التاريخ أتبت أن دور الجامعات مهم في التنمية الاجتماعية وبناء الحضارة الإنسانية فلولا قوة التعليم الألماني و اليباني لما خرجوا من الحرب العالمية متقدمين
التاريخ أتبت أن دور الجامعات مهم في التنمية الاجتماعية وبناء الحضارة الإنسانية فلولا قوة التعليم الألماني و اليباني لما خرجوا من الحرب العالمية متقدمين حضاريا فدور الجامعة يتمثل في تخريج نخبة تقود البلد إلى التطور و التقدم مع المحافظة على هويتها الثقافية بل ترسم أيضا معالم مستقبلها المشرق ، و لا يتمثل دور الجامعة فقط في التنظير الفكري و التحليل بقدر ما تؤثر في البنية الاجتماعية و المجتمعية لبلدها من خلال دراساتها و أبحاثها و ممارساتها العملية و العلمية التي تهدف من خلالها بناء مجتمع حضاري ، وهذا لا يتم إلا وسط مناخ أكاديمي يتمتع فيه النخبة الأكاديمية ( الأساتذة و الطلبة ) بالحرية الاكادمية التي تكفل له الإبداع الفكري و العلمي ناهيك عن الدعم التي تقدمه الدولة للجامعة وتقديسها لطلبة باعتبارهم مستقبل أوطانهم فان أردت معرفة مستوى أي بلد فما عليك سوى زيارة كلياتها وجامعاتها ، هذا ما نجده عند الدول الراقية التي تخدم مشروع الحضاري الإنساني – رغم ما يشوبه من نواقص ليس لنا الهدف هنا الخوض في غمارها – ، ويمكن القول ان الجامعة في ألمنيا أو اليبان تعمل على بناء مجتمع متعلم من خلال فتح الباب في وجه العامة لتعليم نشر بحوت موضوعية معالجة القضايا الاجتماعية بشكل موضوعي تخريج نخبة فاعلة في المجتمعة لخدمة شعبها بروح الفاعلية و العطاء .
وقد صدعنا أنفسنا دائما بالمثال الغربي وقوف عليه موقف العظمة ، ولنقم الآن بالإطلالة صغيرة عن جامعتنا المغربية ودورها في بناء المجتمع فسنجد أن الجامعة مغيبة تماما عن الدور المنوط بها في الإسهام بتنمية الاجتماعية إن لم نقل أنها لا تقوم بدورها كأساس للعلم و البحث، فتقتصر بتجسيد النمط السائد للدولة الفساد و الاستبادا و هذا ما يجعلنا نتساءل هل الجامعة المغربية تنتج نخبة فاعلة في المجتمع أم أنها تنتج مسوخ تساهم في تكريس ما يروق للدولة ؟
لا يمكن الإنكار أننا نمتلك طاقات عالية في تخصصات علمية ومعرفية متعددة أنتجتها الجامعة المغربية من أساتذة باحثين إلا أن هناك إشكال كبير بين العلم و العمل ففي ذهن من يعتبرون أن المعرفة و العلم برج عالي يترفعون به عن الواقع و بالتالي عن الممارسة الاجتماعية فنجد فئتين أنتجتهما الجامعية : الأستاذة الذين انساقوا وراء الترف الفكري – و إن هنا بلاغنا في المصطلح بكون أن الترف يأتي بعد حل كل المشكلات أي بعد الغنى فتجدهم يناقشون أمورا مترفعة عن الواقع – و طلبة معطلين يفكرون فقط في سد الجوع دون أي اعتبار لدوره في بناء مجتمعه هذه الفئة الأولى التي ظهرت بفعل عاملين اثنين هما أن دور الجامعة المغربية يتمثل في الإقصاء و التهميش زيادة على تهشيم العقول و الجماجم ، فعامل الإقصاء متواجد داخل الجامعة بفعل الفساد الإداري و المحسوبية المتفشية داخلها تم الإقصاء الأكاديمي و الاجتماعي هذا ما يدفع بالأساتذة بالتزام الصمت ومنهم من يجسد سلوكيات المخزن داخل الجامعة و كذلك الشأن بنسبة لطلبة ، أما الفئة الثانية وهي الأقلية الفاعلة من دوي المروءة من الطلبة و الأساتذة الدين يعملون على إعمال الجامعة لخدمة النهضة المجتمعية وهؤلاء يبقى دورهم مجرد إسهام بسيط نظرا لما يتعرضون له من إقصاء و إبعاد وتقيد وكل مصطلحات المنع ، فالدولة حولت الجامعة من فضاء للعلم و التعلم إلى مصنع لتجهيل و التهجين الثقافي الذي يفقد للأمة هويتها ويجعلها تعيش ضياعا وشتاتا فكري وهذا ما ينعكس على المجتمع ، إلى جانب تحقيرها من طرف الدولة واعتبارها فقط عالة وسبب البطالة – و كأن الدولة المسكينة خططت ودبرت لتوظيف المساكين – فالحكومات التي ترقى بشعوبها توظف الاقتصاد لخدمة تعليمها أما الدولة التي تمتص دماء شعبها فتعتمد على قتل التعليم وتحويل أفرادها إلى آلة تغطي تشويهاتها الخلقية لتتهم الجامعة فيما بعد على انها سبب فشلها الدريع،وهذا ما دفع المخزن على إصدار تسريحات مناوئة لتزيف دور الجامعة بوصفها أنها تخرج العطالة و تعليق لشماعة الفشل على قطاع التعليم عموما وخاصة الجامعة لستر الفساد الناخر في عمق الشعب مند سنين .
