأن يظهر السؤال عن مدى مصداقية المعلومات الموجودة على الشبكة، هل من الممكن أن يقود الجهاديين حملات اعلامية لتزييف المعلومات على الشبكة ؟ بشكل عام تستخدم الشبكة للمبالغة في تأثير و قوة و امكانيات الحركة الجهادية، و لكنه من غير المحتمل أن ينشر الجهاديين معلومات مزيفة على الشبكة.
و السبب في ذلك ان المواقع الجهادية قد تكون المصدر الوحيد للمعلومات لمؤيدي الجهاد، و بالتالي المعلومات المضللة قد تخدع ليس فقط المراقبين لهذه المواقع، و لكن ايضا الجهاديين انفسهم.
من المحتمل أن ينشر غير الجهاديين بيانات كاذبة و اشاعات لتشويه سمعة الجهاديين، و لكن هناك رقابة داخلية تراقب المشاركات و تحذر من هذه المعلومات الخاطئة و احيانا تعمل على محوها من الموقع.
و يستمر النقاش حول مكافحة الارهاب حول جدوى اغلاق المواقع “الارهابية”، فمن ناحية، سنخسر كمية من المعلومات باغلاقها، و كذلك ليس من الممكن اغلاق كل المواقع الجهادية حيث أن الموقع المغلق ينقل جميع مشاركاته و مواده الى موقع آخر يظهر قريبا على الشبكة.
و من ناحية أخرى يرى البعض السماح لهذه المواقع بالعمل سيعطى حركة الجهاد العالمي نوع من الشرعية.
رابعا: أمور ينبغي مراعاتها في الأبحاث المستقبلية.
و في نهاية تقريرها، تذكر الباحثةأنه ما دامت المواقع “الارهابية” ما زالت تعمل، فهناك بعض الأمور التي يجب أن تتم تغطيتها في الأبحاث المستقبلية مثل:
· استخدام المعلومات المتوفرة على الشبكة لايجاد فهم شامل و منظم عن الجهاديين، و الحركات “الارهابية” الاخرى.
و أحد المظاهر المهمة للجهاد على الشبكة هي هياكل و هرمية المواقع، حيث أن أبحاث مستقبلية تهدف للتعرف على المواقع الرئيسية الأم التي توفر معلومات رسمية ستسهل مراقبة المواقع الجهادية، و تعطي معرفة دقيقة عن الحركة.
· تطو