ولنقف على هذه الأمور لكي لا تعتبر رأي شخصي بقدر ما هو واقع مبني على دراسة فعلية فما عليكم فعله هو ربط حزام الأمان لكي ترو حقيقة الجامعة المغربية المتمثلة في كونها احد أجهزة الاستخابارتية للدولة تعمل على تكريس شيء أساس هو التطبيع عقول المغاربة ليصبحوا مأدلجين لتدسيس سموم المخزن في المجتمع وخير مثال على دلك أن كل الأفواج المتخرجة من الجامعة هي أفواج خانعة متذللة لمخزن بتجهيلها طويل سنوات بتلقينها لقيم الولاء و الخنوع ، فالجامعة المغربية لا يمكن لنا أن نصفها بوسط اكادمي لأنها لا تتوفر على الاستقلالية و الديمقراطية الداخلية لها ،فرئيس الجامعة يعين و لا ينتخب وعمادة الكلية تباركها الداخلية فكيف لهده الترسانات أن تسمح للبحت العلمي بمعالجة الواقع الاجتماعي فتجد مثلا السوسيولوجي في المغرب تناقش مشكل الشغب في الملاعب فلماذا لا تناقش ظاهرة العزوف السياسي ؟ مثلا أو ظاهرة التضخم لدا الحيتان الضخمة أو … ببساطة تامة لأن هناك خطوط حمراء لا يمكن للبحث العلمي معالجتها لمعدومية الحرية الاكادمية و إليك تساؤل بسيط لمادا في مسلك الدراسات لا يدرس المذهب المالكي كما هو وليس كما هو مفصل لدى علماء البلاط لمادا لا تدرس السياسة الشرعية و البيعة من جانب الموضوعي و ليس من باب تكريسها في عقول الطلبة بكونها مقدسة ؟؟؟؟ . لمادا لا تفتح لطلبة الحرية في انجاز بحوت ؟لمادا لا تتوفر مختبرات للبحث في العلوم الإنسانية ؟
الإجابة أن هذا الباب إن فتح تفتح نور عقول الطلبة و بتالي تنور المجتمع ومات الفاسدون فالعلم منارة التقدم و التطور الإنساني في كافة مجالاته فالدولة تحارب التخصصات الحية التي تلامس حرارة المجتمعات و القيم و تحليل النظم البينية في القطاعات الأساسية فتجد أن الدولة توجه الشباب إلى مراكز التكوين المهني وخاصة تلك التي تشجع على اندحار قيم الإنسانية بتحويل الشباب إلى آلة استهلاكية تستهلك دون إنتاج تفكر فقط في سد رمق الجوع دون تفكير في الأجيال القادمة أو بالأحرى أن تفكر في كرمتها المسلوب وهنا يأتي الحل لنهوض بأوضاع الجامعة المغربية من زاوية المناضلين و النخبة الأكاديمية بواسطة العمل على إنشاء مشروع طالب فالمخزن يعمل على تخريج طالب مائع إمعة لا يعلم ما يجري حوله طالب لهواه وهنا تأتي الضرورة لإعادة إحياء روح الطالب كإنسان فاعل في مجتمعه وليس كمفعول به هذا الروح لا يمكن لها أن تحيا إلا برجال علموا الحق و أدركوه و جعلوه بين عينيهم يعملون عليه لإيصال رسالة الكرامة في نفوس الشباب داخل الجامعة باعتبارها وسيلة فعالة لتخريج الجند الدين يتخذون من جهاد الكلمة سلاح لهم لمحاربة الفساد و إرجاع الحق لأهله بإيقاظ القلب الفاتر فإن كانت الدولة الآن تعمل جاهدة على إنتاج لنا شباب مخنث فاقد لهويته فإن منظمة الطلابية – اوطم – والنقابات التعليمية يعتبرون هم حراس الطلبة من هذا السم المقيت للتضافر الجهود بين نخبة الطلبة و فضلاء الأساتذة للعمل على بناء ذات طلابية تستقي جوهرها من معاني الرحمان المجسدة للحكمة و الموعظة الداعية إلى القومة للحق سبحانه .
إرسال تعليق